صفات الحياة الدنيا :
ما ذكرت صفة للحياة الدنيا فى القرآن الكريم، إلا وكانت فى سياق التحقير لقدرها ومكانها بإزاء الحياة الآخرة، لذلك كانت كل صفتها عيوبا وهى خمس عيوب : متاع، ومتاع الغرور،اللعب واللهو، والزينة، والتفاخر والتكاثر فى الأموال والأولاد.
هناك فى كل مكان على الأرض ما هو عديم الضمير، الذى يسلك طريق الفساد فى كل المجالات، ليست من ناحية الغذاء والمياه فحسب، ولكن فى مجالات شتى، فى التجارة والصناعة، فلم يبقى فى الأرض شئ إلا وكان للفساد فيه دورا أساسيا.
ففى الغرب ما يصنعونه بأيديهم يحاربون أنفسهم بها، فتشترى دولا صناعتها بأبهظ الأموال، لتتسلح بها وتنشأ لها ترسانة قوية للردع إذا حاولت أى دولة للاعتداء علها، فإذا تربصت لها مثلا الدولة التى باعت لها تلك الأسلحة فيوجهونها لردها عن الاعتداء، وربما تنشب المعارك وتحمى ساحة المعركة، فيقومون بضربها بنفس أسلحتهم التى فتنوا فى تصنيعها.
تمتلئ معظم الدول بحرب العصابات، لا سيما القتل وغيره فحسب، ولكن إذا أرادت قوة أن تظهر على الساحة بلا منافس ويكون لها الرياده، فمن الطبيعى أن تتخلص من التى تنافسها.
وأيضا التى تعلن عن ابتكار جديد ليس كنظيره عند بداية تصنيعه يكن نهايته وهو فى المهد، وما أكثرها أيضا عقول شريرة تخطط وتدبر وتنفذ.
والعقل فى حرب العصابات، أساسه نوازع الشيطان التى تسيطر على عقول الفرد والجماعة، تتجمع على الشر لترويع البشر من خلال الأوامر الصادرة من رئيسهم المدبر الذى يأمر وينهى، والرأس المدبرة ساكنها الشيطان، فلا تعرف الرحمة ولا الإنسانية، إنما تعرف التخريب والتدمير فقط حتى ترضى غرورها.
وعند الفحص فى العقل من هذه الجهة فنجد صاحبها ليست عنده نزعة إيمانية ترق قلبه فتمنعه عن ارتكاب المعاصى، وقتل الأبرياء والأطفال الصغار والنساء الذين ليس لهم ذنب والشيوخ أيضا، وقد سيطرت على ذهنه فكرة السيطرة بأنه القوى الآمر الناهى، فمن الطبيعى أن يأمر أتباعه بالسرقة والقتل المتواصل، فتقبح وجهه لصورة شيطان لا تطاق النظر إليها، لأنها تكسوها الغشاوة وقبح الشيطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق