الاثنين، 16 ديسمبر 2024

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح

لسعيهم فى عمل الخير

اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح فوق الممتاز، برغم صغر القرية إلا أنهم متكاتفين فى فعل الخير، فى شتى مناحى الحياة تجدهم يداُ واحدة ورأياُ واحداُ.

وأعلم بأنهم ينجزون مشاريعهم تحت مسمى لجنة، هذه اللجنة مكونة من رجال عظماء أوفياء يعملون لصالح بلدهم، بقوة وعزم وإرادة، فلا أحد يسيئ لهم ولا أحد يعارضهم، حتى ولو بكلمة إنما يقولون لهم سمعاً وطاعة.

هؤلاء قد اجتازوا درجة الممتاز فى الإلتفاف حول قضايياهم بأنفسهم، لا يلجأون لناخب من المجالس التى تعرفونها، أو للوحدة المحلية أو غيرها، وإنما بسواعدهم وبفكرهم يفعلون المستحيل، حتى لا يجدون بينهم صعوبات.

عندما كان ينشأ الكبرى العلوى الفاصل بين ميت غزال وكفر الشيخ مفتاح كانت لهم الكلمة، عندما أقدم المقاول على إنشاء نفق بدلاً من الكبرى، وتكاتفت أهل القرية وتم تبديله بالكبرى، وها قد تحقق ما خططوا له، وقد قاموا على أتقى رجل واحد بالمطالبة بحقوقهم، وقد استاجبت لهم السلطات.

وآخرهم تكتنفوا على إنشاء خط للصرف الصحى الأهلى بمبلغ يجمع من أهل الكفر للبدء فى الحفر، وكان خبراً ساراً عندما وجدت رجال الكفر يتعاونون، وهذا حقهم فكفر الشيخ مفتاح مدرجة فى خطة تنفيذ الصرف الحكومى ولكنها فى المرحلة الثانية، التى تضم كفر الشيخ وكفر سالم وشبرابيل وميت الليث، وهذا معناه أن المدة تبدو أطول، فأمامها مرحلة أولى ولم يبدؤا فيها بعد، فمن المنتظر أن كفر الشيخ لازالت تعمل على الصرف الأهلى مدة أطول، من الممكن أن تمتد إلى خمس سنوات أو أكثر.

وبذلك لم تنتظر كفر الشيخ أى من الخدمات الحكومية، فهى جديرة بأن تسويها بالجهود الذاتية، بيد واحدة للإرتقاء بالقرية، أما نحن فى ميت غزال كل منا فى وادى آخر، رغم كبر القرية من حيث عدد السكان، ولم نتفق على رأى وكأنها منقسمة إلى فرق، هذا يقول رأى وهذا يعارض، ولسنا متكاتفين كالقرى الأخرى، لنتحد على رأى واحد فى حل مشاكل قريتنا، هذا من منظور رؤيتى لمن حولى، فنحن متشتتون للغاية، نقول أقولاً تسر عسلاً،وعندما نفعل تسر حنظلاً، هذا هو حالنا.

هذا هو حالنا الآن، فتحية لرجال كفر الشيخ مفتاح الأوفياء لبلده كثر من أمثالهم لخدمة قريتم وسدد خطاهم لما فيه الإصلاح والفلاح.

وتحية لكل من يساهم فى فعل الخير أينما وجد، وأدام الله عليهم تعاونهم فى فعل الخيرات.

الأربعاء، 11 ديسمبر 2024

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

هل يعود التليفزيون إلى سابق

عهده برئاسة المسلمانى

نحن نتوسم فى الأستاذ الإعلامى أحمد المسلمانى خيراً، بعد ما تولى مقاليد رئاسة الهيئة الوطنية للإعلام، ومن المعروف أن المسلمانى هو إعلامى مخضرم له باع طويل فى الإعلام المصرى، حيث أنه من الإعلاميين المثقفين جداً، فكانت له شعبية كبيرة فى متابعة برامجة التى كانت تذاع على القنوات المختلفة.

يعلم الجميع أن السيد المسلمانى تولى مسؤولية كبيرة على عاتقه، فهو مكلف بإعادة ماسبيرو إلى سابق عهده، وإعادة هيكلة الإذاعة والتليفزيون بعد تدهورهم فى السنوات الماضية، ولقد كان الإعلاميون فى هذا الصرح العملاق الذى يمثل لسان مصر الناطق، يصرخون من سقوط التليفزيون من بعد ما كانت له الريادة فى الوطن العربى، وقد طغت عليه القنوات المتخصصة التى أزدهرت عليه.

وكذلك بعد ما ساءت أحوال العاملين به، خصوصاً بعد ما توقف الإنتاج كلياً فى الإذاعة والتليفزيون، وفشل قطاع الإنتاج فى إنتاج أعمال درامية كما كان، فقطاع الإنتاج كان يغطى جميع الدول العربية بمسلسلاته التاريخية وغيرها، ولقد عان التليفزيون المصرى كثيراً أشد معاناة، بعد تراكم الديون عليه، كذلك التدهور الذى شهدته قطاعات مختلفة فيه، من رعاية طبية وفضائيات ومتخصصة وغيرهم، والرعاية الطبية خصوصاً التى تكاد أن تنقرض نهائياً من مبنى التليفزيون، وعانوا العاملين به من صرف الأدوية لما أضطروا العاملين به إلى الإنتقال إلى التأمين الصحى، وتعرض التليفزيون المصرى إلى التهميش الكامل لأبناء ماسبيرو، فلم يهتم بأصحاب المعاشات، حتى أنهم لم يحصلوا على مستحقاتهم منذ سنوات، حتى صرف الأدوية لم يحصلوا عليها إلا بعد عذاب طويل.

فكل العاملين بالهيئة الوطنية للإعلام ترى فى السيد المسلمانى المنقذ للمبنى العريق من الضياع وإعادته إلى سابق عهده، وأيضاً تنشيطه مرة أخرى بالإنتاج الدرامى بواسطة قطاع الإنتاج الذى يملك استديوهات مجهزة، وكوادر لديها خبرات فى شئون الإنتاج.

يعلم الكثير أيضاً أن المهمة على عاتق المسلمانى ثقيلة، ولكنه يستطيع أن يعود بالتليفزيون المصرى إلى رونقه ومكانته وسط الفضائيات بإئن الله، وهذا يتطلب منه جهد كبير هو ومجلسه، وكما أننا كعاملين فى هذا الصرح الكبير نرى أن المسلمانى له مبشرات كبيرة فى إعادة هيكلة ماسبيرو.

فتحية للأستاذ أحمد المسلمانى الذى أثلج صدورنا عند توليه منصب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ولمجلسه الموقر الذى أختار فيه أنشط كوادر الإعلام على مر سنوات طويلة، متمنين لهم من الله أن يعينهم عليه، ويسر الله لهم أمره.

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2024

قصة قصيرة بقلم/ فوزى اسماعيل


                                             

صَنعة عزرائيل

 سيدى عزرائيل، أنا كنت شاباً فى العشرين من عمرى، تبتسم لى الحياة بكل معانيها  من حرية ومُتع، تفتح لى ذراعها لتستقبلنى بترحاب، فكانت الحياة مُهيأة لى بالتنزة بكل ترافها، من رحلات وعلاقات حميمة مع كل الأصدقاء من الجنسين، ألهو وألعب وأنط هنا وهناك وأسبح فى الماء، وأمارس كل الألعاب مع أقرانى،  ككل الشباب التى تفرح بشبابها، لكن أبى كانت له طريقته كما يقولون، دقة قديمة، فكان يرفض ذلك، يرفض أن أنخرط مع الشباب الذين هم فى سنى، بحجة أنهم متهورين ويقودننى إلى المهالك، وسيعلموننى تعاطى السجائر والمخدرات وغيرها، حتى كنت فى هذا السن أتفهم الأمورجيداً، أفرق بين ما هو باطل وبين ما هو حق، وعيناى كانت مصوبة على أن أبحث عن ذاتى، نعم مثل أى شاب يخرج ليبحث عن ذاته، ويريد بناء حياته، فقد نلت شهادتى المتوسطة ولم أنتظر تعين الحكومة، فقد عاهدت نفسى عندما أصل الى سن النُضج أخرج للعمل لأعتمد على نفسى .

كان أبى خائفاً علىَّ من الهواء الطاير، يريدنى دائماً بجواره ، تحت عينيه  لحظة بلحظة، واهتمامه الزائد بى عن الحد المعتاد، جعلنى أصدقه  وأطيع أمره، لأنه أبى وليس لى أن أخالفه فى أمر ما، بل لم أجرء أن أقل له ولا لأمى أُف ألا تعلم قول الله تعالى :

-         ( ولا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).

أقنعتهما بصعوبة بالغة، بأننى قد صرت شاباً وسنى يسمح بأن أفتح بيتاً وأعول أسرة،  ولست صغيراً كما يعتقدون، وسألت نفسى :

- هل أظل هكذا ؟ ؛ رغم هذه السنين، أظل طفلاً مدللاً، ولم أتمتع بشبابى وأتمتع بالحياة التى وهبها الله تعالى لى.

وصرت أوعظهم بما أحفظه من آيات الله البينات.

- يا أبى، وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً، وما تدرى نفس بأى أرض تموت، إن  الله عليم خبير.

 رايت الدموع تظفر من عينيهما  فانا احس ما يحسان به  احس بخوفهما على وانا فى بلاد الغربه  لاننى ولدهما الوحيد اللذان كان يتمنيانى من الدنيا بعد عشرةاعوام من زواجهما  لذلك كنت حياتهما ودنياهما وكنت الهواء الذى يتنفسنه والماء الذى يشربنه

  كان شيئا يحدثنى ان لااتركهما بعد ان ربيانى وكان شيئا اخر يدفعنى على ان اسعى لطلب الرزق فى اى ارض كانت  وكان فى قرارة نفسى عازما على ان اسعى للبحث عن عمل  لاننى كنت ارى مرتب ابى ضئيلا من وظيفته  لان الله تعالى قال فى كتابه العزيز ..

-         ان ارضى واسعه 0

  وما اوسعها وارحبها امامنا نحن الشباب  لاننا لانبكى على شيىء فى هذه الارض الا والداينا  ولولاهم مانتظرنا فى ارض قد ضاقت بنا ذرعا  كنت ارغب فى حياه سعيده مبهجه تتسم بالامال والطموحات  استطيع ان احقق فيها ذاتى

  اقنعت والدى بالسفر مع كثيرون يخرجون للبحث عن عمل  بعد مداولات دامت لساعات طويله  حتى وافقوا على مضض  وقد لحظت الحزن يكسوا  وجههما  وامى التى لم تترك النحيب منذ ان سمعت عن سفرى المفاجىء

   فقلت لها مداعبا :

     ساكبر لك صوره واعلقها على احد جدران الغرفه لتمثلنى عندما اكون غائبا  عن البيت.

      فبدرت منها ابتسامه ضئيله ترف على شفتيهما  ومضى ينصحنى ابى باحكام :

-         عندما تصل الى المكان الذى تذهب اليه ارسل لى رساله للاطمئنان عليك .

-         عندما تثبت فى المكان المخصص لك اغلق نوافذه و احكم الغطاء عليك .

-         عندما تجد صعوبه فى العمل قم بالرجوع الى البيت ولا تتمهل لحظه واحده.

وظل فى نصحى وقتا طويلا  واثناء حديثه معى ارتجفت كل اطرافى  هذه اول مره اتركهما وحيدان فى المنزل يعانان قسوه الوحده  لاننى قد ادخلت عليهما السعاده  والبهجه  والتسليه فى حياتهما  والان ساتركهما يعانان نفس الوحده التى عانوها من قبل  تشبثوا بى عندما عانقهما للوداع  وودعانى الى محطه الاتوبيس الذى استقله   فتصنعت لهما الابتسامه وانا احبس فى قلبى مراره الفراق  فرجعت اليهما مهرولا لتحتضضنى امى بشده غامره  فى صدرها  من هذه اللحظه احسست بحنان الام الدافىء يلهب صدرى وكان ابى اشد حزنا لكنه تصنع امامى الثبات حتى لااهاب وحشة السفر ونحن فى هيمنه الوداع سمعنا صوت السائق وهو يقول لنا

 باقى على قيام الرحله دقيقه واحده

 فقبلتهما بسرعة وحملت حقيبتى معى وصعدت الاتوبيس الى عالم اخر00 تحرك بنا الاتوبيس وكان مقصده الاسكندريه 0  فالاسكندريه مدينه فى وطنى مصر 00وليست بعيده بالقدر الكبير من قريتى التى اقطن فيها 00 لاننى كنت اقطن فى قريه من قرى الاقاليم وهى قريه صغيره فى حضن الجبل بمحافظه المنيا صعيد مصر 00 استقلينا الاتوبيس  وتحرك بنا 00 وادركت فى نفسى اننى وحيدا فى هذا السفر00 رغم امتلاء الاتوبيس بالمسافرين 00 جلست على مقعدى بجوار النافذه وانا قد خيل لى ان عيناى تسبحان فى لجه من الاحلام 00 فكنت اختلس بعض النظرات الى الطريق لاشاهد مظاهر الطبيعه 00 وبعضا ا خر  لوجوه الركاب المسافرين معى فتاملهم 00 وكان منهم من يضحك مع زميله00 ومنهم من يهمس للاخر00 ومنهم من يسبح فى الاحلام 00ومنهم من يركن راسه على حافه النافذه يتأمل الطبيعه التى تمر عليه فى لحظات عابره 0

   رايت حتما من انشاء زماله جديده لتكون عونا لى فى هذا السفر الواعث 00 فرحت ابحث فى وجوه الركاب لعل  يهدينى ربى الى رفيق  فى الطريق 00 تثبتت عيناى على احد الركاب00 كان يجلس فى المقعد الاخير 00و بجواره مقعد خالى 00 وكان شابا فى مثل سنى 0 فقمت وتركت مقعدى 00 القيت عليه السلام 00 فتاخر قليلا فى الرد على 00 كان شاردا فى تاملاته 00 جلست بجواره 00 فافاق من شروده ونظر لى نظره كأى راكب يركب بجواره 00 ودار  ببصره مره اخرى الى النافذه 00 يفكر  كيف سيكون الطريق 00 ايكون ممهدا لعيشه خصبه 0 ام سيكون موحشا فى الغربه 00 ادركت ان حاله مثل حالى 00 رغم اننى كنت لا اعانى ما أعانيه الان 00 كنت اعيش فى كنف ابى وامى سعيداهنيئا 00 مجاب الطلب 00 لاحمل على عاتقى هما 00 والذى كنت اعانيه فقط العزله 00 العزله عن الناس وتركت الاصدقاء 00 مسافراالى الحريه والانطلاق الى عالم فسيح 00 ابتسمت فى نفسى ابتسامه يبدوا فيها التحسر 00 لااعرف اذا كنت اتحسر على الايام الماضيه 00 ام اتحسر على ماهو اتى من عواقب ستتلقانى 00 الان و صاعدا ستبدأ حياه جديده 00 هى معاناه بلا شك 00 معناة البعد عن ابى وامى وعن موطنى الذى تربيت فيه ونشأت 00 حياه بعيده عنهما 00 عن اليد الحانيه التى كانت تحنو على 00 والتى كانت تلبى لى طلباتى ان شئت 0

    لا اتنازل عن هذه  الحياه القادمه  00 بحلوها ومرها 00 مهما حدث فى رحلتى العمليه 00 لاننى فضلت ان اعتمد على نفسى واكون رجلا على قدر المسئوليه 00 كباقى الشباب الذين هم فى سنى 00 يبنون مستقبلهم بانفسهم 00 بعرقهم وكدهم 00

 بعد مسافه قصيره من الطريق تعرفنا على بعضنا 00 وجلسنا بعض الوقت نشكى همومنا 00 عرفتا اين كنا فى هذا السن الذى اعتبره كل منا أنه اجمل عمر فى حياةالانسان 0

سن الشباب الذى يصبح المرءفيه يحب نفسه وكأن الارض لم تسعه 00 متبخترا بذاته فيلهو كيفما يشاء00 يرتدى الملابس المشجره00 ويقوم بتطويل شعره تاركه مجعدا بحجة انهما موضه متغيره 00 غير النيولوك وحده 00 والتشبيه بالنساء وتشبه النساء بالرجال 00 انه عالم غريب ذو اسرار غريبه00 اخذنا الحديث ولم ندرى بالطريق00 ففجاه وصل بنا الاتوبيس الى منتهاه 00 فهبطنا جميعا منه 00 ولم اعرف كيف ساذهب 00 وزميلى ايضا كان طريقه مثل طريقى تماما 00 فلم يعرف كيف سيذهب 00 تركنا الاتوبيس فى مكان لانعرفه 00 وتفرق جميع الركاب الذين كانوا على متنه من حولنا 00 ولا يبقى فى هذه اللحظه الا البحث عن مبيت 00 وقد اقتربت ظلمه الليل تكسو الارض فوقنا00 فقولنا لانفسنا :

-         اين سنذهب الان ؟

     ليس هناك مكان نعرفه حتى نمكث فيه للغد 00 علينا ان نجد مأوى لنا00 لكى لايكون مصيرنا النوم فى    العراء 00 بعد مده من البحث عجزنا عن تدبير مكان للمبيت 00 فصرنا فى الشارع عسى ان نجد شيئا ياوينا حتى الصباح 00 او مكانا مهجورا نستظل به 00خشية يعارضنا قطاع الطرق 00 ويكن ماكنا نخشاه 00 قابلنا فى الطريق مجموعه من الاشخاص يبدوا على هيئتهم احتراف الاجرام 00 كانوا يتمايلون  ويتضاحكون ضحكات مخجله 00 يتعاطون السجائر بشراهه 00 كانهم سكارى 00 وما ان رؤنا نحمل حقائبنا  اوقافونا وهددونا باسلحه بيضاء 00 طلبوا منا ان نعطيهم مامعنا من نقود 00 ولم يكن معى فى هذه اللحظه الا مائة جنيهات هم تحويشة عمرى 00 وزميلى مثلى تماما 00 كما لو كنا نكمل بعضنا فى كثير من الامور00 حتى حكايتنا كانت  متشابهة الاوجهه0 0 لو صعنا لطلبهم لنموت جوعا 00 ولو رفضنا لنموت باحد اسلحتهم 00 فكيف نتصرف الان 00 لابد ان نرضخ بامر من الامرين 00 وكيف سنرفض ان نعطيهم النقود وهم كانوا عددهم سبعة اشخاص كلهم مسلحون 00 ونحن شابان عزل 00 لم ينجدنا احد فى هذا الوقت المتاخر من الليل 00 الناس فى المنطقه كلهم نيام 00 والطريق يشبه المقابر لاانس ولا جن فيه 00 همس زميلى لى فعرفت انه رضى بطلبهم 00 التفت من حولى رايت عن بعد بصيص من نور يفج من سياره قادمه الينا     فصرخت بكل قواى :

-         النجده 0

حاول احدهم ان يهجم على لاسكاتى 00 فصرخت مره ثانيه 00

-         النجده 00

رايت نور السياره يقترب منا 00 وسمعت سرينه لسياره شرطه  تضوى فى المكان 0

فشجعنى ان اعيد الصراخ  مرات ومرات 00 وقوت عزيمة زميلى  فى نفسه هوالاخر فصرخ معى :

-  النجده 00 النجده 00

اسرع الشباب يهربون ويختبئون فى كل مكان 00 حمدنا الله على نجدتنا التى كنا لانتوقعها 00 وسرنا فى الطريق نلتنفت من  حولنا وجدنا انفسنا فى الامان 00 وبعد نهايه الشارع وجدنا ميدان يشع منه الانوار00 لمحنا عن بعد مبنى عالى تتصدره يافته تدل على انه لوكانده للمبيت 

سالنا عن  هذا الميدان  فقال احد الماره :

-         ( ميدان الجمهوريه  ) 0

دخلنا لوكانده وسالنا عامل الاستقبال عن غرفه للنوم فدبر لنا غرفه بسريرين تطل على الشارع 00 ودفعا شيئا من الحساب الجارى بعد ان تعرف عن هويتنا من خلال البطاقه التى كنا نحملها 00 ونمنا بعد ان استلقينا بجسدناعلى مخدعناونعمنا بالراحه نفكر فى الحدث المؤلم الذى لولا عنايه الله لفقدنا حياتنا 00 ننعم بنوم هادىء حتى الصباح0

كتب الله لنا عمرا جديدا بعد هذه الليله المشئومه 00 وبدات حياتنا العمليه منذ هذه اللحظه 00 فالتحقنا فى عمل بعد بحث مضنى قد ساقنا اليه 00 وهو عمل بسيط فى احدى الشركات التى تعمل فى مجال عرض السيارات 00 قمنا بمسحها وحراستها فى نفس الوقت حتى حصلنا على مرتب لاباس به من المال00 عند رجل يبدو عليه الغنى 00 اخذنا جزء منه حتى نعود به الى ديارنا 00 والجزء الاخر عشنا به  وارسلنا الباقى لاهلينا  عبر البريد  ومعه خطاب يطمئنهم علينا  وعلى سير  اعمالنا 00 وكانت ترد الينا بعض الردود من ابائنا  بنصحنا وارشادنا الى الطريق الصحيح كما كانوا يفعلون قبل سفرنا 0

 مرت الايام والشهور  بل سرقتنا السنين  وسرقت شبابنا فى التفانى فى اعمالنا فلم نغادر المكان حتى كبرنا  وكبرت معنا مشاكلنا 0 0 واكتفينا بارسال رسائل فقط لوالدينا 00 لنخبرهم عن اخبارنا  فيردون علينا بمثلها لنعرف اخبارهم 0

   وبعد عده سنوات علمنا بوافتهم 00 فلم نفكر فى الرجوع الى مسقط راسنا مره اخرى 00 وقمنا بشراء قطعه ارض بنينا عليها مسكنا لنا 00 وشاءت الظروف وتزوجت من ابنه صاحب الشركه الذى كنا نعمل عنده 00 وزميلى هو الاخر قد تزوج من شقيقتها  وعشنا سويا فى المنزلين 00 نود بعضنا البعض  وقد رزقنى الله بولد سميته   (  محمد  )  وزميلى ببنت غايه فى الجمال اسماها  ( فاطمه  )  تزوجا بعضهما  بعد  توافق  وجد واجتها د فى الدراسه 00 وبعد ان حصلوا على اعلى الشهادات الدراسيه 00 وانجبوا لنا الاحفاد 0

  وهاانذا ابلغ من العمر الثمانين من عاما وزميلى التاسعه والسبعون  00 فكان يصغرنى بعام واحد 00 وقد اصابنتا الشيخوخه والعجز بعد ماكنا شبابا نتمتع بالحيويه  والانطلاق فى الحياه  

  سيدى عزرائيل :

  هذه حياتنا00 كمثل حياة البشر اجمعين 00 خلقنا الله اطوارا 00 وخلقنا من ضعف ثم قوه ومن بعد قوه ثم شيب00 يقول الله تعالى00

00الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعدضعف قوه ثم جعل من بعدقوه ضعفاوشيبه يخلق مايشاءوهوالعليم القدير00صدق الله العظيم00

 انها ياسيدى 00 رساله تسلم للاخرين حتى تتواصل الحياه 00 فكنت طفلا اعشق الحريه 00 فصرت شابا اعشق الطموح 00 وصرت شيخا اعشق اولادى واحفادى 000 وها قد وصلنا الى منتهى الطريق 0 اسلم رسالتى للاخرين من بعدى ليواصلوا المهمه فى التكاثر00 بالاموال والاولاد  والثمرات00 حياه يفنى فيها المرء عمره كاملا  وكانه يدخل من باب ويخرج من باب آخر، حتى ولو عاش الدهر كله،  ولم يقدم شيئاً إلا عمله الصالح مصدقاً لقوله تعالى :

- ( إن سعيكم لشتى).

فنظر إليهم عزرائيل مبتسماً وقال :

-  هذه سنة الحياة.

وقال جل شأنه :

-  ( كل نفس ذائقة الموت).

وقال تعالى :

- (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).

                                                        صدق الله العظيم .

وقد انتهيتما من مهمتكما، فدعونى أُمارس صنعتى.

                            

( انتهــــــــــت )

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الجمعة، 15 نوفمبر 2024

جزء من كتاب / ثقافة الاختلاف وقبول الآخر تأليف/ فوزى اسماعيل

 الغضب عند الإنسان

من الطبيعى أن الغضب هو التعبير السيكلوجى عند الإنسان بعدما يُضر بفعل أو بقول من الآخر، فعندما يتعرض إنسان لشئ يغضبه تظهر علامات الغضب على وجهه فيتحول ابتساماته إلى الجهوم، ومن الممكن أن يفعل الإنسان المغضب أفعلا لا إرادية، لأن الغصب فى هذه الحالة يهيج ويميج انتقاما من الذى أغضبه، وهو مندفع بفطرته إلى الانتقام السريع، وهذه الظاهرة كان فيها رؤى من كثير من الناس لأن حالة الغضب تختلف من إنسان لإنسان حتى نهانا صلى الله عليه وسلم من الغضب. وهذه ظاهرة تؤدى إلى عدم تقبل الآخر بأى حال من الأحوال إلا إذا أصلح الآخر خطأه وتغاضى المغضب عن حقه الذى أودى به إلى هذا الحالة من الغضب.
بالنسبة لظاهرة الغضب ينقسمون إلى أقسام، فمنهم الذين يغضبون لأتفه الأسباب، ويحمل غضبهم على النطق بغير الحق، وعلى الإساءة إلى غيرهم بمختلف وسائل الإساءة.
ومنهم لا يغضبون حتى إذا ما انتهكت حرمات الله تعالى وحتى إذا ما كان العدوان على دينهم وعلى أعراضهم وعلى أموالهم وعلى كل ما يجب الدفاع عنه.
وهذان الصنفان من الناس لا ترضى عن سلوكهم شريعة الإسلام التى كرمت الإنسان.
وهناك قسم ثالث من الناس وهو المعتدل فى رضاه وفى غضبه، فهو يغضب لدينه وعرضه وماله وكرامته ولمكارم الأخلاق، ولحرمات الله تعالى.
وعالج الإسلام ظاهرة الغضب علاجا حكيما، عالجه بأن أمر المسلم بالصبر والحلم وبالأناة، وبعدم التسرع فى الأقوال والأفعال، ففى الحديث الشريف : قال صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصُّرعة.. أى : الذى يصرع غيره ويتغلب عليه إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب، وعالجه بأن أمر المسلم أن يلجأ إلى الوضوء وإلى أن يغير من هيئته فإن كان واقفا جلس، ففى الحديث الشريف : إذا غضب أحدكم فليتوضأ.
وهذه الميزة لم تكن فى غير المسلم، لأن غير المسلم إذا غضب فلن تطفأ ناره، لأنه من أعوان الشيطان فيحركه الشيطان إلى غريزة الانتقام، وأما المسلم فيهدأ بمجرد أن يتوضأ للصلاة فيعدل عن الانتقام أو عن فعل الشر.

السبت، 9 نوفمبر 2024

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

مبادرة زواج بلا ديون

والعودة للماضى الجميل

يطلق مجلس القرية بميت غزال مبادرة زواج بلا ديون، هذه المبدرة لابد من تفعيلها بعد الموافقة عليها من قِبل جميع عائلات القرية، وذلك لتخفيف العبء على الشباب والشبات راغبى الزواج، بدلا من الأرقام الخيالية التى تعطل مسيرة الشباب بتوفيرها، لأنه ليس فى استطاعته توفيرها من عمله من شقة وتجهيزات الزواج، فهذان المطلبان يتطلبان مبلغ مالية باهظة، من بناء منزل وتجهيز الآثاث والديكورات ومتطلبات الزفاف، وكل منا يعرف ذلك، وهذا فوق طاقة أى شاب مبتدأ، خصوصاً فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تواجههم، فى إيجاد المنزل والشبكة والمهر والآثاث وما إلى ذلك، فأين لهم من هذه المبالغ الكبيرة.

ولابد من الأخذ فى الإعتبار بأن كل منزل فى القرية به شاب أو شبان أو أكثر يريد أن يتزوج ويستقر، وهذا عبء ضخم على ولى الأمر الذى لا يملك إلا مرتبه، نهيك عن الذين يوفرون قوت عيشهم يوماً بيوم، ونهيك أيضاً عن مصاريف التعليم وخلافة، فولى الأمر يصعب عليه تحقبق ذلك، والحل الوحيد لهذه هو وضع منظومة لتلك المطالب يوافق عليها كبار القرية بالتراضى، هذه الوثيقة توضع فيها الشروط والأسس التى يلزم بها الجميع، كما أنه يشارك فى وضعها محامين ومستشارين القرية، لأنهم أكثر علماً منا من الناحية القانونية، وتحفل قريتنا بهؤلاء المستشارين الذين نكن لهم كل الإحترام والتقدير، فلا يتقاعسوا عن الطلب منهم بوضع هذه الأسس.

وأيضاً بالنسبة للفتايات لابد من وضع حد لشراء الأجهزة الكهربائية ومتطلبات الزواج العالية عموماً، حتى لا يكبدوا أزواجهم ديوناً بعد زواجهما، ولا يدان أهلهما فى سداد ديونهما أعوام كثيرة.

على واضعى الشروط والأسس التى توثق فى الوثيقة الترأف بالأسر محدودة الدخل، والتى ليس فى استطاعتها أن توفر طلب العريس وإلا يفسخ العقد، فهذا هو سبب لكثير من المنازعات بين أهل الشاب وأهل الشابة، وتطلق قبل أن تبدأ حياتها الزوجية، ولقد أمتلئت محاكم الأسر بهذه القضايا التى من الممكن أن تنتهى نهاية سعيدة بعد التراضى بين العروسين، وكلما زادت المطالب زادة حدة التزمر بينهما، أى كان من الطرفين، وعليهما أن ينظرا لهذه الظروف المعيشية فى هذه الأيام، لأن متطلبات المعيشة ليست كسابق عهدها، فقد ثقلت الأعباء على الشاب والشابة المبتدئين بعد تخرجهما من التعليم ليبدؤا حياة جديدة حافلة بالنازعات.

جميعنا نعلم الصعوبات التى تواجه الأسر سواء للزوج أو الزوجة، وهذا يتطلب وقفة جادة لحل تلك المشاكل التى تواجهها الأسر بالموافقة على الوثيقة التى توضع فيها الشروط لترضى الجميع.

وكلٍ فى مصلحة الشباب مثلما كنا فى الماضى.

يقول الله تعالى : (وكل شئ عنده بقدار).. صدق الله العظيم.  

 

الاثنين، 4 نوفمبر 2024

 ملخص لمسلسل إذاعى :

بعنوان ..

الناس اللى فى الوادى

تأليف / فوزى يوسف إسماعيل

الموضوع :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رغم تحذيرات العمدة لأهل الكفر بعدم حرق قش الأرز، لما له من أضرار جسيمة على صحة الإنسان، إلا أن محروس ضرب بكلامه عرض الحائط، وقام بحرق قش الأرز فى أرضه بعد درسه، ورغم أنه يعادى عمه عبد الهادى الذى دائما ما ينصحه إلى الطريق الصحيح، إلا أنه أيضا لم يقبل منه أية نصيحه.

وكانت زبيدة زوجة محروس التى تخاف عليه هى أيضا تجعله يتجنب الإحتكاك بالعمدة، الذى يترصد له بالمرصاد، فما كان من العمدة عندما سمع بما فعل محروس بخصوص حرق القش، حتى جمع خفرائه وخرج بهم للبحث عنه حتى يلقنه درسا قاسيا، وكانت شئون البيئة قد حذرت بذلك فى المديريات والكفور والقرى، حذرت من مغبة الأضرار التى تسببها دخانات حرق القش، وحتى طرق الصرف على المصارف والترع، لأن رائحة المجارى تؤذى الإنسان وتؤدى بأضرار وخيمة على صخة الإنسان من ناحية، ومن ناحية أخرى تلوث مياه النيل.

وكان همام من أهل القرية قد فكر فى توصيل ترنشه إلى المصرف المجاور له، حتى يتجنب نشله كل أسبوع، لكن رسمية زوجته عارضته حتى لا يقوم بذلك، ولأنه يتجنبها فقد ضربها بقطعة من الخشب على رأسها لإسكاتها، لكنه أعتقد بأنها فارقت الحياة، حتى أسرع إلى جارته قمر لكى تقوم بإفاقها، وكانت المفاجأة.

أما محروس الذى نصحه صديقه ضمرانى بالإبقاء فى عشة من البوص كائنة فى أطراف الكفر، حتى لا يصل إليه العمدة، فوافق محروس على الفكرة على أن يأتى له بالطعام والشاى إن أراد، وذهب ضمرانى إلى داره لإحضار ما طلب منه.

وكانت زبيدة لم تصبر على غياب محروس حتى خرجت للبحث عنه، فقابلت عمها عبد الهادى الذى أصر على البحث عنه عندما علم بإختفاءه، ورغم أن محروس لا يتقبل منه حديث أو نصائح إلا أنه لبى طلب زبيدة، كان يعرف مكان محروس فذهبا إلى العشة، فستقبلهم محروس بفتور وعتاب، وطلبوا منه الرجوع إلى داره، لكنه ركب دماغه وانتظر فى مكانه، فى هذه اللحظة كان ضمرانى فى داره يعد له الشاى، وقد أعطى العمدة لخفره تعليمات بسرعة القبض على محروس، ففكر فى ضمرانى صاحب محروس والذى سيقودهم إليه دون أن يشعر، وبالفعل راقبوه حتى قام ضمرانى بالتلصص حتى يصل إلى محروس بسلام، ووصل ضمرانى إلى العشة فوجد معه عبد الهادى عمه وزبيدة زوجته، وما كان من الخفيران اللذان ترقبوا خطوات ضمرانى أن ينقضوا على محروس للقبض عليه.

 


مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...