مولد الهدى نور وضياء
اليوم هو
مولد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلينا جميعا أن نحتفى به بنبذ العنف وأن
نتذكر قول الله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. فقد جاء الدين
الأسلامى للترابط، ترابط البشر ببعضهم البعض، ترابط الأسر الطيبة بالحب والوفاء
والعمل الخالص لوجه الله، علينا جميعا أن نعى خطورة ابتعادنا عن الله سبحانه
وتعالى، وأن نحذوا حذو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى كل معاملاته وكل
معاملاتنا مع الأهل والأقارب، مع المسلم والمسيحى، فإنه لا فرق بين أبيض ولا أسود
إلا بالتقوى والعمل الصالح.
هذا اليوم
الذى يهل علينا كل عام فى شهر ربيع الأول هو بمثابة نور يشع علينا بنفحاته لنتذكر
بما كان يآسيه صلى الله عليه وسلم يوم أن أظهر الدعوة من مشركى مكة، حتى أنه كان
صلى الله عليه وسلم يعاملهم معاملة حسنه رغم أذيتهم له، فإن الله تعالى قال له أدع
إلى سبيل ربك بالموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن، حتى نصره الله بالهجرة إلى
المدينة وعاد إلى مكة بعد ذلك فاتحا لها.
ومولد رسول
الهدى صلى الله عليه وسلم يذكرنا بكثير من النفحات الربانية والنورانية تجاه
المسلم لأخيه المسلم، فعليه أن يتسامح مع أخيه المسلم وأن يتركا الشحناء، فالدين
الأسلامى دين التسامح والعطف على الآخرين، وأن لا يجعل للشطان مدخلا فى حياته مع
أسرته ولا مع أهله وخلانه.
وفى المولد
النبوى الشريف يتبع المسلمون عادة ما كان ينبغى لأحد أن يتبعها، وهى أكل الحلوى، ولكن
ليس هذا حراما أو محرما على أحد، فهى عادة قد تكون حسنة، وكنت أفضل أن يساعد بها
أو بجزء منها الأيتام والجمعيات الأهلية التى تقوم بإواء المرضى والعاقين.
فأنا لست
مشرعا أو أقول هذا يصلح وهذا لا يصلح، لكن علينا جميعا ألا نخوض فى الأنفاق
والأسراف على هذا، فقطعة حلوى تكفى فى ظل الغلاء الفاحش الذى يصيب السلع بالبوار،
ولست ضد شراء الحلوى ولكن عليك بالتقنين.
أما الأحتفالات
التى تقام لإحياء هذه الليلة المحمدية المباركة، علينا جميعا أولا بقراءة القرآن
الكريم وتدبره، وأن نجد حلولا للأزمات التى تتوالى علينا وعلى مجتمعنا كمثل ما حدث
فى قرية الروضة بأن نصبر على البلاء، وأن نصبر فى السراء والضراء، بالتكاتف جميعا
بعضنا البعض، ونسعى للخير دائما حتى ينموا مجتمعا بالفضيلة، وأن نركز تركيزا قويا على
اعطاء جرعة تثقيفية ودينية لأطفالنا الصغار الذين لا يعرفون معنى المحبة والمودة
للآخرين، وأن نذكرهم بقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، بذكر قليل من سيرته النبوية
المطهرة، لكى يأخذوا منها العظى، وأن ينهجوا نهجه بدلا من اشغالهم طول الوقت
بتفاهات النت والمحمول.
هذا دورنا
تجاه أبنائنا حتى يتأسوا بمعلم الأمة صلى الله عليه وسلم.
كل عام
والأمة الأسلامية بخير ويمن وبركات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق