السبت، 20 يونيو 2020

قصة أطفال



مملكة الأسد
تأليف
أحمد فوزى  اسماعيل  
كان الاسد هو سيد الغابة ؛ فهو وحش الغابة القوى ؛ يامر وينهى وجميع الحيوانات مطيعون لاوامره .
كان التقرير اليومى عن الغابة امامه كل صباح ؛ فهو يحافظ على الغابة من اى شر يهاجمها .. وكانت الحيوانات تساعده على ذلك حتى يعيشوا فى سلام .
وكأن الغابة هى مملكته ؛ وكأن الغابة ولى عليها بالحماية لكل حيوان فيها كبيرا او صغيرا ..
يعرف ما يدور فيها ؛ وما يدور فى عقول الحيوانات نفسها ..
ذات يوم زئرا الاسد فى صومعته ؛ وسمع زئيره كل الحيوانات فى اماكنها ؛ وكان هذا الزئير للجمع فى صومعته حتى يرى امرا مفيدا لاصلاح الغابة بعدما اصابها الخلل..
سمع زئيره الثعلب " مشكاب " ولكنه كان مريضا فغى فراشه ولم يقدر على الحضور الى مجلس الاسد ؛ وكان بكير ومشعوب عنده للاطمئنان عليه ..
وكانوا يرونه فى حاله لايرئى لها ؛ ويعرفون حالته , فكلفهم مشكاب على عدم الحضور الى الاسد فى صومعته , ويقومون بابلاغ الاسد بمرضة 0
فوعدوه بأن ينقلوا اليه عذره , وذهب مشعوب وبكير الى الاسد , ودخلوا عليه وقدموا له التحيه , فرد عليهم التحيه , وطلب منه ان يسامح مشكاب لانه أصابه مرض الحمى 0
انزعج الاسد بعد مل سمع ماقاله الثعلب مشعوب عن زميله مشكاب ..
قام على الفور باستدعاء الطبيب ميمون من الغابه , وكلفه بسرعة علاجه حتى يطيب ويشفى
وقد سمع الطبيب ميمون كلام الاسد وذهب على الفور الى بيت مشكاب يحمل حقيبته التى بها أدوات الطب ..
عرف الفيل تختخ والدب دبدوب بالثقيلين لبطىء مشيتهم , وقله حركتهم , كانوا يسيران الى صومعه الاسد , وكان معهم الظرافه العرافه التى كانت أوسع منهم فى خطولتها واسرعهم مشيا ..
سئمت الظرافه من سيرهم لانهم قد قاموا من بيتهم الذى يبعد عن صومعة الاسد بمسافة طويلة وقد بغضب منهم الاسد فى عدم الحضور مبكرا ..
تركت الظرافة الثقيلين واسرعت الى الاسد لكى تلحق باجتماعه مع باقى الحيوانات ..
ولما وصل الظرافة الى المجلس وجدت شمشون النمر فى المجلس , وبعد قليل دخلت دبدوب وتختخ هما الاخرين , لقد وصلا اخيراً بعد عناء طويل فى السير المتعثر فى طرق الغابه الغير ممهده ..
طلب دبدوب العذر من الأسد قائلاً :
-         سيدى الأسد نحن نلتمس منك العذر على تأخيرنا عن هذا الاجتماع .. وكأن الاسد يعرفهم بثقل حركتهم فقبل منهم العذر وقد سامحهم
لم يحضر الى هذا الاجتماع أرنوب واعوانه ..
وكان كل الحيوانات لا تعرف مكانهم , فطلب منهم الاسد ان يخضروه وقد وجه هذا الطلب الى شمشون النمر الذى يعرف كل كبيره وصغيره فى ارجاء الغابه ..
لكن شمشون نفى انه يعرف مكانهم , وتوعد الاسد بعقابهم اذلم يظهروا ويحضروا مع باقى زملائهم ..
-         اذهب انت ياتختخ ومعك دبدوب وابحثا عنهم ,وتجولا فى أرجاء الغابه حتى تعثروا عليهم وتأتوا بهم جميعا الى فى أسرع وقت ارتخف قلب دبدوب وتختخ من كلام  الاسد وقاما على الفور يتوعد ومنهم بإحضارهم جميعا تلبيه رغبته وكان الاسد قد غضب من ارنوب غضبا شديداً لانه يعرف ان ارنوب تزعمهم فى جحرهم الذى لا يعرف احد من الغابه , من الوحوش المفترسه حتى لا يفتكوا بهم وهم ضعفاء ..
وقد اجتمع ارنوب بباقى الارانب فى جحرهم بعد ما سمعوا زئير الاسد الذى ينادى كل من فى الغابه من حيونات قويه وارانب ضعيفه وطلب من عدم الذهاب الى صومعه الأسد حتى يأخذوا مامنهم من تلك الوحوش وكان كل ارنب منهم له راى عن الاخر
فقال أول : لماذا  لا تذهب نحن نحب ان نرى ما يدور فى صومعه الاسد ..
-         وقال ثانى : نعم انا مع رأى أخى الارنب واننا لسنا ضعفاء بافكارنا , فلا ندعهم ياخذوا قرارا بانفسهم ليس لنار أى فيه
-         قال ارنوب : لابد وانه كمين .. كمين صنعه لنا الاسد وحاشيته لكى نقع فى فخه ..
وعلينا ان نأخذ حزرنا منه ..
قال ارنب ثالث :
-         انا مع ارنوب فيمه يقوله ، لابد وأننا لا نذهب الى صومعه الاسد ، حتى لا يكون كمين نصبه الاسد لنا ..
ففكروا جميعا فى ما دار بينهم فى هذا الاجتماع الطارىء لارنوب المتزعم للضعفاء وعرفوا أن ارنوب على حق ..
ولكن كل واحدا منهم كان مشتاقا ان يعرف كل ما يدور فى صومعه الاسد مع الحيوانات الاخرى ، ففكروا فى الطبيب ميمون حتى يحصلوا منه على معلومات تفيدهم ..
وقام كل منهم ليبحث عن الطبيب ميمون دون أحد من الغابه يشعر به ..
ثم كان الاسد فى صومعته يجتمع بباقى الحيوانات وهو فى حاله غريبة لم يعهدها فيه أحد من قبل ، فكان يثور من نفسه ولا يسكت عن زئيرة مسأله شمشون عنا أصابه قائلا :
-         ما الذى أصابك ياسيد الغابه ؟!
قال الاسد :
- لقد اتى الى الغابه صيادين ليصتادون الحيوانات منها وعلينا جميعا أن نتصدى لهم ونمنعهم من النيل من أى حيوانات بها .
انزعج الجميع من كلام الاسد لهم وخافوا على أنفسهم وعلى أخوانهم فى الغابه كبيرا وصغيراً ..
كنت أريد من أرنوب وأعوانه أن أبلغهم وأحذرهم من الخطر القادم لآنهم ضعفاء لا يقدرون على حمايه انفسهم ، ولكنهم اختبئوا ولم يظهروا حتى الآن .. وادعوا الله أن يجعل تختخ ودبدوب يعثروا عليهم ويأتوا بهم الى هنا ..
وكان تختخ ودبدوب ما زال يسيران فى الطريق لكى يجدوا بصيصا عن جحر الارانب ليصلوا اليهم لكنهم يأسوا ولم يجدوا شيئا ، فاستكلموا سيرهم فى مكان أخر ..
وهم يسيرون لمح تختخ مكانا عاليا ، وكان هذا المكان هو للطاووس الذكى الذى يعرف أرنوب وأخوانه الارانب ، وفى تلك اللحظة كان أرنبان يقفان خلف شجرة ، لان حجرة الأنب كانت فى مقربة من المكان العالى , وقد شاهدوا الثقلين يدخلان هذا المكان ووقفوا حتى يتابعان ماذا يفعلان فيه  وبعد أن خرج الثقيلين , أسرعو على التو إلى أرنوب ليعلموه بما رأوه .
وقد ذهب الأرنبان إليه وحكوا له عن تختخ ودبدوب , فتوعد أنوب بأن يلقنهم درسا قاسيا
قال أرنب :
- كيف نلقنهم درسا قاسيا ونحن ضعفاء صغار
قال أرنوب :
- ليست القوه فى الجسم الضعيف لكن القوه فى العقل ..ولابد وأننا سننتصر عليهم ونأخذهم عندنا رهينه
ظلوا يفكرون فى أمر الثقيلين كيف يصنعوا لهما حتى ينتصروا عليهم ويأخذونهم رهينه عندهم ..
ومازال فريق من الارانب يبحثون عن الطبيب ميمون لكى يعرفون منه اخبار الأسد فى إجتماعه مع حيوانات الغابه وهم لا يجدونه ..
وكان الطبيب ميمون يقوم بالكشف على مشكاب الذى كان مريضا بالحمى وطمأنه على صحته ثم أعطاه قليلا من العقاقير ليتناولها حتى تشفيه من سقمه ..
وبعد أن إنتهى من علاجه تركه لكى يعود إلى صومعه الأسد لكى يبلغ الأسد عن ما فعله مع مشكاب ويعطيه تقريرا مفصلا عن صحته وإذا بأرنب يلمحه من بعيد دخلوا عليه بحيلة حتى يأخذوه إلى أرنوب ليعرفوا منه لماذا يجتمع الاسد بحيوانات الغابه ..
قل له أرنب :
- أيها الطبيب ميمون أحضر معنا إلى أرنوب لأنه فى وعكه صحيه ويريد منك بعض التقارير .
- لم يتمه الطبيب ميمون لحظه لأنه طبيب الغابه كلها ويقوم بالكشف على كل مريض فيها وصار معه ..
فلما وصل الطبيب مع الأرنبان إلى حجر أرنوب لم يجده مريضاً , ولكن سأله عن ما فعلوه معه , فأراد أرنوب منه أن يعرف سر إجتماع الأسد مع حيوانات الغابه .
قال له أنه لا يعرف أى شئ عن هذا الإجتماع وقص عليهم قصة مشكاب مع مرض الحمى , وهو الذى قام بعلاجه منذ الصباح الباكر ..
عرف أرنوب أن الطبيب ميمون لا يعرف شيئاً , فتركه يرجع إلى صومعة الأسد , ولكن قبل أن يخرج عاهد أرنوب أن لا يقول شيئاً للأسد عن مكانهم , فوعده الطبيب بذلك ..
ولم يترك أرنوب تختخ ودبدوب طليقان هكذا وهما مازال فى منطقتهم فإذا إقتربوا منهم سيهدمان جحرهم بثقلهم وأجسامهم الضخمه ..
واتفق أرنوب مع باقى الارانب بأن ينتظروا إلى الليل ويقومون بحفره عميقه حتى تكون فخاً لهم فيسقطان فيها دون أن يشعروا..
ووصل الطبيب ميمون إلى الأسد وحكى له عن ما حدث مع مشكاب , وكان الأسد على عجل ليطيب مشكاب حتى تتجمع كل الحيوانات لترادى فى كيفية التخلص من الصيادين ..
وكان شمشون والعرافه يمشيان ليلا فى الطريق يبحثون هما الآخران عن أرنوب وتختخ ودبدوب الذان لم يرجعا منذ أن تركا صومعة الأسد .
وبكير هو الذى تبقى عند الاسد لكى يكون بجانبه حتى ترجع الحيوانات بالأخبار الت كلفت بها .
ثثثم كان الأسد قد طلب من شمشون والظرافه العرافه أن يأتوا له بغزاله ثمينه لتسد جوعه , وشمشون والعرافه فى مأذق شديد  لأنهم لم يصتادوا هذه الغزاله التى قال عنها الأسد بالأمس ..
وبعد مشقه فى البحث دخلوا على الأسد , فطلب منهم سرعة إحضار الغزاله إليه ..
وكانت هذه حيله إخترعوها له , لأن الأسد كان يوجه إليهم اللوم والعتاب فى عدم قيامهم بشئ مفيد للغابه ..
وهما الآن لم يعرفان كيف يخرجوا من هذه المشكله التى كانت قد تفضحهم أمام الأسد ..قالت الظرافه هامسه لشمشون :
- كيف سنتصرف فى هذه المشكله "
فكر شمشون قليلا ثم تظاهر بأن الحمى قد أصابته فى بطنه , لكى يلهو به الأسد فيعفوا عنهم ولا يفكر فى الغزاله اتلى طلبها ..
وبالفعل إنزعج الأسد من مرض شمشون المفاجئ ,وافتكر أن مرض الحمى قد دخل الغابه , لأنه أصاب مشكاب والآن أصاب شمشون , وظل يقول لنفسه :
- لابد وأن هذا المرض سينتشر فى الغابه فيصيب جميع الحيوانات "
ونادى على الطبيب ميمون الذى جاءه على الفور , وطلب منه أن يوقع الكشف على شمشون وبعطيه تقريراً أمامه , لكى يطمئن على سلامة الغابه "
وقام الطبيب بتوقيع الكشف على شمشون , لكنها إكتشف أن شمشون ليس مريضا ولا يصيبه شئ
فمس الطبيب له قائلاً :
- أنت لست مريضاً "
كان الأسد مشغولا مع بكير فى حديث بينهما ولم يأخذا بالهما منهما , فحكى شمشون عن حيلته التى تظاهر بها وطلب من الطبيب أن يساعدهم ..
وافق شمشون وبدأ يشرح حالة شمشون للأسد , وكأنه مريض بالفعل وخفف الطبيب ميمون التوتر الذى أصاب الأسد من هذا المرض اللعين وأنه سيقوم بالتصدى لهذا المرض بالعقاقير والأعشاب التى سيعدها لذلك .
إطمئن الأسد بكلام الطبيب الذى وعده بمحاربة المرض ..
وكما إتفق مع بكير وباقى الحيوانات على محاربة الصيادين الذين جاءو إلى الغابه وينالون منهم .. ولكن بعد رجوع تختخ ودبدوب ومعرفة أماكن أرنوب وأعوانه ..
وكانت الأرانب تحفر الخندق الذى إتفق عليه مع بعضهما لكى يسقطا فيه الثقلين وعرشوه بأشجار الشجر .. ثم إنتظروا لحين يأتوا على غفله فيسقطوا فيه .
وتحدث أرنوب عن الحريه التى يحصلون عليها بجانب هذه الوحوش الضخمه , وكيف يصلون إلى الأسد دون إذاء منه , فأراد أن يعمل مفاوضات معه ..
ولكن بعضا من الأرانب عارضوا هذه الفكره , لأنه سينتهز الفرصه ويفتك بهم ..
وانتظر أرنوب ما يصفر عنه بعد حفرهما للخندق ..
وكان دبدوب وتختخ قد أرهقهم البحث فجلسوا واستندوا إلى جزع شجره حتى ناموا وغرقوا فى النوم
وجاء الطبيب ميمون إلى أرنوب ليبلغه عن غضب الأسد تجاههم , وما حدث للغابه بعدما وصل إليها جماعة الصيادين الذين يرهبون جميع الحيوانات ..
فى هذه اللحظه عرف أرنوب ما زئرا من أجله , ولما كان يطلب إجتماعهم ..
ففكر فى طريقه فى التخلص من تلك الصيادين وتقديمهم إلى الأسد يصالحهم به ..
وظل يفكر فى هذه الطريقه حتى أمسى الليل ..
كان الصيادين عددهم ثلاثه ومسلحون بأسلحه ناريه يستعملونها فى إصتياد الوحوش المفترسه , وقد تجولوا فى الغابه وإذا بهم يسقطون فى الخندق الذى حفرته الأرانب ..ثم كانت الأرانب تراقب الحفره ليجهزوا على دبدوب وتختخ عند وقعوعهم , ولكتهم فوجئوا بهذه الثلاثه فعرف أرنوب أنهم الصيادين .. وحضرت الأرانب جميعا وكذلك إستيقظ تختخ ودبدوب بعد ما سمع ضجيج الأرانب وذهبوا إلى الحفره وقاموا بإمساك الصيادين مع أرنوب ثم ساقومهم إلى صومعة الأسد الذى فرح كثير بعد وقوع الصيادين فى الفخ , وحكى تختخ وأرنوب عن العمل الذى قام به أرنوب وأعوانه , وأنهم هم السبب فى القبض على هؤلاء الصيادين .. فصافح عنهم الأسد وصاروا مع أصدقائه وأخذ أرنوب معه فى إتخاذ القرار , لإن القوه ليست فى الجسم ولكن القوه فى العقل والتفكيــــــــر ..

قصة أطفال



أحفاد جدو علام 
تأليف
أحمد فوزى اسماعيل   
بلغ جدو علام من العمر الثمانين عاما  ، وكان فى هذا لعمر الكبير له معامله خاصه ، معامله أحترام وتوقير ، لان جدو علام يعرف الكثير عن الاشياء المحيطة به ، ونحن الصغار لا نعرف قدر معرفته ببواطن الامور .. كالخير والشر .. والافضل والسىء .. والابيض والاسود . رزقه الله بثلاثه أحفاد ذكور وبنت واحده من ولدة الوحيد ( وحيد ) سماه وحيد لانه لم ينجب غيرة ، فقد رزقه الله به بعد عشرون عاما من الزواج .. وقد حمد الله عليه ، يرعاه ويقوم على تربيته تربيه صحيحه على أكمل وجه من التعليم والتوجيه السليم.. أراد أن يزوجه بعد ما بلغ العشرين من عمرة لكى يفرح بأحفادة ..
وبالفعل اختار له زوجه ذو حسب وجمال .. كانت هذة الزوجه تتقى الله فيه لانها تعلم حسن معاشرة الازواج ، حتى أنها قامت بخدمته على أفضل ما يكون ..
فى السنه الاولى من زواجها ، رزقهم الله بولد سماه " محمد " وولد أخر سماه " عبد الله " وولد ثالث سماه " محمود " وبنت وحيد سماها " زينب "
كان جدو علام يختار الاسماء بعنايه لانه يعرف أن أفضل الاسماء هو ما حمد وما عبد .. كان سعيد جدا بهم ، وكأن الدنيا أعطته ما حرم منه فى شبابه ، وابقى حياته الباقيه فى تربيتهم ، وكانت أحب الاوقات عنده تلك التى يقضيها معهم يلعب معهم ويداعبهم ، وقد كان الزوج يعمل مدرسا بمدرسة ابتدائى تبعد عن سكنهم بقليل ، وكذلك الزوجه تعمل ايضا مثله فى نفس المدرسة ، وكان من الطبيعى أن يتركوهم فى كنف جدهم حتى يعودوا من عملهم ..
وبمرور الأيام وجدو الجد علام أحفادة يكبرون أمامه حتى صار أكبرهم الى سن الخامسة عشرة ، فعلمهم على حسن المعامله مع الاخرين كما كان يعلم ابنه الوحيد منذ كان صغيراً ..
بث فيهم روح الحب والتقوى يعاملهم بشفقه وأخلاص ، وجدوا فيه مالاقوه فى ابيهم وامهم لانهم كانوا منشغلين عنهم فى تربيه أطفال اخرين ، هم أطفال المدرسة التى يدرسون فيها ، يعلمون جيل وراء جيل ، فمنهم من يتخرج مهندسا ليبنى ومنهم يتخرج طبيبا يعالج المرضى ، ومنهم من يتخرج محاميا ليدافع عن المظلومين ..
فكانوا يؤدون رساله عظيمه فى الحياة ..
قم للمعلم وفه التبجيلا   كاد المعلم أن يكون رسولا
وكان محمد وعبد الله هما الذان قد التحقوا فى المدرسة ، لانهم هم أكبر أخواتهم وفى أجازة نصف العام ، كان عبد الله غاضبا من أخوه محمد ومحمود ، ولم يعلم الجد بهذا الخصام حتى أسرعت زينب الية لتحكى له ما حدث بين أخواتها ..
عرف منها جدو علام بحايتهم وسكت ولم يتكلم ، لكنه أجتمع بهم ذات لياه ليرى ما يحدث منهم تلقائيا ، ويصالحوا أنفسهم بأنفسهم دون تدخل منه .
جلسوا من حوله يستمعون له وهو يتحدث عن خدمه الاخرين وقت الشدة والضيق ، وتعمد أن يطرح عليهم سؤلا سريعا ، ومن يسرع فى تنفيذه سيكون له السبق ويكون له جائزه " عشرة حسنات "
قال جدو علام :
-         من يبادر بتصافح أخيه قبل الاخر سيحصل على عشرة حسنات ، والحسنه بعشرة أمثالها
-         ما أعظم هذة الجائزة ..
عندئذ أدرك عبد الله أن جدو علام يريد مصالحتهم ، وتذكر ما حدث من محمد ومحمود حتى صار غاضبا منهم بهذة الطريقه المؤثرة فيه ..
ففى ليله وهم يقبلون على النوم ، فى غرفتهم التى ينامون فيها ، جاءة محمود يطلب منه أن يعطيه الغطاء قليلا ليقيه من قرص البرد ، وكان عبد الله يحس بالبرد مثله ومثل أخيه ، لان الليله كانت شتويه شديدة البرودة ، أما زينب فكانت صغيرة تذهب للنوم مكع أمها فى غرفتها ..
رفض عبد الله طلب محمود ، وبعد أن صبح الصباح وأستيقظوا ، ووجدوا عبد الله الغطاء مكشوفا من عليه ، فتذكر أنهم قد أخذوا الغطاء وهو نائم ، لكن محمد ومحمود أكدوا له أنهم لم يفعلوا ذلك ، لانهم يخافون عليه كما يخاف عليهم ، وهم كانوا يضحكون معه .
ولم يصدق عبد الله كلامهم مهما قالوا له من أعذار ، وثبت فى عقله أنهم لا يحبون له الخير، فخاصمهم ولا يريد التحدث معهم .. ولا يلعب معهم فى أى لعبه يلعبونها .. ثم أخذ جانبا عنهم ..
تذكر هذا كله وجدهم يتحدث عن الصفح والتسامح بين بنى البشر ، وبين المسلمين بعضهم البعض ، وبدأ الجد فى رسم خطته التى قالها أول مرة ، لكى يتصالحوا دون تدخل منه ، فأراد أن يعمل بينهم مسابقه ، وشرح لهم المسابقه بالتفصيل التى تتمثل فى السرعه حتى يحصل الفائز على عشرة حسنات ، والعشرة بعشرة أمثالها .. ثم حد وقتا زمنيا فى بدايه المسابقه ونهايتها .
حتى أنه قال لهم :
-         سأعد عليكم ثلاثه .. ومن يبادر بمد يده لأخية قبل الاخر ... يحصل على مائة حسنه وعندما بدأ جدو علام فى العد ، وبينما كان فى رقم واحد .. إذا بعبد الله يحس بألم فى بطنه وكانت تلك من صنيعته حتى يتفادى المبادرة فى التصافح ، ولمح الجد ذلك على عبد الله بما عرف ما يريد ..
ولما كان عبد اله يتألم ويتأوه إذا بأخوته من حوله خائفين علية ، وهم لا يفهمون لعبته ..
كان هذا الوقت قد خرج أبيهم من المدرسة .. فأسرعت زينب تقابله لتخبرة عما حدث لعبد الله ، ولم يتهمل لحظه فذهب الى الطبيب وقد أتى به الى عبد الله ليقوم بالكشف عليه حتى يعلمهم ما حدث له .
ثم كانت المفاجأه فقد قال لهم الطبيب أنه لم يشكوا بأى أعراض فى بطنه ، ولا أى مكان فى جسدة ، وعاد الطبيب الى عيادته .
أسرعت أمه اليه لتعمل له مشروبا ساخناً ، وتقوم على خدمته حتى تطمئن عليه ولكنهم لا يفهمون ما فعلاه عبد الله ، لكن لجد هو الوحيد الذى يعرف ويفهم أن عبد الله من صناعته اتقان التمثيل فى بعض الامور .
أكل الذعر قلبهم ، وجدو جد علام هو المطمئن الوحيد مخن أفعال عبد الله ، لكنه لا يستطيع أن يبوح بأى كلمه لهم خوفا على احساسة أمامهم ..
وفى اليوم التالى كان الجد علام جالسا يتناول الغداء ، لكنه اراد ان يأكل معه أحفاده ، وكانت زينب وعبد الله يجلسان معه على نفس المائدة ..
وكان محمد ومحمود يلعبان خارج المنزل ، فأراد جدو علام أن يرسل اليهم عبد الله ليناديهم وبذلك يكون هو أول من أبدأ بالمبادرة فى التصالح ..
فهم عبد الله ما يقصدة جدة ، حتى خرج اليهم مترددا فى ابلاعهم طلب جدهم فقال لهم :
-         يقول لكم جدكم أحضروا للغذاء ..
سمع جدهم علام ما قاله عبد الله فتضاحك ، وكانت منه كدعابه ابتسم ليها الجد كلما ذكرها .. لأن عبد الله انسب طلب الجد له بقوله .. يقول لكم جدكم .. ولا يقول .. تعالوا للغذاء ..
لم يهدأ الجد فى محاوله تلاشى الغصب الذى صار بينهم وبالخصوص عبد الله فلم يتدخل لمعرفه السبب وأجبارهم للمصالحه لبعضهم البعض .
وعند المساء جاءت على ذهنه فكرة ، أراد أن ينفذها ، وانتهز عدم وجود عبد الله بالمنزل واتفق مع محمد ومحمود على الاختباء فى مكان ما يعرفه جدهم ولا هم يعرفونه ..
وذهب جدو علام بمحمد ومحمود الى هذا المكان الذى كان فى اسفل المنزل ، وهى غرفه لم يكن لهم أن دخلوها قبل هذا .. ووضع لهم ماءا وزادا يقضيهم لفترة طويله .. و يخرجون منه الا أن أخرجهم الجد بنفسه ..
ورجع جدو علام مرة  اخرى الى غرفته وكأن شيئا لم يحدث .. ثم أستراح على مخدعه ، ودخل علية عبد الله وزينب لكى يطمئنون عليه مثل كل يوم ... وقد جلسوا مدة طويله وبدأ القلق والتساؤل يظهر على عبد الله وقال لجدو علام :
-         أين محمود ومحمد ياجدى ؟!
فرح الجد عندما سمع ذلك من عبد الله وقال :
-         أنا لا أعرف ..
وتسألت زينب عنهم :
-         أين محمد ومحمود ياجدى ؟!
قال :
-         أنا لا أعرف ..
ثم أتى أبيهم وأمهم يسألون عنهم ، وجدو علام متظاهرا بعدم معرفتهم ولكنه بدأ يحس بنجاح خطته .. يراقب افعال عبد اله وما يبادر منه ..
زاد القلق على وجوه الكثرين منهم ، لآن الوقت كاد يمر عليهم ، ومحمد ومحمود لا يظهران حتى بدأ الجد بالتظاهر فى سرعه البحث عنهم ، وقد بدأ الاب والأم كذلك ..
لكن عبد الله وجد نفسه وحيدا ، ليس متهودا بعدم وجود اخوته بجانبه ،
فجلس يبكى ..
أقترب منه جده علام يسأله عن بكائه ..
فأبدى له عبد الله بخوفه على أخوته الذين لم يظهروا حتى الان .. حينئذ عرف أن عبد الله قد أخطأ فى حق اخوته ..
وفى زروه بكائه وجد الباب يفتح ليدخل منه محمود ومحمد ، فارتمى عبدج الله فى أحضانهم بعدما رأهم واشتد فى البكاء .. ثم اعترف عبد الله بخطأه فسامحوه ، ورجعوا أخوه وأصدقاء كما كانوا يسمعون نصائح جدهم علاهم ...

قصة أطفال



رحلة الأصدقاء السبعة
تأليف
فوزى يوسف اسماعيل
كان الاصدقاء السبعه ، سمسمة وسالم وعنابه وبدارة وشريف ورباب وتامر قد تجولوا فى الغابه التى رؤها جميله تملاءها الاشجار والزهور وايضا بيوت الحيوانات مثل الظرافه والاسود والفيله وجميع الحيوانات المختلفه ، فاشادوا بها واعجبوا بمنظرها . وهم لا يدرون جن عليهم الليل ، فأرادوا الايواء فى مكان لكى يستريحوا لليوم الثانى حتى يستكملوا رحلتهم ، لم يجدوا مكان بها حتى ينتظروا فيه للصباح ، ففكروا فى صنع كوخ صغير من الخوص وعروش الشجر .
وذهب كل واحد منهم يبحث فى الغابه لجمع سيقان الحطب ، وبعد أن يحصل كل منهم على ما يقدر علية من الجمع ليكفى صنع الكوخ فعليه بالرجوع الى المكان الذى تقابلا فية ، وكان هذا المكان قد اتفقوا علية حتى يصنعوا فية الكوخ وحتى لا يتوه أحدهم عن الاخر .
وكانت سمسمه بنت ذكية ، تقوم بقيادة الرحله ، وقد وقفت تنظر فى أرجاءالغابه حتى ينتهوا من الحطب ، اذا بها ترى دارا صغيرة مبنيه من الطوب اللبنى فى ناحية الجانب الشرقى للغابه ، ففرحت بها كثيرا .
ولما تجمع الاصدقاء جميعا ، أفسحت سمسمة للأصدقاء بما رأته من أمر تلك الدار ثم تركوا ما فى أيديهم ، لانهم وجدوا دارا مبنيه جاهزة ، ولا يحتاجون الى بناء الكوخ .
ذهبوا جميعا متجهون الى الدار ، وكانت هذة الدار لعم كريم الرجل العجوز الذى بلغ سن الشيخوخة .
وقد طرقوا الباب ، فستقبلهم عم كريم بكرم الضيافه وأداء الواجب لهم ورحب بهم الضيافه ثم أجلسهم فى الدار وكان عم كريم رجل كريم فى معاملاته فقد قدم الواجب للضيوف السبعه .
وقدم لهم طعاما لذيذا شهيا ، وقد التفوا من حوله الاصداقاء ليأكلوا منه .
امتلئت بطن تامر عن أخرها لانه كان أكثرهم يأكل فى نهم ، وامتلئت بطنه مما حدث عنده طخمه فتألم من أثرها .. واستدعوا على الفور طبيب الغابه الذى كان عم كريم يعرفه قام الطبيب بعلاجه بتناوله أحد الأعشاب التنى قام بتركيبها والتى كان لها القدرة على طيب الألم ، وفى العشاء جلس عم كريم يحكى للأصدقاء جزءا من سيرة النبى محمد صلى الله علية وسلم ، فعم كريم رجل صالح يحب الاطلاع دائما فى دنيا المعرفه ، وخصوصا سيرة الانبياء من أدام علية السلام الى الرسول صلى الله علية وسلم .
وقد فرحوا الاصدقاء بهذا الحديث الجميل ، واستمعوا جميعا منصتين اليه بشغف وترقب . وبعد أن مضت مدة طويله يتحدث فيها عم كريم عن السيرة العطرة ، أحسوا الاصدقاء بالنوم يداعب جفونهم من تعب يوم كامل يسيرون فى الغابه فتركهم عم كريم ليسترحوا حتى يستكمل معهم فى اليوم التالى .
دخلت الغابه جماعه تسمى " الغلان " يقودهم رجل اسمه سعفان ، وكان سعفان له اتباعه الذين ينفذون له طلبة وأوامرة .
صنعوا لهم كوخا صغيرا وجلسوا فيه لكى يستريحوا ويستطلعون الامر فى الغابه معتقدين أن أرض هذة الغابه هم أصحابها ، وقد يحصلون عليها ، ذلك الامر الذى جاءوا من أجله .
وتعمل الاصدقاء السبعه على كشف خداعهم ، ومحاوله التخلص منهم بعد أن يعرفوا سرهم .
جلسوا أتباع سعفان يوقدون النيران لطهى الأطعمه وصنع المشويات ، وكان الوقت ليلا ، وقضوا وقتا فى عمل الأطعمه وشواء لحوم المعز والخراف على اسياخ تطهيها النار ، لتنضج ويقومون بأكلها . وفى اليوم التالى ذهبت سمسمة ورباب الى كوخ سعفان وأعوانه ، وقد تسللوا فى خفه دون أن يشعروا بهم ، وقد وقفوا من خلفه يسمعون الحوار الذى يدور بينهم ، وهم يخططون للإستيلاء على الغابه ومحاربه أى كائن يقف أمامهم ، فحزنوا حزنا شديدا ، وذهبوا الى عم كريم ليقضوا عليه حكايه سعفان وما أتى من أجله ، لتدمير الغابه ..
وكان سالم وعنابه يجوبان فى الغابه ، واذا بهم قد اقتربوا من كوخ الغيلان ثم تسللوا اليه ، كلهم أحدثوا اصواتا من بنعلهم فسمعهم سعفان وأعوانه ، حتى امسكوا بهم وحبسوهم فى مكان مختبىء لا يعرفه أحد .
وقال سعفان لأعوانه :
-         لابد وأنهم من الجواسيس علينا ، فاذا تركناهم سيبلغون من هم اكبرهم فيعملون احتياتطهم ويتسلحون ثم يواجهوننا فى غفله ، ويهزموننا .
-         لابد وأن نحجزهم هنا حتى ننتهى من مهتنا فى أمان ..
سمع أعوانه ما قاله سعفان ، لانهم يتفذون ما يشير اليه فى كل شىء .
من يومان والاصدقاء يبحثون عن سالم وعنابه وهم يبحثون كل منهم فى كل مكان غير الاخر.  يتقابل سمسمه وشريف بالطبيب وقد حكوا له عن الحكاية التى حدثت لسالم وعنابه ، فدلهم الطبيب عم العالم الفصيح الذى سيساعدهم ويدلهم عن خبايا الغابه التى لا يعرفها أحد ..
وكان العالم الفصيح يساعد المغتربين عن الغا به ، ويقف بجا نبهم فى وقت الضيق 0
وهم يسيرون فى الطريق اليه ، وجدوا عند شجره فتاه تبدوا عليها الهزال والتعب .
اسرع الجميع وتجمعوا حولها ، فتعجبوا من امرها ، ثم افقو ها من نومها فانخرطت فى البكاء ، وقد ذهبوا بها الى دارعم كريم .. ولم ينسوا البحث عن سالم وعنابه فكانوا مازالو فى كوخ سعفان وقد اصابهم الجوع والعطش ، وقد ترك سعفان واعوانه الكوخ لحظات ، وبعد ان ياس من عدم فك اسرهم  ، واذا بهم يروا رجلا يدعى راضوان قد دخل عليهم  يفك اسرهم دون علم سعفان ، وكان راضوان من اتبا عه ولكن تمرد على افعا لهم ،لا نه لا يرضى عن طريقهم الذى يمشون فيه  ، ولا يحب الظلم لا حد.
اخذهم واتجه بهم الى اقصى الغا به،بعيدا عن رجال سعفان حتى كانو فى مامن ، ولم يبالوا بحارس سعفان الذى كان يتبعهم ، ولما راءوه تصارع راضون معه بسا ق من الحطب حتى انتصر عليه وهزمه قبل ان يمسك بسالم وعنابه ، واستكملوا طريقهم الى دارعم كريم
وعندما وصلوا الى دارعم كريم ودخلوا على الاصدقاء اذا بهم يستقبلون سالم وعنابه بترحاب شديد .
وعرفوا منهم ان رضوان كان سببا فى فك أسرهم ، وأنه من الرجال الصالحين الذين يحبون الخير لغيرهم .. فرحبوا به هو الأخر وشكروه على معروفه ..
وجلسوا الاصدقاء جميعا وعم كريم يستمتعون الى نوارة التى قصت عليهم حكايتها العجيبة مع عمها شاهين ، وهو يطاردها من أجل الورقه التى بها مكان الكنز الذهبى الموجود فى أرض الغابه .
اندهشوا الجميع من كلامها وعرفوا أن بالغابه كنز ذهبى مدفون فيها ، وعليهم من الان بالبحث على هذا الكنز لكى يخرجوه ويقومون باصلاح  وتطوير الغابه .
وبعد ان انتهت نوارة من حكايتها ، احتضنوها وعطفوا عليها وصارت من الاصدقاء ، ورضوان الذى انقذ عنابه وسالم من ايد سعفان .
وقد عاهدوا أنفسهم جميعا على تخليص الغابه من أيد سعفان ، والبحث عن الكنز المدفون فى المغارة المهجورة .
كان الجميع مشتاقون لمعرفه الكنز المدفون فى المغارة المهجورة ، وسرعة الحصول عليه . وقد تذكرت رباب ان فى الغابه عالم فصيح يعرف خبايا الغابه من شرقها وغربها كما قال لهم الطبيب ، وعليه ان يستنجدوا به ليدلهم عن مكان الكنزدون تعب فى البحث ..
لكن سمسمه التى كانت تقودهم قالت لها :
-         اذا كان العالم الفصيح يعلم خبايا الغابه ، فكان من الممكن ان يصل اليه قبلنا ويحصل عليه
وقد اتفق معها عم كريم الرأى ، وصدق كلام سمسمة فيما تقول ، لانه لو يعلم العالم الفصيح بمكان الكنز لذهب لاستخراجة .
ثم اتفق الجميع أن يبحثوا عنه دون ان يلجأوا لاحد ، فجلسوا يخططون ويرسمون فى كيفية البحث دون أن يشعر أحد أو يعرف ، وأمسكوا بالخريطة التى بها الطريق المؤدى الى المغاره المهجورة والتى ترشدهم عن مكان وجود الكنز دون عناء .
كما اتفق الجميع ان يكون البحث ليلا حتى لا يشاهدوا منهم أعوان سعفان الذين من الممكن ان ينتشرون فى الغابه .
جن عليهم الليل واستعدوا الاصدقاء للخروج فى البحث عن الكنز ، ونظم أنفسهم ، كل اثنين فى مكان غير الأخر كمثل الذى فعلوه أول مرة فى البحث عن سالم وعنابه
وقد حضر شاهين وأعوانه من خلفه ، ودخلوا الغابه يبحثون عن نوارة اذا كانت ضلت الطريق ، على أمل أن يحصلوا على الخريطة التى توضح مكان الكنز المختبىء .
فأمر شاهين أحد حراسة للنزول الى كوخ صغير قد وصلوا الية ليرى ما بداخله ، فلم يجد الحارس أى شىء فيه .
ونزل شاهين وأعوانه واسكنوا هذا الكوخ حتى الصباح ليحميهم من البرد ، وناموا جميعا بداخله ، والفرسان مربوطة أمامه .
وكان الحراس التابعين لشاهين يتناوبون الحراسه على الكوخ ، خوفا بأن يصيبهم أذى ، وقد لمح أحد الحراس نارا مشتعله أمام كوخ صغير يبعد عنهم بمسافه ، وأسرع الحارس الى شاهين ليستيقظه ويبلغه عن هذة النار ..
وظن شاهين انه لنواره ، لابد وأن تكون ضلت طريقها فسكنه .
أسرع اليه هو وحراس ، لكن ظنه لم يكن فى محله ، فقد تقابل مع سعفان قائد الغلان ، ودار بينهما حوارساخن فى التعارف ، ثم عرف منه لماذا جاء الى هذة الغابه بذاتها ، وانتهت المقابله بينهما بتواعد شاهين لسعفان وأسرع فى الرجوع الى الكوخ يفكر فى أمر سعفان ..
وكان سعفان أيضا قد عرف ما جاء من أجله شاهين الى الغابه وعرف حكايه الذهب ،فتغيرت أفكارة فى شأن الغابه ، وأمر حراسه بأن يبحثوا عن الكنز ، ولا يدعوا أعوان شاهين يصلون الية قبلهم .
تعبت الاصدقاء فى البحث عن الكنز ، فرجعوا الى دار عم كريم حتى يستكملوا البحث فى اليوم التالى .
واشتاقوا جميعا للاستماع الى سيرة النبى صلى الله علية وسلم فى هجرته من مكة الى المدينه ، وكيف كانت كفار مكة تعامله عند فتحها وجلس بينهم عم كريم وبدؤا ليلتهم فى عشاء ملئ بألذ الأطعمه وبعد الانتهاء منه ، أمَ عم كريم الاصدقاء لقضاء وقت الفريضه ..
وبدأ فى سرد سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وهم يستمعون له بشقف ، وقضى وقتا طويلا ، ثم بدات سمسمه فى تحريك الاصدقاء الى الخروج لمواصله البحث عن المغارة المهجورة .. واقترحت عليهم بان اذا وجدوها .  أى أحد منهم فعليه باشتعال شعله نار لكى يروها الاصدقاء كلهم ، فيتجهون نحوها .
لكن نوارة عارضت هذا الرأى ، حتى لا يراهم أى شخص أخر مثل رجال سعفان أو رجال شاهين ، فينقضون عليهم ، ولكن من الافضل الرجوع الى الدار حتى يتقابلا فيها ويكونون فى مأمن .
وقد عرفت نوارة عندما علمت بمجىء عمها شاهين الى الغابه ، فحزنت حزنا شديدا وخافت ان يراها فيكون مصيرها القبض عليها ، واخذ الخريطة منها .
طمئنوها الاصدقاء جميعا بأن يعملوا قصارى جهدهم حتى يخرجوها من هذا المأذق ، ولا يتركونها حتى ينتصروا على تلك الاشرار اتباع سعفان وشاهين  .
ففرحت الاصدقاء الذين أحاطوا بالحنان والحب ، بعد ما كانت وحيدة وخرجوا لبحث عن الكنز ، وكان كل واحد منهم يبحث فى مكان غير الاخر ، واذا بهم يواصلون البحث .. لمح تامر شيئا غريبا تحت الشجرة ؟ فذهب الية الجميع ليعرفوا ما هو .. وجدوها قطعه ماس تتلاءلاء ، فرحوا بها فظنوا ان الكنز على مقربة منهم .
كان سعفان يريد أن يصل الى الكنز قبل شاهين ، فصار هو وأعوانه للبحث عنه يتسابق مع شاهين ، حتى يصل كل منهم قبل الاخر ، وجد سعفان دارعم كريم ، فطرق الباب وفتح له عم كريم ، قابلهم بكرم ، وقدم لهم مشروبات ، وسألهم عن خبايا الغابه ، فى هذة اللحظة ، كان سعفان قد أنكر اسمه وقال لهم كريم ، انهم عابر سبيل قد ضل الطريق ، ويريدون الخروج من الغابه .
لكن عم كريم فهم خداعهم ، وعرف أنه سعفان ، وهذة رجاله ، فتحدث عن الغابه وما فيها من حيوانات تفتك بمن يريد إذائها ، لانه يسكنها منذ خمسة وعشرون عاما .
خاف سعفان من كلام هذا الرجل الذى وجد فيه الجدية ، ففضل الاستيلاء على الكنز ، ثم تركوه وخرجوا من عندة ، وقد ارتبكوا جميعا لا يعرفون كيف يفعلون ..
واستمر الاصدقاء فى البحث حتى وصلوا الى كوخ شاهين وقد رأوهم نائمون واستولوا على الاسلحة التى كانوا يمتلكونها دون أن يشعروا ، ثم قصدوا المغارة المهجورة التى تحوى  الصناديق التى بها الذهب ، بعد ما اكتشفوا مكانها ، ونقلوها على الفور الى الدار قبل ان يصل اليها أحد بعد أن تجمعوا فى الدار ، جلسوا يتشاورون فى التخلص من سعفان وأعوانه وشاهين وأعوانه ، لكنهم كثيرون وأقوياء ، ولكنهم لم ييأسوا فقد أخذ كل واحد منهم سلاحا وتسللوا الى كوخ شاهين ووقفوا من خلفه ، فإذا بهم يسمعون أعوان سعفان يتشاجرون مع اعوان شاهين وقامت بينهم معركة قويه وقفوا يشاهدونهم ، حتى كادوا يهمدون بعضهم ، ولما اطمئن الاصدقاء بانهم غير قادرين على القيام من اماكنهم جاءوا بحبل سميك وقيدوهم جميعا يهددونهم بالاسلحة التى أخذوها من كوخ شاهين ، فندم الجميع على فعلتهم وعاهدوا الاصدقاء على الخروج من الغابه ، اذا تركوهم احياء فوافقوا الاصدقاء على طلبهم ، وفعلوا وحققوا عهدهم ، وقد خرج جماعة الغلان ومعهم أعوان شاهين نهائيا من الغابه .
وقد كانت نهاية الاشرار الذين عجزوا على تدمير الغابه واستلائهم على الكنز الذهبى ، بعدما واجهاتهم الاصدقاء السبعه ، وكشف مخططهم وطردهم من الغابه ، ثم واصلوا الاصدقاء مشاورتهم فى تطوير الغابه بالكنز الذهبى الذى وجدوه ، بمعرفه عم كريم العجوز ، ومعهم نواره التى كانت سببا فى وجود الكنز ، حتى بدت الغابه فى أبهى صورها ، يعيشون فيها فى سلام وقد جهزوها للزوار ..

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...