أين الضمير والأخلاق؟!
أنعدم الضمير والأخلاق بين سائقى الميكروباص، فلم نجد الروح التى كنا نعهدها منذ سنوات بعيده، بل أفتقدناها وولت بلا رجعه، حتى كادت أن تتفشى بينهم الجهالة، ولا نجد الإحترام المتبادل بين السائق والراكــب، فالسائق أو ســــائقى الميكروباص على وجه الخصوص يريدون أن يأخــذوا ما فى جيب الراكــب بأى طريقة من الطرق، لا يعرفون الحلال من الحرام، السائق يحدد الأجرة قبل أن ينطلـــق بالسيارة، وبالبلــدى كما يقولون : اللى عجبه .. هذه الطريقة الملتوية هى إستغلال غير منطقى، إستغــلال السائقين غلب إستغلال بائعى أسطوانات الغاز، كلاهما وجهان لعملة واحده، كلاهما يتفننون فى أزهاق الناس لإحتياجاتهم لها، فيوافقــــون على مضضن وهنــــاك فئــات أخرى شرذمة ليس بقليلون بل كثيرون ليس لهــــم عدد، من يقومون بتحصيل الأجرة مرتان، فلمــا كانت الأجرة لجميع محطات الخط نصف جنيه، أصبحــــت جنيه واحد وليس فقط فقد قسموا الطريق إلى مواصلتين بمعنى يحصل الأجرة مرتان فبـــدلا من جنيه صاروا 2 جنيه، وعند المحطة التى يختارها السائق يقف ليجمع الأجـــرة لمــرة ثانية،إستغلال مشين غير نافع بل ضار،يضر صاحبه لأنه أستغل بالناس فى الأزمات ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذالك.
لا يبالى أن مايجمعة من حرام كأنه أطعم أولاده حرام،المهم عنده أخر النهـار،حصيلة اليوم ، كذلك القائمين على الكارتة التى تأخذ الأتاوات من السائقين ذهابا وأيابا.
والسؤال الذى أطرحه، هل يعرفون أن ما يحصلونه هو حرام أيضا.. الإجابة معروفه لكنهم يتجاهلونها، حرام بلا شك ، فهو يطعم أولاده وأسرته من سحـــت ،لأنه ليس له الحق فى هذا المال فهو أتاوة لا تفعلها إلا البلطجية.
وقد تفاقمت مشكلة عدم الضمير والأخلاق ، فقد ســادت الأفران والمخابز ومحطات البنزين وبعض المصالح الحكومية، الغش والخداع ، حيث لا يقومون بأداء واجبهــــم كما هـــو مطلوب، فبعض الموظفين يذهبــــون للمصلحة أو الشركة ســـاعة واحـــده فقط ، لكى يوقــع فى كــــــشوف الحضور والإنصراف فــــقط ، وبعد ذلك يذهب إلى الشارع أو إلى بيته، ومنهــم أيضا من يذهب إلى عمله الإضافى الذى يمارسه أثنــــاء ساعات عمل وظيفتة الأساسية ، وأيضا يوجــــد نمط أكبر وأخطر ، وهو لا يذهــــب الموظف إلى عمله إلا تحصيل مرتبه فقط ، كأنما يذهب للتنزه.
لقــــد عنينا كثيرا من تفشى هذه الظاهرة، ظاهرة عــــدم الضمير والأخلاق، وسنظل نعانى منها لفترة يعلم الله بها.
فكيف نعــود إلى الزمن الجميل، الزمن الذى كنا نحترم فيه عملنــــا ونحترم فيه كلمة رئيسنا ، نحترم من يقــــول كلمة حــــق، ولا نعارضه أو نتريـــق عليه، ولا نخلــــق له مشاجـــرة تودى بحياة إنســان برئ لا ذنب له، غير أننا نجــــد اليوم من بعــــض الطامعين والمستغلين الذين يريدون أن يستحـــوذوا على كل شـئ بالنفـــــاق وعــــدم المسئولية، حتى ولو أدى ذلك إلى مواجهة أخيه الإنسان بالســلاح الأبيض أو يصوب إليه طلق نارى، المهم أن يحقق غرضه فقط مهما كانت الأسباب والعواقب.
فى بعض الأحيان أخـــــاف أن أتطرق بحديث مع شخص آخـر لأننى رأيت بأٌم عينى حالات مثل هذا كثيرا خلفت من ورائهـــا معارك ومشاجـــــرات وألفاظ جارحه، ولا يستطيع أحد من الحاضرين أن يوقف تلك المشاحنات من الجانبين حتى لا يصــــاب بأذى، وكما يقولون فى المثل : ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه.
رأيت بعض الناس يمرون على المشاجرات مرور الكرام إعمالا بهــذا المثل، ورأيت آخرين يشاهــــدون مسرح المعارك من النوافذ وشرفات المنازل، لا يستطيعــــون أن ينزلوا ويفضلون المشاهــدة عن بُعد حتى لا يتشابكوا معهم، ضاعت الشهامة والنخوة وسط ضياع الضمير والأخـــلاق من قلــــوب البشر التى ملئتهم غلظة وفظاظة ،نحن كبشر كلمــــا أزداد أعدادنا زاد مشاكلنــا، وكلما زادت مشاكلنا قل الضمير والإحترام المتبادل، وسنعيش تحــــت ظل الأزمة التى تلازمنا ، ألا وهى التنافر حتى تثقل على عاتقنا ونبرك جميعا ولا نستطيع النهوض منها إلا بمعجزة.
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق