الاثنين، 7 أكتوبر 2024

ملخص مسلسل.. تأليف / فوزى يوسف إسماعيل


                            دنيا دوارة                                  

الموضوع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صلاح موظف فى مصلحة حكومية، لا يرضى عن أفعال زوجته زينب مع الجــيران الذين يسكونون الشقة المقابلة لشقتهم، فقد سكنوها كثيرون ولكن يخرجوا منها مبكرا، وزينب لا تهدأ ولا تتوانا فى الرغى والأندماج مع جارتها عديلة التى جاءت وسكـنت بجوارها، فقد تعـــــرفا منذ أيام وبحكم عـــــدم عملهما فى شئ يلهيهما ويشغلهما، فقد توطدت العلاقة مع بعضهما وبدأوا يتزاوران معا فى شقتهما.

كانت عديلة لها أبن كان يدفعها لبيع أجهزتها الكهربائية لشــــراء غيرها، حلـــت هذه الأجهزة فى عيون زينب وأرادت أن تشتريها بأى ثمن ، فانتهزت عديلــــة الفـــرصة وعرضتها على زينب التى هرولت على زوجها صــلاح لتطلب منه مبلغ 500 جنيه لشراء التلاجة التى أعتبرتها لقطة لا تعوض.

لكن زوجها صلاح لم يكن معها هذا المبلغ فقام بإستلافه حســـــب ما أقنعته زوجـــته زينب، ونقلت عديله لها الثلاجة، وأيضا كلمتهـــا على الســـــخان والبوتوجاز وأيضا أجهزة كهربائية كثيرة.

كانت هذه الجارة بلائا على صلاح الذى كع مالا كثيرا لزوجته التى كانت تضعه أمام الأمر الواقع.تترق الحديث بين زينب وعديلة عن سيرة هـــــدى التى كانت الســــاكنه قبلها، وحكايتها مع خطيبها التى لم تحبه لأنهــــا تحب شخص أخر حسب زعم زينب عليها.

كانت زينب تشتهى التحدث مع جارتها عديلة لما لها من حنكة فى ســـــرد الحكايات، خصوصا بعد ما وعدتها عديله بأعطاءها الاجهزة الكهربائية التى عندها،ولم يكن هذا صحيحا،ولكنها تستغل شقتها فى تخزين الأجهزة فيها لأن ولدها يرسل غليها الأجهزة لبيعها للجيران.

كان أبن صلاح فى الثانوية العامة إذ أنه لابد وأن يعامل معاملة خاصة من أمه وأبيه، كان أبيه مهتما به للغاية، حيث لام زوجته على اهماله ، وقـــد قـــرأ صلاح خبرا عن الثانوية العامة فى الصحف بالتشديد هذا العام مما أخــاف أبنه محسن الذى هرول الى صديق له له مصلحة فى جلب الأسئلة من الكنترول عن طريق قريب له.

أما هدى وخالد خطيبها فقد أهتدوا بعد عاصفة من الخصام ورجعت الميـــاه لمجاريها قبل أن يستجد من يفرقهما مرات ومرات.

وأيضا مسعد الذى يخطط لصلاح عن ما يريد أن يتبع فى محاولة الكسب ، فقد وجهه الى عمل مشروع صغير فى المصلحة بعد أن أقتبس من مسلسل البخــــيل وأنا ما قام به فريد شوقى فى المسلسل وهو بيع الخردوات فى المصلحة وكان هذا سرا بينهم.

ثم تتوالى الأحداث ويطلب زميل محسن مبلغا تمن المادة ولكن الأسرة تتعثر فيه فيبدأ فى أخذ جهاز كهربائى ممن تشونه عديلة جارتهم ويقوم ببيعه.

أما صلاح فيفاجئ بوجود الأجهزة الكثيرة فى شقته فيفتكر أن زوجته زينب أشـــترت كل هذا دون علمه مما يورطه فى مبلــغ كبير وإلا سيكون مصيره السجــــن.. فيسقط مغشيا عليه من المفاجأة.

يأخذ ولدها محسن الجهاز ويبيعه معتقدا أن تلك الأجهزة هذه تتبعهم، ويعطى زمـــيله المبلغ المتفق عليه ويعطيه إمتحان هو مبتكره وتزداد الطامة ويسقط فى الإمتحان.

أما صلاح فتطور به الأحداث ويصل الى ذروة التصاعد فى عمــــله الذى يدعوا اليه فى عمله ويتوسع نشاطة بالإشتراك مع مسعد زميله ، وذات مــره وهو فى أوج عمله المكثف إذ به يعرض بضاعته على الموظفين الذين يتوافدون عليه فى شـراءها فيأتى اليه مجموعه من التفتيش يفاجئون به فيتم المواجهه بينهما.

أما عن زوجته التى تشجعها جارتهــا فى فى الإشتراك معها لمشاركتها فى المعرض التى تسعى لعمله فى البدروم.

بعد ما تأخذ عديله البدروم تريد أن تنقل أجهزتها ولكن تكتشف أن شاشـــــة عـــرض مسروقه، كان أبن صلاح قد أخــــذها وبعها حتى يـورد حقهـــــا لزميله الذى يأتى له بإمتحان الثانوية العامة.

منعا للمشاكل قامت زينب بسداد ثمنها بالتقسيط بعد أن رفضت أن تقبلهــــا كهدية من عديله مقابل مساعدتها عن تأجير البدروم..

كان هدى قد وجدت صورة مع خطيبها خالد وسالته عنها فم يجيب مما دخل الشك فى قلبهـــــا من ناحيته، أراد بذالك حتى يشعلل نار الغــــيرة فى قلبها، وتوافق على إتمام الزواج لأنها كثيرا ما تماطله.

وقد ستطاع خالد أن يفتح موضوع الشاب الذى يأتيها وزاد الكـــلام عنه حتى تبين فى النهاية أنه أخيها من أب آخر، مثلما يتبين أن الصورة أيضا لشقيقته التى تســـــكن فى المدينة الجامعية بعدما إلتحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة.

وأيضا تتصاعد الأحــــداث بهدى وخطيبها فى الخـــط الدرامى حتى تواجههم مشاكل ومصاعب وفى النهاية تظهر الحقيقة حتى يعيشوا فى سعادة.

وقد ورط مسعد صلاح فى عمل مشروع البيع بالنقـــد والتقسيط وأستطاع أن يبيع كل مامعه لموظفين المصلحة، وذلك على النوته ولم يجد مالا ليواصل شراء بضاعته.

فى ذات مــــره وهو يبيع بضاعته وحوله موظفين المصلحة إذ يدخل عليهـــــم مفتش المصلحة فيجده على هذه الصورة، فيفاجئ به المدير ثم يلفت نظــره فى إعطاءه جزا لولا أن باقى على خروجه على المعاش أيام قلائل.

أيضا زوجته زينب التى تجمع سكان العمارة حولها وعمل جمعية نسائية، ولم يرضى صلاح على ذلك فأراد أن يرحل من هذه العمارة بعيدا عن الرياء والقيل والقال.

فبعد أن خرج على المعاش حصل على مكافأته ، وقد قرأ منشورا فى إحدى الصحف بعرض حديقة خمسة أفدنه كاملة المرافق فى وادى الناترون،أشتراها بالمكافأة وأخــذ أسرته غليها.

وكتب على بابها ، دنيا صلاح عبد الودود ، من كان فى جوفه ثرثرة لا يدخل الدنيا ، هنا أخلاق ثم أخلاق ثم أخلاق.

                           (ولا زالت الأحداث جارية)

 

الأحد، 6 أكتوبر 2024

مجموعة قصص قصيرة جدا.. بقلم/ فوزى اسماعيل

 

قصص قصيرة جداَ..


أسـم واحــد

(100قصة قصيرة جدا)

بقلــــم 

فوزى يوسف إسماعيل

 

موعد

هى لم تكن بالمنزل، الساعة تشير السادسة مساءا، جاء رنين الهاتف قويا، عبر الأنسر ماشين، أنا لم أكـــــن بالمنزل أترك رسالتـــك بعــــد ســماع الصفارة .

قالت خالتها الرسالة :

- أنا خالتــــك، العريس يصل غــــدا، كونى بإنتظاره .

عندما عادت إلى المنزل، لم تكن الحرارة موجودة بالهــاتف، بعد ساعة قررت السفر إلى الإسكندرية لتنزه سبعة أيام.

*       *       *

أجازة

كانت تتعجل أجازة نصف العام، باقى عليها عشرون يوما لتذهب إلى أسرتها فى القرية، لأنها كانت منذ بداية الدراسة وهى فى المدينة الجامعية بأسيوط، لم ترى أهلها منذ شهور الدراسة، لم تزورهم يوما ترشيدا لنفقات السفــر، كانت تترقــب بشغف، بعد يومان قرأت فى لوحة الإعلانات بالكلية عـــدم نزول الطالبات أثنـاء الأجازة حتى نتمكن من أداء الإمتحان لظروف طارئة.

*       *       *

عنوان

لم يستدل عليها بعنوان، عنوان مجموعة قصصية لها، أرسلتها لإحدى المسابقات التى تعلن فى الصحف، فــازت بجـــائزة فى المسابقة، لم يكـــتب على المظروف عنوان حتى يتم الإتصال بها، تستحق الجائزة بجدارة، ولكن يحول تسليمها لهـــا، لأنه لم يستدل عليها بعنوان.

*        *       *

حُب

ترقبت مجيئه من الخدمة العسكرية، ترددت فى الأعتراف له عن حبها، سمعت أن أهله يطلبون منه أن يرتبط بفتاة من القرية، أسرعت إليه لتشد أنظاره تجاههــا، لم يفكــر فى ذلك، لأنه مقــبل على عرض قوى فى الجــيش، كان يتحــدث كثيرا عن بطولات الجنود، فكرت فى حيلة، فوضعت صورتها فى جيب بذلته دون أن يشعر.

ســافر وبعد أيام أتصل على أهــله عبر الهاتف للبحث عن صاحبة الصورة ولكــن

دون إسم.

*       *       *

وداع

كان متكئا فجلس، عندما شـاهد أبيه مٌقبلا عليه، جالســــه بعض الوقت ليتحدث معه عن أمور الزراعة، وعن زواج أبنته الوحيدة وأخوته الصبية الأربعة، وكأن الرجل يودعه، حَّمــــل ولده الكبير البكرى الأمانة، لكن الأمانة كانت ثقيـلة، صلى ركعتين المغرب وذهب إلى فراشه مستريحا يتنفس الصعداء عندما وجد الإستجابة من أبنه، بعد العشاء كانت جنازته تخرج من الجامع الكبير.

*        *       *     

هزيان

كانوا أخوة رجـــالا ونساءا، وللذكر مثل حـــظ الأنثيين لابد من تنفيذ الشرع، لكن الرجال طمعوا فى الميراث، لم تنل الأنثيين حظهما فى المـــيراث، ولا وكيل لهما

إلا الله، أشتدت المشاحنات، كما أشتد عليهم المرض، عرفوا ما فعلوا فى أخواتهــم النساء، حشرجة سكرات الموت لازمتهم أياما وليالى، نصحهم شيخ الجامع برد ما أغتصبوه حتى تفيض روحهم بسلام، فعلوا وتنازلوا عن حقوقهم فخرجت الأرواح إلى بارئها.

*        *        *

مهمة

إلتفتت فوجدته خلفها، سألته بشغف، لماذا لم تذهب إلى عملك فى 6 أكتوبر، رد عليها بتلكأ، لكن بداخله فرحه غامرة، لم أسافر حتى أتـم مهمة عاجلة، لم يبوح لها عن نوع المهمة، ولكن كان قلبها يرقص فرحا، فهى تنتظر أن يتقـــدم لها، ســـاد الصمت وهو ينظر لها بتمعن، كان لا يهتم بها طول فترة الأجازة .

فى العشاء إنطلقت الزغاريد من بيته، فقد سلمه ساعي البريد خطاب الوظيفة.

                              *        *        *                             

ذكرى

إلتحق بالوظيفة وهو يعـــول أسرة، يأتى يوميا من محافظته ميت غمر عبر القطار، كان خفيف الروح، دعابته يرقص لها طوب الأرض، لم يحمــل هماً إلا هَــم مرضه الذى إبتلى به، كان عنده أمل فى غد مشرق، زوج أبنته بعد ما حصلت على الشهادة الجامعية، لم يمضى بعدها إلا شهور قليلة، كان بمثــابة أخ وصــديق وزميـل العمر، فارق الحياة فى الأربعين من عمره، حــزن عليه كل من عرفه، رغم أنه كان يكــره سيرة الموت، لكن الموت عجل به، ولم يبقى إلا ذكرى.

*         *        *

إعتزاز

فى الذكرى الأربعين لزوجها، مالت بوجهها على شاب، فغمزت له بطرف عينها، أتبعها حتى الشرفة، فاتحته فى الزواج، أعتزر، قــدمت له كل التسهيلات، إعتزر، عرضت عليه سكن فى منطقة أخــرى بعيده حتى يتجنبوا كلام الناس، إعتزر، بعد ثوانى جــاءته زوجته وجذبته من ذراعــه، تعالى حتى تذهــب معى إلى المستشفى

حتى أضع مولودك الرابع.

*         *        *

أمل

ربما عاهـــدته بأن تتزوجه، ولكنها فى قـــرارة نفسهــا لم تكن متأكدة من ذلك، فهو هوائى ليس جادا، درست أخلاقه جيدا، ودرست أحــواله، كان يواعــدها بأنه سيفعل من أجلها المستحيل، لم تلمس شئ من جانبه على أرض الواقع، طلبت منه أن يوفى بوعـده بتجهيز الشقة، وعـدها ولم يفى بوعده للمرة الثانية، قطار العمر يمر دون أن تشعر، أختفت أيام وظهرت بعدها، حضرت مراسم عزاءه جراء الإدمان.

*        *        *

تذكر

كانت شابه وهـــو فى الأربعين من عــمره، تزوجا عن حب، قضـوا سنوات جميلة أثمرت عن طفل صغير، كان دائما يتذكرها بأن تذكره بعد موته، أكــدت له أنها لن تنساه مهما طال الدهر، بعد سنوات وافته المنية، تذكرته شهور،بعدها رأت نضارة وجهها مازالت براقة ، وجــدت فى نفسها تميل إلى الزواج، عرفـت أحــد الجيران،

نست زوجها، أودعت طفلها دار الأيتام.

*        *        *

وجه

رأت وجهها فى المرآة، مازالت نضارة بشرتها مشرقة، إعترفت لنفسها بأنها ستكون ملكة متوجة، رفضت خُطاب كثيرون، مازالت تبحث عن فتى أحلامها، لم يأتى بعـد، سرقتها السنين، وجــدت خصلات الشعر الأبيض تبدأ فى الظهور، والتجاعــيد تخـط وجهها، أنزعجت، أرادت أن تتزوج، لم يتقدم فتى أحلامها، مــرت السنين منتظــرة، تأملت وجهها كلما نظرت فى المرآة، فاجأة  أختفى نضارتها .         

*        *       *

عين

عين الحسود فيها عود كما يقولون، بدأ يخفى ماله فى خزائن خاصة فى شركاته، بدأ يبيع شركاته الثلاثة ويكتفى بواحـــدة، حتى لا يحسده أحـد، قنن ماله فى مكان واحد، كأن أبتلىّ بالبخل، معتقــدا أن كل من ينظر إليه يحسده، عمل المستحيل ليمنع الحسـد عن ماله، وضع الخرز الأزرق والكف والخمسة والخميسه، أستيقظ فى الصباح على خبر لحريق هائل فى شركته الرابعة .

                          *       *        *                         

سراب

وضع نفسه موضع لا يحسد عليه، وجد نفسه أنه قادر على فعل كل شئ، أخذته العزة بالإثم، لم يحمد الله على النعمة التى أنعمها عليه بحب الناس له، أخطأ فى معاملـته مع الناس الآخرين، سكن الكبرياء قلبه، أنزله الله من النعمة، وأبدله موضع سوء،ضاعت كل جهوده سُدى، كأن ما فعه من خير سار (سراب)  .

*       *      *

إصرار

أشاحت بوجـــهها عنى، أتهمتنى بأننى أعرف إمرأة غــيرها، حلفـت لها لم تصدقنى، حلفت لها صدقتنى.

سألت نفسى لماذا  لم تصدقنى فى المرة الأولى وصدقتنى فى المرة الثانية .

إستفسرت منها، قالت : لأنك كنت مُصِر.

*       *       *

خديعة

كانت تطل بوجهها ثلاث مرات يوميا، كان قلبى يرقص فرحا عندما يراها، علمت من نظراتها أنها تحبنى، بدأنا نتهامس وكأننا عاشقان نهيم فى بحــر الحب، قررت أن أتزوجها، بعد أسابيع قليلة جاءها العريس التى تحلم به، واجهتها، قالت :

(مفيش بنت بتحب أتنين فى الدنيا)

إنسحبت.

*         *        *

الحرباء

تلونت كالحرباء، كانت تحظى بجمال براق، عرفتها بعدما يأسـت من حبى الســابق، وكانت أيضا قريبة من دارنا، فمن السهل أن أقابلها كل دقيقة والثانية، عرفـــت أنهـا على علاقة بآخر، لكن كنت أغالط نفسى، أحببتها وتمنيت الإرتباط بها، ظهر الحب الآخر لها بقوة، وجدت نفسى كأنما يُضحك علىّ، واجهتها، قالت لى :

(كل زير يبحث عن غطاة)..

إنسحبت .

*       *       *

الخنفساء

أستعرت منها كتاب، لأطلع على بعـــض المعلومات فيه، قــرأته، إنتابنى شعــور بالإعجاب بها، على أنغام موسيقى مـــداح القمر لعبد الحليم حافظ، أخذتنى أحلام وردية، طلبت الكتاب، كتبت لها كلمتان شكر فى ورقة ورسمت فى آخـــر حرف من أسمها قلب لعلها تحس بى.

فاجأة وجدت الورقة بين قدمى وأنا جالس مع أخيها، فقد وضعها دون أن أشعر.

إنسحبت.

*       *       *

الموت

الطرد اللذيذ على غرار فيلم الموت اللذيذ، رأينا بعضنا لأول مــرة فى زيارة لها عندنا، كان موضوع خطبتنا أسهل ما يكون، زرتها فى مسكنهــا فى المدينة، كنـا كروميو وجوليت، لكن بعد شهور تبدلـت من اليمامة الوديعة إلى الصقر الجريح، أتهمتنى بجهلى فى الميديا،هيئتى لم تكن كهيئة الشاب لتعجزنى طلبت أنتقال عش الزوجية فى مدينتها، وضعتنى بين خيارين، إما تنفيذ طلبهــــا أو الموت للأبــــد، ولا أنى أعرف مآسى المدينة، فضلت الموت للأبد.            

*        *        *

اليمامة

كانت كاليمامة الوديعة، على طريقة فاتن حمامة، كانت فى مثــل سنى، حــبوها زملائها فى المدرسة، توهموا أنها تفـضل أفضلهم، لكن قلبها لم يدق لأحد منهم، عندما كنت أتحدث معها بالمصادفة أخجل، ولا أستطيع تجميع كلمتين مفيـــدين، إلتحقت بالخدمة العسكرية بعد الدبلوم،عندما عُدت وجدتها تزف على أبن خالتها.

إنسحبت.

*        *       *

صبر

هجر قريته للبحث عن عمل حتى يجتاز فترة الفقر التى أنتابتة، سافــر إلى دولة فى الخليج بالمصادفة من إحدى الجرائد، عمل فيه وأستقر وضعه المالى، أرسل إلى والده المال المطلوب لتصليح منزله، بعث لأخوتة كى يلحقوا به.

داوم على الكد والكفاح حتى إنصلح حالة.

لم ييأس فإن بعد العسر يسرا.

*        *        *

ممثل

ممثل ليس من نجــــوم الشاشة، بل من نجــــوم الحياة، يبدع فى خــــداع الآخرين، حتى وصل به الأمــــر أن ينصـــــــب على أبن زميلة فى مبلغ كبير، حصـل عليه بالطرق الملتوية، لم يستيقــــظ ضميره فى  إسترداد المبلغ إلى صاحـــبه، عـــــذبه سوء نيته، فى جســـــده، فى ماله، فى معاملته مع الآخرين حــــــتى كــاد لا يهـنئ براحة .

وافته المنية وهو ما زال مديونا للآخرين.

*         *        *

قصص قصيرة جدا.. بقلم/ فوزى اسماعيل

 

ضريبة

كان قد تزوج مؤخرا، صديق حميم له جالسه قبل الزواج بيومين، وتركه وسافر، لــم يستطع ممارسة حياته الزوجية على أكمل وجه، يأس من العلاج المتواصل، وكثـــرة تردده على الأطباء، عـــاد صديقه من الخارج بعــد عامين وجالسه فى نفس المـكـان الذى جالسه فيه قبل سفره، أعترف له بأنه كتب له على نجمه من نجوم السماء،حاول معه لفكه، إستجـــاب له، أسـرع إلى زوجته لكى يرى صدق كلامه، فعــل، عـاد إليه وأطلق عليه الرصاص.

*        *       *

عناد

عمــل بوظيفة عامــل، قفز على ســن الأربعين من عمـره، رغم أنه ميسور الحال، جهز شقته على أكمل وجه، لا ينقصها إلا الزوجة، صمم على زوجة ذو مواصفات خاصة، أول هــذه المواصفات إنها حاصلة على مؤهـل عال، كيــف وهو لا يحظى بتعليم جامعى أو متوســط، صــبر حتى الفـرج يأتيه، أمامه فرص ليختـار أفضلهم، هوس عقـله فى شراء الأرض، عدى سنه القانوني للزواج، رغم أن الرجل لا يعيبه سنه، كل الأراء أجمعت بأنه لا يصلح للزواج من بكر، وإنما من أرملة أو مطلقة.

*         *        *

المبتكر

إلتحق بالوظيفة فى الستينيات، كان مثــال الموظف الكوفئ، كان يستحــى أن ينظر فى وجــه إمرأة، عُـرف بأمانته وإخلاصه وتفانيه فى العمل، يبتكــر ويصنع وكأنه أستاذ فى مهنته، علم أولاده معنى الإخلاص فى العمل، لم يذكر أسمـــه بعـد وفاته إلا وترحم عليه الحاضرين، خلف من بعده ذكرى لا تنسى، حتى فى مماته مازالــت إبتكاراتة تعيش حتى الآن.

*       *       *

وجهين

ألمت بكل إسوداد الدنيا على رأسها، لفــراق زوجه، كالذى  يبدو المعبود لديهـا، بعد فراقه بأشهر قليلة، تبدلت حالة الحزن عندها، بل ذهـب إلى بلا رجعة، بحثت عن زوج آخر، لم تتذكر زوجها إلا قليل، فقط من أجل أولادها، بناتها الثلاثة بدأوا يتركوها وحـيدة بلا أنيس بعد زواجهن.

متسائلة نفسها، هل سأبقى فى الدنيا بلا أنيس.

تجنبت كلام الناس لكنها فى قرارة نفسها تنتظر الزوج الثانى.

*       *       *

وَّهم

تفننوا فى الوّهم، أراد أحدهم أن يبيع ماشيته التى فى لغة السوق عجوز عجفـاء، بردوا قرونها بمبرد، وركبوا غيرها، لصقوا ذيلها، لم تجد الماشية بُد إلا الفرار، أسرع صاحبها خلفها للإمساك بها، كلما أمسكها أحد سقط قرنها، وأزيل ذيلهــا،

أنطبق عليها المثل القائل بالعامية :

(حلق حوش ولا تمسكشى)..

*        *        *

داء

تبدوا كالوردة اليانعة، تطل بسحنتها كل صباح لترى جمالها فى المرآة، تزوجت منذ أربعة أعوام، رزقها الله بولد فأبقت عليه، لم توافق على أكثر من ذلك حتى لا يضيع شبابهـا، العزوة هى الثــروة، هكذا سمعت من أمها وحماتها، لم توافــق على رأيهــن مـــرت سنوات، ظهـــر المرض عليها، نصحهــا الأطباء بإستئصال الرحــم، فعلت، وفرحت، لم أجهد جسدى بعد اليوم.

بعد فراق زوجه أعجبها  الزواج العرفى.

*        *        *

البشوش

منذ أن وطأت قدماه الوظيفة وهو حسن الخلق، وكأن وجــــهه مبتسما دائما، عنــــدما تفتش فى قلبه لا تجد ضغينة لأحـــد، يعمل سائقــــا رغـم أنه فى قطاع آخــر غـــــير قطاعنا، لكنه لا يفرق بين هذا وذاك، خـدوم بلا منــازع، فارق الحياة مبكرا، مازالت رائحته تملئ المكان.

*        *        *

شك

ذهبت لتلوم صديقتها فيما تقول عنها، مازالت تزرع الشوق بينها وبين زوجها، رغم أنهما صديقتان منذ صغرهما، فتشت عن شئ قد قالت لها عنه، تبدلـت معاملتهما إلى الأسوء، لم تسلم من مهاجمتها لها، قــررت أن تكشف الحقيقة، أرتبك زوجهـا عندما كلمته عن أمـر صديقاتها، شكـت فى الأمر، تتبعته عندما أسـرع إلى الخارج، دخلت عليه فى شقة مفروشة، وجدته فى أحضان زوجها.

*         *        *

القضبان

لم يجد حل إلا ترك المكان، فقد نهرته زوجته فيما بدر منه عندما طلبت منه أن يستلف مبلغا لشراء أجهزة كهربائية مثل جارتها، أعتذر لها بشدة، غاب عن المنزل ساعات، جاءه زميله وترك له مبلغا من المال فى حقيبة ليسلمها لحسابات الشركة، وكأنما فرج عليها كربتها، حققت رغبتها وأشترت ما يلزمهــا، جاءها خــبر بأن زوجهــا خلــف القضبان.

*        *        *

صدفه

كانت تعمل فى مصنع لتغليف الموالح، أحبت شابا يكبرها بعامان، وجدت نفسها أنها لم تستطيع أن تعيش بدونه، إتفقا على الزواج، كانت أختها المطلقة تعمل معها وتعرف بالعلاقة، وافقت.

فى اليوم التالى أعترف الشاب لوالده عن كل شئ، رحب بطلبه، لكن رغم أنها من بلد أخرى لم يعرف أبيه عنها شيئا، بالمصادفة كانت شقيقة والده تزوره، وضحت له أمر الفتاة، بالمصادفة كانت تسكن فى المنزل المقــابل لها، رفضت بشـــدة، لأن والـدهــا أستطاع أن يطلق أبنته الكبرى من زوجها.

*          *         *

حنين

زادت عليه طين وبله، لو كان الله يريد أن يستجيب لدعواتها عليه لنسفه نسفا، تزوج عليها زوجة أخيه المتوفى، يرعى أبنائها مع أبنائه، رغــم أنها لم تطيق هــذه الزيجة، لكن كل دعــواتها كانت من وراء قلبهــا، أمتحنه الله فى حــادث بسيط، هرولــت إليه وبكائها لم ينقطع، عرفت قدر زوجها ولو كان (عظم فى قفة) .

*          *          *

إعتذار

ربما تكون المرأة التى أتت إلى زوجتى تقول لها أنها رأتنى أسير مع ما تدعى ماجى، فعندما عُدت إلى البيت رأيت زوجتى غاضبة، فحلفت لها أنها زميلة لى فى العمل فقط، فتذكرت ما قولته عنها ذات يوم ، حتى أعتذرت لى.

                                        *         *        *

جنون

كانت تطلب منى المزيد من المال، وهو موظف بسيط ، لشراء فستان قد أعجبها فى الأتيلية، واليوم تنتظرة فى الساعة المحددة لرجوعه، فلم يرجع وأنتظرت ساعة أخرى فلم يرجع، وساعة أخرى فلم يرجع، بعدها جاءها الخبر، أذهبى إلى زوجك فى مستشفى الأمراض العقلية.  

                                                        *       *      *

مصير 

أمسك موظف الصحة القلم، كتب، كانت البداية فى عام 1905م أتولد، فى النهاية كتبت الملائكة فى عام 1990 توفى.

                                                            *        *       *

مَسك

كانت تتباهى بشبابها، تقضى أمام المرآة ساعات تصنع لوجهها مسكاً، مرت سنوات تكاسلت عن صنعه، ظهر وجهها بلا تزييف، شق وجهها التجاعيد وشعرها زاده تعقيد.

 

                                                           *       *       *

الجنتل 

كان يعرف فى المنطقة بالجنتلمان، يصرف على أصدقائه بصورة مفرطة، بعد أيام أصابته وعكة صحية، طلب الطبيب من أصدقائه سرعة نقله إلى وحدة علاج الأدمان، بعد لحظات لم يجد الطبيب من يضمنه.

                                           *       *     *

                                 ورث

ترك الأب ثروته لأولاده الأربعة، تكفل بها الأخ الأكبر، على أن يحسن توزيعها، كان من ضمنهم أختهم التى تزوجت مؤخرا، تراجع عن أعطائها ورثها المستحق، زوج شقيقاه الباقيان، عند توزيع الورث، قدم لهم مصروفات تفوقه.

*        *       *

نية

طلت من الشرفة فوجدته وسيم، حدثت أصدقائها عبر الهاتف بأنه آتى إليها فتى أحلامها، فقد حدثتها العائلة عنه قبل ذلك، قدموا له واجب الضيافة، بعد لحظات طلب منهم أن يخلوا المنزل لأنه أشتراه من صاحب العمارة.

*       *      *

قصص قصيرة جدا/ بقلم / فوزى اسماعيل

 

شهيد 

ودعها ليحارب العدو، كانوا على موعد لإتمام زواجهما، أذاعت الإذاعة نبأ النصر، أنتظرته فى نفس المكان بفارغ الصبر، جاءها شهيد.


*       *      *

قدر

توفى زوجها فى حادث، وفى كنفها ثلاثة أولاد، لم يكن لديها دخل، لأنه كان يعمل حرا، مازال أولادها صبية، وطأت قدماها جميع المحلات للبحث عن عمل، لكن دون جدوى، تزوجت من رجل مٌسن لكى تضمن بقائهم.

*       *       *  

مقابلة

تقابلا فى ظروف غامضة، تركها ولم تعرف عنه شيئا، أنتظرته حتى يعود ويبوح لها عن سر أبتعاده عنها، تزوجت من أخر بعد إلحاح من أهلها، تصادفا وعاد إلى نفس المنزل التى تعيش فيه، تبين لها أنه شقيق زوجها.

*       *       *

                              تواصل

كانت من عشاق أبيها فى كتابة الروايات، قـــرأت كل رواياته التى بلغت مئة وخمسة وأربعون رواية، كأنها شربت من نهــر رواياته الرومانسية، مسكت القلـــــــم وكتبت الرواية المائة وستة وستون، استكملت مسيرته ففازت بجائزة البوكر.

 

*       *       *  

تورث

كان يعول أربعة أولاد، لكنه كان جهوم مع المحيطين به، ينفعل لأتفه الأسباب يتصارع مع هذا وذاك، من خلفه أولاده الذى ورثهم الغلظة والإنقضاض على المتشاجرين معه، توفى وتركهم لم يتخلصوا من هذا الورث الأسود، مازالوا يعيشون على ورثة، حتى كرههم الناس.

*       *       * 

الجريئة 

لم يكن حظها مناسبا فى التعليم، بحثت عمل أولا، استقرت فيه وتزوجت، بدأت لرسم طريقها الصحيح، بدأت فى تكميل دراستها بالمصاريف، مرت السنين وحصلت على مؤهل عال، بعد أشهر قليلة جاءها خطاب التسوية فتقلدت منصباً مهماً.

*       *       *  

خضوع 

خضعت لزوجها خضوعا تاما، لعب بها كالكرة، ظل يستنزف منها المال الذى تتلقاه من عملها، رغم أنه يعمل فى وظيفة مرموقة، وتزوج غيرها، كانت تصرف على أولادها الثلاثة حتى الزواج، لم يساعدها بل داينها أكثر من اللازم، تدعى عليه بأغلظ الدعاء، لكن تكره من يقول آمين.

*       *       * 

قــلم 

كان فى يدها ورقة وقلم، شاهدت الجريمة من شرفتها ودونتها لحظة بلحظة، حتى رسمت صورة للجانى الذى هرب، لم تستدل الشرطة على الجانى وكادت أن تقيدها ضد مجهول، قرأت ذلك فى الصحف، لم يتركها ضميرها فى إظهار الحقيقة، ذهبت على الفور إلى النائب قدمت له الأدلة، تم القبض على الجانى وتصدرت صورها صفحات الجرائد ومواقع الإعلام.

*       *       * 

ضرر 

لا ضرر ولا ضرار، هكذا قال الشيخ عندما كان يصلح بين الزوجين، والخروج بالمعروف يرضى الطرفين، رغم إن الزوج كان مغلوب على أمره، ناشدها بالإصلاح فلم يفلح، ناشدها أيضا بالعدول عن رأيها فى الطلاق فلم يفلح، بعد دقائق جائهم خطاب من عشيق لها ينتظرها بعد أن تتحرر، علم الشيخ بأن هناك ضرر واقع على زوجها، فأفتى بأن تخرج دون حصولها على مستحقاتها.

*       *       *

قصص قصيرة بقلم/ فوزى اسماعيل


بُعد 

رغم المسافة الطويلة بينهما ظل يحبها ويعشقها، هى أيضا تبادله نفس الإحساس، عندما ظهرت ميديا الهواتف فى إظهار ماوراء الكاميرا، كانت تلتقطه وهو أيضا من آن لأخر وكأنهما قريبان من بعضهما، ظلوا على هذا المنوال أشهر، بالمصادفة كانت كاميراتها مفتوحة، رأى الكارثة وهى تتدلل على غيره، فعلم أنها تخونه، أغلق هاتفه وتخلص منه.

                   *       *       *                  

زينة 

خرج عليهم بزينته، فوجد نفسه بين حشد كبير يطالبه بخدمتهم، فوافق ووعدهم حتى كاد حلقه يجضم من كثرة أقاويلة، أنتخبوه ونال غرضه، مر عام وراء عام ولم يزور الدائرة مرة واحدة، فقد شغله أعماله حتى أنقضت مدة البرلمان، عاد إلى وعوده مثل ما قال فى الدورة السابقة، أبتعد عنه العقلاء، أما المنتفعين فظلوا ينادون فى مالطا.

*       *       * 

تعـــود 

أعتاد أن ينظر إليها كل صباح من نافذته، قاده الشك بأنها ملزمة الفراش لشئ ما يمنعها من فتح النافذة اليوم، ظل واقفا مدة طويلة حتى تفتح النافذة فيراها، كما يراها يوميا، اليوم طال إنتظاره، بحث عنها بين فتحات النافذة التى كانت تفج بالنور، فاجأة أضاءت الأنوار، فتحت النافذة على مصرعيها، كانت أمها تهم بهذه المهمة فوجدها على مقعد متحرك.

*       *      * 

شعور

بادلها نفس الشعور، كان يبلغ من العمر أربعون سنه، وهى فى العشرون من عمرها، كانوا يهيمان سويا فى الحب عندما يتلاقيان كل شهر مرة، بحكم أنه يبعد عنها بمسافة طويلة، تركها مدة طويلة عندما ذهب إلى مأمورية، أحست بولع الحب مع شاب أخر فى سنها، رجع من المأمورية فوجدها تزف.

*       *      * 

أعتراف

أعترفت له بصدق حبها بعد ما جاء ليعاينها، فقد أتصلت به أمه هاتفيا لأنها وجدت ما يبحث عنها، كانت على قدر ضئيل من الجمال تملك عقار وبعض من المال فى البنوك، لكنها أخفت ذلك عنه لكى ترى مدى أعجابه بها، فوافق على ما قالته، وتزوجا، بعد أيام من زواجهما أعترفت له عن الحقيقة، فقهقه ضاحكا قائلا لها : لقد سألت عنك قبل أن يتم الزواج

*       *      *

 

الجمعة، 4 أكتوبر 2024

جزء من كتاب/ ثقافة الاختلاف وقبول الاخر تأليف/ فوزى اسماعيل

                                                            الطمع فى النفس البشرية

هناك أنواع عديدة للنفس البشرية، فمنها الطماعة ومنها القنوعة ومنها الغرورة ومنها الطيبة ومنها الشريرة، والمتشبعه والجحودة وغيرها وغيرها من الصفات الحميدة والخبيثة.
وإذا بحثنا فى كل منها أو عرفنا خصائص كل نوع من هذا لنجد الكثير من الأسرار والعجائب التى تبهر العين وتحير العقول.
والنفس البشرية متقلبة بطبيعتها تكره وتحب، وتنسى وتتذكر وهناك من تراها غاضبة ومن تراها فارحه ومستبشره، والطماعة وهو حديثنا عنها، هى من لا تمتلئ قناعة الإنسان بما يقسمه الله له، فهى ميوله للطمع والجشع دائما، فى حب السيطرة على مجريات الأمور، ومحاولة فرض الذات، فالطمع من أسوء رذائل الإنسان فتلصق به عند نظراته لما فى أيد غيره، لأن الطمع يجعل غرائز الإنسان تتجه إلى غرورة فى جمع المال مثلا، فلو كان للإنسان جبل من ذهب لتمنى الثانى، وأيضا هناك مقولة يعلمها الكثير، وهى الطمع يقل ما جمع، فطمع الإنسان للأشياء تجعل النظرة إليه شهوة وبعدها حقد وبعدها كراهية ونبذ الذات، ولم تهدأ غريزته إلا تملك هذا الشئ.
وهناك مقولة أخرى وهى : لا يملئ عين أبن آدم إلا التراب.
والطمع ليست صفة، ولكنه رذيلة سيئة عند الإنسان، فلا يخلوا لإنسان على وجه الأرض إلا وفيه غريزة الطمع،، ولم تزول هذه الرذيلة إلا بالقناعة، والطمع يطمث القلوب، وهو من بُعدّ عن الله عز وجل، فالطمع يكتسح قلب الإنسان لأن لا مكانة للضمير، فالضمير الحى يمنع غزيزة الطمع وأن تطغوا على أفعاله، لكن الطمع يطرد الرحمة من القلب، لأن الطمع والرحمة لا يجتمعان فى قلب البشر، فإذا وجدت الرحمة أو الضمير، لا تجد للطمع مكانا، وكأن الحسنات تطارد السيئات، فكم من طامع جمع مالا وعدده لكنه لم يفلح، وكم من مُطمع ذهبت ثرواته سُدى، مثلما حدث لقارون، جمع ثرواته ولما طلبوا منه الأنفاق قال أنه هو الذى جمع هذا المال، فقد نسى قدرة الله عليه، لذلك خسف به الله وبداره الأرض.
فالطمع عادة سيئة إذا أصيب بها الإنسان كان له وباءا فى حياته وفى معاملاته مع الآخرين، وكان منبوذا من رحمة الله.
فالنفس البشرية لا تخلوا من هذه الرذيلة السيئة، وكثيرا ما نراها الآن فى واقعنا الحاضر، نراها فى الأخ الأكبر الذى يريد السيطرة، نراها فى عائلات ترفض أن ترث الأنثى حتى ولو ملكوا مال قارون.
وعادة الطمع والجشع نراها أيضا فى كثير من الحياة المختلفة، نهيك عن تعامل السائقين بين بعضهم البعض، والصراع اليومى الدائر بين السائق والراكب، فى رفع الأجرة إجبارى، فى ركوب الزبائن دون العدد المحدد للسيارة، السطو على دور غيره، تحصيل الأموال عنوة من السيارات تحت التهديد، الإتاوات فى المواقف وخروج ودخول السيارات من المدينة، والكثير والكثير.
فكلما طمثت قلوبهم بالطمع والجهالة ازدادوا أكثر فى تفشيها بين الناس، بجهالة مفرطة، وملفته للنظر، إن الطمع داء هذا العصر، وداء خبيث يصعب التخلص منه، علينا وعلى كل البشر مهما اختلفت أجناسهم، وعلينا أن نتخلص منه بالطرق العلمية، والطرق الشرعية، بالرجوع إلى الله وإلى الصلاة وامتلاء المساجد بعمارها، والإسراع إلى اتباع نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واتجاه نيتنا إلى الله عز وجل فيزيل الطمع من قلوبنا.
فإذا ظهر الطمع بين الناس زالت رائحتهم، وإذا زال الطمع بين الناس كانت رائحتهم كرائحة المسك، فصفوا قلوبكم أولا من الضغينة تتخلصون من الطمع، ومن تخلص منه تعيشون بسلام، ومن لا يرضى بقضاء الله وقدره فيعيش عمره تعيسا إلى يوم الدين.
وإذا كان الطمع قد بدل الإنسان الذى بفطرته يسير على نهج الإسلام وتعاليمة إلى الطمع فى الأخرين، فلا يمكن أن يصف هذا الإنسان بالفضيلة، بل يصف بالرذيلة التى تؤهلة لمقعد فى النار، والطمع ليس من سمات المسلم الحق، فالمسلم الحق هو الذى يتخلص من هذا الداء كما يتخلص الثوب الأبيض من الدنس بالماء والبرد، فالقلب محله التقوى، ولا بد للإنسان أن يحب لأخيه كما يحب لنفسه.
وما أكثر الطماعون فى هذه الأيام ،فلو ملك أحدا جبل من ذهب لتمنى الثانى، وهذه الغريزة لا ينبغى لها أن تكون فى مسلم، لآن المسلم يعلم جيدا بأن القناعة كنزا لا يفنى كما أوضحنا سلفا، وأن الطمع يقل ما جمع، فلو كان الإنسان قنوع بما قدره الله له يكون من السعداء، لآن ماله وتجارته تنمى من حلال، فالله تعالى حثنا على السعى إلى الرزق الذى هو من حلال، حتى تعمر الأرض بالخيرات ولا يعمرها فسادا، فغريزة الطمع لا تجدى للإنسان بشئ، حتى أنه يكون من المنبوذين من أصدقائه وجيرانه وعشيرته.
لذلك فإن غريزة الطمع هى نقمة على الإنسان بالدرجة الأولى، فلما لا نقنع بما قدره الله لنا، وأن نكتسب من حلال.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...