السبت، 20 يونيو 2020

قصة أطفال

حكاية الغولة مع اهل القرية
 
تأليف
فوزى يوسف اسماعيل 
كانت القرية جميلة ومنسقة فى شوارعها ومبانيها وأهلها طيبون ، عرفوا بحبهم للكبير والصغير ، أتقياء يحبون أداة فرائض العبادة على وقتها فى المساجد المنتشرة فى أرجاء القرية ، يعانون بعضهم فى السراء والضراء حتى وصلوا الى هذة الحالة .
وكل من فيها من شيوخ ورجال ونساء يحبون مساعدة الأخرين ، حتى الغريب عنهم يمدوا الية يد المساعدة ، وظلوا على على هذا منذ نشأة القرية حتى صارت قرية نموذجية بين القرى والبلدان المجاورة لها .
يصدون الظالم عنها بالتكاتف مع بعضهم البعض ، حتى تكون القرية آمنه وفى يوم من الايام ، ظهرت الغوله فيها ، وكانت الغوله ضخمه سوداء اللون مخيفة ، ترهب الناس بمطاردتهم .
فخافت الناس عند سماعها هذا الخبر الذى فزع منه الكبير والصغير ، وقد خاف الجميع على اولادهم ، لأنهم يعلمون أن الغولة تهدد البشر وتأكلهم وحدث ذعر بين الناس قبل ان تظهر بينهم ويروها بأعينهم ، ولكن كان هذا أحد صيحات الأولاد الذين اتوا من عند ملعبهم يرددون :
-         الغولة ظهرت فى البلد ...
-         الغولة ظهرت فى البلد ..
وهم يجوبون شوارع وحارات القرية لتنبيه أهلها من الخطر القادم اليها ..
وكان كل رجل وامراءة يأخذون اولادهم وحبسونهم فى منازلهم خوفا منها
وقد أجتمع كبار وشيوخ اهل القرية فيما بينهم للترأى فى مواجهة الغوله وابعادوها عنهم ، أو محاولة قتلها ، ثم أسفر هذا الاجتماع على التكاتف مع بعضهم فى واجهاتها مهما تكن النتيجه
وبعد ساعات قليلة ظهرت الغوله فى القرية بشحمها ولحمها وبشكلها المخيف المرعب ، وصارت وسط شوارع القرية تنظر بعيونها الحمراء هنا وهناك ، حتى كادت الناس فى القرية يخافون مذعوين منها ، فيجرون ويختبئون فى أى مكان يصادفهم حتى لا تراهم وتأكلهم
وقد وجدت الغوله نفسها وحيدة فى القرية ، ولم تجد أحداًمن المارة، فعرفت أنها الاقوى ، لآنها جعلتهم يختبئون ، وفرحت فى نفسها ولم تصدق
اشتد عليها الجوع والعطش ، لانها لم تأكل ولا تشرب منذ الصباح الباكر وأرادت ان تأكل من تلك القرية ، ولكنها لم ترى أحدا حتى تأكله
وقفت الغولة تحدث نفسها حتى تجد حلا لهذا الجوع الذى يداهمها
فقالت لنفسها :
-         سوف أختبأ فى أى مكان بعيدا عن أنظار اهل القرية ، وعند غروب الشمس وبعد أن تطمئن الناس ، ويعتقد الجميع أنى خرجت من قريتهم أخرج وأنقض على أحدهم
هداها هذا التفكير الذى سيخدع الجميع منهم ، وذهبت الى دار قديمه ليس بها سكن ، وجلست بجوار أحد جدرانها ، ومرت دقائق ثم ساعات ، ومن شدة ألم الجوع غلبها النوم فنامت وارتكنت بجسدها الضخم على الجدار ، ولم تشعر بما يدور من حولها
وبعد أن اطمئنت اهل القرية بعدم وجود الغوله ، تجمعوا جميعا مرة ثانية ليجدوا حلا للخلاص منها نهائيا ، فاجتمع كبار القرية ليدلى كل منهم بفكرة أو رأى صائب حتى ينجحوا فى التصدى لها إذا ظهرت مرة ثانية ، ولكى يعيشوا فى سلام وأمان كما كانوا .
مرت ساعات وهم فى هذا الإجتماع الطارىء ، وأدلى كل منهم بفكرة ولكن اتفق الجميع على أن يتركوا القرية بأكملها ويخرجون منها الى الصحراء الشاسعه ، فلا تجد الغوله أى انسان لتأكلة ثم تموت من الجوع .
كان هذا الرأى صائباً ، وقد اتفق الجميع على تنفيذة ، وقام كل منهم بجمع أمتعتهم من مأكل ومشرب ، وكذلك أقمشة من الخيش السميك ليصنعون منها الخيام لتقيهم شدة الحر وقرص برد الليل ، وحمل اهل القرية ما يطيق حمله ، ليعينهم على المعيشه فى الخيام فى الصحراء عدة أيام ربما قد تطول حتى تخرج الغوله .
ووصلوا جميعا الى الصحراء التى كانت تبعد عن القرية بعدة أميال ، وتمركزوا فيها ، وقام الجميع بصنع خيامهم ، واعداد الأماكن التى تأويهم من البرد القارص فى الليل .
وكانت الغوله ما زالت نائمة فى نوم عميق ، ثم نزل البرد والصقيع على القرية الخاوية من أهلها ، فستيظت من نومها وأحست بالجوع بمزق بطنها والعطش يشقق جفوها فلم تقدر على الوقوف ، والظلام قد حل على القرية فجعلها دامه ، ولم ترى الغوله أمامها من شدة الجوع وكثرة النوم ، وقفت ولم تعرف أين تسير يمينا أو شمالا فقالت لنفسها :
-         سأنزل القرية الآن وأكل منها حتى أشبع جوعى ، فأهلها الان مطمئنون أنى قد خرجت منا للأبد ، ودون أن يشعروا سأنقض عليهم وهم فى غفله .
صدقت الغوله ما حدثها غرورها ، وصارت ى اتجاه قلب القرية ، حتى تجد أحداً من اهلها ، أو تجد انسانا صغيرا أو كبيراً ، ولكنها لم تجد أحداً من أهل القرية نهائيا ، وحدث القرية خاوية من أهلها ، وهى ما زالت وحيدة لا أحد يمر فى أى من شوارعها أو حارتها ، وكذلك بيوتهم خاوبة من سكانها .
اندهشت الغوله مما تراه ولم تصدق نفسها ، ثم صارت فى اتجاه أخر على امل ان تجدأحد ولكنها لم تعثر على أحد منهم ، زاد إندهاشها أكثر وأكثر ، ثم اقتربت من منازلهم بعد أن اعتقدت انهم يكونون مختبئون فيها ، فلم تجد أحدا ايضا واستمرت على هذا الحال حتى يأست من متاعب البحث ، وظلت هكذا طول الليل حتى أشرقت الشمس وطلع النهار ، فمزق الجوع بطنها ، وقلت من حركتها ثم عجزت عن السير ، جلست على حجز ضخم ، وكان الحجر تلمس أمامه امراءه عجوزه بمفردها وأنها الغوله ففرحت فى نفسها لأنها وجدت طعامها ، ولكنها قبل أن تأكل اقتربت منها لتسألها عن سر عدم خوفها منها وهى الغوله التى يخاف منها البشر ، كماحدث لأهل القرية
ردت المرأة العجوز عليها بثبات وعدم خوف منها ، لانها لو أظهرت خوفها فتنقض عليها الغوله وتأكلها ..
قالت لها :
-         أنا لا أخاف منك .
تعجب الغوله من كلام العجوز ، وقالت لنفسها :
-         ما السر الذى يجعل هذة المرأة على هذا الثبات ، لا بد وأن معها شيئا خطيرا يجعلها بهذا الشكل .
قالت الغوله مسفسره :
-         وأى شىء يجعلك لا تخافين منى ... وأنا فى استطاعتى ان أكلك الأن .
قالت العجوز :
-         لآن معى شيئا لو عارفتيه لتموتى فى الحال .
أمسك الذعر قلب الغوله على الفور ، وخافت على حياتها ... وقبل أن تفصح المراة العجوز على ما معها ، ايقنت الغولة ان هذا الشىء خطيرا كما اعتقدت ، وتراجعت على عدم معرفته ، لأنها لا تريد لنفسها الهلاك .
كانت هذة خدعه من المرأة العجوز حتى تبعدها عنها ، وكانت الخدعه ناجحة ، فقد رأت التوتر على وجه الغوله ، فتردات المرأة من تأكيدها مرات ومرات .
وكانت الغوله بين أمرين ، إما أن تعرف هذا الشىء وتهلك ، وإما ان تتركها حفاظا على حياتها .
ترتها الغوله وابتعدت عنها ، لكنها تنظر بعينها الحمراويين بغضب شديد ، لأنها كانت تريدها طعاما شهيا لها لتخفف من جوعها .
قامت المراة العجوز بعد ان اطمئنت أن الغوله قد اختبئت عن أنظارها ، ثم ذهبت الى أهل القرية فى خيامهم التى فى الصحراء وحكت لهم عما فعلته مع الغولة .
وكانأهل القرية قد انتابهم الدهشة والذهول لأن هذة المراة العجوز استطاعت ان تخدع الغوله القوية بهذة الطريقه ، واتفق الجميع ان يبتعوا طريقه هذة المرأة ،وكانوا قبل ان تصل اليهم المرأة العجوز ، قد اتفقوا على حفر خندق عميق فى وسط الطريق الذى اتت منه الغوله
وعرشونه بأفرع الاشجارحتى تسقط فيه دون ان تشعر .
ثم لأنهم اتحدوا على ذلك وقاموا بالفعل فى حفرة ليلا وفى صباح اليوم التالى ، ظهر رجل من اهل القرية وقبل الغوله ، ففرحت به لأنها وجدت طعامها ، ولكن الرجل قال مثل ما قالت المراة العجوز :
-         أنا معى شيئا اذا إطلعتى علية سيكون فية هلاكك الأن .. وصدقت الغوله كلام الرجل ، لانه مثل كلام المراة العجوز ، وتشتت عقلها فى التفكير عن سر هذا الشىء الذى يكون فية هلاكها اذا عرفته .
-         ما هو هذا الشىء  ؟!
-         هل هو خطير للغاية ؟  يستخدموه سلاح ضدى !!
-         لابد وأن أبحث عن رجل أخر ، لا يعرف هذا الشىء وبعد لحظات ظهر رجل أخر ، ثم اقتربت منه ، فقال مثل ما قال الرجل الذى قبله ، وتوالت نزول الرجال والنساء والأطفال الى القرية ، وبينما كانت تقابل أحد منهم يقول لها ، معى شيئا إذا عرفتية سيكون فيه هلاكك .
حتى انها  استيأست الغوله ، وشعرت فى نفسها الخوف والذعر ، بعد ما وجدت أهل القرية جميعا لا يخافوها كما كان سابقا  .
وبدأت تحدث نفسها عن سر تلك الحاجة الخطيرة التى يملكونها كل أهل القرية ، حتى بدت متعبة من التفكير والجوع معا ، فسارت فى الطريق الذى أتت منه أول مرة ، وهى لا تشعر ولا تبالى سقطت فى الحفرة العميقة التى حفرها لها أهل القرية ، وكانوا متربصين بها ، فعند وقوعها هجموا جميعا يداً واحدا على الحفرة بمعاولهم يردمونها بالطمى قبل ان تخرج .
وبذلك قد تخلصوا من الغوله نهائيا التى كانت تهدد أمن القرية بخدعه الأم العجوزة

قصة أطفال ..العصفور الأخضر.. تأليف فوزي يوسف إسماعيل



قصة أطفال 
العصفور الأخضر
تأليف
فوزي يوسف إسماعيل
كانت هناك حديق مملوءة بالزهور والورود التى تجعل لها رونقا براقا .. كانت هذة الحديقه صاحبتها طفله صغيرة تدعى بسمة فى عمر الزهور فى السادسة من عمرها فكانت تحبها حبا شديدا .. تفرح لجمالها الذى يزداد ازدهارا كل يوم ، فهى كل صباح تسقى أزهارها بالماء وتلهو بين الشجيرات الخضراء وأحواض الورود .. لا تحب اللعب مع أقرانها لكنها تعشق عالمها فى الاطلاع والقراءة .. فتجد فيها متعتها ,لأنها تعلم أن المعرفه هى غذاء للروح .. ولم تترك شيء الا وان تبحث عن وظيفتها ..فتجد الجديد دائما حتى يلهبها متعه البحث اكثر وأكثر ..
وكان منزلها يقع بجانب احدى المكتبات الكبيرة , فتذهب اليها لاقتناء بعض الكتب المختلفه , تأخذها على سبيل الاستعاره .. وتذهب بهم الى منزلها لتتصفح بغض أوراقها .. فتقرأ الحكايات والقصص .. وعندما يحل المساء تجلس فى غرفتها لتستغرق بغص الوقت تصفح كل كتاب , وبعد أن انتهى من قراءته تكون قد خرجت منه بمعلومه مفيده , تدونها فى أوراق عندها لكى لاتنسى , وترجع اليها وقتما شاءت .. حتى صنعت لنفسها سجلا للمعلومات فى شتى المجالات المختلفة..
ومرت الأيام وهى ما زالت تقرأ وتبحث عن الموضوعات المهمة , وتهتم بما يناسب سنها من معلومات ونوادر , وكذلك قصص الاطفال التى تفتح العقل وتهذب النفس ..
وفى ذات يوم كانت بسمه جالسه فى غرفتها بجوار النافذه المفتوحه , وكان بجوار النافذه شجرة ضخمة كثيفة الاوراق والاغصان , تتدلى بأوراقها على النافذة , وكان ذلك الوقت فى فصل الربيع حيث النسمات الخفيفه التى تهب على المكان فتهز اوراق الاشجار كأنما تداعبها .. فدخل النسمات الخفيفة الغرفه من النافذه على بسمه فجعلتها فى فرح وسرور , وظلت منهمكة فى القراءة بعض الوقتنفضت هذا الوقت فى قراءة متوصله شعرت بخمول فى جسدها غفت جفونها النوم , فأرتكنت على مخدعها .. مستسلمه لنوم عميق ..
ولم تشعر بسمه بالنافذة المفتوحه لانها استسلمت للنوم , كأنها كانت تعمل عمل شاق أدى بها الى  هذة الحالة .
وقف عصفور صغير على أغصان الشجرة المتدليه بجانب النافذه , ثم انتفل ووقف على حافه النافذة وظل العصفور يصدر اصواتاً مما استيقظت بسمه على الفور , واقتربت منه بلطف ومدت يدها الى ريشه الاخضر تمسح عليه فتحس بنعومته , اطمئن العصفور لها ولم يخاف فرقد على بطنةحتى يداها , فقد وجد الأمان منها.
سألته بسمه قائلة : صغيرى من اين جئت ..؟!
ولماذ تقف هكذا فى تلك الوقت ..؟!
فرد العصفور : اعتدت كل يوم أن آتى الى تلك الشجره لأنعم بخضرها وصفائها الخلاب وصادفنى مرات ومرات انك كثيرة الاطلاع والمعرفه تقضين معظم أوقاتك فى هذة الكتب التى تملأ أرفف مكتبتك , واليوم جئت وأنت نائمه , فوقفت على هذه النافذة وأصدرت صوتاً لكى تستيقظ وتواصلى قراءتك فأنعم أنا بنعمه المشاهدة ..
قالت بسمه وهى تبتسم : كل يوم وانا لا ارك , لماذا كنت لا تظهر..؟!
قال العصفور : لأننى كنت خائفاً , وظللت خلف الأغصان , ولكن اليوم بعد ما اطمأننت اليك , سيكون وقوفى على النافذة دائما ..
قالت بسمة : وأنا لم أغلق النافذة بعد اليوم , أنت تأتى اليها وانت على يقين أنى بدخل الغرفه .. فأنا لا اتركها أبداً خصوصاً فى هذا الوقت ..
قال العصفور : وانا ايضاً سأكون هنا كل يوم فى موعدى ..  فرحت بسمه بالعصفور الأخضر فرحاً عظيماً , كانما وجدت ما تبحث عنه وهو الصديق الوفى الذى يعنيها على الوحده , اتخذته صديقاً لها , وتعاهدا على الاخلاص والوفاء, والصد اقه الدئمه , وعلى ان يخضر العصفور الاخضر الى نافذتها تحكى له ويحكى لها  وتزيده بالمعرفه
ويزودها هو بالمعرفه بما يشاهده من غرائب وعجائب عندمايخرج لبحثه عن الطعام والشراب.. ترك العصفور المكان , ورجع الى مسكنه فرحاً مسروراً بما لاقاه من صديقته بسمه , وظل يغنى ويرقص سعيداً من تلك الفرحه الغامره التى ملاءه قلبه ووجدانه .. رأوه بعض أصدقائه واصحابه من الطيور , وهو فى هذه الفرحه فطلبوا منه أن يقص عليهم حكايته , ولما فرغ منها اندهش الجميع لسماعهم هذا الخبر , وذاع الخبر بين الطيور على اشكالها المختلفه ..العصافير , والحمام , والقصور وغيرهم , فلتفوا حوله وهم فى فرحه غامره ..
وفى اليوم التالى ذهب العصفور الاخضر الى نافذه بسمه , ووقف  على حافتها كعادته ينظر اليها باهتمام بالغ , ولما انتهت من القراءة ظل العصفور يصدر اصواتاً لكى يسعد بسمه به , ووقف يحدثها عما لاقاه من الطيور , فتسمع له بشغف , وهى ايضاً تحكى له عما استفادت به من قراءتها للكتاب الذى يحوى عجائب وغرائب الدنيا 0
وظل على هذا الحال عدة أيام , حتى صاروا صديقين حميمين , لا يتفرقا , ولا يستغنى أحدهما عن الآخرفعندما يحل الليل يرجع العصفور إلى بيته , وتدخل  بسمة إلى فراشها لتنام لليوم التالى , وتغلق النافذه عليها بعد أن تتأكد أن العصفور قد تركها , لكى لا يصيبها البرد والصقيع ..
كان فى هذه الليله مجموعه من الأشرار يقفون تحت النافذه مختبئون خلف الشجره الضخمه ينتظرون حلول الليل أحد , ويطمئنوا أن المكان آمن , وكان عددهم أربعه يرتدون على وجوههم أقنعه وفى أيديهم قفازاً , لينفذوا عمليتهم فى الخفاء ولا يعلم بهم أحد ..
مرت ساعات وفات من الليل نصفه ,فاطمئنوا بأن ليس هناك أحد يراهم , ولأنهم كانوا من الأشرار غفلوا أن الله يراهم من فوق سبع سموات , لأن الله لا يغفل ولا ينام , وهو الحارس الأمين على عباده الطيبين ..
تسلق الأشرار الشجره الضخمه التى بجوار النافذه , ووصلو إلى غرفة بسمه وهى نائمه ليسرقوا ما عندها من حلى وأمتعه ’ لكنهم فوجئوا ببسمه تستيقظ وأنها ستكشف أمرهم فأخذوها معهم ونزلوا من الغرفه , ومعهم بسمه البريئه ..
تركو الغرفه ولم تعلم بسمه مصيرها ولكن جريمتهم لا تكتمل , فقد تعلق قفاز أحدهم على غصن الشجره دون أن يشعر ...
وعاد العصفور الأخضر فى اليوم التالى إلى النافذه فوجدها مفتوحه وعليها آثار الكسر , فوقف على حافتها متعجبا , لأنه لايتعود أن يرى النافذه على هذه الحاله , ولم يرى بسمه على فراشها  أو على مكتبها تقرأ كعادتها , إنتظر قليلا لقد تكون بسمه قد دخلت إلى الحجره غير حجرتها , ونظر العصفور هنا وهناك لكن دون جدوى لا تخرج بسمه من اى غرفه بالمنزل , فى هذه اللحظه إنتابه شعور بالقلق والحيره على غياب صديقته بسمه – وطال الإنتظار وهو فى مكانه واقفا , حزن حزنا شديدا , ولم يجد تفسيرا لما حدث , ولم يعرف كيف يتصرف ..
لم يجد العصفور تفسيرا لذلك وعندما هم بالرجوع إلى بيته , أخذ ينظر هنا وهناك ببصره لكى يجد شيئا يدله على بسمه , فلفت نظره وجود قفاز معلق على غصن الشجره من جوارالنافذه  , على الفور ظن أن هناك شئ مريبا قد حدث , وأن بسمه قد تعانى من خطر , وظل يفكر وقد اغرورقت عيناه بالدموع , وعليه أن ينقذ بسمه لكى ترجع لهباسمه كما كانت ..
وذهب العصفور إلى بيته غضبان وهو فى ذهنه أشياء كثيره لا يجد لها حلولا ً ..
أين ذهبت بسمه ..؟!
ولماذا هذا القفاز الموجود على الشجره ..؟!
لابد أن هناك مكروه من أحد الاشرارأصاب بسمه , تعاهد بين نفسه أن لا يترك مكاناً إلا وقد بحث فيه عنها , رأته الطيور على هذه الحاله البائسه غير التى كان عليها قبل ذلك ,فسألوه عن سر حزنه لم يبد لهم أى شئ لانه يريد أن يجدها بمفرده , قال لهم أن ثمة شئ يتعبه فى جسده , فدعا الجميع له بالشفاء العاجل , وتركوه فى همه وحزنه لا يعلمون شيئا وصدقوه فى قوله , وهو يتألم أشد الألم على فراق بسمه ..
طار إلى حيث لا يعلم , كيف يعمل , وأين يذهب , فهو ضعيف لا يقدر على الطيران مسافات طويله فحلق نحو الشرق تاره , ونحو الشرق طارة أخرى , يبحث فى كل مكان عن مكان وجود بسمه , وعندما يحس بالتعب والإرهاق يحط على مكان ليستريح قليلا ثم يعاود الطيران مره أخرى إمتلأ قلبه بالحزن والأسى على بسمه , و وشحب لونه وأصاب جسمه الهزال , لا وقت عنده للأكل أو الشرب , ولكن كان عنده أمل وعزيمه فى ملاقات بسمه , مره أخرى , وكثف البحث فى كل مكان يذهب إليه .. ترك المكان الذى نزل فيه للاستراحه قليلا محلقا فى الجو ينادى بسمه :
قائلا : أين أنت يا بسمه ؟!
طناًمنه أنها تسمعه فترد عليه من حيث توجد , لكن دون جدوى أيضاً , فهى لا ترد عليه ولا تسمعه , أحس باليأس , ونزل إلى مكان مهجور ليستريح مره ثانيه فيفكر كيف يصنع ويعاود البحث , وفى هذه اللحظه لم يقدر على معاودة الطيران  لأنه كان جوعاناً وعطشاناً , وجد على مقربة منه طعاماً وشراباً موضوعين فى أحد أركان المنزل المجور الذى نزل فيه , يبدوا أنه لطيور كانت فيه فتركوه ليقضوا يومهم ويرجعوا إليه مرة ثانيه , لم يتردد العصفور ونزل لإلتقاط بعض الحبوب , وأشتد جسده وزال عنه الهزال حتى نشط جسمه وعاد إلى حيويته مرة أخرى .. هم الطائر الأخضر بمواصلة الطيران مره أخرى ولكن شد إنتباهة شئ غريب كان هذا الشئ مجموعة الأشرار الذين أخذوا بسمه جالسون يتحدثون مع بعضهم عن شئ ما , تسلل إليهم دون أن يشعروا ووقف من خلف قطعة جدار مهجور يراقبهم ويسمع حديثهم ,  ووجد قفازا مثل الذى رآه على غصن الشجره , فى هذه اللحظه تسلل الإطمئنان إلى قلبه , ولم يستبعد وجود بسمه فى هذا المكان سمع كل مايقولونه , ثم تركهم فى هدوء وظل يتنقل من غرفه إلى أخرى , فدخل غرفه منهم , كان المكان مكشوف ليس له سقف لأنه كان مهجوراً منذ زمن واتخذه الأشرار مقراً لهم ليلاقوا بعضهم فيه .. وجد بالغرفه شبكة صياد كبير مثبته من جوانبها فى الأرض ويبدوا أن أحداً تحتها , نظر إليها معنا فوجد بسمه فوجد بسمه أسيره دمعت عيناه من الفرح وهو يرى بسمه مره أخرى ..
نادها بصوت خافت : من !! العصور الأخضر ..
فرح قلبها فرجاً شديداً واندهشت من وجود العصفور فى هذا المكان المهجور , وكيف وصل إليها طمئنها العصفور وحكا لها عن ما لاقاه فى ابحث عنها , وطمئنها أيضا أنها فى مأمن وسيعمل كل جهده ليخلصها من أيد الأشرار , جعل العصفور ينقر بمنقاره الضعيف أربطه الشبكه ولكن إستحال عليه فكها , فطلب منها أن تصبر , وفكر فى أصدقائه الصقور ذو المناقير القويه وأن يستعين بهم فى خلاص بسمه من هؤلاء الأشرار ..
إندهشت بسمه تسأله : أنت عصفور أخضر تعيش بين الصقور الجارحه !!
قال العصفور            : نعم إنهم أصدقائى الوفيين , ومبدأنا أن يعيش كل منا فى حاله , مادمنا نعيش فى بيت واحد  ومن جنس واحد , ولا يـتأخر أحداً منا عن مساعدة الآخرين ..
قالت بسمه              : انها صحبة جميله .. إنتم ايها الطيور لستم كبنى البشر ، تقتلون وتحرقون وتسرقون ، متعاهدين ومتعانين على المساعدة فى وقت الشدة والضيق ..
تنبه العصفور الأخضر ان الوقت يمر وانه يجب علية ان يسرع الى بيت الطيور ليخبرهم عن بسمة ليساعدوه ، فقد انهى حديثه مع بسمة حتى يفك أسرها ، وطار محلقا فى السماء متجها الى بيته ، ولما وصل الى البيت كانت الطيور فى وقت الظهيرة يلتقوطون الحبوب المتناثرة على الارض .
نزل العصفور بينهم وقد كسى الحزن وجهه ، التفت الطيور من حوله فى حلقه ليستمعوا وكان العصفور الاخضر على وشك البكاء فاقترب منه عصفور اخر يسألة ..
قال العصفور                               : ما الذى يبكيك يا أخى !!
رد العصفور الاخضر بحزن عميق :انا فى ضيق وشدة ..
اندهشت الطيور جميعا يسألونه عن سر ضيقه وشدته ، وعلى الفور حكى لهم العصفورالاخضر عما أصاب صديقته بسمة..
تكاتف الجميع على ان يتعاونوا مع العصفور لخلاص بسمه حتى ترجع الابتسامه مرة اخرى الى العصفور ، فرح العصفور باقتراحهم ..
قال الصقر : هذة المهمه لا تكن لأحد غيرنا ، فنحن صقور معروفين بقوة منقارنا ،ولنا القدرة على الانقضاض على الاشرار ..
رحب الجميع بهذة الفكرة وتركوا لهم هذة المهمه ، ولكن باقى الطيور مثل الحمام والعصافير لابد ان يكون لهم دورا فى هذة العملية ، ففكروا على ان يتبعوا الصقور لتلتف حول بسمه حين يفك اسرها ، لكى تطمئن وتكون فى امان ، وان ينشروا من جانبها السلام والطمأنينه ..
خرجت الصقور يتقدمهم العصفور الاخضر كدليل ، وتبعتهم الطيور الاخرى ، وطار الجميع يحلقون فى السماء فى طريقهم الى بسمه ، ولكن العصفور الاخضر يبدوا انه ضل الطريق ، فقد تاه عن المكان فظل يبحث ويبحث عن المكان المهجور وهم من ورائة .
وبعد مشقه من البحث نزل بعيدا عن المكان المهجور ووقف بين أصداقائة يحدثهم عن اللحظة الحاسمه التى ينقضوا فيها على الاشرار مرة واحدة ، فاقترح الصقر على الطيور بأن يقفوا بعيد عن المنزل حتى لا يشعر بهم الاشرار ، وتكون النتيجة محاربتهم ..
وبعد مداولات بينهم .. اخذ الصقر زملائة من الصقور ، وصاروا فى اتجاه المنزل ، وبقيت الطيور من العصافير والحمام بعيدين يراقبون خروج بسمة .
ووقفت الصقور بين الغرفتين دون أن يراهم احد ، مستعدين للانقضاض على الاشرار فى لحظة واحدة .قال الصقر الذى يصطحبهم :اننا سنظل هنا فى أماكننا حتى نلمح الاشرار يخرجون فننقض عليهم مرة واحدة فلا يفلت منهم أحدا ..
: ثم يستعد غيرنا بالاسراع الى بسمة ليقطع الشباك ويخلصها ...
اتفقوا على هذا ، وظلوا واقفين ينتظرون خروج وراء الاخر ، حتى تجمعوا كلهم من حولها ، والصقور تترقب اللطظة التى يهاجمون فيها واطمئنوا الى انه لا يوجد أحد من الاشرار موجودا خارج الغرفه المكشوفه ..
وفى  أسرع من لمحة البصر انقض الصقور على الاشرار يهاجمون بمخالبهم ومنقارهم ، وجعلوهم فى حاله من الذعر والاضطراب بلقون جزائهم فخرج منهم من جرح وفر منهم من فر هاربا ..
اطمأنت بسمه لان العصفور الاخضر قد وفى بعهدة ، وأن الصقور والطيور اجتمعوا وخلصوها من هلاك محقق ، حمدت الله وشكرته على هذة النعمه ، واشتد حبها للعصفور الصغير الذى مهما عاشت لاتوافيه حقه وحق الطيور زملائه ..
خرجت بسمه من الشباك بعد أن مزقته الصقور بمناقيرها ، والتفت من حولها الطيور التى هرولت فرحة سعيدة اليها فى حلقه دائريه يمرحون ويلعبون ، وغمرت الفرحة قلب بسمة فلن تنسى اصداقئها ابدا ، وداعتها العصافير الى زيارة عشهم ، فلم تتمثل بسمه من مطلبهم ولكنها وافقت على الفور واصطحبوها الى بيتهم الذى يجتمعون فيه لقضاء بعض الوقت ..
ولما وصلت بسمه الى بيت الطيور وجدت مجموعه كبيرة من اشكال الطيور المختلفه تعيش مع بعضها ، يأكلون ويشربون فى اناء واحد ، شكرتهم بسمه عل ما فعلوة ،، ووعدتهم بأن تحضر اليهم مرة اخرى لقضاء بعض اللحظات الجميله بينهم .
وكان اكثر الفارحين العصفور الاخضر الصغير ، ففرحته كانت غامرة للغاية لانه استطاع ان ينجوا ببسمه من يد الاشرار ، والصداقه الدائمه التى تعاهدا عليها منذ ان اتلقيا أول مرة على ان يرجع الى متعه المشاهدة مرة اخرى ، وبسمه ترجع الى متعه القراءة والعيش فى اطمئنان وسعادة قضوا وقتا ممتعا مع بعضهم ، وجاءت بسمه بدورق به حبوب القمح والذرة لترمى منها اليهم
وعاشت الطيور وكذلك بسمه فى فرح وسعادة وهناء ، فى حب وطمأنني وظهر الارتياح والسرور على وجه بسمه ، تقضى أمتع الأوقات بينهم تسمع لتغريدهم وغنائهم ..
ووقف العصفور الاخضر يرقص ويغنى مرددا هذةالكلمات :
أنا العصفور الأخضر                      برقص بفرح وســـــــرور
بين أصدقائى بسمـــه                      وكـــــــــــــل الطيـــــــور
الحمامه واليمامـــــــه                       والبجــــــع والصقــــــور
احنا كلنا عيلــــــــــه                       عيلـــــــــه الطيـــــــــور
قلبنا من جوه أبيض                        زى بنات الحــــــــــــور
نكرة الضلمـــــــــه                          ونجب نعيش فى النـــور
كلنا يد واحــــــــدة                          نهدم بهــــــــا الشـــرور
علشان أرضنا تبقى                         خضرة بالورد والزهور
نبنى عليهـــــا عش                         كلـــــــــه حنان وسرور
أنا العصفور الأخضر                      ألأطف عصفـــــــــور

مقال بقلم / فوزى اسماعيل



الفرق بين سفينة نوح وتيتانيك
الفرق بين نجاة سفينة نوح وغرق سفينة تيتانك فرق شاسع، فسفينة نوح حملت من كل زوجين أثنين، ونجت بهم إلى بر الأمان، بكلمة من الله، أما سفينة تيتانيك فحملت أعدادا مهولة من البشر العصاه الذين يحملون أوزارهم كلملة، حتى غرقوا جميعا فى اليم، هذه السفينة غرقت فى 15 من إبريل عام 1912م.
هذا الفرق الكبير، نتعلم منه أن كلام الله تعالى عندما قاله لسيدنا نوح عليه السلام كان أمرا منه بصنع السفينة، حتى تطاول عليه البشر بالسخرية، لجهلهم فجعله من المكرمين، وغرق كل من كان يسخر منه ومن كان عاصيا لله سبحانه وتعالى، حتى أبن سيدنا نوح عندما طلب منه أبوه لكى ينجى ممن نجوا معه، فقال أنه سأوى إلى جبل يعصمنى من الماء، فقال نوح  له لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينه الموج فكان من المغرقين، وفار التنور فكان الطوفان الأعظم على الإطلاق والذى ذكر فى القرآن الكريم بأنه قضى على الأخضر واليابس حنيئذ، لتصبح الأرض لا مكان فيها للشر ولا للعصيان لربهم، وإنما نجت سفينة نوح ومن معه فى الفلك، ولتبدأ ذرية صالحة تقوم على البناء والتنمية.
أما سفينة تيتانيك التى ذكرها التاريخ فكانت من المهلكين، كانت من صنع البشر والتى صنعها أمهر صناع السفن على الأرض، ولكن كانت لهم حزنا عندما غرقت وغرق كل من عليها، لأنها من صنع البشر العاصى لله تعالى، فلا ينفع صنيعهم هذا أمام الإيمان بالله، ولا تنفع تكنولوجياتهم المتقدمة ماداموا فى ملاذتهم الشيطانية.
ولكن سفينة نوح كان الإيمان بالله يملؤها فكان المصدر الوحيد فى نجاة السفينة بسلام، كما أنها تسير بأمر من الله مجراها مرساها.
هذه الحكمة التى يغفل عنها بنى الإنسان تدعى إلى أن الله وحده يُعبد فى الأرض، وأن التقرب إليه هو النجاة من كل شر وسوء، فالكورونا سببا من أسباب الإبتعاد عن الله، وأنه لا بد من بنى الإنسان أن يفر إلى الله قبل أن يأتينا الطوفان الحقيقى فيؤدى بنا إلى الهلاك، ففروا إلى الله هو ربكم وإليه ترجعون.
فلو تصورت ذلك وقارنت بينهما لظلت أعناقك لله خاضعة، مثلها مثل ما نحن فيه الآن، ألا وهو تفشى مرض فيروس كورونا الجامح بين الدول وبعضها البعض، والذى أظهر ضعفهم ما كانوا يدعون التكنولوجيا، أمن هو الأقوى الآن، كورونا أو تكنولوجياتهم المزعومة.
ألا يرون أن الله تعالى قال فى كتابه العزيز فيما معناه، أن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة، هؤلاء الغربيون لا يعلمون شيئا عن هذه الآية الكريمة التى وإن فهموا معناها لكان خيرا لهم، هذه الآية الكريمة قد فصلت بين عبقرية الإنسان وقدرة الله سبحانه وتعالى فى أرضه، وقال أيضا، فإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق القول فدمرناها تدميرا.
صدق الله العظيم.

الأحد، 14 يونيو 2020

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

                          مهزلة لقب بطل القرن
منذ أن احتفل النادى الأهلى المصرى بطلا للقرن، وكان قد حصل عليه بجدارة مؤكده، مباركا له الأتحاد المصرى لكرة القدم والفيفا وجميع الجهات الكروية بحصوله على لقب بطل القرن دون منازع، علمنا أن هذا هو من حق الأهلى، جميعنا مشجعى الأندية الأخرى ولا خلاف على ذلك.
ولم يمر سنوات قليلة ونحن فى عام 2020 وجدنا النادى الزمالك يلهث وراء هذا اللقب بعنفوانية، حتى لقب نفسه بنادى القرن الحقيقى، زاعما بأنه البطل الحقيقى لهذا اللقب، لأنه حصل مؤخرا على بطولة السوبر الأفريقى ثم المصرى، واحتفل لهذا اللقب، حتى وضع شعار اللقب على أبواب ناديه، بميت عقبة، ظنا منه أن لقب السوبر هو الأهم فى البطولات جميعها، لا يعترف بأن بطولات الدورى العام هى الأهم، رغم تعثره فى الحصول على بطولة الدورى الممتاز لسنوات، ومنذ سنوات عجاف وهو لم يحصل على الدورى، فكان من نصيب الأهلى لعدة سنوات مضت مما ارتفع سهم النادى الأهلى فى الصعود ليكون بطلا للقرن، ولم يحالف الحظ نادى الزمالك فى الحصول على بطولة إلا السوبر وقليللا من بطولات الكأس المصرى وقليلا من بطولات الدورى.
وبذلك لم يكن له الحق فى التتويج باللقب، وهو من حق الأهلى بجدارة.
وقد صدم الكاف نادى الزمالك بإبلاغة نزع الشعار من على مدخله، وإحقاقا للحق لقد اتخذت الكاف هذه الخطوة الجريئة لأن النادى الزمالك ليس له حق فى رفع الشعار على جدران ناديه، إلا أنه تعسفا منه أن يعادى الأهلى وهو يعرف تماما بأن الأهلى هو الأحق فى ذلك.
لست جانيا على نادى الزمالك، لأن نادى الزمالك نادى كبير وعريق وله كل الاحترام، لكن كانت بطولاته لا تساوى بطولات الأهلى، لأن الأهلى منذ أن حصل على السوبر مرات ومرات، وبطولات إفريقيا مرات ومرات بخلاف الدورى والكأس، فكانت المقارنة بينه وبين الزمالك شاسعه، ولكن هل الاحتفال بنادى القرن فى القرن الواحد والعشرون أم العشرون، من الطبيعى كان فى القرن العشرون، ونحن الآن فى بداية القرن الواحد والعشرون نحن فى قرن جديد مازال فى بداياته، وليس فى نهايته ليسعى الزمالك أن يعلن نفسه مبكرا أنه بطل القرن، إلا أن الزمالك يستيقظ النائم ويدعى أنه بطل قرن العشرين، والقرن كما نعلم مائة سنة ضوئية، فهل مرت هذه السنوات سريعا، أم أن الزمالك يسترجع ذكريات الماضى ويبحث عن ثغرة ويكتشف أخيرا بأنه الأحق باللقب، أو أن حلم الماضى راوضه فرفع شعار نادى القرن على مدخل ناديه.
هذه المهزلة من المسئول عنها هو فقط، والفيفا هل تقف مكتوفة الأيدى وهى ترى التراشقات بين الأهلى والزمالك، فلٍما لا تحسم الأمر، لأنها الجهة الوحيدة فى حسم المنازعات الخاصة بالكرة أى كان نوعها.
وهل هذه المهزلة ستستمر خصوصا بعد ما فتح لها مجالا على قناتى الأهلى والزمالك فيقولون ما يحلو لهم، لا بد وأن يفصل بينهما حكم قضائى يلزم الترفين بالإلتزام، وإذا استمر هذا الحال بالنسبة للزمالك فإن تدخل الفيفا لا بد وأن يكون حتما لفض النزاع القائم بينهما، لأن دور الفيفا هنا هو الأساس مع العلم بأن الأتحاد المصرى قادر على فض النزاع، كما فعل فى إزالة الشعار بموجب القرار الملزم بأن الأهلى هو بطل القرن، وعلى الزمالك أن يستجيب، فإن لم يفعل الزمالك هذا دون مواجهة، ستدخل المنازعات طريق أخر لا يحمد عقباه، قهذا منحاز للاهلى وهذا منحاز للزمالك،فهما أولا وأخيرا شقيقان لا يتفرقا، ويهدأ الطرفان أم سننتظر معركة قادمة ستكون حامية الوطيس بين نادى الزمالك والكاف والأهلى أيضا.

السبت، 13 يونيو 2020

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

                             تداعيات الأبحاث
أنه من دواعى أحزانى أن أجد التلميذ أو طالب الثانوى صفر اليدين، صفر فى الكتابة وصفر فى القراءة، وكأنه أمى لا يحصل من التعليم شيئا، فقد أدت طريقة الأبحاث بدلا من الأمتحان إلى كارثة كبيرة فى حق الطالب، لأنه فقد هويته، فكثيرا من الطلاب بجميع مراحلهم يعرفون الكتابة ولا القراءة، حتى وصل بهم الحال إلى عدم دراية بأمور دراستهم، رغم وصولهم إلى درجة التعليم الثانوى، وبالذات المراحل التعليمية، الصناعية والزراعية والتجارية، تلك المراحل التى لم تعلم الطالب أصول القراءة و الكتابة، فلا يعتمدون إلا على الحضور فقط وإن كان هناك حضور من عدمه، وإذا نظرت إلى كتاباتهم وقراءاتهم فى المناهج لا تقول إلا الكلمة الدارجة، نقش فراخ.
لأنه من البداية قد أهمل الطالب دروسه وحضوره للحصص المقررة عليه، حتى نال أكبر كم من الأميه، وهذا ما ينذر بفشل ذريع لمنظومة التعليم الفنى، سواء فى التعليم أو ممارسة ما يتعلمه بعد حصوله على الشهادة.
وكثيرا من الطلاب لا يعلمون عن تخصصاتهم شيئا، فلا يهتمون بمسألة الحضور ولا الإستعاب، كل ما عليهم فقط هو نجاحهم بأى وسيلة كانت لحصوله على الشهادة دون إجهاد منهم.
والخطر الداهم فى هذه المسألة هو غياب تام لعقول الطلبة، وهو الجهل بالشئ، فماذا يفعل طالب كهذا فى حياته التعليمية، وهذا سببا لإهمال المدرس فى الضغط عليهم بالحضور أولا، ثم بطريقة التدريس الصحيحة والعلمية التى ينبغى أن تكون مؤهله فى مدرسين القسم أو المادة، كل كان فى عشمه أن يحصل على أعلى الدرجات بالطرق الملتويه، وما أكثر الطرق الملتويه فى هذه المسائل، كان فى الثمانينات والتسعينات الطالب الذى يتخلف عن حضوره للحصص خصوصا العملى منها، كان جزاءه الفصل فورا، وحرمانه من الأمتحان، وهذا الجزاء الرادع قد جعل الطالب يتسابق مع الزمن لحضوره تلك الحصص، وكان شديد الأنتباه لما يلقى عليه من شرح، لأنه كان بين أمرين، النجاح أو الرسوب الفعلى، وكان ذلك بمجهوداته فقط دون غش أو تسيب للجان الأمتحان.
أما فى زمننا هذا فلا نفهم شيئا فى طريقة المنظومة التعليمية الباهرة التى ما ينتهى الحديث عنها، والتى لا فائده منها على الإطلاق، لأن التعليم الجاد المبنى على أسس علميه سليمة، تقوم بإلزام الطالب بالمواظبة على تلقى الدروس المستفاده من معلميه، واستعابها استعابا كاملا مع مراجعتها مراجعة شاملة كل وقت وحين، لكى يخرج الطالب بمعلومة مفيده تنفعه فى حياته العملية.
الطالب الآن يمشى على خطى الغش الكامل فى الإمتحانات، ولا بد وألا يترك هكذا وإلا تلغى منظومة التعليم من أساسه، لا بد من الأخذ فى الإعتبار أن هؤلاء سيكونون أو يكونون أعمدة مصر العلمية، فلا بد من أخذ أجراء صارم لهؤلاء الطلاب لأنه الآن شأنه شأن الأمى تماما، لا فرق بينهما، وهذا سببه تقاعس من التربية والتعليم ليس إلا.
فهل سينصلح شأن الطلاب فى بلدنا أولا ليحملون لواء لتنوير، أو أنهم سيستسلمون لقرارات الوزارة التى ما كان قرارها إلا دون المستوى.

الثلاثاء، 9 يونيو 2020

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

                 صوت القاهرة وزمن اللعب مع الكبار
إلغاء صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التابعة للتليفزيون المصرى كان خطأ كبيرا.
ولابد من عودتها لأنها كانت صاحبة الريادة فى الإنتاج الدرامى، وكانت تتنافس مع جحافلة الإنتاج على مستوى العالم العربى، كالشركات الخليجية الصامدة حتى الآن والمسيطرة على الأنتاج الدرامى بجدارة، ولما كانت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات بإنتاجها المتميز كان التليفزيون المصرى صاحب أكبر بصمة فى تاريخ الدراما العربية من الشرق للغرب.
ولم أعرف أنا ولا غيرى لماذا ألغيت هذه الشركة حتى الآن، رغم أنها كانت تنتج روائع الدراما من مسلسلات وأفلام سينمائية وشرائط كاست وخلافه، كانت تنطلق فى العصر الذهبى المزدهر لدراما التليفزيون المصرى قبل أن يتخلى عن مهامه الرئيسية ويقوم بشراء أعمال تلفزيونية جاهزة من خارجه، وبذلك قد فتح الباب لمجموعة هلافيت كانت لا تعرف عن الدراما شئ، إلا أنها الآن تفوقت عليه وأصبحت هى صاحبة اليد العليا فى ذلك، ثم عيبا على التليفزيون المصرى بصرحه الشامخ أن يقوم بعرض الأعمال الدرامية من إنتاج شركات أخرى، وهو يملك الإمكانيات الضخمة من ستديوهات وكاميرات متطورة وفكر شباب من مخرجين ومؤلفين وصناع للدراما على أعلى مستوى، وما فعله التليفزيون المصرى بقرار إلغاء صوت القاهرة كان ومازال هو الأسوء على الإطلاق، فقد جمد نشاط الأنتاج الدرامى للأبد.
وعيبا أن يكون تليفزيون الدولة صاحب رسالة سامية فى الإعلام الدولى وليس المصرى وحده ويكون بهذه الصورة المزرية للغاية، شأنه شأن التليفزيون المحلى الذى لا يملك امكانات الإنتاج الدرامى، فهو صاحب الرسالة السامية فى الإعلام ولا بد وأن يكون مؤهلا لذلك مهما كانت عثرته، وكان له الشرف ألا يعرض مسلسلات من خارج دياره فى رمضان ويكتفى بعرض حلقات اذيعت من قبل من أنتاجه أولا، فهل وصل العجز الكامل إليه من أوسع أبوابه ولم يقوم بتصوير عمل درامى واحد يذيعه فى رمضان حفاظا على ماء الوجه، أو أنه فضل أن يدفن رأسه فى التراب كالنعام، وأصبح فكره فى خبر كان.
لا بد من التليفزيون المصرى وقيادته الإعلامية الجهابزة أن يدرسوا هذه المهزلة الكبرى ويفك حصار التجمد لنشاط الإنتاج الدرامى، ليعود إلى سابق عهده، وإن لم يفعلوا شيئا فيكن التليفزيون المصرى جهة حكومية عادية ليس له أى قيمة بل سيكون كما يقولون (كلشن كان)..وهذا أقل تعبير.
فهل التليفزيون المصرى الآن قد لفظ أنفاسه الأخيرة ولا رجعه فى إحياءه، إننا نعزى جميعا الإعلاميين بداخله ما دامت الأفكار لديهم محدوده مميته ومستميته على مقاعدهم فقط، وهذا شئ يهمهم فى المقام الأول.
لقد كان الفضل الأول فى إزدهار الدراما فى وقت سابق لصوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التى أبدعت وأبدعت فى زمن اللعب مع الكبار.
رحم لله إمرءٍ عرف قدر نفسه.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...