الجمعة، 27 أغسطس 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

عرش الدراما المصرية فى خطر

بعد ظهور الدراما التركية بقوة للمشاهد العربى، لم يعد للدراما المصرية مكان، فهناك الآن فرق شاسع بينهما من حيث الإنتاج والسيناريو والتمثيل على وجه الخصوص، فالدراما المصرية تبدو الأن هابطة فى الأحداث وتراها كأنها ارتجالية، يتخللها العنف السائد فى كل الأعمال الدرامية، كما أنها تفتقر إلى الإنتاج وإتقان الفنانين للدور، لذا هبط أسهم الدراما المصرية فنصرفوا مشاهديها إلى متابعة الدراما التركية، فصُناع الدراما المصرية لا ينظرون لها إلا للربح فقط، والتربح من ورائها من خلال التسويق خارج مصر، وهناك سبب يشير إلى ذلك، ألا وهو إنتاج الأفلام المصرية وإذاعتها فى وقت قليل، على الشاشة الصغيرة، بدل من أن توفى حقها على الشاشة الكبيرة لإنصراف المشاهدين عنها، لأنهم يشاهدوها على الإنترنت فور الإعلان عنها، وهذا يدل على إفتقار شديد فى إذاعتها على الشاشة الكبيرة لتحقق الربح المطلوب، لكن القنوات الخاصة التى أصبحت بعدد مهول تقوم ببثها على شاشتها من أول أسبوع من إنتاجها، وهذا خطر كبير للدراما المصرية سواء فى الأفلام أو فى المسلسلات، كما أنها تفتقر إلى الجذب مثلما نشاهدها فى الدراما التركية.

أما الدراما التركية فازداد مشاهديها فى الأونة الأخيرة بقوة، رغم أمتداد المحتوى فى المسلسلات إلى ما يزيد عن مائة حلقة، لكنها تحوى بداخلها مادة درامية جاذبة للمشاهد العربى طول الوقت، ورغم طول حلقاتها إلا أن المشاهد يستمتع بالحلقات متمنيا ألا تنتهى أحداثها وتمتد حتى الألف حلقة، ومن ناحية أخرى فإن الدراما التركية تمتاز بجذب غير عادى للمشاهد مما تجعله يتابعها دون إنقطاع، وأيضا تمتاز بالحبكة الدرامية فى جميع أحداث المسلسل، والسبب فى ذلك أيضا هو قلة بث الإعلانات على شاشات القنوات التركية، فمدة الإعلانات عليها لا تتعدى الخمس دقائق فقط، بعكس القنوات المصرية، فمدة الدراما عليها خمس دقائق ونصف ساعة فى بث الإعلانات، وهذا ما يصرف المشاهد عن متابعة المسلسلات والأفلام، فمالك القناة لا يريد إلا ربح الأموال من الإعلانات وهذا حقه، ولكن ليس من حقه أن تذاع حلقة من الساعة العاشرة صباحا حتى بعد الخامسة مساءا، كما إن تعدد القنوات جعلت المشاهد يبحث عن القناة التى لا يتخللها إعلانات تسبب للمشاهد ضغط وسكر وأحيانا أنتحار.

تتميز الدراما التركية بأنها دقيقة فى الأحداث، والتى تعالج قضايا إجتماعية بطريقة سلسة تتميز بالمصداقية، وأيضا بجدية دون تجريح للمشاهد، وشفافية تامة تجعل المشاهد أى كان جنسيته لا يترك منها دقيقة لم يشاهدها، بل أنه يتابع الحلقات حتى نهايتها، وهو مازال يريد منها المزيد.

أما الدراما المصرية فقد أنتابها الأن بعض الهواجس فى الشخصيات التى تقدم المحتوى بطريقة هيسترية مفتعلة، وكأنهم يريدون تقديم دراما كوميدية هادفة، لكنها تخرج بكوميديا هايفة مليئة بالسخرية غير مقتنعه.

لا بد من صُناع الدراما فى مصر أن يحذوا حذو الدراما التركية فى تركيبة الأحداث، والحبكة الدرامية المقنعة للمشاهد، كالتى نراها ونتابعها على الشاشات التركية بكثافة.

الدراما المصرية لها تاريخ أصيل بين الدراما العربية ككل، إلا أن القطاع الذى كان يتميز بفخامة الإبداع الدرامى ولاَّ وذهب زمنه، ألا وهو قطاع الإنتاج المصرى، وصوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، هذان قد شُيعَ جنازتهما وسط زخم القنوات الخاصة التى شاركت فى قتلهما.

جزاكم الله خيراً ولا أراكم مكروهاً في عزيزٍ لديكم.

 

 

الجمعة، 13 أغسطس 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

برافو وزارة الرى.. قرار التحجير فى محلة

إن قرار التحجير للترع والمصارف فى محافظة الغربية قرار صائب من وزارة الرى ويستحق الإشادة به، لأن هذا العمل عمل حضارى مائة فى المائة، ولأن الترع والمصارف تحظى بأكبر كمية من المشاكل التى تؤرق الفلاح وبدت له صداع يصعب علاجه، وهذه مسألة حيوية بالنسبة له فى المقام الأول، لأن الترع تعتبر شريان الحياة للزراعة عامتا، ولأنها وسيلة التواصل بين الرى وأراضى الفلاح فى الريف المصرى، فمياه النيل مياه محياه ولا غنى عنه.

ولا تخلوا قرية من قرى الريف المصرى من هذه الترع والمصارف، فإما أن تكون مسدوده لإلقاء المخلفات فيها التى تحول توصيل المياه للأراضى العطشى، أو أنها لا وجود لها لعدم الإهتمام بها فلا ترى معالم الترع الآن كما كان فى السابق، وتبدو غير ظاهرة إلا على الخرائط فقط، حتى أصبحت الترع عائق كبير للفلاح ولا جدوى منها، لأنها لا تستطيع توصيل المياة إلى الأراضى المنزرعة، فقد أمتلأت بالقاذورات والبوص والمخلفات وما شابه ذلك، حتى ضاقت الترع وكادت تتلاشى نهائيا وكأنها شيئا لم يكن.

وقرار التحجير عاد إليها الحياة مرة أخرى، ولكن هل للقرى جميعها حظا من هذا، أو القرار يسرى على مناطق المدن فقط، كترعة القاصد مثلا، التى تقع وسط طنطا، والتى يتم فيها الآن التحجير، ولأن المدينة لا تستفيد بمرور هذه المياه من عليها فتحجر للمنظر العام فقط، ولا يهمها إلا الشكل الحضارى فقط، والقرى هى التى تستحق هذا التحجير لأنها تستفيد استفاده كاملة من هذا المشروع، فيسهل عليها مرور المياه إلى مناطق أصبحت محرومه من مياه الرى.

ونحن فى قريتنا بالذات تتفاقم المشكلة وكأنها مشكلة مستعصية على الحل، لأن مياه النيل لم تصل إلى الفلاح منذ عشرون عاما، أو أكثر، فالنيل عندنا يأتينا من مياه بركة السبع بمحافظة المنوفية، وهؤلاء فى إدارة الرى المبجلة مطرمخين على هذه المشكلة، ولا يسعون إلى حلها، حتى ولو بطتهير الترع مرة فى العام، لكى تصل المياه إلى القرية بسهولة ويسر، فالترع عندنا بها عوائق جمه تحتاج إلى تطهير، كما إن الجمعية الزراعية لقريتنا ليس لها دور فى هذا، فهى أيضا شأنها شأن إدارة الرى ببركة السبع، لم يقدموا على تطهير الترعة حتى بالكراكات لكى لا ينفقوا على عدد الساعات التى تقضيها الكراكات فى عملية التطهير، أو حتى بالأيدى كما كانت الفلاحين تعمل زمان، وهذا أضعف الإيمان، حتى يستطيع الفلاح أن يروى أرضه ولو لمرة من مياه النيل بدلا من مياه الطلمبات الأرتوازية.

نحن نعلم بأن طريقة التحجير هذه مكلفة، ونعلم بأنها ستكون على عاتق الفلاح، ولكن نقول بأن الوزارة لا بد وأن تترأف بالفلاح قليلا لأن الأراضى الزراعية لم تكن كسابق عهدها، ولا ترمى بثمار كما ينبغى لوجود الملوحة بها، ونعلم أيضا بأن تحجير الترع سيأخذ وقتا كبيرا فى تغطية الترع ومن الممكن أن يمتد لسنوات، لكن نأمل فى تحجير جميع الترع فى المحافظة لأنه عمل رائع حتى الآن.

الأربعاء، 11 أغسطس 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

مركز الشباب والرياضة بميت غزال.. تحت الصفر

وأعضاء مجلس النواب .. المغيبين

لا يحق لنا أن نقول بميت غزال مركز شباب ورياضة، بل من الأفضل أن نطلق عليه شباب خانه، على غرار العربخانة، فهو  من أسوء المراكز فى محافظة الغربية على الإطلاق، لأنه لا ينفع بل يضر ولأنه لا يصر عدو ولا حبيب، لأنه مهمل للغاية، ولا أحد يستجيب لندائه، أو يسعى لتطويره قليلا لحفظ ماء الوجه فقط، فمنذ ذلك اليوم الموعود الذى قالوا فيه إن أعضائنا الموقرين سيكون لهم بصمة فيه ويتم إصلاحه، وهو كلام الليل مدهون بذبدة يصبح عليه النهار يسيح، وقد كان، فى طى النسيان يبقى الوضع كما هو عليه، مبنى آيل للسقوط، وملعب كلشن كان، أسم على غير مسمى، والموظفين الأجلاء الذين يذهبون إليه لقضاء وقت الوظيفة فقط، وكأن المركز ليس على الخريطة المعترف بها.

حتى أن المركز قد أفتقر إلى إقامة الأنشطة بداخله، فكل ما يحدث فقط هو اللعب بالطاولة والجلوس مع الأصدقاء لإحتساء الشاى والكابتشينو، فحال المركز بهذه الطريقة أصبح مزريا، لأنه غير مناسب لإقامة الأنشطة كمثل المراكز الأخرى، فهل هذا يليق بمركز لقرية طويلة عريضة كميت غزال، تعدادها تخطى اثنان وعشرون ألف نسمه أو يزيدون، وعدد شبابها كبير يريد أن يقضى وقته فى استغلال طاقته فى نشاط يهويه، ويريد أن يمارسه فى مكان يليق به آداميا.

السكوت عن الحق شيطان أغرس، وأنا لم أتعود أن أرى تلك المنغصات وأطمث فمى أو أعينى عن هذه المخالفات الجسيمة، ونحن كآهالى ميت غزال لنا حق فى ابداء الرأى فيما يدور حولنا من خدمات القرية، لأنها ستعود علينا وعلى أبنائنا بالمنفعة، لأن هذا من المنفعة العامة التى نتمناها لبلدنا، فلا يهمنا إلا الإصلاح ما أستطعنا، لكى يمارسوا أولادنا وأجيالنا ألعابهم فى مكان صحى يليق بآدميتهم، ليخلف من وراءه شباب ناهض ينفع بلده، محبا للخير لأهله وعشيرته، وما يحزننى ويحزن الذين يغارون على المصلحة العامة أمر بلدهم فى الإهمال الجسيم الذى يصيب مركز الشباب والرياضة بالعفن وعدم المسئولية تجاهه وأيضا تعنت المسئولين تجديده، حتى الذين أنتخبناهم واتخبوهم الصفوة الذين هرعوا ورائهم لحفنة من مال زائف لكى يقال عليهم بعد ذلك، لقد حصلنا على أصواتكم بالفلوس، هؤلاء المبجلون الذين سعوا لوضعهم تحت قبة البرلمان.

مركز الشباب والرياضة يستغيث بهؤلاء ولكن هؤلاء أذن من طين وأخرى من عجين، ولا مجيب، لذلك لابد وأن يعى كل فرد فى قريتنا بأن هؤلاء لا يجدون بثمار لقريتنا، حتى ولو حلفوا بأغلظ الأيمان لينفعوا قريتنا.

المركز به مدير ومجلس إدارة، لا أجزم بأنهم يسعون فى تطويره، حتى ولو بإرسال خطابات للشباب والرياضة، سواء فى المحافظة أو فى الوزارة، لأنهم لا يريدون أن يخوضوا فى موضوع كهذا، لمكانتهم الراقية التى هى سر بقائهم على هذه المقاعد، فيستمرون فى الصمت حتى إشعار آخر، وهذا ما يقال عليهم بالفم المليان، كأنهم خشب مسندة، يحسبون كل صيحة عليهم.

فأين التطوير فى هذا المركز المنكوب، رغم مرور سنوات عده على الهيئة العربية للتصنيع، واللجان التى جرت أزيالها ووصلت إلى المركز لكى تقوم بالمعاينة على المركز على الطبيعة، ونحن نرى الكسور الفظيع الذى أصاب المركز بالضمور، وكأنه فى وادى وأعضائنا الموقرين فى وادى أخر، فهل يستجيب أحد حتى ولو أذنا فى مالطا.

 

الجمعة، 6 أغسطس 2021

قصة قصيرة / بقلم / فوزى اسماعيل

 

طعام الغربان

وثبت الغربان تترقب حركة المصطافين على الشاطئ، وهم يلتهمون الأطعمة بنهم، وكأن شهيتهم مفتوحه، ولأول مرة تستقبل أفواههم طعام كهذا، كانوا يترقبون فراغهم من المكان بفارغ الصبر، لكى ينقضوا على بواقى وفُضل الأطعمة المتناثرة هنا وهناك، سيظفرون اليوم بالأمنية التى ظلوا طويلا يحلمون بها، سيملئون بطونهم حتى الشبع، بعد أن كانت خاوية ليوم كامل، أنهم ينتظرون اللحظة الفاصلة والحاسمة لإلتهام وجبة شهية دسمة، بطونهم خاوية من الطعام، لكنهم يحذرون التقدم إلى الأطعمة الملقاه على الأرض حتى لا يكون مصيرهم الطرد.

زاد عدد الغربان المرابض على أغصان الشجرة الوحيدة فى المنطقة، والتى تطل على الشاطئ مباشرة، جميعهم جائع ينتظرون الوليمة التى تمنوها بارغ الصبر، ينتظرون مرور الوقت إلى الغروب، لكى يتركوا المصطافين الشاطئ، ويعودون إلى ثكانتهم، تاركين مخلفاتهم على الأرض، وقت الغروب لم يكن أحدا بالمكان، وقت الغروب سيكون عيدا لهم، وهم ينعمون بمختلف الأطعمة، التيك واى، والمكرونة، والمحاشى، واللحوم وما إلى ذلك.

كانت أعين الغربان تترقب أفواه البشر وهى تتلوء بمتنوعات الطعام الشهى، وكأن كل غراب يتمنى أن يكون فى هذذه المكانة، يتمنى أن يكون من هؤلاء البشر، لكى يأكل من هذه الأطعمة دون خوف، وكأن كل واحد منهم أيضا ينمر على قطعة لحم لكى ينقض عليها وقت فروغ الشاطئ من المصطافين، حدثوا أنفسهم ليلتفوا حلقة واحدة حول الشاطئ الممتد إلى تسعة كيلو مترات تقريبا، فإذا تركوا المصطافين الشاطئ بالمخلفات التى تملئه سيكون وليمة شهيى لهم لم يشهدوها من قبل.

بدا الشاطئ مزدحما من المصطافين، وحرارة الشمس الحارقة تجعلهم يهربون إلى الشماسى، كى يحتمون تحتها، حتى مرور ساعة الذروة، فيعودون إلى اللهو واللعب حتى الغروب، ثم جعلت حرارة الشمس أيضا ينصب العرق على وجنتى الغربان، فبدأ القلق عليهم، رغم كل هذا وهم يفضلون ألا يتركوا المكان، وألا يكلوا من الإنتظار، فكل هذا يهون فى سبيل الإنقضاض على الوليمة الشهية التى ينتظرونها، بعد قليل ستعود كل المصطافين إلى مبيتهم تاركين الشاطئ يعبثون فيه كما يشتهون، إنها وليمة زاخرة بأشهى المؤكولات، ولا ينبغى ألا يتركوها.

بدا الوقت ملطفا بالجو الرطب قليلا، خصوصا بعد ما وصلت الساعة الخامسة بعد العصر، فقام معظم المصطافين يلهون ويلعبون، والغربان مازالوا يترقبونهم فى صمت، وكأن صبرهم قد نفذ من طول الإنتظار الذى دام ساعات طوال، فأرادوا الهجوم يدا واحدة وليكن ما يكون، لكنهم تراجعوا عن الفكرة، خصوصا بعد ما قل عدد المصطافين على الشاطئ، فانتظروا قليلا حتى يعود الباقين منهم إلى مبيتهم، لكى يفرغ الشاطئ منهم، فلا يتعرض لهم أحدا، ويستطيعون الإنقضاض على الأطعمة وهم فى مأمن.

وبعد دقائق معدودة بدأ المصطافين فى الأنصراف من الشاطئ، مكتفين بهذا القدر، ولم يتبقى أحدا منهم على طول الشاطئ، ففرحت الغربان عندما راؤهم يتسللون واحدا تلو الآخر إلى غرفهم، وانفض الشاطئ بالفعل من البشر، ولم يتبقى إلا الأطعمة المتناثرة هنا وهناك، فى الأكياس البلاستيك، والأطباق الملقاه على الأرض، وكأنها مبثوثة لطيور جائعة، كانت أعين الغربان جاحظة، فانفرجت أساريرهم، وعندما هموا بالإنقضاض فى اللحظة الحاسمة، اللحظة المصيرية التى أنتظروها من بداية اليوم، وجدوا مشهدا لم يتوقعوه، وجدوا أعدادا هائلة من رجال النظافة يظهرون على طول الشاطئ، وكأنهم كانوا مختبئين خلف أسوار لهذه اللحظة، قاموا الرجال بمعاولهم يزالون أكوام القمامة وبقايا الأطعمة من كل مكان على الشاطئ لكى يكون نظيفا.

لم تتوقع الغربان هذا المشهد المهيب من الرجال الذى لم يكن فى حسبانهم، لكن هل أنتظارهم طول هذه المدة والذى دام ساعات طوال فى هذا الجو شديد الحرارة يذهب سُدى..؟

غضبت الغربان لما رأوه، لكنهم لم يفقدوا صوابهم، فقد قرروا أن ينالوا من هذه الأطعمة كما كانوا يحلمون ويتمنون هذه اللحظة، وليكن ما يكون، فبعد دقائق وجدوا الرجال يجمعون بقايا الأطعمة فى أكوام متراصية لحين وصول سيارات النظافة لنقلها، وهذا ما يسهل للغربان أن يلتهموها بسهولة ويسر، وفاجأة أنقض كل من على الشجرة فى لحظة واحدة على هذه الأكوام، وكأنهم جيش جرار آتى ليهزم عدوه، حتى صرعت رجال النظافة من هبوط الغربان بهذه الكثافة، حتى فروا هاربين تاركين كل ما جمعوه لهم لينعموا بوليمة دسمة، وبعد قليل عاد رجال النظافة لإستكمال عملهم بعد ما تركت الغربان الشاطئ فلم يجدوا شيئا من هذا القبيل، وجدوا الشاطئ نظيفا ليس به قمامة، فرجعوا إلى مقر عملهم يقصون على رؤسائهم ما حدث من الغربان، شاكرين الغربان على مساعدتهم لهم .

 

ميت غزال فى 11 / 7 / 2021

(تمت بحمد الله وتوفيقه)

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

وبدأ معاناة أولياء الأمور

كان بدرى بدرى،على غرار أغنية لشهر رمضان الكريم، كان بدرى بدرى، نعم كان بدرى على على درسى ، على معاناة أولياء الأمور فى الدروس الخصوصية التى جاءت على غير عادة لهم، والذين يعانون من مصاعب الحياة التى تكبدهم أمولا طائلة، فالدروس الخصوصية هذا العام جاءت قبل بداية الدراسة يشهرين كاملين، حيث تأجيل الدراسة إلى شهر أكتوبر، ومن يتوقع من الممكن أن يكون هناك تغير مفاجئ فى مسار الدراسة كالعام السابق، كل شئ وارد فيحدث ما لا يحمد عقباه.

والسادة الطلبة الأعزاء ماصدقوا الإعلان عن بداية الدروس الخصوصية، حتى أقبلوا عليها وكأنهم يتسابقون مع الزمن، وكأن النجاح لم يأتى إلا من خلال الدروس الخصوية هذه، ومرابض على أبوابها، ولم يجهد الطالب فى الإعتماد على نفسه، فمن غير الدروس الخصوصية فلا، لذلك كانوا حريصون على حجز مقعدهم فى الجنة، عفوا أقصد فى الدروس الخصوصية، وكما هو معروف تبدوا الدروس الخصوصية كخلية نحل وبأعداد هائلة، وما يفرس الأدمن ما رأيناه هذا العام، فكثيرا ممن هو خارج نطاق التعليم بادر بفتح مجموعة للدروس الخصوصية،دون خبرة ولا دراية بفن التدريس، كونه حاصل على مؤهل عال، وكانت الطلبة تحرص على الحضور لهذه المجموعات، متجاهلين حضورهم فى المدارس، التى هى محراب العلم الشرعى الذى من الأفضل أن يتعلم الطالب فيه دون تقصير، ولكن ما يحدث الآن ما هو إلا العكس، وهو فشل ذريع فى الإستجابة لشرح فى الفصول المدرسية، لأنه يعتمد الطالب على الدروس الخصوصية التى تكبد أوليائهم أموالا طائلة ثقيلة على عاتقهم.

لا يفكر الطالب فيما ينفقه أبيه على الدروس الخصوصية، لأنه يحصل عليها دون أن يعرف ما إذا ذاق أبيه مشقة توفيرها.

والسادة المدرسين الأجلاء لا يعنيهم هذا، فالدروس الخصوصية بالنسبة لهم حق مشروع لتعليم الطالب، الذى يريد به أن يعدى إلى بر الأمان، والدروس الخصوصية هذه هى أساس التعليم حتى الأن، لا يهمه هذا ولا ذاك، ولكن بهذا يخالف القوانين والأعراف المعمول بها فى شرع التربية والتعليم، حتى أنه يقضى الوقت المسموح به فى أروقة المدرسة مع زملائه فى لهو وهزار، لا يكلف نفسه أن يلقى الدرس كما ينبغى بطريقة مفهومة للطالب يبتغى بها وجه الله، حتى يتسنى للطالب أستعابه للدروس المقررة عليه، ليغنيه عن الذهاب للدروس الخصوصية ويبقى النجاح من مجهوده.

وما يحدث الآن بهذه الطريقة المزرية التى أصابت عقول طلابنا فى كل مكان من مهازل للدروس الخصوصية، تجعل أولياء الأمور ينصاعون لأبنائهم دون أن يردوهم إلى الصواب، وهو استذكار دروسهم أول بأول وفهم معانيه كما كان فى السابق، وذلك لفك طلاسم الدروس الخصوصية التى تجتاح عقول الطلبة.

يعتقد البعض بأن الدروس الخصوصية هذه هى المنقذ فى نجاح أى طالب بإمتياز، والكل يتسابق لحجز مقعده، وكأنه سيصعد إلى الجامعة بقفزة واحدة، والكل يضحك على الكل، وجميع المدرسين مستفيدون، إلا أولياء الأمور فهم يحتاسون فى حزبة برما عند أخر كل شهر، فميزانية البيت مع ميزانية الاتصالات بما فيها الهواتف والأنترنت مع ميزانية الدروس الخصوصية التى  تجعلهم يقولون بالفُم المليان، جااااى.

الموضوع ليس هينا ولكن لا بد من تحكيم العقول فى هذه المسألة التى تلازم أولياء الأمور على طول الدهر.

فهل من الممكن أن نجد أجيالا دون دروس خصوصية، تعتمد على مجهودهم وينصب الحق لهم، لعل الأيام المتداولة بيننا أن تحقق أمنياتى.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...