الغضب عند الإنسان
من الطبيعى أن الغضب هو التعبير السيكلوجى عند الإنسان بعدما يُضر بفعل أو بقول من الآخر، فعندما يتعرض إنسان لشئ يغضبه تظهر علامات الغضب على وجهه فيتحول ابتساماته إلى الجهوم، ومن الممكن أن يفعل الإنسان المغضب أفعلا لا إرادية، لأن الغصب فى هذه الحالة يهيج ويميج انتقاما من الذى أغضبه، وهو مندفع بفطرته إلى الانتقام السريع، وهذه الظاهرة كان فيها رؤى من كثير من الناس لأن حالة الغضب تختلف من إنسان لإنسان حتى نهانا صلى الله عليه وسلم من الغضب. وهذه ظاهرة تؤدى إلى عدم تقبل الآخر بأى حال من الأحوال إلا إذا أصلح الآخر خطأه وتغاضى المغضب عن حقه الذى أودى به إلى هذا الحالة من الغضب.
بالنسبة لظاهرة الغضب ينقسمون إلى أقسام، فمنهم الذين يغضبون لأتفه الأسباب، ويحمل غضبهم على النطق بغير الحق، وعلى الإساءة إلى غيرهم بمختلف وسائل الإساءة.
ومنهم لا يغضبون حتى إذا ما انتهكت حرمات الله تعالى وحتى إذا ما كان العدوان على دينهم وعلى أعراضهم وعلى أموالهم وعلى كل ما يجب الدفاع عنه.
وهذان الصنفان من الناس لا ترضى عن سلوكهم شريعة الإسلام التى كرمت الإنسان.
وهناك قسم ثالث من الناس وهو المعتدل فى رضاه وفى غضبه، فهو يغضب لدينه وعرضه وماله وكرامته ولمكارم الأخلاق، ولحرمات الله تعالى.
وعالج الإسلام ظاهرة الغضب علاجا حكيما، عالجه بأن أمر المسلم بالصبر والحلم وبالأناة، وبعدم التسرع فى الأقوال والأفعال، ففى الحديث الشريف : قال صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصُّرعة.. أى : الذى يصرع غيره ويتغلب عليه إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب، وعالجه بأن أمر المسلم أن يلجأ إلى الوضوء وإلى أن يغير من هيئته فإن كان واقفا جلس، ففى الحديث الشريف : إذا غضب أحدكم فليتوضأ.
وهذه الميزة لم تكن فى غير المسلم، لأن غير المسلم إذا غضب فلن تطفأ ناره، لأنه من أعوان الشيطان فيحركه الشيطان إلى غريزة الانتقام، وأما المسلم فيهدأ بمجرد أن يتوضأ للصلاة فيعدل عن الانتقام أو عن فعل الشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق