ردا على إبراهيم عيسى
ساقتنى الغيرة بأن أرد على الإعلامى
إبراهيم عيسى، الذى صرح عبر وسائل الإعلام بأنه دخل صيدلية وجد بها الصيدلى يقرأ
القرآن الكريم، بدلا من أن يطلع على معلومات صيدلانية تفيده، ولقد اشمئزيت من هذا
الموضوع كثيرا كغيرى تماما، لأن إبراهيم عيسى إعلامى ويدرك الكلمة جيدا، لكنه بهذا
التصريح جعلنى أغير وجهة نظرى فى شخصه، لأننى لم أفهم لماذا قال ذلك فى أمر لا
ينبغى ألا يخوض فيه، فهو لا يعجبه بأن الصيدلى يقرأ القرآن الكريم وكان من الأحق
بأن يقرأ معلومات تخص الدواء، حتى هاجمه كثيرا من المعلقين على الخبر فور نشره، ولقد
أنساق إبراهيم عيسى إلى منطقة محظورة، لا يستطيع أحد مهما كان أن ينهى شخص عن
قراءة القرآن الكريم فى أى مكان، وقد كان الصيدلى يقرأ القرآن فى وقت فراغه، أى
عند توقف المرددين على الصيدلية لطلب الخدمة، فهو أراد أن يقرأ آيات من القرآن
الكريم حتى يأتيه زبون لطلب الدواء، وهذا كان لا ينبغى على إبراهيم عيسى أن لا يقول
ذلك، لأنه ليس من حقه أن يفرض عليه ولا على أحد أن يفعل ما يريد هو، بل الصيدلى له
الحق فى اختيار ما يريده فى القراءة فى أى من المجالات، منها القرآن الكريم إن
شاء.
حتى إن بعضا من الإعلاميين زملائه لا
يرضيهم هذا، حتى بينوا له عن خطأه، ولم يفهم أحد إن كان قول إبراهيم عيسى كان يقصد
أن ينبه الصيدلى على زيادته فى معلومات عن الدواء، أو أنه ينهيه عن قراءة القرآن
الكريم أثناء عمله، وإذا كان مقصده بالفعل، فإن إبراهيم عيسى ليس له الحق فى ذلك،
وإذا كان كذلك كان من الأحرى أن يتناقش هذا بينه وبين الصيدلى حتى يفهم مقصده، ولم
يعلنها على الملأ هكذا، فهذا يدينه إدانة شديدة أمام الرأى العام، وهذا ما كان.
أننى أرى فى ذلك تصرفا معيبا من هذا
الإعلامى الذى سمح لنفسه أن يقول ذلك، وكان من الأحرى أن يفكر قبل أن يقذف الصيدلى
بهذه الكلمة، ولم أسميها فرقعة إعلامية، لأنها جاءت دون قصد من إبراهيم عيسى، وكان
ينبغى أن يعتذر لأنه أساء فى حق الصيدلى أولا، ولكنه تجاوز حدود اللياقة بالحديث
عن هذا الموقف عبر وسائل الإتصال الإجتماعى، والتى أحدثت هجوما عنيفا فى حقه.
يلزم ميثاق الشرف الإعلامى بأن يصدق
الإعلامى القول أولا قبل أن يخوض فى قضية من الممكن أن تكون مثيرة للرأى العام،
وكان من الممكن ألا تنتهى إلا بصدام عنيف سيكون مردوده مؤلما عليه.