دائما ما نضحك على الهايفة
شيماء وأسماء وعلياء وما شابه ذلك، هم
سبب تراجعنا فى الحياة، فكلما يخرج علينا عبقرى يريد أنتباه النظر إليه، كما يقول
المثل القائل، خالف تُعرف، يخرج علينا بتقليعة جديدة ننتبه إليه وننصاع له،
ونصنعها ظاهرة أو قضية تشغل الرأى العام، ونظل نرددها فى أفواهنا وكأنما ستصير
اسطورة القرن، وهذا ما يسبب تراجعنا فى الذوق العام، لأنك ترى صداها على وسائل
الإعلام الذى أصبحت جزءا منه فور إذاعة الظاهرة، وإذ أن الذى سميتموه سوسته غنى بإسم
شيماء وبعدها أسماء، حتى أنه سيتغنى بكل ماهو أاء حتى يخلص عليهم، فمن يدرى فمن
الممكن أن يطالعنا غدا بأغنية عن بهاء وهيفاء، ثم رددها البعض فى الشوارع ومواقع
التواصل الإجتماعى، وكأنها أغنية من أساطير الأغانى لكبار المطربين، حتى كاد
الأطفال صغيرى السن يرددوها بدلا من حفظه لدروسة، وأيضا بعضا من الشباب الذى
أستهوته الأغنية المكونة من كلمة واحدة، كاد أن ينفتن بها، فيرددها فى قارعة
الطريق دون حياء منه.
وكذلك علق عليها إعلاميين حتى بدت لنا
قضية مغنيها شاب، ليس من أصحاب الحناجر الذهبية المعروفة، بل هو ممن لا يعرف شيئا
عن الغناء إطلاقا، لكنه تغنى بها بطريقته التى لم يتوقع بأنها ستنتشر بهذه السرعة،
لأننا نحن لا نضحك إلا على الهايفة دائما، وإننا نتمشى مع الظواهر الغريبة أينما وجدت
فى مجتمعنا، ونستجيب لها بسرعة البرق، فنتعايش معها حتى تنتهى الظاهرة، وتخرج
علينا ظاهرة أخرى.
كما إن المجتمع ككل يلهيهم مواقع
التواصل الإجتماعى، حتى يجد فيه ضالته، ويجد ما ينفث عنه عناء الحياة، فيبحث دائما
عن الغرائب والطرائف التى تسر قلبه، وتستلهمهم الكلمات الفكاهية والفيديوهات التى
تدهشهم فيعيشون معها أطول فترة ممكنة، لأنها صارت لقمة عيش لمغمورين عليهم فقط
إنتهاز فرص المشاهدين لها لكسب الأموال أولا، وهذا يكن لهم ربح عظيم وسهل يأتيه دون
عناء فى عمل ما أو مشقة، وهذا ما جرى مع صاحب أغنية شيماء والتى لا تعد من الأغانى
المعروفة، ولكنه قالها بطريقة جعلت مشاهديه أن يرددوها كما هى لكى يتنقلها واحد مع
واحد، حتى صارت كالنار فى الهشيم، ولا أنها أغنية بحق تستحق كل هذا الإهتمام.
وذلك فى الوقت الذى نتحدث فيه عن شيماء
ولا غيرها، فإن الدول الأخرى تصبح أكثر أهتماما، لأنها تجرى أبحاثا هامة تنفع
البشرية، مثل تجاربها لوجود مصل لكورونا، أو تجاربها لصواريخ تغزو القمر، أو
لمشكلة أصطدام كويكب غريب يقترب من الأرض، أو الأبحاث المستمرة فى كل المجالات،
ونحن يلهينا شيماء وأسماء وغيرهما مما هو آتى.
فإذا رأيت كمية من رددوها فى الشورع
تجعلك تقول أكثر من ذلك، فهؤلاء هم فسدة المجتمع، ومن رأيى أن يعاقبوا سريعا، لأنه
أنعدم الذوق العام، وأنه لا ينبغى أن يردد الطفل الصغير لمثل هذه الأغانى، لكى لا
تكون ظاهرة فى مجتمع يريد الإصلاح لأبنائه.
أنها فتن تضل المجتمع، وتجعله غائبا
تماما عما يحدث فى العالم المتقدم الذى لا يتوانا عن الأبحاث، ليقدم شيئا للتاريخ
شيئا ينفع البشرية، وكان لازاما علينا ألا نعير لها إهتماما، وأن نحاول أن نشجبه
بكل الوسائل لمنع هذه الأغانى التى لا تنفع، بدلا من الإسفاف الذى نحن فيه، والدوامة
التى لا تنتهى.