الاثنين، 11 مارس 2024
الثلاثاء، 5 مارس 2024
الجمعة، 1 مارس 2024
الجمعة، 2 فبراير 2024
الثلاثاء، 30 يناير 2024
الاثنين، 15 يناير 2024
مقال بقلم/ فوزى اسماعيل
علموا أولادكم حب
مصر
أنه من دواعى أحزانى، أننى أجد أطفالاً يغنون
ضد مصر، فقد طالعتنا مواقع الانترنت بصورة مزرية للغاية، لأطفال يغنون عن مصر، أو
يرفعون شعار تحيا مصر المعروف، قائلين : تحيا مصر الحرامية، وهذا قمة الانحطاط
لجيل من المفترض أن يتربى على القيم والأخلاق، وحب الوطن، فمن الواجب على كل مصرى
صغيراً أو كبيراً أن يحب وطنه الذى أواه، وأن يبدى حبه له فى السراء والضراء، وأن
يحترمه كاحترام الأبوين، وهذا الاحترام هو نتاج نابع من الأب أولاً لينقله إلى
أبناءه، فإذا كان صالحاً فصلح الجيل، وإن كان مسيئاً فسد الجيل، ثم ينتقل من جيل
إلى جيل دون كراهية للوطن الذى تربى فيه، فالأبوين مسئولون مسئولية كاملة فى تربية
أبنائهم على القيم والأخلاق الحميدة.
فكانت الأجيال السابقة التى عرفت احترام
الوطن من النشيد القومى الذى كنا نتلقاه فى المدرسة، هو بمثابة احترام الذات،
احترام للوطن مصر، فجميعنا كنا نتعلم كيف نحترم العلم ونقف خلفه لننشد تحيا مصر
العربية، وكانوا كبيرنا وصغيرنا يرددون النشيد مفتخرين بمكانة مصر العربية، التى
لها مكانة عظيمة فى القلوب إلى يوم الدين.
ومن العجب أن تتناقله فئة ممن يردون التنصل
بمصر بأى عبارات تافهة لينقص من قدرها، وكأنما أحدثوا شيئاً عظيماً لأطفالهم، حتى
حصل المنشور على اعجابات ولايكات كثيرة من المتابعين، وهذا انحطاط كبير غزى العقول
المريضة، حتى جعلوا أطفالهم ينهجوا نهجهم السيئ، لأنهم يتعلمون التفاهة من بدايتهم
فيتنشئون على الأقاويل القذرة، فبدلاً ما يقولون تحيا مصر العربية، يقولون تحيا
مصر الحرامية، وسط ابتسامات واعجابات ممن هم من المفترض أن يكونوا عقلاء، يشجبون
هذا التصرف الخاطئ، لكنهم مبسوطين ومشجعين لهم، فهل من المعقول أن تكون صورتنا فى
الخارج قبيحة لهذه الدرجة، فالفيديوهات تصل فى كل مكان فى العالم وتحصل على
تعليقات، ثم تتنقل من دولة إلى أخرى، وما أكثر الشماتين.
فإذا كانت هذه التربية لأطفالنا بهذا الشكل،
وفى هذا السن أملاً فى اخراج جيل يحتذى به، فما بالنا ونحن ككبار عقولنا تساوى
صفراً.
عليهم أن يفهموا مهما كانت مصر قاسية عليهم
فهى بلدنا، ويجب علينا أن نحسن صورتها أمام أى شعب وأى دولة، ولابد وأن يعرف النشء
مدى التضحية التى يضحون من أجلها، فالحروب قائمة فى كثير من الدول، ومصر هى الآمنة
بفضل الله وعنايته، وما يقولونه عن مصر
الحرمية عار وذنب لا يغتفر.
إن الذين امتدت أيديهم بكتابة هذه الكلمات
فهى مُسيئة، ولم يعرف صاحبها الاحترام لوطنة، وأنه يساعد على الفسق والضلال، لأنه
سمح لجيل صغير أن ينهج نهجه الخاطئ، فلا يتبغى ألا يساعد على هدم فكر الأطفال الذى
سيصبح ذو شأن عظيم.
فعلى كل أب وأم ألا يعطوا الفرصة لأبنائهم أن
يرددوا تلك الكلمات الخبيثة، وأن يراقبوهم وهم على الانترنت، لأن الانترنت ساعد
على الفجور، حتى لا يكونوا جيلاً فاسداً، لا يحترم الذوق العام، سواء فى وطنه أو
فى أنفسهم، حتى يكون جيلاً يحتذى به مثل أسلافهم السابقون، الذين خرجوا علماء
عمروا الميادين، وجنودا حافظوا على كرامة مصر.
علموا أولادكم كيف يغاروا على وطنهم مصر، يقدموا
أرواحهم فداءاً لها..
فقد قال الله تعالى فى كتابه العزيز : بسم
الله الرحمن الرحيم
(فأدخلوا مصر إن شاء الله آمنين)
صدق
الله العظيم
واجبنا اليوم : نحن اليوم لابد وأن نجتمع على يد واحده، وأن نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق.. على الدين، لمحاربة الفاسدين من أعداء الدين. ...