وباء كرونا.. أظهر معدن الأطباء
لقد أثبتت كورونا معدن وأصل الأطباء خاصه، فالأطباء يحملون رسالة سامية تخدم الوطن، ولكن وباء كورونا الجامح قد ظهر معادنهم الحقيقة فى هذه المحنة الفارقة من البلاد، وأنه على قدر مسؤلياتهم على قدر جهدم لتقديم الخدمة للمرضى، على قدر أبتعادهم عن خدمة مجتمعهم، فمنهم من تقدم لأداء واجبهم على أكمل وجه، مهما كانت التضحيات، فقد قاموا بواجبهم وهم يعلمون خطورة هذا الوباء الداهم، والذى من الممكن أن يكونوا ضحايا من ضحاياه شأنهم شأن المرضى تماما، لأنهم هم المخالطون الأوائل لمرضى الكورونا، وقد حدث بالفعل وراح منهم ضحايا، لكنهم أدوا واجبهم السامية تجاه المهنة التى حلفوا من أجلها اليمين، فحتسبوا عند الله من الشهداء.
ليس جميعهم فحسب، عملا بالمثل القائل، صوابع اليد ليست كبعضها البعض، فهناك أطباء أخرين فى المقابل كادوا أن يتخلوا عن المهنة خوفا من العدوى، فقد تخلوا عن مهامهم ولم يتقدموا بالكشف عن مريض مهما كان مرضه حتى ولو بسيط، رفضوا تقديم الواجب نحو مرضاهم، وفضلوا البقاء فى المنزل، ويوجد من هذا النوع الكثير، حتى واجبهم لم يؤدوه.
كان ولابد من أطباء الصدر أن يكونوا فى المقدمة، وأن يتميزوا بالنشاط أكثر من الأطباء أصحاب التخصصات الأخرى، لأن أصحاب مرضى الصدر هم أكثر عرضة لإلتقاط وباء كورونا، ولكن وجدنا العكس، تخلوا أطباء مرضى الصدر عن مهامهم، وتركوا الدفة لأطباء الباطنة والقلب والتخصصات الأخرى، لتكن مصيبتهم مصيبة، والمصيبة الأكبر هى تخليهم عن عملهم المطلوب، مكتفين بأداء عملهم إداريا فقط، من خلال وظيفتهم فى المستشفيات، عليه فقط مباشرة العمل إداريا، لكونه يخشى الإصابة بالمرض.
إذ أن الأطباء الذين يمارسون العمليات الجراحية، أو عمليات الفم والأسنان لا يخشون شيئا مستمرين فى عملهم، ماداموا يقومون بالتاكيد على الوقاية اللازمة، والتعقيم المستمر للأجهزة والأماكن الخاصة بالكشف، وأيضا اتباع الإرشادات التى تقيهم من الأصابة المباشرة، ولم يتوانوا فى عملهم من أجل تخفيف المرض عن المرضى.
الأطباء منذ أن ظهر فيروس كورونا وهم يتواجدون فى المستشفيات الحكومية، رغم علمهم بأنهم يقومون بواجبات خطيرة للغاية ضد هذا المرض اللعين، وأنهم من الممكن فى أية لحظة سيكون مصيرهم الموت لقدر الله، والجميع يعلم جيدا قدر ما يقومون به تجاه المرضى المصابين بالفيروس.
ولكن إذا ذهب مريض إلى طبيب ما بالأخص لطبيب الصدر ليوقع الكشف عليه، فيمتنع الطبيب ذلك، فما كان عقابه فى هذه الحالة، هل هؤلاء يقال عنهم من المجاهدين، أم أنهم لا يستحقون لقب طبيب.
من رأيى أن الأطباء يؤدون رسالة سامية مثله مثل المحاربين فى ميدان القتال تماما، فإذا كان المقاتل هذا يعتقد أنه سيُقتل ولذا لم يذهب إلى المعركة لكان من حق قادته أن يوقع عليه عقوبة الإعدام، هذا شأن الأطباء أيضا، فالذين يمتنعون عن أداء واجبهم على النقابة أن تنزع منه لقب الطبيب فورا، وأن يقع عليه عقوبة تقدرها النقابة، لأنه بذلك تقاعس عن حق المجتمع، وكان فى هذه الحالة خونة العهد، خونة حلف اليمين وقت تخرجه، والذى أقسم من خلاله أن يؤدى واجبه نجو مرضاه فى كل الظروف، شأنه شأن الشرطى تماما، هذه الظروف التى كشفت عن معادنهم، الأصيل منهم، و...........وللأسف لا معنى للوصف ولا شئ غير ..(الخسيس).
حفظ الله مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق