رمضان الصامت
رمضان هذا العام لا معنى له، بتزامنه مع
فيروس كورونا الذى أجبر الصائمين بإتخاذ إجراءات إحترازية صارمة، كغلق المساجد،
ومنع التجمعات والإحتفالات كعادة كل عام، وتقليص العمالة، ولكن كما يقولون رُوبا
ضرة نافعة، هذه الإجراءات تسببت فى العديد من تفعيل عادات كادت أن تندثر، منها جمع
الناس حول مائدة واحدة على قلب رجل واحد، يحاربون الوباء، ويقطعون عليه السبل
للوصول لأكبر عدد ممكن من الناس، والحد من أنتشاره.
لقد تباينت معادن الناس بتماسكهم فى هذه
المحنة العصيبة التى تمر بها البلاد، وقامت على أتقى قلب رجل واحد لمحاربة هذا
الوباء الذى لا يرى بالعين المجردة، أيضا مع الدولة التى أولت أهتمامها الأول
للمحافظة على صحة المواطن، فأصدرت عدة قرارات أحترازية لصالح الشعب، وأنصاع إليها
المواطن، بتنفيذ هذه الإجراءات، أولا لسلامة المواطن، ثانيا لكى لا يجتاح المرض أرجاء
مصر، فنكون كالدول الأخرى التى راح منها أعدادا كبيرا من ضحايا كورونا.
فدائما مصر حماها الله، ودائما ما تتوجه
الدولة إلى سرعة التصدى لأى أخطار تداهم مصر، فتقف بالمرصاد ضد هذا العدو الخطير
الذى يهدد البشر، تحصنا لأبنائنا وأولادنا وأهالينا فى كل مكان، لأن صحتهم تهمنا
فى المقام الأول.
ونحن نجتاز هذه المحنة إن شاء الله بتنفيذ
هذه الأجراءات التى لولاها لكان الوباء أشد خطرا علينا، ولفقدنا أعدادا لا حصر لها
من البشر فى تلك المصائب والكوارث التى تداهم البلاد فاجأة كفيروس كورونا هذا.
إن رمضان الصامت هذا العام جعل الناس، الأهل
والأحباب يلتفون حول مائدة واحدة، تحت مسمى أحمى نفسك وأحمى بلدك، يتقربون إلى
بعضهم البعض، من بعد ما كان أكثرهم متفرقون، فقد جعل كل عائل أسرة أن يهتم بأسرته،
بصلاتهم معه فى بيته بين أبنائه وزوجته، إذا قال صلى الله عليه وسلم : جُعلت لى
الأرض مسجدا وطهورا.
هذا الترابط الأسرى القوى أراد الله به أن
يوصل، أراد أن يذكر كل أنسان ما داهمه النسيان تجاه أهله وعشيرته أن يوصل رحمه
بالمودة والرحمة، فلنا جميعا حق فى أن نعود إلى ماضينا الذى نسيناه، نتأصل
بالعادات والتقاليد التى وإن كادت أن تندثر، لاهيين فى أغواءات لا معنى لها، حتى
طغى همهم الأول وهو جمع المال والمركز والجاه على أن ينفذوا شرائع الله، ونسوا ما
قال الله تعالى فى كتابه العزيز : وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأذكروا
نعمة الله عليكم.
صدق الله العظيم .
حمىَ الله مصر وشعبها وأهلها من كل سوء يا رب
العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق