براعة مؤلف الإختيار
المسلسل الوحيد حتى الآن الذى قدم هدفا
فى الدراما العربية، والذى كان له السبق الأكبر فى عدد مشاهديه، هذا المسلسل الذى
جسد شهداء الوطن فى صورة دراما متميزة للغاية، فإن براعة المؤلف وفتنته جعلته يلعب
على وتر حساس لدى الجماهير، ولدى الأزمة التى كانت قائمة فى سيناء عندما حدثت
الأحداث الدامية فى شهر رمضان الماضى وراح ضحيتها عدد كبير من جنودنا، هؤلاء شهداء
الوطن الذين قدموا أرواحهم فداءا للوطن.
هذا المسلسل قام بسرد عدة أحداث حقيقية
قامت على عدد من الشهداء الذين نالوا الشهادة وهم يتبادلون النار ضد التكفيريين فى
سيناء، وبين مدى الصعوبة التى كانوا يواجهونها فى محاربة هذا العدو الذى يقصد
الجيش المصرى تحت أسم الإسلام والإسلام منهم براء.
ولقد قدم المسلسل نموذجا عظيما لبطولة
حقيقية لرجال راحوا ضحايا هذا الغدر الأثم، والتى جسدتهم كتيبة من الصاعقة فى أبرع
أدوار هذا الجيل حتى الآن، فظهر فيه الصالح والطالح معا، وبين غطرسة هؤلاء الذين
يسمون أنفسهم أمراء، وقد بين أيضا المسلسل مدى تدخل الأجناس الأخرى بأطماعهم فى سيناء،
وتدخلهم بأحدث الأسلحة والمتفجرات لكى ينالوا من الطواغيت كما يسمونهم.
أبرع المؤلف باهر دويدار فى رسم شخصيات
المسلسل بدقه وقدمها فى ملحمة عظيمة من أعظم الملاحم فى الدراما المصرية، كما
أبرعت القوات المسلحة المصرية فى أنتاج ضخم كهذا وتوفير الخدمات اللازمة للمسلسل
حتى خرج بهذه الصورة المشرفة، وأيضا الفنان أمير كرارة الذى جسد شخصية المنسى قائد
كتيبة الصاعقة والتى دارت الأحداث حولها، بتنوعات المؤلف كما كانت فى الحقيقة
بالضبط.
إن دور القوات المسلحة فى هذا المسلسل
قد زاد من العمل حدة واصرار للقوات المصرية أن تبذل قصارى جهودها فى اللحاق لمثل
هؤلاء العناصر الأجرامية التى تريد السيطرة على سيناء.
هذا العمل كان ينبغى أن يكون مشاركا
فيه التليفزيون المصرى بالإشتراك مع القوات المسلحة وأيضا تامر مرسى البارع فى
الإنتاج لكى تكون ملحمة بطولية وتكون فخرا للدراما العربية بأكملها، وإن كنا نفتقد
هذه الأعمال البطولية على الساحة الدرامية، والسائد لنا هو مسلسلات الهشك بشك
والراقصات وما إلى ذلك من دراما هلس، إلا أن مسلسل الأختيار قد قلب الموازين هذا
العام، فأنا من وجهة نظرى لهذا المسلسل فى التصنيف هو أول مسلسل درامى يعترف به
الجميع، لأنه الوحيد الذى عرض قصة حقيقية من الواقع.
إلا أننى أتحفظ برأيى عن المسلسلات
الأخرى التى تقدم الهزل والسخرية، وكأنهم يعيشون فى جو درامى يعجب المشاهدين، وما
أكثرهم، فلابد وأن يستيقظ كل صناع الدراما فى أن يزيدون من الأعمال الهادفة أى كانت
أجتماعية أو عسكرية أو سياسية، والتى تخدم المجتمع لا تقوم على افساده.
أقدم التحية للمؤلف باهر ديودار، ورجال القوات المسلحة،
والمنتج تامر مرسى على رائعتهم .. الأختيار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق