السبت، 20 يونيو 2020

قصة أطفال



رحلة الأصدقاء السبعة
تأليف
فوزى يوسف اسماعيل
كان الاصدقاء السبعه ، سمسمة وسالم وعنابه وبدارة وشريف ورباب وتامر قد تجولوا فى الغابه التى رؤها جميله تملاءها الاشجار والزهور وايضا بيوت الحيوانات مثل الظرافه والاسود والفيله وجميع الحيوانات المختلفه ، فاشادوا بها واعجبوا بمنظرها . وهم لا يدرون جن عليهم الليل ، فأرادوا الايواء فى مكان لكى يستريحوا لليوم الثانى حتى يستكملوا رحلتهم ، لم يجدوا مكان بها حتى ينتظروا فيه للصباح ، ففكروا فى صنع كوخ صغير من الخوص وعروش الشجر .
وذهب كل واحد منهم يبحث فى الغابه لجمع سيقان الحطب ، وبعد أن يحصل كل منهم على ما يقدر علية من الجمع ليكفى صنع الكوخ فعليه بالرجوع الى المكان الذى تقابلا فية ، وكان هذا المكان قد اتفقوا علية حتى يصنعوا فية الكوخ وحتى لا يتوه أحدهم عن الاخر .
وكانت سمسمه بنت ذكية ، تقوم بقيادة الرحله ، وقد وقفت تنظر فى أرجاءالغابه حتى ينتهوا من الحطب ، اذا بها ترى دارا صغيرة مبنيه من الطوب اللبنى فى ناحية الجانب الشرقى للغابه ، ففرحت بها كثيرا .
ولما تجمع الاصدقاء جميعا ، أفسحت سمسمة للأصدقاء بما رأته من أمر تلك الدار ثم تركوا ما فى أيديهم ، لانهم وجدوا دارا مبنيه جاهزة ، ولا يحتاجون الى بناء الكوخ .
ذهبوا جميعا متجهون الى الدار ، وكانت هذة الدار لعم كريم الرجل العجوز الذى بلغ سن الشيخوخة .
وقد طرقوا الباب ، فستقبلهم عم كريم بكرم الضيافه وأداء الواجب لهم ورحب بهم الضيافه ثم أجلسهم فى الدار وكان عم كريم رجل كريم فى معاملاته فقد قدم الواجب للضيوف السبعه .
وقدم لهم طعاما لذيذا شهيا ، وقد التفوا من حوله الاصداقاء ليأكلوا منه .
امتلئت بطن تامر عن أخرها لانه كان أكثرهم يأكل فى نهم ، وامتلئت بطنه مما حدث عنده طخمه فتألم من أثرها .. واستدعوا على الفور طبيب الغابه الذى كان عم كريم يعرفه قام الطبيب بعلاجه بتناوله أحد الأعشاب التنى قام بتركيبها والتى كان لها القدرة على طيب الألم ، وفى العشاء جلس عم كريم يحكى للأصدقاء جزءا من سيرة النبى محمد صلى الله علية وسلم ، فعم كريم رجل صالح يحب الاطلاع دائما فى دنيا المعرفه ، وخصوصا سيرة الانبياء من أدام علية السلام الى الرسول صلى الله علية وسلم .
وقد فرحوا الاصدقاء بهذا الحديث الجميل ، واستمعوا جميعا منصتين اليه بشغف وترقب . وبعد أن مضت مدة طويله يتحدث فيها عم كريم عن السيرة العطرة ، أحسوا الاصدقاء بالنوم يداعب جفونهم من تعب يوم كامل يسيرون فى الغابه فتركهم عم كريم ليسترحوا حتى يستكمل معهم فى اليوم التالى .
دخلت الغابه جماعه تسمى " الغلان " يقودهم رجل اسمه سعفان ، وكان سعفان له اتباعه الذين ينفذون له طلبة وأوامرة .
صنعوا لهم كوخا صغيرا وجلسوا فيه لكى يستريحوا ويستطلعون الامر فى الغابه معتقدين أن أرض هذة الغابه هم أصحابها ، وقد يحصلون عليها ، ذلك الامر الذى جاءوا من أجله .
وتعمل الاصدقاء السبعه على كشف خداعهم ، ومحاوله التخلص منهم بعد أن يعرفوا سرهم .
جلسوا أتباع سعفان يوقدون النيران لطهى الأطعمه وصنع المشويات ، وكان الوقت ليلا ، وقضوا وقتا فى عمل الأطعمه وشواء لحوم المعز والخراف على اسياخ تطهيها النار ، لتنضج ويقومون بأكلها . وفى اليوم التالى ذهبت سمسمة ورباب الى كوخ سعفان وأعوانه ، وقد تسللوا فى خفه دون أن يشعروا بهم ، وقد وقفوا من خلفه يسمعون الحوار الذى يدور بينهم ، وهم يخططون للإستيلاء على الغابه ومحاربه أى كائن يقف أمامهم ، فحزنوا حزنا شديدا ، وذهبوا الى عم كريم ليقضوا عليه حكايه سعفان وما أتى من أجله ، لتدمير الغابه ..
وكان سالم وعنابه يجوبان فى الغابه ، واذا بهم قد اقتربوا من كوخ الغيلان ثم تسللوا اليه ، كلهم أحدثوا اصواتا من بنعلهم فسمعهم سعفان وأعوانه ، حتى امسكوا بهم وحبسوهم فى مكان مختبىء لا يعرفه أحد .
وقال سعفان لأعوانه :
-         لابد وأنهم من الجواسيس علينا ، فاذا تركناهم سيبلغون من هم اكبرهم فيعملون احتياتطهم ويتسلحون ثم يواجهوننا فى غفله ، ويهزموننا .
-         لابد وأن نحجزهم هنا حتى ننتهى من مهتنا فى أمان ..
سمع أعوانه ما قاله سعفان ، لانهم يتفذون ما يشير اليه فى كل شىء .
من يومان والاصدقاء يبحثون عن سالم وعنابه وهم يبحثون كل منهم فى كل مكان غير الاخر.  يتقابل سمسمه وشريف بالطبيب وقد حكوا له عن الحكاية التى حدثت لسالم وعنابه ، فدلهم الطبيب عم العالم الفصيح الذى سيساعدهم ويدلهم عن خبايا الغابه التى لا يعرفها أحد ..
وكان العالم الفصيح يساعد المغتربين عن الغا به ، ويقف بجا نبهم فى وقت الضيق 0
وهم يسيرون فى الطريق اليه ، وجدوا عند شجره فتاه تبدوا عليها الهزال والتعب .
اسرع الجميع وتجمعوا حولها ، فتعجبوا من امرها ، ثم افقو ها من نومها فانخرطت فى البكاء ، وقد ذهبوا بها الى دارعم كريم .. ولم ينسوا البحث عن سالم وعنابه فكانوا مازالو فى كوخ سعفان وقد اصابهم الجوع والعطش ، وقد ترك سعفان واعوانه الكوخ لحظات ، وبعد ان ياس من عدم فك اسرهم  ، واذا بهم يروا رجلا يدعى راضوان قد دخل عليهم  يفك اسرهم دون علم سعفان ، وكان راضوان من اتبا عه ولكن تمرد على افعا لهم ،لا نه لا يرضى عن طريقهم الذى يمشون فيه  ، ولا يحب الظلم لا حد.
اخذهم واتجه بهم الى اقصى الغا به،بعيدا عن رجال سعفان حتى كانو فى مامن ، ولم يبالوا بحارس سعفان الذى كان يتبعهم ، ولما راءوه تصارع راضون معه بسا ق من الحطب حتى انتصر عليه وهزمه قبل ان يمسك بسالم وعنابه ، واستكملوا طريقهم الى دارعم كريم
وعندما وصلوا الى دارعم كريم ودخلوا على الاصدقاء اذا بهم يستقبلون سالم وعنابه بترحاب شديد .
وعرفوا منهم ان رضوان كان سببا فى فك أسرهم ، وأنه من الرجال الصالحين الذين يحبون الخير لغيرهم .. فرحبوا به هو الأخر وشكروه على معروفه ..
وجلسوا الاصدقاء جميعا وعم كريم يستمتعون الى نوارة التى قصت عليهم حكايتها العجيبة مع عمها شاهين ، وهو يطاردها من أجل الورقه التى بها مكان الكنز الذهبى الموجود فى أرض الغابه .
اندهشوا الجميع من كلامها وعرفوا أن بالغابه كنز ذهبى مدفون فيها ، وعليهم من الان بالبحث على هذا الكنز لكى يخرجوه ويقومون باصلاح  وتطوير الغابه .
وبعد ان انتهت نوارة من حكايتها ، احتضنوها وعطفوا عليها وصارت من الاصدقاء ، ورضوان الذى انقذ عنابه وسالم من ايد سعفان .
وقد عاهدوا أنفسهم جميعا على تخليص الغابه من أيد سعفان ، والبحث عن الكنز المدفون فى المغارة المهجورة .
كان الجميع مشتاقون لمعرفه الكنز المدفون فى المغارة المهجورة ، وسرعة الحصول عليه . وقد تذكرت رباب ان فى الغابه عالم فصيح يعرف خبايا الغابه من شرقها وغربها كما قال لهم الطبيب ، وعليه ان يستنجدوا به ليدلهم عن مكان الكنزدون تعب فى البحث ..
لكن سمسمه التى كانت تقودهم قالت لها :
-         اذا كان العالم الفصيح يعلم خبايا الغابه ، فكان من الممكن ان يصل اليه قبلنا ويحصل عليه
وقد اتفق معها عم كريم الرأى ، وصدق كلام سمسمة فيما تقول ، لانه لو يعلم العالم الفصيح بمكان الكنز لذهب لاستخراجة .
ثم اتفق الجميع أن يبحثوا عنه دون ان يلجأوا لاحد ، فجلسوا يخططون ويرسمون فى كيفية البحث دون أن يشعر أحد أو يعرف ، وأمسكوا بالخريطة التى بها الطريق المؤدى الى المغاره المهجورة والتى ترشدهم عن مكان وجود الكنز دون عناء .
كما اتفق الجميع ان يكون البحث ليلا حتى لا يشاهدوا منهم أعوان سعفان الذين من الممكن ان ينتشرون فى الغابه .
جن عليهم الليل واستعدوا الاصدقاء للخروج فى البحث عن الكنز ، ونظم أنفسهم ، كل اثنين فى مكان غير الأخر كمثل الذى فعلوه أول مرة فى البحث عن سالم وعنابه
وقد حضر شاهين وأعوانه من خلفه ، ودخلوا الغابه يبحثون عن نوارة اذا كانت ضلت الطريق ، على أمل أن يحصلوا على الخريطة التى توضح مكان الكنز المختبىء .
فأمر شاهين أحد حراسة للنزول الى كوخ صغير قد وصلوا الية ليرى ما بداخله ، فلم يجد الحارس أى شىء فيه .
ونزل شاهين وأعوانه واسكنوا هذا الكوخ حتى الصباح ليحميهم من البرد ، وناموا جميعا بداخله ، والفرسان مربوطة أمامه .
وكان الحراس التابعين لشاهين يتناوبون الحراسه على الكوخ ، خوفا بأن يصيبهم أذى ، وقد لمح أحد الحراس نارا مشتعله أمام كوخ صغير يبعد عنهم بمسافه ، وأسرع الحارس الى شاهين ليستيقظه ويبلغه عن هذة النار ..
وظن شاهين انه لنواره ، لابد وأن تكون ضلت طريقها فسكنه .
أسرع اليه هو وحراس ، لكن ظنه لم يكن فى محله ، فقد تقابل مع سعفان قائد الغلان ، ودار بينهما حوارساخن فى التعارف ، ثم عرف منه لماذا جاء الى هذة الغابه بذاتها ، وانتهت المقابله بينهما بتواعد شاهين لسعفان وأسرع فى الرجوع الى الكوخ يفكر فى أمر سعفان ..
وكان سعفان أيضا قد عرف ما جاء من أجله شاهين الى الغابه وعرف حكايه الذهب ،فتغيرت أفكارة فى شأن الغابه ، وأمر حراسه بأن يبحثوا عن الكنز ، ولا يدعوا أعوان شاهين يصلون الية قبلهم .
تعبت الاصدقاء فى البحث عن الكنز ، فرجعوا الى دار عم كريم حتى يستكملوا البحث فى اليوم التالى .
واشتاقوا جميعا للاستماع الى سيرة النبى صلى الله علية وسلم فى هجرته من مكة الى المدينه ، وكيف كانت كفار مكة تعامله عند فتحها وجلس بينهم عم كريم وبدؤا ليلتهم فى عشاء ملئ بألذ الأطعمه وبعد الانتهاء منه ، أمَ عم كريم الاصدقاء لقضاء وقت الفريضه ..
وبدأ فى سرد سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وهم يستمعون له بشقف ، وقضى وقتا طويلا ، ثم بدات سمسمه فى تحريك الاصدقاء الى الخروج لمواصله البحث عن المغارة المهجورة .. واقترحت عليهم بان اذا وجدوها .  أى أحد منهم فعليه باشتعال شعله نار لكى يروها الاصدقاء كلهم ، فيتجهون نحوها .
لكن نوارة عارضت هذا الرأى ، حتى لا يراهم أى شخص أخر مثل رجال سعفان أو رجال شاهين ، فينقضون عليهم ، ولكن من الافضل الرجوع الى الدار حتى يتقابلا فيها ويكونون فى مأمن .
وقد عرفت نوارة عندما علمت بمجىء عمها شاهين الى الغابه ، فحزنت حزنا شديدا وخافت ان يراها فيكون مصيرها القبض عليها ، واخذ الخريطة منها .
طمئنوها الاصدقاء جميعا بأن يعملوا قصارى جهدهم حتى يخرجوها من هذا المأذق ، ولا يتركونها حتى ينتصروا على تلك الاشرار اتباع سعفان وشاهين  .
ففرحت الاصدقاء الذين أحاطوا بالحنان والحب ، بعد ما كانت وحيدة وخرجوا لبحث عن الكنز ، وكان كل واحد منهم يبحث فى مكان غير الاخر ، واذا بهم يواصلون البحث .. لمح تامر شيئا غريبا تحت الشجرة ؟ فذهب الية الجميع ليعرفوا ما هو .. وجدوها قطعه ماس تتلاءلاء ، فرحوا بها فظنوا ان الكنز على مقربة منهم .
كان سعفان يريد أن يصل الى الكنز قبل شاهين ، فصار هو وأعوانه للبحث عنه يتسابق مع شاهين ، حتى يصل كل منهم قبل الاخر ، وجد سعفان دارعم كريم ، فطرق الباب وفتح له عم كريم ، قابلهم بكرم ، وقدم لهم مشروبات ، وسألهم عن خبايا الغابه ، فى هذة اللحظة ، كان سعفان قد أنكر اسمه وقال لهم كريم ، انهم عابر سبيل قد ضل الطريق ، ويريدون الخروج من الغابه .
لكن عم كريم فهم خداعهم ، وعرف أنه سعفان ، وهذة رجاله ، فتحدث عن الغابه وما فيها من حيوانات تفتك بمن يريد إذائها ، لانه يسكنها منذ خمسة وعشرون عاما .
خاف سعفان من كلام هذا الرجل الذى وجد فيه الجدية ، ففضل الاستيلاء على الكنز ، ثم تركوه وخرجوا من عندة ، وقد ارتبكوا جميعا لا يعرفون كيف يفعلون ..
واستمر الاصدقاء فى البحث حتى وصلوا الى كوخ شاهين وقد رأوهم نائمون واستولوا على الاسلحة التى كانوا يمتلكونها دون أن يشعروا ، ثم قصدوا المغارة المهجورة التى تحوى  الصناديق التى بها الذهب ، بعد ما اكتشفوا مكانها ، ونقلوها على الفور الى الدار قبل ان يصل اليها أحد بعد أن تجمعوا فى الدار ، جلسوا يتشاورون فى التخلص من سعفان وأعوانه وشاهين وأعوانه ، لكنهم كثيرون وأقوياء ، ولكنهم لم ييأسوا فقد أخذ كل واحد منهم سلاحا وتسللوا الى كوخ شاهين ووقفوا من خلفه ، فإذا بهم يسمعون أعوان سعفان يتشاجرون مع اعوان شاهين وقامت بينهم معركة قويه وقفوا يشاهدونهم ، حتى كادوا يهمدون بعضهم ، ولما اطمئن الاصدقاء بانهم غير قادرين على القيام من اماكنهم جاءوا بحبل سميك وقيدوهم جميعا يهددونهم بالاسلحة التى أخذوها من كوخ شاهين ، فندم الجميع على فعلتهم وعاهدوا الاصدقاء على الخروج من الغابه ، اذا تركوهم احياء فوافقوا الاصدقاء على طلبهم ، وفعلوا وحققوا عهدهم ، وقد خرج جماعة الغلان ومعهم أعوان شاهين نهائيا من الغابه .
وقد كانت نهاية الاشرار الذين عجزوا على تدمير الغابه واستلائهم على الكنز الذهبى ، بعدما واجهاتهم الاصدقاء السبعه ، وكشف مخططهم وطردهم من الغابه ، ثم واصلوا الاصدقاء مشاورتهم فى تطوير الغابه بالكنز الذهبى الذى وجدوه ، بمعرفه عم كريم العجوز ، ومعهم نواره التى كانت سببا فى وجود الكنز ، حتى بدت الغابه فى أبهى صورها ، يعيشون فيها فى سلام وقد جهزوها للزوار ..

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...