السبت، 20 يونيو 2020

قصة أطفال



أحفاد جدو علام 
تأليف
أحمد فوزى اسماعيل   
بلغ جدو علام من العمر الثمانين عاما  ، وكان فى هذا لعمر الكبير له معامله خاصه ، معامله أحترام وتوقير ، لان جدو علام يعرف الكثير عن الاشياء المحيطة به ، ونحن الصغار لا نعرف قدر معرفته ببواطن الامور .. كالخير والشر .. والافضل والسىء .. والابيض والاسود . رزقه الله بثلاثه أحفاد ذكور وبنت واحده من ولدة الوحيد ( وحيد ) سماه وحيد لانه لم ينجب غيرة ، فقد رزقه الله به بعد عشرون عاما من الزواج .. وقد حمد الله عليه ، يرعاه ويقوم على تربيته تربيه صحيحه على أكمل وجه من التعليم والتوجيه السليم.. أراد أن يزوجه بعد ما بلغ العشرين من عمرة لكى يفرح بأحفادة ..
وبالفعل اختار له زوجه ذو حسب وجمال .. كانت هذة الزوجه تتقى الله فيه لانها تعلم حسن معاشرة الازواج ، حتى أنها قامت بخدمته على أفضل ما يكون ..
فى السنه الاولى من زواجها ، رزقهم الله بولد سماه " محمد " وولد أخر سماه " عبد الله " وولد ثالث سماه " محمود " وبنت وحيد سماها " زينب "
كان جدو علام يختار الاسماء بعنايه لانه يعرف أن أفضل الاسماء هو ما حمد وما عبد .. كان سعيد جدا بهم ، وكأن الدنيا أعطته ما حرم منه فى شبابه ، وابقى حياته الباقيه فى تربيتهم ، وكانت أحب الاوقات عنده تلك التى يقضيها معهم يلعب معهم ويداعبهم ، وقد كان الزوج يعمل مدرسا بمدرسة ابتدائى تبعد عن سكنهم بقليل ، وكذلك الزوجه تعمل ايضا مثله فى نفس المدرسة ، وكان من الطبيعى أن يتركوهم فى كنف جدهم حتى يعودوا من عملهم ..
وبمرور الأيام وجدو الجد علام أحفادة يكبرون أمامه حتى صار أكبرهم الى سن الخامسة عشرة ، فعلمهم على حسن المعامله مع الاخرين كما كان يعلم ابنه الوحيد منذ كان صغيراً ..
بث فيهم روح الحب والتقوى يعاملهم بشفقه وأخلاص ، وجدوا فيه مالاقوه فى ابيهم وامهم لانهم كانوا منشغلين عنهم فى تربيه أطفال اخرين ، هم أطفال المدرسة التى يدرسون فيها ، يعلمون جيل وراء جيل ، فمنهم من يتخرج مهندسا ليبنى ومنهم يتخرج طبيبا يعالج المرضى ، ومنهم من يتخرج محاميا ليدافع عن المظلومين ..
فكانوا يؤدون رساله عظيمه فى الحياة ..
قم للمعلم وفه التبجيلا   كاد المعلم أن يكون رسولا
وكان محمد وعبد الله هما الذان قد التحقوا فى المدرسة ، لانهم هم أكبر أخواتهم وفى أجازة نصف العام ، كان عبد الله غاضبا من أخوه محمد ومحمود ، ولم يعلم الجد بهذا الخصام حتى أسرعت زينب الية لتحكى له ما حدث بين أخواتها ..
عرف منها جدو علام بحايتهم وسكت ولم يتكلم ، لكنه أجتمع بهم ذات لياه ليرى ما يحدث منهم تلقائيا ، ويصالحوا أنفسهم بأنفسهم دون تدخل منه .
جلسوا من حوله يستمعون له وهو يتحدث عن خدمه الاخرين وقت الشدة والضيق ، وتعمد أن يطرح عليهم سؤلا سريعا ، ومن يسرع فى تنفيذه سيكون له السبق ويكون له جائزه " عشرة حسنات "
قال جدو علام :
-         من يبادر بتصافح أخيه قبل الاخر سيحصل على عشرة حسنات ، والحسنه بعشرة أمثالها
-         ما أعظم هذة الجائزة ..
عندئذ أدرك عبد الله أن جدو علام يريد مصالحتهم ، وتذكر ما حدث من محمد ومحمود حتى صار غاضبا منهم بهذة الطريقه المؤثرة فيه ..
ففى ليله وهم يقبلون على النوم ، فى غرفتهم التى ينامون فيها ، جاءة محمود يطلب منه أن يعطيه الغطاء قليلا ليقيه من قرص البرد ، وكان عبد الله يحس بالبرد مثله ومثل أخيه ، لان الليله كانت شتويه شديدة البرودة ، أما زينب فكانت صغيرة تذهب للنوم مكع أمها فى غرفتها ..
رفض عبد الله طلب محمود ، وبعد أن صبح الصباح وأستيقظوا ، ووجدوا عبد الله الغطاء مكشوفا من عليه ، فتذكر أنهم قد أخذوا الغطاء وهو نائم ، لكن محمد ومحمود أكدوا له أنهم لم يفعلوا ذلك ، لانهم يخافون عليه كما يخاف عليهم ، وهم كانوا يضحكون معه .
ولم يصدق عبد الله كلامهم مهما قالوا له من أعذار ، وثبت فى عقله أنهم لا يحبون له الخير، فخاصمهم ولا يريد التحدث معهم .. ولا يلعب معهم فى أى لعبه يلعبونها .. ثم أخذ جانبا عنهم ..
تذكر هذا كله وجدهم يتحدث عن الصفح والتسامح بين بنى البشر ، وبين المسلمين بعضهم البعض ، وبدأ الجد فى رسم خطته التى قالها أول مرة ، لكى يتصالحوا دون تدخل منه ، فأراد أن يعمل بينهم مسابقه ، وشرح لهم المسابقه بالتفصيل التى تتمثل فى السرعه حتى يحصل الفائز على عشرة حسنات ، والعشرة بعشرة أمثالها .. ثم حد وقتا زمنيا فى بدايه المسابقه ونهايتها .
حتى أنه قال لهم :
-         سأعد عليكم ثلاثه .. ومن يبادر بمد يده لأخية قبل الاخر ... يحصل على مائة حسنه وعندما بدأ جدو علام فى العد ، وبينما كان فى رقم واحد .. إذا بعبد الله يحس بألم فى بطنه وكانت تلك من صنيعته حتى يتفادى المبادرة فى التصافح ، ولمح الجد ذلك على عبد الله بما عرف ما يريد ..
ولما كان عبد اله يتألم ويتأوه إذا بأخوته من حوله خائفين علية ، وهم لا يفهمون لعبته ..
كان هذا الوقت قد خرج أبيهم من المدرسة .. فأسرعت زينب تقابله لتخبرة عما حدث لعبد الله ، ولم يتهمل لحظه فذهب الى الطبيب وقد أتى به الى عبد الله ليقوم بالكشف عليه حتى يعلمهم ما حدث له .
ثم كانت المفاجأه فقد قال لهم الطبيب أنه لم يشكوا بأى أعراض فى بطنه ، ولا أى مكان فى جسدة ، وعاد الطبيب الى عيادته .
أسرعت أمه اليه لتعمل له مشروبا ساخناً ، وتقوم على خدمته حتى تطمئن عليه ولكنهم لا يفهمون ما فعلاه عبد الله ، لكن لجد هو الوحيد الذى يعرف ويفهم أن عبد الله من صناعته اتقان التمثيل فى بعض الامور .
أكل الذعر قلبهم ، وجدو جد علام هو المطمئن الوحيد مخن أفعال عبد الله ، لكنه لا يستطيع أن يبوح بأى كلمه لهم خوفا على احساسة أمامهم ..
وفى اليوم التالى كان الجد علام جالسا يتناول الغداء ، لكنه اراد ان يأكل معه أحفاده ، وكانت زينب وعبد الله يجلسان معه على نفس المائدة ..
وكان محمد ومحمود يلعبان خارج المنزل ، فأراد جدو علام أن يرسل اليهم عبد الله ليناديهم وبذلك يكون هو أول من أبدأ بالمبادرة فى التصالح ..
فهم عبد الله ما يقصدة جدة ، حتى خرج اليهم مترددا فى ابلاعهم طلب جدهم فقال لهم :
-         يقول لكم جدكم أحضروا للغذاء ..
سمع جدهم علام ما قاله عبد الله فتضاحك ، وكانت منه كدعابه ابتسم ليها الجد كلما ذكرها .. لأن عبد الله انسب طلب الجد له بقوله .. يقول لكم جدكم .. ولا يقول .. تعالوا للغذاء ..
لم يهدأ الجد فى محاوله تلاشى الغصب الذى صار بينهم وبالخصوص عبد الله فلم يتدخل لمعرفه السبب وأجبارهم للمصالحه لبعضهم البعض .
وعند المساء جاءت على ذهنه فكرة ، أراد أن ينفذها ، وانتهز عدم وجود عبد الله بالمنزل واتفق مع محمد ومحمود على الاختباء فى مكان ما يعرفه جدهم ولا هم يعرفونه ..
وذهب جدو علام بمحمد ومحمود الى هذا المكان الذى كان فى اسفل المنزل ، وهى غرفه لم يكن لهم أن دخلوها قبل هذا .. ووضع لهم ماءا وزادا يقضيهم لفترة طويله .. و يخرجون منه الا أن أخرجهم الجد بنفسه ..
ورجع جدو علام مرة  اخرى الى غرفته وكأن شيئا لم يحدث .. ثم أستراح على مخدعه ، ودخل علية عبد الله وزينب لكى يطمئنون عليه مثل كل يوم ... وقد جلسوا مدة طويله وبدأ القلق والتساؤل يظهر على عبد الله وقال لجدو علام :
-         أين محمود ومحمد ياجدى ؟!
فرح الجد عندما سمع ذلك من عبد الله وقال :
-         أنا لا أعرف ..
وتسألت زينب عنهم :
-         أين محمد ومحمود ياجدى ؟!
قال :
-         أنا لا أعرف ..
ثم أتى أبيهم وأمهم يسألون عنهم ، وجدو علام متظاهرا بعدم معرفتهم ولكنه بدأ يحس بنجاح خطته .. يراقب افعال عبد اله وما يبادر منه ..
زاد القلق على وجوه الكثرين منهم ، لآن الوقت كاد يمر عليهم ، ومحمد ومحمود لا يظهران حتى بدأ الجد بالتظاهر فى سرعه البحث عنهم ، وقد بدأ الاب والأم كذلك ..
لكن عبد الله وجد نفسه وحيدا ، ليس متهودا بعدم وجود اخوته بجانبه ،
فجلس يبكى ..
أقترب منه جده علام يسأله عن بكائه ..
فأبدى له عبد الله بخوفه على أخوته الذين لم يظهروا حتى الان .. حينئذ عرف أن عبد الله قد أخطأ فى حق اخوته ..
وفى زروه بكائه وجد الباب يفتح ليدخل منه محمود ومحمد ، فارتمى عبدج الله فى أحضانهم بعدما رأهم واشتد فى البكاء .. ثم اعترف عبد الله بخطأه فسامحوه ، ورجعوا أخوه وأصدقاء كما كانوا يسمعون نصائح جدهم علاهم ...

قصة أطفال



رحلة الأصدقاء السبعة
تأليف
فوزى يوسف اسماعيل
كان الاصدقاء السبعه ، سمسمة وسالم وعنابه وبدارة وشريف ورباب وتامر قد تجولوا فى الغابه التى رؤها جميله تملاءها الاشجار والزهور وايضا بيوت الحيوانات مثل الظرافه والاسود والفيله وجميع الحيوانات المختلفه ، فاشادوا بها واعجبوا بمنظرها . وهم لا يدرون جن عليهم الليل ، فأرادوا الايواء فى مكان لكى يستريحوا لليوم الثانى حتى يستكملوا رحلتهم ، لم يجدوا مكان بها حتى ينتظروا فيه للصباح ، ففكروا فى صنع كوخ صغير من الخوص وعروش الشجر .
وذهب كل واحد منهم يبحث فى الغابه لجمع سيقان الحطب ، وبعد أن يحصل كل منهم على ما يقدر علية من الجمع ليكفى صنع الكوخ فعليه بالرجوع الى المكان الذى تقابلا فية ، وكان هذا المكان قد اتفقوا علية حتى يصنعوا فية الكوخ وحتى لا يتوه أحدهم عن الاخر .
وكانت سمسمه بنت ذكية ، تقوم بقيادة الرحله ، وقد وقفت تنظر فى أرجاءالغابه حتى ينتهوا من الحطب ، اذا بها ترى دارا صغيرة مبنيه من الطوب اللبنى فى ناحية الجانب الشرقى للغابه ، ففرحت بها كثيرا .
ولما تجمع الاصدقاء جميعا ، أفسحت سمسمة للأصدقاء بما رأته من أمر تلك الدار ثم تركوا ما فى أيديهم ، لانهم وجدوا دارا مبنيه جاهزة ، ولا يحتاجون الى بناء الكوخ .
ذهبوا جميعا متجهون الى الدار ، وكانت هذة الدار لعم كريم الرجل العجوز الذى بلغ سن الشيخوخة .
وقد طرقوا الباب ، فستقبلهم عم كريم بكرم الضيافه وأداء الواجب لهم ورحب بهم الضيافه ثم أجلسهم فى الدار وكان عم كريم رجل كريم فى معاملاته فقد قدم الواجب للضيوف السبعه .
وقدم لهم طعاما لذيذا شهيا ، وقد التفوا من حوله الاصداقاء ليأكلوا منه .
امتلئت بطن تامر عن أخرها لانه كان أكثرهم يأكل فى نهم ، وامتلئت بطنه مما حدث عنده طخمه فتألم من أثرها .. واستدعوا على الفور طبيب الغابه الذى كان عم كريم يعرفه قام الطبيب بعلاجه بتناوله أحد الأعشاب التنى قام بتركيبها والتى كان لها القدرة على طيب الألم ، وفى العشاء جلس عم كريم يحكى للأصدقاء جزءا من سيرة النبى محمد صلى الله علية وسلم ، فعم كريم رجل صالح يحب الاطلاع دائما فى دنيا المعرفه ، وخصوصا سيرة الانبياء من أدام علية السلام الى الرسول صلى الله علية وسلم .
وقد فرحوا الاصدقاء بهذا الحديث الجميل ، واستمعوا جميعا منصتين اليه بشغف وترقب . وبعد أن مضت مدة طويله يتحدث فيها عم كريم عن السيرة العطرة ، أحسوا الاصدقاء بالنوم يداعب جفونهم من تعب يوم كامل يسيرون فى الغابه فتركهم عم كريم ليسترحوا حتى يستكمل معهم فى اليوم التالى .
دخلت الغابه جماعه تسمى " الغلان " يقودهم رجل اسمه سعفان ، وكان سعفان له اتباعه الذين ينفذون له طلبة وأوامرة .
صنعوا لهم كوخا صغيرا وجلسوا فيه لكى يستريحوا ويستطلعون الامر فى الغابه معتقدين أن أرض هذة الغابه هم أصحابها ، وقد يحصلون عليها ، ذلك الامر الذى جاءوا من أجله .
وتعمل الاصدقاء السبعه على كشف خداعهم ، ومحاوله التخلص منهم بعد أن يعرفوا سرهم .
جلسوا أتباع سعفان يوقدون النيران لطهى الأطعمه وصنع المشويات ، وكان الوقت ليلا ، وقضوا وقتا فى عمل الأطعمه وشواء لحوم المعز والخراف على اسياخ تطهيها النار ، لتنضج ويقومون بأكلها . وفى اليوم التالى ذهبت سمسمة ورباب الى كوخ سعفان وأعوانه ، وقد تسللوا فى خفه دون أن يشعروا بهم ، وقد وقفوا من خلفه يسمعون الحوار الذى يدور بينهم ، وهم يخططون للإستيلاء على الغابه ومحاربه أى كائن يقف أمامهم ، فحزنوا حزنا شديدا ، وذهبوا الى عم كريم ليقضوا عليه حكايه سعفان وما أتى من أجله ، لتدمير الغابه ..
وكان سالم وعنابه يجوبان فى الغابه ، واذا بهم قد اقتربوا من كوخ الغيلان ثم تسللوا اليه ، كلهم أحدثوا اصواتا من بنعلهم فسمعهم سعفان وأعوانه ، حتى امسكوا بهم وحبسوهم فى مكان مختبىء لا يعرفه أحد .
وقال سعفان لأعوانه :
-         لابد وأنهم من الجواسيس علينا ، فاذا تركناهم سيبلغون من هم اكبرهم فيعملون احتياتطهم ويتسلحون ثم يواجهوننا فى غفله ، ويهزموننا .
-         لابد وأن نحجزهم هنا حتى ننتهى من مهتنا فى أمان ..
سمع أعوانه ما قاله سعفان ، لانهم يتفذون ما يشير اليه فى كل شىء .
من يومان والاصدقاء يبحثون عن سالم وعنابه وهم يبحثون كل منهم فى كل مكان غير الاخر.  يتقابل سمسمه وشريف بالطبيب وقد حكوا له عن الحكاية التى حدثت لسالم وعنابه ، فدلهم الطبيب عم العالم الفصيح الذى سيساعدهم ويدلهم عن خبايا الغابه التى لا يعرفها أحد ..
وكان العالم الفصيح يساعد المغتربين عن الغا به ، ويقف بجا نبهم فى وقت الضيق 0
وهم يسيرون فى الطريق اليه ، وجدوا عند شجره فتاه تبدوا عليها الهزال والتعب .
اسرع الجميع وتجمعوا حولها ، فتعجبوا من امرها ، ثم افقو ها من نومها فانخرطت فى البكاء ، وقد ذهبوا بها الى دارعم كريم .. ولم ينسوا البحث عن سالم وعنابه فكانوا مازالو فى كوخ سعفان وقد اصابهم الجوع والعطش ، وقد ترك سعفان واعوانه الكوخ لحظات ، وبعد ان ياس من عدم فك اسرهم  ، واذا بهم يروا رجلا يدعى راضوان قد دخل عليهم  يفك اسرهم دون علم سعفان ، وكان راضوان من اتبا عه ولكن تمرد على افعا لهم ،لا نه لا يرضى عن طريقهم الذى يمشون فيه  ، ولا يحب الظلم لا حد.
اخذهم واتجه بهم الى اقصى الغا به،بعيدا عن رجال سعفان حتى كانو فى مامن ، ولم يبالوا بحارس سعفان الذى كان يتبعهم ، ولما راءوه تصارع راضون معه بسا ق من الحطب حتى انتصر عليه وهزمه قبل ان يمسك بسالم وعنابه ، واستكملوا طريقهم الى دارعم كريم
وعندما وصلوا الى دارعم كريم ودخلوا على الاصدقاء اذا بهم يستقبلون سالم وعنابه بترحاب شديد .
وعرفوا منهم ان رضوان كان سببا فى فك أسرهم ، وأنه من الرجال الصالحين الذين يحبون الخير لغيرهم .. فرحبوا به هو الأخر وشكروه على معروفه ..
وجلسوا الاصدقاء جميعا وعم كريم يستمتعون الى نوارة التى قصت عليهم حكايتها العجيبة مع عمها شاهين ، وهو يطاردها من أجل الورقه التى بها مكان الكنز الذهبى الموجود فى أرض الغابه .
اندهشوا الجميع من كلامها وعرفوا أن بالغابه كنز ذهبى مدفون فيها ، وعليهم من الان بالبحث على هذا الكنز لكى يخرجوه ويقومون باصلاح  وتطوير الغابه .
وبعد ان انتهت نوارة من حكايتها ، احتضنوها وعطفوا عليها وصارت من الاصدقاء ، ورضوان الذى انقذ عنابه وسالم من ايد سعفان .
وقد عاهدوا أنفسهم جميعا على تخليص الغابه من أيد سعفان ، والبحث عن الكنز المدفون فى المغارة المهجورة .
كان الجميع مشتاقون لمعرفه الكنز المدفون فى المغارة المهجورة ، وسرعة الحصول عليه . وقد تذكرت رباب ان فى الغابه عالم فصيح يعرف خبايا الغابه من شرقها وغربها كما قال لهم الطبيب ، وعليه ان يستنجدوا به ليدلهم عن مكان الكنزدون تعب فى البحث ..
لكن سمسمه التى كانت تقودهم قالت لها :
-         اذا كان العالم الفصيح يعلم خبايا الغابه ، فكان من الممكن ان يصل اليه قبلنا ويحصل عليه
وقد اتفق معها عم كريم الرأى ، وصدق كلام سمسمة فيما تقول ، لانه لو يعلم العالم الفصيح بمكان الكنز لذهب لاستخراجة .
ثم اتفق الجميع أن يبحثوا عنه دون ان يلجأوا لاحد ، فجلسوا يخططون ويرسمون فى كيفية البحث دون أن يشعر أحد أو يعرف ، وأمسكوا بالخريطة التى بها الطريق المؤدى الى المغاره المهجورة والتى ترشدهم عن مكان وجود الكنز دون عناء .
كما اتفق الجميع ان يكون البحث ليلا حتى لا يشاهدوا منهم أعوان سعفان الذين من الممكن ان ينتشرون فى الغابه .
جن عليهم الليل واستعدوا الاصدقاء للخروج فى البحث عن الكنز ، ونظم أنفسهم ، كل اثنين فى مكان غير الأخر كمثل الذى فعلوه أول مرة فى البحث عن سالم وعنابه
وقد حضر شاهين وأعوانه من خلفه ، ودخلوا الغابه يبحثون عن نوارة اذا كانت ضلت الطريق ، على أمل أن يحصلوا على الخريطة التى توضح مكان الكنز المختبىء .
فأمر شاهين أحد حراسة للنزول الى كوخ صغير قد وصلوا الية ليرى ما بداخله ، فلم يجد الحارس أى شىء فيه .
ونزل شاهين وأعوانه واسكنوا هذا الكوخ حتى الصباح ليحميهم من البرد ، وناموا جميعا بداخله ، والفرسان مربوطة أمامه .
وكان الحراس التابعين لشاهين يتناوبون الحراسه على الكوخ ، خوفا بأن يصيبهم أذى ، وقد لمح أحد الحراس نارا مشتعله أمام كوخ صغير يبعد عنهم بمسافه ، وأسرع الحارس الى شاهين ليستيقظه ويبلغه عن هذة النار ..
وظن شاهين انه لنواره ، لابد وأن تكون ضلت طريقها فسكنه .
أسرع اليه هو وحراس ، لكن ظنه لم يكن فى محله ، فقد تقابل مع سعفان قائد الغلان ، ودار بينهما حوارساخن فى التعارف ، ثم عرف منه لماذا جاء الى هذة الغابه بذاتها ، وانتهت المقابله بينهما بتواعد شاهين لسعفان وأسرع فى الرجوع الى الكوخ يفكر فى أمر سعفان ..
وكان سعفان أيضا قد عرف ما جاء من أجله شاهين الى الغابه وعرف حكايه الذهب ،فتغيرت أفكارة فى شأن الغابه ، وأمر حراسه بأن يبحثوا عن الكنز ، ولا يدعوا أعوان شاهين يصلون الية قبلهم .
تعبت الاصدقاء فى البحث عن الكنز ، فرجعوا الى دار عم كريم حتى يستكملوا البحث فى اليوم التالى .
واشتاقوا جميعا للاستماع الى سيرة النبى صلى الله علية وسلم فى هجرته من مكة الى المدينه ، وكيف كانت كفار مكة تعامله عند فتحها وجلس بينهم عم كريم وبدؤا ليلتهم فى عشاء ملئ بألذ الأطعمه وبعد الانتهاء منه ، أمَ عم كريم الاصدقاء لقضاء وقت الفريضه ..
وبدأ فى سرد سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وهم يستمعون له بشقف ، وقضى وقتا طويلا ، ثم بدات سمسمه فى تحريك الاصدقاء الى الخروج لمواصله البحث عن المغارة المهجورة .. واقترحت عليهم بان اذا وجدوها .  أى أحد منهم فعليه باشتعال شعله نار لكى يروها الاصدقاء كلهم ، فيتجهون نحوها .
لكن نوارة عارضت هذا الرأى ، حتى لا يراهم أى شخص أخر مثل رجال سعفان أو رجال شاهين ، فينقضون عليهم ، ولكن من الافضل الرجوع الى الدار حتى يتقابلا فيها ويكونون فى مأمن .
وقد عرفت نوارة عندما علمت بمجىء عمها شاهين الى الغابه ، فحزنت حزنا شديدا وخافت ان يراها فيكون مصيرها القبض عليها ، واخذ الخريطة منها .
طمئنوها الاصدقاء جميعا بأن يعملوا قصارى جهدهم حتى يخرجوها من هذا المأذق ، ولا يتركونها حتى ينتصروا على تلك الاشرار اتباع سعفان وشاهين  .
ففرحت الاصدقاء الذين أحاطوا بالحنان والحب ، بعد ما كانت وحيدة وخرجوا لبحث عن الكنز ، وكان كل واحد منهم يبحث فى مكان غير الاخر ، واذا بهم يواصلون البحث .. لمح تامر شيئا غريبا تحت الشجرة ؟ فذهب الية الجميع ليعرفوا ما هو .. وجدوها قطعه ماس تتلاءلاء ، فرحوا بها فظنوا ان الكنز على مقربة منهم .
كان سعفان يريد أن يصل الى الكنز قبل شاهين ، فصار هو وأعوانه للبحث عنه يتسابق مع شاهين ، حتى يصل كل منهم قبل الاخر ، وجد سعفان دارعم كريم ، فطرق الباب وفتح له عم كريم ، قابلهم بكرم ، وقدم لهم مشروبات ، وسألهم عن خبايا الغابه ، فى هذة اللحظة ، كان سعفان قد أنكر اسمه وقال لهم كريم ، انهم عابر سبيل قد ضل الطريق ، ويريدون الخروج من الغابه .
لكن عم كريم فهم خداعهم ، وعرف أنه سعفان ، وهذة رجاله ، فتحدث عن الغابه وما فيها من حيوانات تفتك بمن يريد إذائها ، لانه يسكنها منذ خمسة وعشرون عاما .
خاف سعفان من كلام هذا الرجل الذى وجد فيه الجدية ، ففضل الاستيلاء على الكنز ، ثم تركوه وخرجوا من عندة ، وقد ارتبكوا جميعا لا يعرفون كيف يفعلون ..
واستمر الاصدقاء فى البحث حتى وصلوا الى كوخ شاهين وقد رأوهم نائمون واستولوا على الاسلحة التى كانوا يمتلكونها دون أن يشعروا ، ثم قصدوا المغارة المهجورة التى تحوى  الصناديق التى بها الذهب ، بعد ما اكتشفوا مكانها ، ونقلوها على الفور الى الدار قبل ان يصل اليها أحد بعد أن تجمعوا فى الدار ، جلسوا يتشاورون فى التخلص من سعفان وأعوانه وشاهين وأعوانه ، لكنهم كثيرون وأقوياء ، ولكنهم لم ييأسوا فقد أخذ كل واحد منهم سلاحا وتسللوا الى كوخ شاهين ووقفوا من خلفه ، فإذا بهم يسمعون أعوان سعفان يتشاجرون مع اعوان شاهين وقامت بينهم معركة قويه وقفوا يشاهدونهم ، حتى كادوا يهمدون بعضهم ، ولما اطمئن الاصدقاء بانهم غير قادرين على القيام من اماكنهم جاءوا بحبل سميك وقيدوهم جميعا يهددونهم بالاسلحة التى أخذوها من كوخ شاهين ، فندم الجميع على فعلتهم وعاهدوا الاصدقاء على الخروج من الغابه ، اذا تركوهم احياء فوافقوا الاصدقاء على طلبهم ، وفعلوا وحققوا عهدهم ، وقد خرج جماعة الغلان ومعهم أعوان شاهين نهائيا من الغابه .
وقد كانت نهاية الاشرار الذين عجزوا على تدمير الغابه واستلائهم على الكنز الذهبى ، بعدما واجهاتهم الاصدقاء السبعه ، وكشف مخططهم وطردهم من الغابه ، ثم واصلوا الاصدقاء مشاورتهم فى تطوير الغابه بالكنز الذهبى الذى وجدوه ، بمعرفه عم كريم العجوز ، ومعهم نواره التى كانت سببا فى وجود الكنز ، حتى بدت الغابه فى أبهى صورها ، يعيشون فيها فى سلام وقد جهزوها للزوار ..

قصة أطفال

حكاية الغولة مع اهل القرية
 
تأليف
فوزى يوسف اسماعيل 
كانت القرية جميلة ومنسقة فى شوارعها ومبانيها وأهلها طيبون ، عرفوا بحبهم للكبير والصغير ، أتقياء يحبون أداة فرائض العبادة على وقتها فى المساجد المنتشرة فى أرجاء القرية ، يعانون بعضهم فى السراء والضراء حتى وصلوا الى هذة الحالة .
وكل من فيها من شيوخ ورجال ونساء يحبون مساعدة الأخرين ، حتى الغريب عنهم يمدوا الية يد المساعدة ، وظلوا على على هذا منذ نشأة القرية حتى صارت قرية نموذجية بين القرى والبلدان المجاورة لها .
يصدون الظالم عنها بالتكاتف مع بعضهم البعض ، حتى تكون القرية آمنه وفى يوم من الايام ، ظهرت الغوله فيها ، وكانت الغوله ضخمه سوداء اللون مخيفة ، ترهب الناس بمطاردتهم .
فخافت الناس عند سماعها هذا الخبر الذى فزع منه الكبير والصغير ، وقد خاف الجميع على اولادهم ، لأنهم يعلمون أن الغولة تهدد البشر وتأكلهم وحدث ذعر بين الناس قبل ان تظهر بينهم ويروها بأعينهم ، ولكن كان هذا أحد صيحات الأولاد الذين اتوا من عند ملعبهم يرددون :
-         الغولة ظهرت فى البلد ...
-         الغولة ظهرت فى البلد ..
وهم يجوبون شوارع وحارات القرية لتنبيه أهلها من الخطر القادم اليها ..
وكان كل رجل وامراءة يأخذون اولادهم وحبسونهم فى منازلهم خوفا منها
وقد أجتمع كبار وشيوخ اهل القرية فيما بينهم للترأى فى مواجهة الغوله وابعادوها عنهم ، أو محاولة قتلها ، ثم أسفر هذا الاجتماع على التكاتف مع بعضهم فى واجهاتها مهما تكن النتيجه
وبعد ساعات قليلة ظهرت الغوله فى القرية بشحمها ولحمها وبشكلها المخيف المرعب ، وصارت وسط شوارع القرية تنظر بعيونها الحمراء هنا وهناك ، حتى كادت الناس فى القرية يخافون مذعوين منها ، فيجرون ويختبئون فى أى مكان يصادفهم حتى لا تراهم وتأكلهم
وقد وجدت الغوله نفسها وحيدة فى القرية ، ولم تجد أحداًمن المارة، فعرفت أنها الاقوى ، لآنها جعلتهم يختبئون ، وفرحت فى نفسها ولم تصدق
اشتد عليها الجوع والعطش ، لانها لم تأكل ولا تشرب منذ الصباح الباكر وأرادت ان تأكل من تلك القرية ، ولكنها لم ترى أحدا حتى تأكله
وقفت الغولة تحدث نفسها حتى تجد حلا لهذا الجوع الذى يداهمها
فقالت لنفسها :
-         سوف أختبأ فى أى مكان بعيدا عن أنظار اهل القرية ، وعند غروب الشمس وبعد أن تطمئن الناس ، ويعتقد الجميع أنى خرجت من قريتهم أخرج وأنقض على أحدهم
هداها هذا التفكير الذى سيخدع الجميع منهم ، وذهبت الى دار قديمه ليس بها سكن ، وجلست بجوار أحد جدرانها ، ومرت دقائق ثم ساعات ، ومن شدة ألم الجوع غلبها النوم فنامت وارتكنت بجسدها الضخم على الجدار ، ولم تشعر بما يدور من حولها
وبعد أن اطمئنت اهل القرية بعدم وجود الغوله ، تجمعوا جميعا مرة ثانية ليجدوا حلا للخلاص منها نهائيا ، فاجتمع كبار القرية ليدلى كل منهم بفكرة أو رأى صائب حتى ينجحوا فى التصدى لها إذا ظهرت مرة ثانية ، ولكى يعيشوا فى سلام وأمان كما كانوا .
مرت ساعات وهم فى هذا الإجتماع الطارىء ، وأدلى كل منهم بفكرة ولكن اتفق الجميع على أن يتركوا القرية بأكملها ويخرجون منها الى الصحراء الشاسعه ، فلا تجد الغوله أى انسان لتأكلة ثم تموت من الجوع .
كان هذا الرأى صائباً ، وقد اتفق الجميع على تنفيذة ، وقام كل منهم بجمع أمتعتهم من مأكل ومشرب ، وكذلك أقمشة من الخيش السميك ليصنعون منها الخيام لتقيهم شدة الحر وقرص برد الليل ، وحمل اهل القرية ما يطيق حمله ، ليعينهم على المعيشه فى الخيام فى الصحراء عدة أيام ربما قد تطول حتى تخرج الغوله .
ووصلوا جميعا الى الصحراء التى كانت تبعد عن القرية بعدة أميال ، وتمركزوا فيها ، وقام الجميع بصنع خيامهم ، واعداد الأماكن التى تأويهم من البرد القارص فى الليل .
وكانت الغوله ما زالت نائمة فى نوم عميق ، ثم نزل البرد والصقيع على القرية الخاوية من أهلها ، فستيظت من نومها وأحست بالجوع بمزق بطنها والعطش يشقق جفوها فلم تقدر على الوقوف ، والظلام قد حل على القرية فجعلها دامه ، ولم ترى الغوله أمامها من شدة الجوع وكثرة النوم ، وقفت ولم تعرف أين تسير يمينا أو شمالا فقالت لنفسها :
-         سأنزل القرية الآن وأكل منها حتى أشبع جوعى ، فأهلها الان مطمئنون أنى قد خرجت منا للأبد ، ودون أن يشعروا سأنقض عليهم وهم فى غفله .
صدقت الغوله ما حدثها غرورها ، وصارت ى اتجاه قلب القرية ، حتى تجد أحداً من اهلها ، أو تجد انسانا صغيرا أو كبيراً ، ولكنها لم تجد أحداً من أهل القرية نهائيا ، وحدث القرية خاوية من أهلها ، وهى ما زالت وحيدة لا أحد يمر فى أى من شوارعها أو حارتها ، وكذلك بيوتهم خاوبة من سكانها .
اندهشت الغوله مما تراه ولم تصدق نفسها ، ثم صارت فى اتجاه أخر على امل ان تجدأحد ولكنها لم تعثر على أحد منهم ، زاد إندهاشها أكثر وأكثر ، ثم اقتربت من منازلهم بعد أن اعتقدت انهم يكونون مختبئون فيها ، فلم تجد أحدا ايضا واستمرت على هذا الحال حتى يأست من متاعب البحث ، وظلت هكذا طول الليل حتى أشرقت الشمس وطلع النهار ، فمزق الجوع بطنها ، وقلت من حركتها ثم عجزت عن السير ، جلست على حجز ضخم ، وكان الحجر تلمس أمامه امراءه عجوزه بمفردها وأنها الغوله ففرحت فى نفسها لأنها وجدت طعامها ، ولكنها قبل أن تأكل اقتربت منها لتسألها عن سر عدم خوفها منها وهى الغوله التى يخاف منها البشر ، كماحدث لأهل القرية
ردت المرأة العجوز عليها بثبات وعدم خوف منها ، لانها لو أظهرت خوفها فتنقض عليها الغوله وتأكلها ..
قالت لها :
-         أنا لا أخاف منك .
تعجب الغوله من كلام العجوز ، وقالت لنفسها :
-         ما السر الذى يجعل هذة المرأة على هذا الثبات ، لا بد وأن معها شيئا خطيرا يجعلها بهذا الشكل .
قالت الغوله مسفسره :
-         وأى شىء يجعلك لا تخافين منى ... وأنا فى استطاعتى ان أكلك الأن .
قالت العجوز :
-         لآن معى شيئا لو عارفتيه لتموتى فى الحال .
أمسك الذعر قلب الغوله على الفور ، وخافت على حياتها ... وقبل أن تفصح المراة العجوز على ما معها ، ايقنت الغولة ان هذا الشىء خطيرا كما اعتقدت ، وتراجعت على عدم معرفته ، لأنها لا تريد لنفسها الهلاك .
كانت هذة خدعه من المرأة العجوز حتى تبعدها عنها ، وكانت الخدعه ناجحة ، فقد رأت التوتر على وجه الغوله ، فتردات المرأة من تأكيدها مرات ومرات .
وكانت الغوله بين أمرين ، إما أن تعرف هذا الشىء وتهلك ، وإما ان تتركها حفاظا على حياتها .
ترتها الغوله وابتعدت عنها ، لكنها تنظر بعينها الحمراويين بغضب شديد ، لأنها كانت تريدها طعاما شهيا لها لتخفف من جوعها .
قامت المراة العجوز بعد ان اطمئنت أن الغوله قد اختبئت عن أنظارها ، ثم ذهبت الى أهل القرية فى خيامهم التى فى الصحراء وحكت لهم عما فعلته مع الغولة .
وكانأهل القرية قد انتابهم الدهشة والذهول لأن هذة المراة العجوز استطاعت ان تخدع الغوله القوية بهذة الطريقه ، واتفق الجميع ان يبتعوا طريقه هذة المرأة ،وكانوا قبل ان تصل اليهم المرأة العجوز ، قد اتفقوا على حفر خندق عميق فى وسط الطريق الذى اتت منه الغوله
وعرشونه بأفرع الاشجارحتى تسقط فيه دون ان تشعر .
ثم لأنهم اتحدوا على ذلك وقاموا بالفعل فى حفرة ليلا وفى صباح اليوم التالى ، ظهر رجل من اهل القرية وقبل الغوله ، ففرحت به لأنها وجدت طعامها ، ولكن الرجل قال مثل ما قالت المراة العجوز :
-         أنا معى شيئا اذا إطلعتى علية سيكون فية هلاكك الأن .. وصدقت الغوله كلام الرجل ، لانه مثل كلام المراة العجوز ، وتشتت عقلها فى التفكير عن سر هذا الشىء الذى يكون فية هلاكها اذا عرفته .
-         ما هو هذا الشىء  ؟!
-         هل هو خطير للغاية ؟  يستخدموه سلاح ضدى !!
-         لابد وأن أبحث عن رجل أخر ، لا يعرف هذا الشىء وبعد لحظات ظهر رجل أخر ، ثم اقتربت منه ، فقال مثل ما قال الرجل الذى قبله ، وتوالت نزول الرجال والنساء والأطفال الى القرية ، وبينما كانت تقابل أحد منهم يقول لها ، معى شيئا إذا عرفتية سيكون فيه هلاكك .
حتى انها  استيأست الغوله ، وشعرت فى نفسها الخوف والذعر ، بعد ما وجدت أهل القرية جميعا لا يخافوها كما كان سابقا  .
وبدأت تحدث نفسها عن سر تلك الحاجة الخطيرة التى يملكونها كل أهل القرية ، حتى بدت متعبة من التفكير والجوع معا ، فسارت فى الطريق الذى أتت منه أول مرة ، وهى لا تشعر ولا تبالى سقطت فى الحفرة العميقة التى حفرها لها أهل القرية ، وكانوا متربصين بها ، فعند وقوعها هجموا جميعا يداً واحدا على الحفرة بمعاولهم يردمونها بالطمى قبل ان تخرج .
وبذلك قد تخلصوا من الغوله نهائيا التى كانت تهدد أمن القرية بخدعه الأم العجوزة

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...