الخميس، 6 يناير 2022

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

كعب السوليا حديث الجماهير

أدى النادى الأهلى سينفونية عزف منفرد فى مباراة القمة أمام الزمالك فى الدورى العام، والذى فاز فيها بخماسية مقابل ثلاثة أهداف، على غريمة التقليدى، والذى بادله أيضا الهجمات بقوة ضاربة وإن كانت النتيجة تأتى متقاربة، إلا أن الأهلى فاجئه بهذه النتيجة الغير متوقعة.

واللافت للنظر فى هذه المباراة هو كعب السوليا، اللاعب المتميز الذى يؤدى ما عليه بدقة فى جميع مباريات الأهلى، وليس فى مباراة الزمالك وحدها، فهو معروف بأنه لاعب لا غنى عنه فى أى مباراة، وقد جاء كعب السوليا بطريقة عجيبة أنتبه لها الجمهور، وظل يهتف لها لأنها ترجمت إلى هدف محقق، ولأن السوليا قد أبدع فى هذا الكعب وكأنه يلعب بنج بونج بمضرب وليس بالقدم، وترجمها مخرج المباراة الذى أعادها مرات ومرات من زوايا مختلفة، حتى كانت حديث الجماهير.

وقد قدم الأهلى بحق مباراة للتاريخ، بهذه التشكيلة الرائعة، ومن ميزة الأهلى أنه يلعب جماعيا وليس فرديا كما فى الفرق الأخرى، فالكل فى النادى يخدم بعضه، حتى يخرج من المباراة بنتيجة إيجابية.

وكانت لاعبى الزمالك لم يتوقعوا بسير المباراة كهذه لأنهم أعتقدوا بأن الأهلى سيخسر مثلما خسر فى السوبر المصرى، لكن موسمانى جاء بتشكيلة لم يتوقعها الزمالك ولا حتى جماهيره، والأهلى الذى ما إن بدأت المباراة لم يتوانا عن التشجيع المتواصل طول المباراة، وهذا ما دفع لاعبى الأهلى على الإصرار فى الفوز.

قدم موسيمانى أوراق إعتماده فى هذه المباراة هذه المرة، وأثبت بأنه قادر على أن يقود دفة الأهلى إلى الصعود للقمة وحصوله على درع الدورى العام، كما إن الفريق سواء الأساسين أو الإحتياطين لم يخالفوا التعليمات على البساط الأخضر، وقدموا ما عندهم كما ينبغى.

تحية للأهلى وتحية للزمالك، فلولا الزمالك ما كانت المتعة، ولولا الأهلى ما كان هناك صراع فى الدورى، وأيضا الفرق الأخرى التى بدأت بصراع للوصول إلى القمة، فمجموعة الدورى العام ستشهد شد وجذب فى جميع مباراتها، وهذا ما نتمناه حتى لا يكون الصراع بين القطبين فقط.

وكما إننا سنشهد صراعا على طول الدورى العام، كما إن كعب السوليا سيظل علامة بارزة فى إحراز الأهداف بمهارة فائقة.

 

 

مثال بقلم / فوزى اسماعيل

 

منتخب هزيل وخطة فاشلة

منتخب مصر الذى ينافس على الصعود من أجل كأس العالم، هو منتخب هزيل للغاية، لأن نتائجه حتى ولو تغلب على منافسيه لا ترضى أحد، كما إن كروش المدرب العام الذى جاء بخصوص إرتقاء المنتخب المصرى لم يلعب بخطة مفهومة، ولكننا كمهتمين بالمنتخب لا نعترف بالخطة التى يلعب بها كيروش والتى تؤدى إلى الفوز فى كل مباريات التأهل لكاس العالم، رغم أنه سيقابل أقوى المنتخبات فى كأس ، وقبلها الدورة التى بها تونس الذى له باع كبير فى مقابلة المنتخب المصرى على مر السنين الماضية.

كما أن كيروش يختار بعضا من اللاعيبة التى رآها فقط فى الدورى العام، ولا نقول بأن الذين أختارهم هم جهابزة الكرة فى مصر، بل أنه يوجد من هم أمهر منهم وهم على المستوى العالى والفنى فى الملاعب، ولو ذكرت أحدا منهم لعرفهم الجمهور، ومن هم خبراء الكرة أهم أدرى منى بذلك فى هذا الشأن، كما إن خطة كيروش لا تعد من الخطط الناجحة، بل هى صدفة فى هز شباك الخصم، ولولا الصدفة ما كان المنتخب المصرى يخرج بنقطة من هذا المارثون، ونحن كجماهير نستمتع بما يدور فى المستديرة الخضراء، طوال التسعين دقيقة وقلوبنا ترجف خوفا من عار الهزيمة.

إذا سلم الله بمشيئة الله وصعدنا إلى كأس العالم، فلا بد من وقفة جادة مع من سيتولى تدريب المنتخب، إن كان كيروش أو غيره، ولا بد من غربلة اللاعبين غربلة جيدة لإختيار الأكفء مهما كان حتى ولو من نادى صغير، وإن كان كل الأندية الأن فى مصر أصبحت تحترم، ففيهم موهوبين لا حصر لهم ينافسون الأهلى والزمالك فى الدورى المصرى، ولا بد أيضا أن يستنقى لاعبى المنتخب كله حتى يليق بمكانة مصر، خصوصا لأنه سيلعب مع الكبار فى كأس العالم، حتى لا نتلقى هزائم بالجملة فى أول المباريات، وأيضا عليهم أن يتلقوا تدريبا من نار غير التدريب الذى يتلقونه فى مباريات الدورى.

وعلى المدرب كيروش أو غيره أن يسعى لإيجاد خطة تليق بالمنتخب لتجعله فريقا ينافس الكبار ويحقق نتائج مرضية على الأقل، وعليه أيضا أن يضم المحترفين دوليا، لأن كيروش كان يلعب أمام الأردن بدون الدولين، فلا بد من أستدعائهم حتى ولو أمام تونس فى كأس العرب، لأن منتخب تونس لا يستهان به، فمن الممكن أن يفجر مفاجأة مدوية ويهزم المنتخب المصرى، فلا تستبعد ذلك.

ندعو الله أن يوفق المنتخب المصرى فى مشواره الكروى الهام، وأن يكلل تعبهم ويصعد إلى كأس العالم 2022، فنحن ننتظر الفرحة الكبرى عندما نتأهل إلى حلم المونديال.

والله الموفق لما فيه الخير والصلاح.

 

الاثنين، 13 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

ردا على إبراهيم عيسى

ساقتنى الغيرة بأن أرد على الإعلامى إبراهيم عيسى، الذى صرح عبر وسائل الإعلام بأنه دخل صيدلية وجد بها الصيدلى يقرأ القرآن الكريم، بدلا من أن يطلع على معلومات صيدلانية تفيده، ولقد اشمئزيت من هذا الموضوع كثيرا كغيرى تماما، لأن إبراهيم عيسى إعلامى ويدرك الكلمة جيدا، لكنه بهذا التصريح جعلنى أغير وجهة نظرى فى شخصه، لأننى لم أفهم لماذا قال ذلك فى أمر لا ينبغى ألا يخوض فيه، فهو لا يعجبه بأن الصيدلى يقرأ القرآن الكريم وكان من الأحق بأن يقرأ معلومات تخص الدواء، حتى هاجمه كثيرا من المعلقين على الخبر فور نشره، ولقد أنساق إبراهيم عيسى إلى منطقة محظورة، لا يستطيع أحد مهما كان أن ينهى شخص عن قراءة القرآن الكريم فى أى مكان، وقد كان الصيدلى يقرأ القرآن فى وقت فراغه، أى عند توقف المرددين على الصيدلية لطلب الخدمة، فهو أراد أن يقرأ آيات من القرآن الكريم حتى يأتيه زبون لطلب الدواء، وهذا كان لا ينبغى على إبراهيم عيسى أن لا يقول ذلك، لأنه ليس من حقه أن يفرض عليه ولا على أحد أن يفعل ما يريد هو، بل الصيدلى له الحق فى اختيار ما يريده فى القراءة فى أى من المجالات، منها القرآن الكريم إن شاء.

حتى إن بعضا من الإعلاميين زملائه لا يرضيهم هذا، حتى بينوا له عن خطأه، ولم يفهم أحد إن كان قول إبراهيم عيسى كان يقصد أن ينبه الصيدلى على زيادته فى معلومات عن الدواء، أو أنه ينهيه عن قراءة القرآن الكريم أثناء عمله، وإذا كان مقصده بالفعل، فإن إبراهيم عيسى ليس له الحق فى ذلك، وإذا كان كذلك كان من الأحرى أن يتناقش هذا بينه وبين الصيدلى حتى يفهم مقصده، ولم يعلنها على الملأ هكذا، فهذا يدينه إدانة شديدة أمام الرأى العام، وهذا ما كان.

أننى أرى فى ذلك تصرفا معيبا من هذا الإعلامى الذى سمح لنفسه أن يقول ذلك، وكان من الأحرى أن يفكر قبل أن يقذف الصيدلى بهذه الكلمة، ولم أسميها فرقعة إعلامية، لأنها جاءت دون قصد من إبراهيم عيسى، وكان ينبغى أن يعتذر لأنه أساء فى حق الصيدلى أولا، ولكنه تجاوز حدود اللياقة بالحديث عن هذا الموقف عبر وسائل الإتصال الإجتماعى، والتى أحدثت هجوما عنيفا فى حقه.

يلزم ميثاق الشرف الإعلامى بأن يصدق الإعلامى القول أولا قبل أن يخوض فى قضية من الممكن أن تكون مثيرة للرأى العام، وكان من الممكن ألا تنتهى إلا بصدام عنيف سيكون مردوده مؤلما عليه.

  

الأحد، 12 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

أسطورة الشيخ مصطف إسماعيل.. باقية

سيظل الشيخ مصطفى إسماعيل أسطورة التلاوة فى مصر والعالم العربى والإسلامى متربعا على عرش التلاوة، وسيظل صوته خالدا يشدوا فى سماء التلاوة، فرغم مرور أعوام كثيرة على وفاته إلا أن مستمعيه مازالوا حتى الآن يتابعون تسجيلاته النادرة، ولقد كان القارئ المحب لكل من سمعه علامة بارزة فى مصر والعالم الإسلامى، لأنه صاحب حنجرة ذهبية فاق بها كل التخيلات، ولأنها موهبة من الله منذ نشأته، فقد ولد فى السابع عشر من يونيو عام 1905، وتربى بين أحضان عائلته التى أبعدته عن فلاحة الأرض ليتفرغ لحفظ القرآن الكريم فى القرية، وقد حفظ القرآن الكريم كاملا وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره، مما دفعه جده المرسى إسماعيل رحمه الله بأن يداوم على الحفظ، فذهب إلى أكثر من كتاب فى القرية والتى كانت تشتهر بالكتاتيب، وراجعه له الشيخ أدريس فاخر الذى كان حينئذ مفتشا للكتاتيب فى القرية، وأجاد الشيخ مصطفى القراءة وحفظ القرآن الكريم، وكانت الفرحة عارمة للأسرة، وكانت الصدفة قد قادته إلى أول تعارف عليه فى عالم القراءة، حيث كان جده فى زيارة لأحد أقاربه فى طنطا، وكان الشيخ مصطفى مع جده وقتها، حتى ذهبا إلى مسجد عُطيفة ليصلوا صلاة العصر، هذا المسجد كائن فى ميدان الساعة حتى الأن، ثم أذن الشيخ مصطفى للصلاة والذى جاء صوته يفوق ما تصوره الحاضرون، وبعد أن قضيت الصلاة طلب منه الحاضرون أن يتلو القرآن، وجاءت التلاوة مبهرة، حتى دنا إلى جده شيخ من علماء الأزهر أنذاك، نصحه بأن يكمل مصطفى تعليمة فى المعهد الأحمدى بطنطا، وبالفعل إلتحق بالمعهد الأحمدى، وصار أيضا قارئا للسور فى المسجد البدوى، ثم سافر إلى القاهرة، وكان القدر يسوقه إلى عالم الشهرة، فإذا به كان يفصل ملابسه عند ترزى عربى فى خان الخليلى، وبعدها كان يسير فى شارع خان الخليلى إذ رأى يافطة مكتوب عليها أسم رابطة القراء، فدخلها وسأل عليها ثم أستقبله الشيخ محمد الصيفى وطلب منه الشيخ مصطفى الإنضمام إلى الرابطة، فرحب به الشيخ الصيفى، وسمع بعضا من تلاوته لكى يعرف أنه قارئ فى مديرية الغربية، وبعد ماتعرف عليه رحب به عضوا فى الرابطة.

ثم طلب منه الشيخ الصيفى أن يحيى ليلة الإحتفال بالمولد النبوى الشريف بدلا من الشيخ الشعشاعى الذى مرض، وكانت التلاوة تذاع عبر أثير الإذاعة المصرية، وسمعها الملك فاروق الذى أسرع فى طلبه.

كان من قبل أن تنقل الإذاعة صوته، دُعىّ الشيخ مصطفى إلى عزاء أحد أعيان طنطا من خلال الشيخ القصبى، وهذه الليلة كان الشيخ محمد رفعت يقرأ فيها، فلما ذهب الشيخ رفعت للإستراحة، صعد الشيخ مصطفى على الدكة ليقرأ، حتى نهره أحد الحاضرين، قال له الشيخ القصبى بأنه مدعو للتلاوة، وقد أعجب به الشيخ رفعت فى هذه الليلة وأثن عليه وشجعه على مواصلة التلاوة.

أما الملك فاروق فقد طلب منه أن يكون قارئا للقصر الملكى، وأن يحيي حفلات رمضان التى كانت تقام فى قصر رأس التين بالأسكندرية طوال شهر رمضان المبارك، وبعد أن ذهبت الملكية وجات الجمهورية، لم يتركه الرئيس جمال عبد الناصر فقد أحى الشيخ مصطفى جميع حفلاته، وكرمه الرئيس جمال عبد الناصر فى عيد العلم ومنحه وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى مع كوكبة من العلماء، وأيضا الرئيس السادات الذى أصطحبه معه فى زيارته للقدس وقرأ فيها الشيخ مصطفى قرأته المشهورة، وقد منحه الرئيس السادات وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى، كما كان صديق شخصى للرئيس السادات، كما كرمة أيضا الرئيس حسنى مبارك بعد وفاته، وقد زار الشيخ مصطفى إسماعيل الدول العربية والإسلامية ونال منها جوائز، وكان صوته يعلو فى الأفق، ولقد كانت حياته حافلة بالتشريفات فى مصر والدول العربية التى أحسنت أستقباله أينما ذهب، ولقد جاء بمدرسة أتبعها كثيرا من محبيه وصاروا على نهجه، حتى أنها باقية حتى يومنا هذا، كما قال عنه الكثير من المحللين بأنه يصور القرآن تصويرا فيجعلك فى أعلى علين فى آية الجنة، ويجعلك أسفل السافلين فى آية النار، وما زالوا مستمعيه يتجرعون من كأس التلاوة البارعة التى وهبها الله له، حتى وإن شربوا من تلاوته كماء البحر لا تشبع ساقيها.

رحم الله القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل فى ذكراه الذى وافته المنية فى عصر يوم السادس والعشرون من ديسمبر عام ألف وتسعمائة وثمانى وسبعون من الميلاد، ودفن فى منزله بميت غزال.

 

 

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل


الناس والأتوبيس

حلم المواطنين فى أن يسافروا إلى أعمالهم بالأتوبيس، وليكن ما يكون بديلا للمكروباص، الذى كاد أن يستغلوا الموقف الصعب فى ساعة الزروة، بأن يفرضوا رأيهم على الراكب، وهذا ما يرفضه الكثيرون من المواطنين فى مختلف المواقف، خصوصا الخطوط الطويلة، وقد كان المكروباص يستفز الراكب ويستنزف أمواله، لأن سائقه كادوا أن يكونوا طماعين، فمنهم أن يأخذ الطريق على ثلاث مراحل، من وإلى ومن وإلى ثلاث مرات ثم يضطر الراكب إلى إستقلال المكروباص مرتان أو ثلاثة حتى يصل إلى عمله، وقد كانوا فى صراع إلى جمع المال الحرام، لأن ذلك يعد انتهازا للفرص.

والأتوبيس الأن هو الحل الوحيد فى حل هذه المعضلة، لأنه يقطع الطريق مرة واحدة وبأجرة واحدة، ليس مستغلا كالمكروباص الداخلى الذى أنعدم فيه الضمير والإنسانية، وبذلك يستقله المواطن وهو مطمئن ذاهبا إلى عمله.

وكل ذلك على مرآى ومسمع من رجال المرور ولم يتخذوا ضدهم شئ، بل تاركينهم يفعلون ما يريدون.

لذا فإن الحل الوحيد هو نزول الأتوبيسات وبكثرة وانتظامة فى العمل، مما يريح المواطن كثيرا، وليست معضلة من مسئولى المحافظة أو من النقال العام، عندما يخصص مجموعة أتوبيسات لجميع الخطوط المكتظة بالركاب، حتى تنفك هذه الأزمة، الأزمة التى تتفاقم يوم عن يوم تحديدا عندما تبدأ المدارس والجامعات.

وكادت سيطرة المكروباص تهيمن على هذه الخطوط، ولا ينبغى أن تكون كذلك، تكون الخدمة فيها سيئة للغاية، ولأن عدد الطلبة كبير على الخطوط المتجهة للجامعات ومحطات القطارات، فكل منهم يريد السفر إلى جامعته التى تكون خارج المحافظة، وأيضا الموظفين عموما كل منهم يريد اللحاق بمكان عمله.

هذا المطلب ليس مطلبى أنا فقط، بل كل فيئات الموظفين والطلبة، لأن طريقة تشغيل المكروباص بهذه الطريقة لا تسر عدو ولا حبيب، فهى طريقة سيئة لا بد وأن تقلع عنها لكى يتم تشغيل الخدمة بشفافية وعدم أستغلال الناس، لأن من يستغل أحد أو يستغل ظروف فهو فى النار خالدا مخلد.

وهذا ما يتمناه الجميع.. ولكم الرأى.

 

 

الخميس، 9 ديسمبر 2021

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

قرار هانى شاكر حكيم

فى الوقت الذى كنا نشمئز من تلك الأصوات، خرج علينا نقيب الموسيقين الفنان والمطرب هانى شاكر بقراره الحكيم الذى جاء فى وقته، وذلك لمنع هؤلاء الذين ذكروا أسمائهم من تصاريح الغناء، والذين يسمون بمطرب المهرجانات، هؤلاء أصحاب الحناجر الفذه فى الغناء الشعبى، فقد جاءوا بتقاليع لم تمت بصحة للغناء العربى المعروف، والمصرح به للتداول فى جمهورية مصر العربية لدى المستمعين المحبين للغناء بوجه عام، وبأصواتهم الصاخبة التى لا نفهم منها شيئا إلا الرقص على الموسيقة والتى تشبه الطرومبيطة فى المارشات العسكرية، وبكلمات مبتذلة لا معنى لها.

ولقد أشاد الكثير ممن لا يعجبهم هذا الصخب الغنائى المبتذل بقرار هانى شاكر، كما أعجب فئة أخرى، هذه الفئة التى تنحاز لهذه الشاكلة، فهم يسيرون على خطى الغناء التشعبى، وليس الشعبى المعروف لدى العامة، بمعنى أنه يأتى من كل وادى بأغنية، وتلحين عشوائى أيضا لا معنى له، فكل إنسان يهويه هذه الطريقة، ويقال على نفسه أنه مطرب وملحن.

من الأخر كل من هب ودب يمتهن مهنة الغناء، وهم أسوء حناجر عرفتها البشرية، فلا ينبغى أن يكونوا فى مثل هذا الصرح العريق، وهو مجال الغناء العربى، وقد كانوا هؤلاء لا ينظرون إلى الكلمة ولا للتلحين فحسب، بل ينظرون للهيصة التى يحدثونها والأموال التى يتلقونها بعد أن يؤدوا الوصلة التى تبهر الحاضرين بالصرخات التى تضوى على المسرح.

مفهوم الغناء عندهم خطأ فادح، وهؤلاء لا يجيدون الغناء بمعناه الدارج، لكنهم يجتهدون فيه حتى يحولوا القاعة إلى مهرجان يتجاوبون معه فى الرقص والتصفيق والتمايل، ويزيدون من رواد الملاهى العاشقين لهذا الغناء العشوائى.

إن قرار هانى شاكر جاء فى وقته، وإن كانت هناك فئة غاضبة من هذا القرار، فلا يهم، لأن هذا الغناء من الدنس، ونحن كمتلقين لا نحب إلا ما يطربنا، ولا يصح إلا الصحيح، وبذلك فقد فعلت ما ينبغى عمله من سنوات، فأنا وغيرى من محبى الغناء، أو غير محبى الغناء لا نرضى بهؤلاء الدخلاء على الغناء، والله الموفق.

  واجبنا اليوم : نحن اليوم لابد وأن نجتمع على يد واحده، وأن نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق.. على الدين، لمحاربة الفاسدين من أعداء الدين. ...