وبدأ معاناة أولياء الأمور
كان بدرى بدرى،على غرار أغنية لشهر
رمضان الكريم، كان بدرى بدرى، نعم كان بدرى على على درسى ، على معاناة أولياء
الأمور فى الدروس الخصوصية التى جاءت على غير عادة لهم، والذين يعانون من مصاعب
الحياة التى تكبدهم أمولا طائلة، فالدروس الخصوصية هذا العام جاءت قبل بداية
الدراسة يشهرين كاملين، حيث تأجيل الدراسة إلى شهر أكتوبر، ومن يتوقع من الممكن أن
يكون هناك تغير مفاجئ فى مسار الدراسة كالعام السابق، كل شئ وارد فيحدث ما لا يحمد
عقباه.
والسادة الطلبة الأعزاء ماصدقوا
الإعلان عن بداية الدروس الخصوصية، حتى أقبلوا عليها وكأنهم يتسابقون مع الزمن،
وكأن النجاح لم يأتى إلا من خلال الدروس الخصوية هذه، ومرابض على أبوابها، ولم
يجهد الطالب فى الإعتماد على نفسه، فمن غير الدروس الخصوصية فلا، لذلك كانوا
حريصون على حجز مقعدهم فى الجنة، عفوا أقصد فى الدروس الخصوصية، وكما هو معروف
تبدوا الدروس الخصوصية كخلية نحل وبأعداد هائلة، وما يفرس الأدمن ما رأيناه هذا
العام، فكثيرا ممن هو خارج نطاق التعليم بادر بفتح مجموعة للدروس الخصوصية،دون
خبرة ولا دراية بفن التدريس، كونه حاصل على مؤهل عال، وكانت الطلبة تحرص على الحضور
لهذه المجموعات، متجاهلين حضورهم فى المدارس، التى هى محراب العلم الشرعى الذى من
الأفضل أن يتعلم الطالب فيه دون تقصير، ولكن ما يحدث الآن ما هو إلا العكس، وهو
فشل ذريع فى الإستجابة لشرح فى الفصول المدرسية، لأنه يعتمد الطالب على الدروس الخصوصية
التى تكبد أوليائهم أموالا طائلة ثقيلة على عاتقهم.
لا يفكر الطالب فيما ينفقه أبيه على
الدروس الخصوصية، لأنه يحصل عليها دون أن يعرف ما إذا ذاق أبيه مشقة توفيرها.
والسادة المدرسين الأجلاء لا يعنيهم
هذا، فالدروس الخصوصية بالنسبة لهم حق مشروع لتعليم الطالب، الذى يريد به أن يعدى
إلى بر الأمان، والدروس الخصوصية هذه هى أساس التعليم حتى الأن، لا يهمه هذا ولا
ذاك، ولكن بهذا يخالف القوانين والأعراف المعمول بها فى شرع التربية والتعليم، حتى
أنه يقضى الوقت المسموح به فى أروقة المدرسة مع زملائه فى لهو وهزار، لا يكلف نفسه
أن يلقى الدرس كما ينبغى بطريقة مفهومة للطالب يبتغى بها وجه الله، حتى يتسنى
للطالب أستعابه للدروس المقررة عليه، ليغنيه عن الذهاب للدروس الخصوصية ويبقى
النجاح من مجهوده.
وما يحدث الآن بهذه الطريقة المزرية
التى أصابت عقول طلابنا فى كل مكان من مهازل للدروس الخصوصية، تجعل أولياء الأمور
ينصاعون لأبنائهم دون أن يردوهم إلى الصواب، وهو استذكار دروسهم أول بأول وفهم
معانيه كما كان فى السابق، وذلك لفك طلاسم الدروس الخصوصية التى تجتاح عقول
الطلبة.
يعتقد البعض بأن الدروس الخصوصية هذه
هى المنقذ فى نجاح أى طالب بإمتياز، والكل يتسابق لحجز مقعده، وكأنه سيصعد إلى
الجامعة بقفزة واحدة، والكل يضحك على الكل، وجميع المدرسين مستفيدون، إلا أولياء
الأمور فهم يحتاسون فى حزبة برما عند أخر كل شهر، فميزانية البيت مع ميزانية
الاتصالات بما فيها الهواتف والأنترنت مع ميزانية الدروس الخصوصية التى تجعلهم يقولون بالفُم المليان، جااااى.
الموضوع ليس هينا ولكن لا بد من تحكيم
العقول فى هذه المسألة التى تلازم أولياء الأمور على طول الدهر.
فهل من الممكن أن نجد أجيالا دون دروس
خصوصية، تعتمد على مجهودهم وينصب الحق لهم، لعل الأيام المتداولة بيننا أن تحقق
أمنياتى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق