الفرق بين الدراما المصرة والدراما
التركية
كل منطقة على وجه الأرض ولها عادتها
وتقاليدها، فى المعيشة وفى السيمات المتصلة بين الناس وبعضها البعض، حتى فى إختلاف
الأوطان، وفى اللغة وفى الدراما، والدراما المصرية ليس كالتركية كالأمريكية كأى
دولة كانت، فكلِ بإمكانياته، وكلِ بفكره وأسلوب أدائه.
وتختلف الدراما التركية عن المصرية
إختلافا جذريا، فالتركية تعتمد على الكلام فقط، بمعنى أنها تعتمد على الحوار بين
الأشخاص الموجودين فى الكادر، وليس على الحركة والأكشن كما فى الدراما المصرية
والأمريكية أيضا، حتى إن الدراما التركية من الممكن أن تنهى المسلسل المكون من
مائة حلقة وهم فى مكان واحد، أو مكانين على الأكثر، لأنها تعتمد كل الإعتماد على
إثارة الموقف بالحوار بين أفراد العمل وخلق مشكلة من لا شئ، ولا تخرج من نطاق
الأستديو إلا نادرا، وينتقل التصوير فى الشوارع إلا نادرا، كما فى مسلسل يذاع
حاليا بعنوان حياة قلبى، كل ما فى العمل فى منطقة واحدة.
المخرج فى هذا المسلسل لا يتطرق إلى
الخروج من منزل يدار فيه أحداث المسلسل، ولكنه يعتمد على غموض الأحداث برمتها،
والمشاهد يرى ويستمتع لا يفكر فى كيف سيذهب الممثل إلى أى منطقة أخرى، ويعرف
المؤلف أن يوظف الحوار بإحترافية من خلال حبكته الدرامية التى لا يرى فيها المشاهد
بثغرة، وعقدة القضية تبدو مثيرة للغاية حتى يسعى المؤلف إلى حلها فى حلقات كثيرة، وهذا
ما يجعل المشاهد ينتظر الحلقات القادمة بفارغ الصبر، لأنه بذلك قد جذبه المسلسل
بأحداثه المشوقة والممتعة، فهو يريد أن يستكمل الحكاية ويعرف نهاية المسلسل الغامض
فى أحداثه.
وكذلك حلقات الدراما التركية من الممكن
أن تتخطى المائة حلقة، ويصل بها إلى أعلى حد من الأجزاء، كمسلسل يذاع حاليا بعنوان
مكانك فى القلب، أستطاع المؤلف أن يصل بأجزائه إلى ست أجزاء، وهو لم يقابل البطلة
مع البطل رغم أنهما زوجان وكل منهم يريد رؤية الأخر، وإلى الأن يفترق بهما إلى
أبعد الحدود حتى يطيل بالمسلسل، رغم إن المسلسل كان ينتهى فى جزء واحد فقط.
لكن الدراما المصرية عكس ذلك تماما،
فهى تخوض أحداثها بين مدن بعيدة عن بعض، حسب مزاج المؤلف الذى يتنقل بين هذه المدن
فى ثوانى مما يكلف الإنتاج مبلغ طائلة، ولا تهدأ الصراعات فى الشوارع والمناطق
النائية وأيضا الصحراوية، وفى المقاهى وفى وسائل المواصلات وغير ذلك، كما إن
الدراما المصرية تفتقر إلى الحكى والحوار عكس التركية تماما، ولكل دراما عشاق، فكثير
من المشاهدين يفضلون ذاك عن ذاك، وكل حسب هواه وميوله.
والدراما التركية تعتمد أيضا على
المناظر وكثرة النساء فى الأعمال، وكأن عنصر النساء هذا فى الحلقات يعطى أنطباعا
للمشاهد أكثر من الرجال، لأن أكثرهم يطغى على العمل بكثرة الحكى وتخللهم للأحداث
الجارية، خصوصا الخداع والشجار وما إلى ذلك، والرجال فى الأحداث قليلون، بعكس المصرية
فالحلقات يبدو فيها عنصر النساء قليلا جدا، والرجال مهيمنون على مجريات الأحداث،
كما أن الدراما التركية تبدو متشابهة فى الأحداث مع إختلاف الشخوص فقط، وهذا ما
يظهر للمشاهد إذا كان متابعا دقيقا للأحداث.
فطنة المؤلف الذى يقود العمل باحداث
تثير لعاب المشاهد، ليبقى أمام الحلقات حتى النهاية رغم أنفه، لأنه يؤكد على
الحركات البيسيطة التى تكون سببا فى نجاح العمل الدرامى.