الخميس، 22 أغسطس 2019

قصة قصيرة / فنجان قهوة / بقلم : فوزى إسماعيل

فنجان قهوة

جلست احتسى فنجان القهوة المضبوط المعتاد مع قراءة الصحف والمجلات فى حديقة منزلى وقت العصارى .عندما انتهى من عملى واشغالى فى الشئون الاجتماعية تعودت ان اجلس مع نفسى فى هذا الوقت وسط الحديقة المتناسقة بالاشجار المنزرعة فى الاحواض بعناية ، وكنت دائما اتابع اخبار العالم من خلال هذه الصحف التى تصلنى كل يوم من بائع الجرائد الذى بجوار منزلى..كنت اشمئز عندما اقرأالحوادث التى تملأ صفحات الجرائد وتطالعنا بها وسائل الاعلام المرئى والسمعى كالطفح الجلدى الذى يصيب ساق
الرجال ،وقد قضيت وقتا طويلا فى قراءة الاخبار الدسمة،حتى اننى اكتشفت ان فنجانى قد فرغ من القهوة،وضعتة فارغا امامى على المنضدة،وسمعت صوتا لامراءة هزيلة كبيرة فى السن تنادى على انها تضرب الودع وتقرأ الطالع،وضعت الجريدة من يدى واصتنت اليها بتمعن وهى مازالت تنادى لتلفت اليها الانظار..اندهشت من قولها التى تؤكدها بشدة ..
واستجبت لأغواء النداء رغم اننى اعرف ان هذا دجلا وشعوذة فناديتها من خلف الباب الحديدى الذى يتوسط سور الحديقة اردت ان ارىشيئا لم اعهدة من قبل ليس الا..وانا اعرف تماما المعرفة ان الشعوذة هى من المحرمات..جاءتنى تسير ببطىء بعدما دفعت الباب ودخلت،وجدتها امراءة ضامرة هزيلة يملأ وجهها تجاعيد الشيخوخة وتعب الزمن ..
شاحبة سوداء قاحطة تحمل على رأسها مقطفا من الخوص بة قليلا من الرمل وحبات الزلط واصداف البحر.
جلست من امامى تنظر الى بعيون ذابلة،وقد افترشت المنديل ووضعت علية الرمل وحبات الزلط تعبث بهم بأصابعها المرتعشة توهمنى انها تضرب الودع..كنت اراها بدهشة صامتة متحجرة فى نفسى كنت راغبا فى سماع الحكايات التى ترويها تلك المرأة من هذا النوع ..
قالت بتؤدة:
انك لا مفر من موت محقق..
انزعجت وكدت اموت  فى جلدى ،وتجمدت الدموع فى عيناى غير قادرة على النزول ..كنت اود ان اسمع اخبارا تسر،وكنت اريد ان اعرف الطريق المنشود الذى تنتظرة نفسى فى الايام القادمة.
استردت المرأة كلامها وأكدت لى بلحظة موتى التى تفاجأنى وأنا مستقلا سيارة او قطار اوطائرة او باخرة،كل هذة الاشياء سيكون موتى محققا فى اى منها..نزلت كلماتها على صدرى كالثلج، خيل لى ان قلبى قد انكسر وحياتى قد اقترب منها الهلاك المؤكد.
مدت المرأة يدها واخذت فنجان القهوة الفارغ من على المنضدة وحاولت ان تقرأمافية عساة ان يبشر بالخير،ولكن وجدت نفس الرؤيا التى رأتها فى ضرب الرمل،وضعتة فى مكانة دون ان تبوح لى بمارأتة حتى لاتزيد من أعباء أثقالى..
قامت متثاقلة..لمحتنى وأنا مازلت مثبتا على مقعدى شارد الزهن فى التأمل لبعض الكلمات ..
ارادت ان تنسحب بهدوء،لمحتنى وأنا امد يدى فى سروالى لأعطيها بعضا من النقود،لكنها لا تهتم بى،تركتنى وخرجت من سور الحديقة فى صمت بعدما لملمت حاجاتها فى المقطف وحملتة على رأسها..وأنا مازلت غارقا فى نبؤة قارئة الفنجان،تسلل اليأس الى قلبى،لم استقل سيارة اوقطار اوطائرة اوباخرة بعد اليوم،رغم انشغالى المتواصل فى العمل فى شركاتى ومشاريعى فى الداخل والخارج،فكيف اسافر بعد هذة النبؤة المشئومة .
قلت لنفسى:
ليتنى ماناديتها..ليتها لم تبوح لى بمستقبلى..ليتها.......... ليتها..............
هواجس من الاسئلة طرءت على ذهنى..وكاد يصل بى التفكير الى ذروة الانفجار.
وبعد ان مضى وقتا طويلا فى التفكير،سمعت نداء الحق ينطلق من فوق المأذنة،طرد وساوس الشيطان وجعلت اقرأ صورة الاخلاص مائة مرة ونهضت على الفور متوجها الى المسجد القريب منا،فتوضئت وصليت ركعتان وصعد الامام الى المنبر ليخطب بالمصلين خطبة الجمعة ..جلست اسمع الخطبة بشغف وكأن الامام يقرأ وجهى العاثر.
وكان موضوع الخطبة عن الدجل والشعوذة..
الامام:
ايها الناس كذب المنجمون ولوصدفوا..اطردوا من عقولكم هواجس وخرافات ووساوس الشيطان ، أنه من يعلم الغيب الا الله..
هذه الكلمات الموجزة قد جعلتنى اتنبه الى انا الغيب لا يعلمه الا الله وليست هذه المراة الكاذبة.
بعد انتهاء الخطبة حصلت على قدر كبير من الموعظة ، وجلست بجوار الامام ،بعد انا انفض المسجد من المصلين ، وحكيت له عما حدث مت تلك المراة التى اتتنى على غير عادة ، وبشرتنى بالبشرى السوء ، ربت على كتفى يطمأنى ، مرتلا بعض الايات القرانية التى تدل على ان الله وحده هو القادر والمتحكم فى امر الانسان .. تنهدت تنهيدة جعلت صدرى يخرج منه الاوهام والوساوس ، واسنتدت ظهرى للحائط لا اكف عن ذكر الله ، ودفعنى الامام بان اقوم واسافر الى حيث اشاء لاجد كذب المراة المنجمة التى لا تملك الا الاقاويل ، حتى تحصل على بعض المال ..قمت من امامه كالريح الى مكان لا احدده واندفعت واستقليت سيارة دون خوف او اهتزاز من نبوءة المراة ، وصارت بى السيارة وانا لا ادرى اين اذهب ..نبهنى السائق بعد ما وجدنى لا اطلب النزول فى اى محطة ، اخيرا نزلت من السيارة امام محطة القطار وانا متوجها اليه سمعت صوتا مدويا استدرت اليه لاجد مصدر هذا الصوت ، وجدت السيارة التى كنت استقلها قد ارتطمت فى سيارة اخرى .
  قلت لنفسى :
- لولا كنت مازلت فبها لاعتقدت ان نبوءة المراة المنجمة صادقة.
 حمدت الله على نجاتى واستكملت سيرى الى القطار وركبته حتى ارجع الى منزلى وبعد ساعة من السير المتواصل وصلت اخيرا الى منزلى فى امان الله .
وبعد مرور عام وفى نفس الميعاد ، جلست احتسى القهوة كعادتى وجدت المراة تعود بندائها مرة ثانية ، ناديتها فجاءتنى على استحياء تقول لى وقد تغير بها الزمن :
- ان ضاربة الودع ماهى الا شيطانة.. يحركها شيطان.. فيصدقها شيطان .


                                                                              






قصة قصيرة / الخبرة وحلم الوظيفة / بقلم / فوزى إسماعيل

الخبرة..وحلم الوظيفة

حصلت مؤخرا على المؤهل الدراسى..بعد عناء شاق فى المذاكرة..سواء كان فى الثانوية العامة..بعبع العائلات كمايسمونها..اوفى  كليتى التى كنت ادرس فيها..وهى كلية التجارة
بعدها عرفت اننى مقبل على حياة جديدة وهى حياة العمل ومعاناة البحث عن وظيفة.وكان
من الطبيعى ان اخرج للبحث عن وظيفة..تتناسب مع المؤهل الدراسى..كانت امى تعمل تحت البهائم التى عندنا فى منزلنا الريفى..فهى ترعاهم وتقوم على خدمتهم..نظرت اليها فوجدتها تشقى فى العمل المتواصل على خدمتهم..وما كان ان اهم بالعمل مكانها حتى تخلد للراحة بضع ساعات..تلك هى مهمتى بعد ان نلت الشهادة الجامعية التى كنت اتمناها ..
واحلم بها..وعلى الفور خلعت خلجاتى وعلقتها على مسمار من فوق باب الزريبة الخشبى
لانشف مكان الماشية..فكان عندنا اربعة رؤس..ثلاث من الجاموس وواحدة من البقر..
امسكت بالفأس العريض لاجر الرث من تحتهم..حتى انظفها تماما..وعندما انتهيت منها
امسكت امى بالفأس لتجذبها منى..لانها تأبى على ان ادخل الزريبة..واذابها تقول لى :هذا
المكان ليس مكانك..كانت تحلم ان ترانى فى مكانة عالية مثل التى تراهم يعمل من اجل ان
يعلو و يعلو..ثم يصبح فى مكانة مرموقة بين الناس..
قلت لها يأسا:
اين العمل ياأمى؟
ردت على بإشفاق:
البحث عن الوظيفة ياولدى..فأنت تتمناك اى شركة بمجرد تقديمك اوراقك اليها.
ابتسمت فى نفسى لاننى كنت اصدق امى فى كل شىء..ولكن هذة المرة لم احس بالصدق
فى قلبى هذة المرة ..لاننى اعلم جيدا اننى لم احصل على وظيفة بهذة السهولة..فى ظل
هذة البطالة المتفاقمة ..وفى ظل الخبرة التى يطلبونها..ثلاث سنوات وخمس سنوات وربما
تمتد الى عشرة ..والوساطة التى تفتح لصاحبها طاقة القدر ان وجدت..من اين لى بالخبرة
والوساطة وانا مازلت متخرجا من الجامعة هذا العام ..واين لى بالوساطة ونحن فقراء واكبر ما فى عائلتنا مدرس فى المرحلة الابتدائية ..وجدت امى فى عينى اليأس..فبثت فى نفسى التفائل وعدم اليأس..
خرجت فى اليوم التالى لابحث عن وظيفة فى احدى الشركات الكبرى ..وكأننى اخترق
الحديد الفولاذ ..فعندما كنت اذهب لاطلب عملا اجد طلب الخبرة نصب عينى ماثلا فى الشروط المطلوبة ..فأرجع الى كما كنت يأسا..ثم اذهب لاخرى اجد نفس الشروط كررت
ذلك فى عدة شركات اخرى مرات ومرات ..وكان هذا الرد واحد لايتغير..
اشتريت بعض الصحف التى تملأ صفحاتها الداخلية بوظائف شاغرة لعلى اجد فيها طلبى
وتصفحتها وقرأت العمود الخاص بالوظائف الخالية فوجدت هذا الشرط تحت كل وظيفة..
لابد من وجود سنوات خبرة فأتراجع وتنكسر همتى وطموحاتى فى البحث عن وظيفة ثانية..لم اجد ما افعلة وانا ارى كل الابواب مغلقة امام عينى ..فى تلك اللحظة تحطمت امالى ووقفت عاجزا على فعل اى شىء ..فما كان منى ان استسلم للواقع المحتوم وارضى عن ذلك.
فكرت فى امى وهى مازالت تعمل تحت البهائم ..وهى لاتحسسنى بأنها لا تحتاج الى فى العمل معها حتى لا اترك البحث عن الوظيفة واعود للعمل فى فلاحة الارض..لكنى وجدت العمل فى ارضى هو المستقبل والخبرة التى اكتسبها فى وقت بسيط وقد اكتسبتها
بالفعل عنما كنت ارى ابى يعمل فى الارض قبل وفاتة..حتى امى فقد اكتسبت من الارض
الخبرة الكافية..لان الخبرة فى هذا المجال بالذات لايحتاج الى دراسات..وماهو الاسهلا للغاية يكتسبها المرء فى مدة قصيرة ..لاتتطلب شهادة جامعية ..لانها تكتسب بالفطرة فبعد تفكير عميق قررت ان اساعدها فى اعمالها .
وفى اليوم التالى استيقظت على الحقيقة التى لامفر منها ..وهى الحل الوحيد.
التى ستحل لى المشكلة .. أسرعت الى امى وجدتها تجر الحرث من تحت البهائم كعادتها كل صباح .. فامسكت من يدها الفأس .
وقلت لها :
-         هذا دورى يا امى .. اتركى لى الفأس.
أعتطنى الفأس والدموع تملاء عينيها .. لانها علمت ان البحث عن وظيفة هذه الايام من النوادر .. وكانت فكرة البحث عن وظيفة بالنسبة لى قد تلاشت تماما من ذاكرتى بعد ما شعرت باحباط ومعاناه وكسر الذات فى عدم وجود وظيفة .. فحاولت ان اثبت لامى بخبرتى ان اجعل الارض تجنى لى ذهبا .



الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

أنا والدكتور أحمد نعينع فى ساقية الصاوى بالزمالك فى ذكرى الشيخ مصطفى اسماعيل


بحث /المسجد النبوى الشريف

المسجد النبوى الشريف
               
تاريخ بناءة :
بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة نزل في ضاحيتها بقباء بضعة أيام حيث بنى أول مسجد في الإسلام وسمي مسجد قباء، ثم واصل طريقه إلى المدينة التي كانت تسمى آنذاك "يثرب".
وعندما دخل المدينة طمع كل من سكانها الأنصار في نيل شرف استضافة النبي باعتراض ناقته "القصواء"، لكنه صلى الله عليه وسلم قال لهم "خلوا سبيلها فإنها مأمورة" إلى أن بركت في مربد لغلامين يتيمين من الأنصار هما سهل وسهيل، فطلب الرسول منهما أن يشتري المربد ليبني فيه مسجده فقالا "بل نهبه لك يا رسول الله..."، فأبى إلا أن يبتاعه منهما فدفع لهما الثمن عشرة دنانير.
أمر الرسول أصحابه بإصلاح المكان، وبدأ بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد النبوي، ينقل الحجارة مع أصحابه ويحمل اللبـِـن بنفسه وهم يرتجزون فيرتجز معهم ويردد "اللهم إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة". جعل أساس المسجد من الحجارة بعمق ثلاثة أذرع تقريبا، وحيطانه من اللبن، وأعمدته من جذوع النخل، وسقفه من الجريد، وترك في وسطه رحبة، وجُعل له محراب.
جعل الرسول للمسجد - الذي بلغ طوله 35 مترا، وعرضه 30 مترا، وارتفاع جدرانه مترين ومساحته الكلية قرابة 1060 مترا مربعا- ثلاثة أبواب، الأول في الجنوب حين كانت القبلة إلى بيت المقدس شمالا. والثاني في الشرق يسمى باب النبي وباب عثمان أيضا، واشتهر بعد ذلك بباب جبريل. والثالث غربا ويعرف اليوم بباب الرحمة.
ولما تحولت القبلة إلى مكة المكرمة في السنة الثانية للهجرة، فتح باب في الجهة الشمالية وأغلق الباب الجنوبي. كما بنى النبي الكريم بجوار المسجد الحجرة التي سكنها وحجرات أزواجه المطهرات، وفيها قبره صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
توسعة المسجد :
بعد عودة الرسول من غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة، أصبح المسجد يضيق بالمصلين، فتمت توسعته من جهة الشرق والغرب والشمال بزيادة أربعين ذراعا في العرض وثلاثين ذراعا في الطول فأصبح شكل المسجد مربعا، حيث بلغ كل من طوله وعرضه 100 ذراع.
وبعد ذلك وسعه الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عام 17 هـ بإضافة ثلاثة أبواب أخرى: باب النساء، وباب الرحمة، وباب السلام، وأصبحت مساحة المسجد 3575 مترا مربعا.
ثم وسعه الخليفة عثمان بن عفان عام 29 للهجرة بزيادة قدرها 496 مترا مربعا، بعدما ضاق بالمصلين، فاشترى الدور المحيطة به من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، أما الجهة الشرقية فلم يقربها لوجود حجرات زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
تم بناء الأعمدة من الحجارة، ووضع بداخلها قطع الحديد والرصاص لتقويتها، وبني السقف من خشب الساج القوي الثمين المحمول على الأعمدة الخمسة والخمسين. وبلغ ارتفاع الجدران خمسة أمتار ونصف، وأنشئت مقصورة في محراب المسجد لحماية الإمام، وتمت إنارة للمسجد بقناديل الزيت.
وتواصلت التوسعة في العهد الأموي، حيث أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك واليه على المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز عام 88 هـ بزيادة مساحة المسجد وإعادة إعماره، حيث بلغت مساحته 6440 مترا مربعا، وبنيت المآذن الأربع في أركان المسجد، وأنشئ المحراب المجوف، وزخرفت حيطان المسجد من الداخل بالرخام والذهب والفسيفساء، وبلغ عدد أعمدة المسجد 232 عمودا.
وزاد عدد أبواب المسجد النبوي في عهد الخليفة العباسي المهدي (161- 165 هـ) فصارت 24 بابا، ثمانية في الجهة الشرقية، وثمانية في الجهة الغربية، وأربعة في الجهة الشمالية، وأربعة في الجهة الجنوبية، وتوسّعت مساحة المسجد إلى 8890 مترا مربعا، وبلغ عدد نوافذه 60 نافذة.
تعرض المسجد النبوي لحريق عام 654 هـ في عهد الخليفة العباسي المستعصم الذي سعى لإعادة إعماره، غير أن غزو التتار وسقوط بغداد في أيديهم سنة 656 هـ حال دون ذلك، ولم تتم عمليه الترميم إلا في العصر المملوكي، حين سدت أغلب أبواب المسجد، وحوفظ فقط على أبواب رئيسية أربعة من خشب الجوز عليها نقوش بالنحاس الأصفر، كباب جبريل، والنساء، والسلام وهو أطولها وأجملها.
واهتم العثمانيون بالمسجد النبوي وساهموا في إصلاحه وترميمه، ففي عهد السلطان سليمان القانوني قاموا بإصلاح القبة الشريفة ووضعوا عليها هلالا جديدا عام 974 هـ، واستبدلت الأهلة المملوكية التي كانت تعلو القبة الخضراء ومآذن المسجد بأهلة من النحاس المطلي بالذهب، وفي عام 1228 هـ جدد السلطان محمود الثاني العثماني القبة الشريفة، ودهنها باللون الأخضر، فأصبحت تعرف بالقبة الخضراء، بعدما عرفت بالبيضاء أو الفيحاء.
وأمر السلطان عبد المجيد خان عام 1277 هـ، بإصلاح المسجد وترميمه بعدما ظهرت عليه شقوق، فأصبحت مساحته الكلية 10303 أمتار مربعة، وارتفعت الجدران إلى 11 مترا، وزيد خمسة أبواب، وخمس مآذن يتراوح ارتفاعها بين 47.50 و60 مترا، وبلغ عدد الأعمدة 327 عمودا، وبلغت القباب 170 قبة، بالإضافة إلى كتاتيب لتعليم القرآن الكريم، و600 مصباح زيتي.
وقد أصبح المسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية تتم إضاءته باستخدام المصابيح الكهربائية عام 1327 هـ الموافق 1909م. 
وحافظت أعمال التوسعة في عهد الدولة السعودية على تلك الأبواب، وأضافت إليها باب الملك عبد العزيز في الجهة الشرقية للجناح الفاصل بين الصحنين، وباب الملك سعود في الجهة الغربية، وباب عثمان وباب عمر في الجهة الشمالية، وباب الصديق ويقع مكان خوخة أبي بكر الصديق في الجهة الغربية من العمارة المجيدية.
وفي عهد الملك عبد العزيز آل سعود تمت توسعة المسجد النبوي، وباتت مساحته 16327 مترا مربعا، وبلغ عدد الأعمدة 706 أعمدة، و170 قبة. وصارت الإنارة بالكهرباء عبر محطة خاصة، حيث بلغ عدد المصابيح 2427 مصباحا.
وفي عهد الملكفيصل بن عبد العزيز نفذت توسعة أخرى عام 1393 هـ (1973م) بسبب تزايد أعداد الزائرين، وتمثلت في تخصيص الأرض الواقعة غرب المسجد النبوي للصلاة (مساحتها 35.000 متر مربع)، فرُصفت ونصبت فوقها مظلات مزودة بالكهرباء، ومكبرات للصوت، ومراوح سقفية.
كما تمت توسعة أخرى في عهد الملك خالد بن عبد العزيز عام 1398 هـ وتوسعة أخرى كبرى (سنة 1405-1414 هـ) في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، حيث أضيف كذلك الباب المجيدي وباب البقيع. وتم توسيع المداخل المتعددة وإنشاء سلالم كهربائية وعادية، موزعة على 41 مدخلا.
وبلغ مجموع أبواب الحرم بعد التوسعة 85 بابا ومدخلا. أما ساحة الحرم الشريف فزينت بقباب جميلة، وبات عدد أبواب المسجد 13 بابا، و أربع مآذن، وباتت المساحة الكلية للمسجد 400327 مترا مربعا، بالإضافة إلى مواقف سيارات تقع تحت الساحات الخارجية للحرم، تتألف من دورين.
وكذلك أمر الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بتصنيع وتركيب 182 مظلة على أعمدة ساحات المسجد النبوي، وبات مجموع المظلات 250 مظلة صممت خصيصا للمسجد النبوي، ويبلغ ارتفاعها بين 14.40 مترا و15.30 مترا. وفي سنة 1433هـ أطلق الملك عبد الله أكبر مشروع توسعة للمسجد النبوي على ثلاث مراحل.
معالم المسجد النبوى :
توجد في المسجد النبوي الشريف معالم كثيرة منها:
1- منبر النبى :
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يخطب في البداية على جذع نخلة، ثم صنع منبرا من ثلاث درجات، وخطب عليه خلفاؤه الراشدون حيث وقف الخليفة أبو بكر الصديق على الدرجة الثانية، وعمر بن الخطاب كذلك، فيما وقف عثمان بن عفان على الدرجة السفلى ست سنين، ثم ارتقى بعدها حيث كان صلى الله عليه وسلم يقف.
احترق المنبر عام 886 هـ لما احترق المسجد النبوي الشريف، فبنى أهل المدينة منبرا من الآجر، ثم أرسل بعدها السلطان المملوكي الأشرف قايتباي منبرا من الرخام الأبيض.
2- الروضة :
موضع في المسجد النبوي يقع بين المنبر وحجرة الرسول الكريم، قال عنها صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي". وقد تم تحديدها بسجاد أخضر اللون يختلف عن بقية سجاد المسجد النبوي.
3- الحجرة تانبوية :
تعرف بحجرة عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي التي دُفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ودفن فيها أبو بكر الصديق عام 13 هـ وعمر بن الخطاب عام 24 هـ. وقد جُدد جدارها في عهد السلطان المملوكي قايتباي.
4- القبة الخضراء :
سُميت بالقبة الزرقاء والبيضاء، ثم القبة الفيحاء قبل أن تسمى بالقبة الخضراء، بنيت بالخشب على رؤوس الأساطين المحيطة بالحجرة النبوية في أيام الملك قلاوون عام 678 هـ، وهي مربعة من الأسفل ومثمنة من الأعلى. وقد جُددت بعد تعرضها لحريق أكثر من مرة، وأعاد السلطان العثماني الغازي محمود بناءها.
5- المكتبة :

يحتضن المسجد النبوي مكتبتين، الأولى قديمة في وسط الحرم وتوجد بها مخطوطات تراثية، والثانية تقع على سطح الحرم من الجهة الغربية وتضم عددا كبيرا من الكتب والمجلدات ومكتبة رقمية. وقد ذكرت بعض المصادر أن المكتبة الأولى تأسست قبيل حريق المسجد النبوي في 13 رمضان عام 886 هـ، حيث ضاع الكثير من المصاحف والكتب التي كانت فيها.

مقال/ عين ساهرة.. وعين فاجرة

عين ساهرة.. وعين فاجرة

حفظ الله مصر وجيشها وشرطتها والضمير المستيقظ، فكل وطنى حق غيور على وطنه، لا يسمح بأن يدنسه ولا يفترى عليه، ولا يبخسه بعين حقود، فإن مصر محفوظة لأبد الأبدين، وكما تتشدق أفواه الكثيرين من المغرضين بأن مصر ستسقط، فأقول لهم لا وألف لا بنص القرآن الكريم، أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين.
فمن ذا الذى يقول غير ذلك إلا الفاجر الذى يمّن النفس بأن مصر ستسقط، أو يسقط جيشها وشرطتها، فهؤلاء هم العين الساهرة التى تحرص الوطن من كيد الكائدين.
 ومن ذا الذى يفجر ويدمر بأيد آثمة حتى تنشب الخصامات بين الناس، فهؤلاء القتلة الذين قال الله فيهم : من قتل نفس بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا.
هؤلاء الخونة الذين يحاولون النيل من مصر، سواء ممن يخططون للمغردين الساكنين فى جحورهم كالجرذان، أو الساكنين فى الخارج يأمرون القتلة بالشر، مقابل حفة من مال، ومقابل فتوى مغلوطة تهدم سرب الآمنين.
فلابد وأن يقابل العين الساهرة التى تخاف الله ، عين فاجرة لا تخاف الله، كعين الشيطان الذى يفسد على المصلى الموحد لله رب العالمين، والذى يدخل للمؤمن من أى مكان حتى يفسده عن طاعة الله.
إن هؤلاء الغوغاء الذين يسعون فى الأرض فسادا، لا بد وأن يقتلوا أو يصلبوا أو ينفوا من الأرض.
فكثيرا ممن يؤيدون النظام البائد لا يطيقون سماع صوت الشرطى أو الجندى الساعى على حماية الوطن وممتلكاته من الداخلين عليه أو المخربين داخله.
فالمهم إن ما يقابل العين الساهرة عين فاجرة تريد النيل منه، وهذا أساسة عدم أنتماء للوطن، أو عدم حب أستقرار الوطن، لأن الفكر التكفيرى عنده يعشش فى عقولهم، فلا يرضى عن حاكمة فيتلصص لأى غلطة يقع فيها، أو لا يرى عما يجوب فيه من فكر مغلوط ويحسب نفسه أنه من المصلحين، ومسألة الإستقرار عنده ليس لها أدنى مشكلة رغم أنه يرى ما يحدث للدول المجاورة من ويلات الحروب.
وقد عشش فى عقله ملذات الإنتقام من الوطن حتى ولو خربت مقدراته بأيد أثمة، المهم يرى نفسه أنه الأفضل، ويرى أنه على صواب عندما فكر فى أغتيال هذا وذاك، وأن حاكمه وما يكون على نهجه هم الأسوء فى نظره، حتى ولو قدموا له من تنازلات، أو أن الدولة تقدم له كل ما يتمناه.
وهؤلاء العيون الساهرة ستظل بالمرصاد للعيون الفاجرة، والعيون الفاجرة ستظل بالمرصاد للعيون الساهرة، يغتالون ويفجرون ويدمرون إن استطاعوا، ولكن هيهات لما يفعلوه فإنهم فى النهاية هم الخاسرون، لأن الله عز وجل جعل أصحاب العين الساهرة فى رباط غلى يوم الدين، وجعل أصحاب العيون الفاجرة فى أسفل سافلين، والله مخزى الكافرين.

اللهم أرحمنا فأنك أنت راحم.

مقال/ أهانة من سجدت له الملائكة  

أهانة من سجدت له الملائكة

بقلم / فوزى إسماعيل
لقد كرم الله الإنسان فى البر والبحر، من لدُنا آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، ولكن الصراع الذى نشب بين قايل وهابيل وانتهى بقتل الأخير، كان بداية لصراع بشرى حاد الوطيس بين بنى آدم، سواء على العيش، أو على النساء أو على المال، ونحن نشهد هذا الصراع الآن، فقد دارت معارك شتى فى بقاع الأرض، الحرب العالمية الأولى والثانية، الحرب فى سوريا والعراق ، والطوائف العرقية التى أفنت وجود أوناس كثيرة لا ذنب لهم، فى بقاع الأرض واختفت على أثارها شعوب بأكملها من على الأرض بالقتل الجماعى كما حدث فى صابرا وشاتيلا والبوسنة والهرسك.
السلاح الذى أخترعه الإنسان جاء نقمه عليه، لأنه كان سببا فى أهانة البشر، بالقتل العمد، والقتل دفاعا عن الأرض والعرض، وكل ذلك كان سببه الإنسان، فالإنسان منذ القدم قد تفنن فى اشعال الفتنة واشعال النار بين الإنسان وأخيه الإنسان، خصوصا بعد ما دب الصراع بين السود والبيض فى أوطان تحارب ضد بعضها البعض بسبب الحدود، أو بسبب الاحتلال الغاشم الذى فرق بين الإنسان وأخيه الإنسان، الاحتلال الذى إذا دب برجله مكان خربها ودمرها، وما يحدث الآن فى ليبيا والعراق وسوريا دليلا على التخلف الأحمق، خصوصا بعدما ظهرت طائفة الشياطين الذين يدعون داعش، فهؤلاء ألبستهم حلة الإجرام المتناهى البشع، فهم لا يرحمون صغيرا ولا كبيرا، كما لو كان الشيطان ينتقم من ما كرمة الله، وقال فيهم، إن الشيطان لكما عدو مبين.
وما نراه الآن هو أهانه كبيرة، وصدمة شديدة لكل آدمى سواء لمسلم أو لمسيحى، لأن الله عز وجل لم يأمر بذلك، ولا هم يعرفون تعاليم الدين الصحيح، لآن الله تعالى كرم الإنسان فى البر والبحر، لعمارة الأرض وليس لفناءها، وأيضا ليس لتدمير الأخضر واليابس الذى على الأرض، والتى لا تزن عند الله جناح بعوضة.
فعلى كل إنسان أن يعلم تعليم دينه جيدا، فالخير يجلب الخير والشر يجلب الشر، فمن يعمل مثقال ذرة شرا يرى.
فالبطولة ليست بفناء البشر الذين لا ذنب لهم، لآنك لا تغير فى الكون شئ، وليس بالحرابه، لآن الله تعالى أغلظ عقوبة الحرابه ولآن فى النهاية لا يحاسب البشر إلا الله، ولا يرزقهم رزقا حسنا إلا الله.

أفيقوا أيها الغاصبين لحقوق الله، أفيقوا ولا تكن عقولكم مغيبة قبل أن تستيقظوا على غضب الله الذى سيأتيكم لا محالة عاجلا أو أجلا، أفيقوا وأدركوا بأس الله الذى لا يغفل ولا ينام.

مقال/ التحايل على الناس


التحايل على الناس

كلما أراد أحدا أن يتقلد منصبا بإنتخاب أهل دائرته، أو فى مؤسسة ما يكثر النفاق والكذب والكلام المزيف، للوصول لغرضه حتى ولو بالطرق الملتوية والغير شرعية، وهناك نماذج عديدة من هذا النوع، نراهم فى الذين يسعون لتقليد مركزا فى مجلس أو هيئة أو فى شئ كمجالس الإدارة وغيرها، لكى ينال هذا المقعد بالتزوير، حتى ولو كلفه أن يكون أرجواز يضحك على هذا ويوعد هذا ويشترى صوت هذا بالمال، أو بالكذب، بمعنى.
أعضاءنا الموقرين عند عملية الإنتخابات التى تجرى عند كل دورة لمجلس النواب، يقولون مالا يفعلون، وهذا صحيح لست وحدى أجن عليهم ولكن كل منا يرى ذلك فيهم، كالشعراء الذين ذكرهم الله فى سورة الشعراء، أنهم يقولون مالا يفعلون، وهذه الآية الكريمة تطبق عليهم بالحرف الواحد، فإذا جاءت الإنتخابات تجد الولائم والمؤتمرات والوعود الرنانة، حتى أنهم كادوا أن يجعلون الدائرة حى من أحياء باريس، وكل شئ يتبخر فى الهواء بعد ما يحصل على مقعده فى الجنة، أقصد مقعده فى البرلمان، ويصدقونه ذو النفوس الضعيفة التى تطبل من خلفهم للحصول على مبلغ من المال، وهذا بالفعل نراه فى كل دورة من الدورات السابقه، وبعدها كأن هذا العضو فص ملح وداب، لا تراه ولا تطأ اقدامه الدائرة التى كانت سببا فى نجاحه.
أما الذين يركبون على انجازات الآخرين والإنجازات التى تقوم بها الهيئات والمؤسسات الحكومية، هؤلاء هم المرتزقه ذو اليد القصيرة، والذى يتبين للجميع أنهم وراء هذا المشروع، فمثلا نرى أعضاء موقرين لم يسعدهم الحظ فى نيل كعكه من المجلس الموقر، يرتبون للدورة القادمة، نجد فيهم التفاهه والكذب للركب، هذه الخصلتان وحدهما لا توصله إلى المجلس، لأنه دائما ما يسطوا على انجازات الآخرين دون وجه حق، أو الذين يسعون فى الخير لوجه الله، ومن الممكن أن أذكر أمثله عديدة من هذا النوع، ولكن الله حليم ستار، نجدهم يلتقطون الصور والفديوهات على المشاريع التى تنفذ بالفعل، ومن الطبيعى ينشرها على صفحات التواصل الاجتماعى لينال التعليقات والاعجابات ولا أحد يعرف الحقيقة، وما أكثر الطبالين والمنافقين فى ذلك، والمنافقين الذين دائما ما يرددون أمين أمين.
يواعدون بما لا يفعلون، حتى يجدوا ظهور بوادر لإنجاز مشروع فى قرية من قرى الدائرة، سريعا يذهب إليها ويدعى أنه سببا فى هذا الإنجاز، رغم معاناة القرى لمشاريع شتى كثيرة، ولا أحد مجيب حتى من الذين أعتلوا مقعدا فى الجنة، أقصد البرلمان، وإذا ظهر شئ نُصبَ لهم، وما يحدث الآن فى زمن العجائب من هؤلاء الأعضاء الموقرين، خصوصا الذين يجهزون للدورة القادمة هو تحايل على الناس ومحاولة استعطافهم، حتى يكون لهم رصيدا عند الانتخابات القادمة، وإذا كان التحاليل بهذه الطريقة التى تجعلهم يسطون على انجاز الآخرين ومن خلفهم مجموعة من أوناس لا منفعة لهم إلا أنهم يعظمون من شأن،  ليسوا مدركين للحقيقة ولا يصلحوا لبناء مجتمع، ولا هو يصلح لهذا المنصب، فهذا والله فى رأى الذين يعقلون لا ينفع حتى (حارس على عشة فراخ)..
فالحكم لله، والله خير الحاكمين.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

  مصر ترفض مزاعم ترمب لقد كان تصريح ترامب رئيس أمريكان ليس فى محله، وهذا التصريح الذى أدلى به عن تهجير الفلسطنين من غزة إلى سيناء هو الأسو...