الاثنين، 13 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

ردا على إبراهيم عيسى

ساقتنى الغيرة بأن أرد على الإعلامى إبراهيم عيسى، الذى صرح عبر وسائل الإعلام بأنه دخل صيدلية وجد بها الصيدلى يقرأ القرآن الكريم، بدلا من أن يطلع على معلومات صيدلانية تفيده، ولقد اشمئزيت من هذا الموضوع كثيرا كغيرى تماما، لأن إبراهيم عيسى إعلامى ويدرك الكلمة جيدا، لكنه بهذا التصريح جعلنى أغير وجهة نظرى فى شخصه، لأننى لم أفهم لماذا قال ذلك فى أمر لا ينبغى ألا يخوض فيه، فهو لا يعجبه بأن الصيدلى يقرأ القرآن الكريم وكان من الأحق بأن يقرأ معلومات تخص الدواء، حتى هاجمه كثيرا من المعلقين على الخبر فور نشره، ولقد أنساق إبراهيم عيسى إلى منطقة محظورة، لا يستطيع أحد مهما كان أن ينهى شخص عن قراءة القرآن الكريم فى أى مكان، وقد كان الصيدلى يقرأ القرآن فى وقت فراغه، أى عند توقف المرددين على الصيدلية لطلب الخدمة، فهو أراد أن يقرأ آيات من القرآن الكريم حتى يأتيه زبون لطلب الدواء، وهذا كان لا ينبغى على إبراهيم عيسى أن لا يقول ذلك، لأنه ليس من حقه أن يفرض عليه ولا على أحد أن يفعل ما يريد هو، بل الصيدلى له الحق فى اختيار ما يريده فى القراءة فى أى من المجالات، منها القرآن الكريم إن شاء.

حتى إن بعضا من الإعلاميين زملائه لا يرضيهم هذا، حتى بينوا له عن خطأه، ولم يفهم أحد إن كان قول إبراهيم عيسى كان يقصد أن ينبه الصيدلى على زيادته فى معلومات عن الدواء، أو أنه ينهيه عن قراءة القرآن الكريم أثناء عمله، وإذا كان مقصده بالفعل، فإن إبراهيم عيسى ليس له الحق فى ذلك، وإذا كان كذلك كان من الأحرى أن يتناقش هذا بينه وبين الصيدلى حتى يفهم مقصده، ولم يعلنها على الملأ هكذا، فهذا يدينه إدانة شديدة أمام الرأى العام، وهذا ما كان.

أننى أرى فى ذلك تصرفا معيبا من هذا الإعلامى الذى سمح لنفسه أن يقول ذلك، وكان من الأحرى أن يفكر قبل أن يقذف الصيدلى بهذه الكلمة، ولم أسميها فرقعة إعلامية، لأنها جاءت دون قصد من إبراهيم عيسى، وكان ينبغى أن يعتذر لأنه أساء فى حق الصيدلى أولا، ولكنه تجاوز حدود اللياقة بالحديث عن هذا الموقف عبر وسائل الإتصال الإجتماعى، والتى أحدثت هجوما عنيفا فى حقه.

يلزم ميثاق الشرف الإعلامى بأن يصدق الإعلامى القول أولا قبل أن يخوض فى قضية من الممكن أن تكون مثيرة للرأى العام، وكان من الممكن ألا تنتهى إلا بصدام عنيف سيكون مردوده مؤلما عليه.

  

الأحد، 12 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

أسطورة الشيخ مصطف إسماعيل.. باقية

سيظل الشيخ مصطفى إسماعيل أسطورة التلاوة فى مصر والعالم العربى والإسلامى متربعا على عرش التلاوة، وسيظل صوته خالدا يشدوا فى سماء التلاوة، فرغم مرور أعوام كثيرة على وفاته إلا أن مستمعيه مازالوا حتى الآن يتابعون تسجيلاته النادرة، ولقد كان القارئ المحب لكل من سمعه علامة بارزة فى مصر والعالم الإسلامى، لأنه صاحب حنجرة ذهبية فاق بها كل التخيلات، ولأنها موهبة من الله منذ نشأته، فقد ولد فى السابع عشر من يونيو عام 1905، وتربى بين أحضان عائلته التى أبعدته عن فلاحة الأرض ليتفرغ لحفظ القرآن الكريم فى القرية، وقد حفظ القرآن الكريم كاملا وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره، مما دفعه جده المرسى إسماعيل رحمه الله بأن يداوم على الحفظ، فذهب إلى أكثر من كتاب فى القرية والتى كانت تشتهر بالكتاتيب، وراجعه له الشيخ أدريس فاخر الذى كان حينئذ مفتشا للكتاتيب فى القرية، وأجاد الشيخ مصطفى القراءة وحفظ القرآن الكريم، وكانت الفرحة عارمة للأسرة، وكانت الصدفة قد قادته إلى أول تعارف عليه فى عالم القراءة، حيث كان جده فى زيارة لأحد أقاربه فى طنطا، وكان الشيخ مصطفى مع جده وقتها، حتى ذهبا إلى مسجد عُطيفة ليصلوا صلاة العصر، هذا المسجد كائن فى ميدان الساعة حتى الأن، ثم أذن الشيخ مصطفى للصلاة والذى جاء صوته يفوق ما تصوره الحاضرون، وبعد أن قضيت الصلاة طلب منه الحاضرون أن يتلو القرآن، وجاءت التلاوة مبهرة، حتى دنا إلى جده شيخ من علماء الأزهر أنذاك، نصحه بأن يكمل مصطفى تعليمة فى المعهد الأحمدى بطنطا، وبالفعل إلتحق بالمعهد الأحمدى، وصار أيضا قارئا للسور فى المسجد البدوى، ثم سافر إلى القاهرة، وكان القدر يسوقه إلى عالم الشهرة، فإذا به كان يفصل ملابسه عند ترزى عربى فى خان الخليلى، وبعدها كان يسير فى شارع خان الخليلى إذ رأى يافطة مكتوب عليها أسم رابطة القراء، فدخلها وسأل عليها ثم أستقبله الشيخ محمد الصيفى وطلب منه الشيخ مصطفى الإنضمام إلى الرابطة، فرحب به الشيخ الصيفى، وسمع بعضا من تلاوته لكى يعرف أنه قارئ فى مديرية الغربية، وبعد ماتعرف عليه رحب به عضوا فى الرابطة.

ثم طلب منه الشيخ الصيفى أن يحيى ليلة الإحتفال بالمولد النبوى الشريف بدلا من الشيخ الشعشاعى الذى مرض، وكانت التلاوة تذاع عبر أثير الإذاعة المصرية، وسمعها الملك فاروق الذى أسرع فى طلبه.

كان من قبل أن تنقل الإذاعة صوته، دُعىّ الشيخ مصطفى إلى عزاء أحد أعيان طنطا من خلال الشيخ القصبى، وهذه الليلة كان الشيخ محمد رفعت يقرأ فيها، فلما ذهب الشيخ رفعت للإستراحة، صعد الشيخ مصطفى على الدكة ليقرأ، حتى نهره أحد الحاضرين، قال له الشيخ القصبى بأنه مدعو للتلاوة، وقد أعجب به الشيخ رفعت فى هذه الليلة وأثن عليه وشجعه على مواصلة التلاوة.

أما الملك فاروق فقد طلب منه أن يكون قارئا للقصر الملكى، وأن يحيي حفلات رمضان التى كانت تقام فى قصر رأس التين بالأسكندرية طوال شهر رمضان المبارك، وبعد أن ذهبت الملكية وجات الجمهورية، لم يتركه الرئيس جمال عبد الناصر فقد أحى الشيخ مصطفى جميع حفلاته، وكرمه الرئيس جمال عبد الناصر فى عيد العلم ومنحه وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى مع كوكبة من العلماء، وأيضا الرئيس السادات الذى أصطحبه معه فى زيارته للقدس وقرأ فيها الشيخ مصطفى قرأته المشهورة، وقد منحه الرئيس السادات وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى، كما كان صديق شخصى للرئيس السادات، كما كرمة أيضا الرئيس حسنى مبارك بعد وفاته، وقد زار الشيخ مصطفى إسماعيل الدول العربية والإسلامية ونال منها جوائز، وكان صوته يعلو فى الأفق، ولقد كانت حياته حافلة بالتشريفات فى مصر والدول العربية التى أحسنت أستقباله أينما ذهب، ولقد جاء بمدرسة أتبعها كثيرا من محبيه وصاروا على نهجه، حتى أنها باقية حتى يومنا هذا، كما قال عنه الكثير من المحللين بأنه يصور القرآن تصويرا فيجعلك فى أعلى علين فى آية الجنة، ويجعلك أسفل السافلين فى آية النار، وما زالوا مستمعيه يتجرعون من كأس التلاوة البارعة التى وهبها الله له، حتى وإن شربوا من تلاوته كماء البحر لا تشبع ساقيها.

رحم الله القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل فى ذكراه الذى وافته المنية فى عصر يوم السادس والعشرون من ديسمبر عام ألف وتسعمائة وثمانى وسبعون من الميلاد، ودفن فى منزله بميت غزال.

 

 

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل


الناس والأتوبيس

حلم المواطنين فى أن يسافروا إلى أعمالهم بالأتوبيس، وليكن ما يكون بديلا للمكروباص، الذى كاد أن يستغلوا الموقف الصعب فى ساعة الزروة، بأن يفرضوا رأيهم على الراكب، وهذا ما يرفضه الكثيرون من المواطنين فى مختلف المواقف، خصوصا الخطوط الطويلة، وقد كان المكروباص يستفز الراكب ويستنزف أمواله، لأن سائقه كادوا أن يكونوا طماعين، فمنهم أن يأخذ الطريق على ثلاث مراحل، من وإلى ومن وإلى ثلاث مرات ثم يضطر الراكب إلى إستقلال المكروباص مرتان أو ثلاثة حتى يصل إلى عمله، وقد كانوا فى صراع إلى جمع المال الحرام، لأن ذلك يعد انتهازا للفرص.

والأتوبيس الأن هو الحل الوحيد فى حل هذه المعضلة، لأنه يقطع الطريق مرة واحدة وبأجرة واحدة، ليس مستغلا كالمكروباص الداخلى الذى أنعدم فيه الضمير والإنسانية، وبذلك يستقله المواطن وهو مطمئن ذاهبا إلى عمله.

وكل ذلك على مرآى ومسمع من رجال المرور ولم يتخذوا ضدهم شئ، بل تاركينهم يفعلون ما يريدون.

لذا فإن الحل الوحيد هو نزول الأتوبيسات وبكثرة وانتظامة فى العمل، مما يريح المواطن كثيرا، وليست معضلة من مسئولى المحافظة أو من النقال العام، عندما يخصص مجموعة أتوبيسات لجميع الخطوط المكتظة بالركاب، حتى تنفك هذه الأزمة، الأزمة التى تتفاقم يوم عن يوم تحديدا عندما تبدأ المدارس والجامعات.

وكادت سيطرة المكروباص تهيمن على هذه الخطوط، ولا ينبغى أن تكون كذلك، تكون الخدمة فيها سيئة للغاية، ولأن عدد الطلبة كبير على الخطوط المتجهة للجامعات ومحطات القطارات، فكل منهم يريد السفر إلى جامعته التى تكون خارج المحافظة، وأيضا الموظفين عموما كل منهم يريد اللحاق بمكان عمله.

هذا المطلب ليس مطلبى أنا فقط، بل كل فيئات الموظفين والطلبة، لأن طريقة تشغيل المكروباص بهذه الطريقة لا تسر عدو ولا حبيب، فهى طريقة سيئة لا بد وأن تقلع عنها لكى يتم تشغيل الخدمة بشفافية وعدم أستغلال الناس، لأن من يستغل أحد أو يستغل ظروف فهو فى النار خالدا مخلد.

وهذا ما يتمناه الجميع.. ولكم الرأى.

 

 

الخميس، 9 ديسمبر 2021

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

قرار هانى شاكر حكيم

فى الوقت الذى كنا نشمئز من تلك الأصوات، خرج علينا نقيب الموسيقين الفنان والمطرب هانى شاكر بقراره الحكيم الذى جاء فى وقته، وذلك لمنع هؤلاء الذين ذكروا أسمائهم من تصاريح الغناء، والذين يسمون بمطرب المهرجانات، هؤلاء أصحاب الحناجر الفذه فى الغناء الشعبى، فقد جاءوا بتقاليع لم تمت بصحة للغناء العربى المعروف، والمصرح به للتداول فى جمهورية مصر العربية لدى المستمعين المحبين للغناء بوجه عام، وبأصواتهم الصاخبة التى لا نفهم منها شيئا إلا الرقص على الموسيقة والتى تشبه الطرومبيطة فى المارشات العسكرية، وبكلمات مبتذلة لا معنى لها.

ولقد أشاد الكثير ممن لا يعجبهم هذا الصخب الغنائى المبتذل بقرار هانى شاكر، كما أعجب فئة أخرى، هذه الفئة التى تنحاز لهذه الشاكلة، فهم يسيرون على خطى الغناء التشعبى، وليس الشعبى المعروف لدى العامة، بمعنى أنه يأتى من كل وادى بأغنية، وتلحين عشوائى أيضا لا معنى له، فكل إنسان يهويه هذه الطريقة، ويقال على نفسه أنه مطرب وملحن.

من الأخر كل من هب ودب يمتهن مهنة الغناء، وهم أسوء حناجر عرفتها البشرية، فلا ينبغى أن يكونوا فى مثل هذا الصرح العريق، وهو مجال الغناء العربى، وقد كانوا هؤلاء لا ينظرون إلى الكلمة ولا للتلحين فحسب، بل ينظرون للهيصة التى يحدثونها والأموال التى يتلقونها بعد أن يؤدوا الوصلة التى تبهر الحاضرين بالصرخات التى تضوى على المسرح.

مفهوم الغناء عندهم خطأ فادح، وهؤلاء لا يجيدون الغناء بمعناه الدارج، لكنهم يجتهدون فيه حتى يحولوا القاعة إلى مهرجان يتجاوبون معه فى الرقص والتصفيق والتمايل، ويزيدون من رواد الملاهى العاشقين لهذا الغناء العشوائى.

إن قرار هانى شاكر جاء فى وقته، وإن كانت هناك فئة غاضبة من هذا القرار، فلا يهم، لأن هذا الغناء من الدنس، ونحن كمتلقين لا نحب إلا ما يطربنا، ولا يصح إلا الصحيح، وبذلك فقد فعلت ما ينبغى عمله من سنوات، فأنا وغيرى من محبى الغناء، أو غير محبى الغناء لا نرضى بهؤلاء الدخلاء على الغناء، والله الموفق.

السبت، 4 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

دائما ما نضحك على الهايفة

شيماء وأسماء وعلياء وما شابه ذلك، هم سبب تراجعنا فى الحياة، فكلما يخرج علينا عبقرى يريد أنتباه النظر إليه، كما يقول المثل القائل، خالف تُعرف، يخرج علينا بتقليعة جديدة ننتبه إليه وننصاع له، ونصنعها ظاهرة أو قضية تشغل الرأى العام، ونظل نرددها فى أفواهنا وكأنما ستصير اسطورة القرن، وهذا ما يسبب تراجعنا فى الذوق العام، لأنك ترى صداها على وسائل الإعلام الذى أصبحت جزءا منه فور إذاعة الظاهرة، وإذ أن الذى سميتموه سوسته غنى بإسم شيماء وبعدها أسماء، حتى أنه سيتغنى بكل ماهو أاء حتى يخلص عليهم، فمن يدرى فمن الممكن أن يطالعنا غدا بأغنية عن بهاء وهيفاء، ثم رددها البعض فى الشوارع ومواقع التواصل الإجتماعى، وكأنها أغنية من أساطير الأغانى لكبار المطربين، حتى كاد الأطفال صغيرى السن يرددوها بدلا من حفظه لدروسة، وأيضا بعضا من الشباب الذى أستهوته الأغنية المكونة من كلمة واحدة، كاد أن ينفتن بها، فيرددها فى قارعة الطريق دون حياء منه.

وكذلك علق عليها إعلاميين حتى بدت لنا قضية مغنيها شاب، ليس من أصحاب الحناجر الذهبية المعروفة، بل هو ممن لا يعرف شيئا عن الغناء إطلاقا، لكنه تغنى بها بطريقته التى لم يتوقع بأنها ستنتشر بهذه السرعة، لأننا نحن لا نضحك إلا على الهايفة دائما، وإننا نتمشى مع الظواهر الغريبة أينما وجدت فى مجتمعنا، ونستجيب لها بسرعة البرق، فنتعايش معها حتى تنتهى الظاهرة، وتخرج علينا ظاهرة أخرى.

كما إن المجتمع ككل يلهيهم مواقع التواصل الإجتماعى، حتى يجد فيه ضالته، ويجد ما ينفث عنه عناء الحياة، فيبحث دائما عن الغرائب والطرائف التى تسر قلبه، وتستلهمهم الكلمات الفكاهية والفيديوهات التى تدهشهم فيعيشون معها أطول فترة ممكنة، لأنها صارت لقمة عيش لمغمورين عليهم فقط إنتهاز فرص المشاهدين لها لكسب الأموال أولا، وهذا يكن لهم ربح عظيم وسهل يأتيه دون عناء فى عمل ما أو مشقة، وهذا ما جرى مع صاحب أغنية شيماء والتى لا تعد من الأغانى المعروفة، ولكنه قالها بطريقة جعلت مشاهديه أن يرددوها كما هى لكى يتنقلها واحد مع واحد، حتى صارت كالنار فى الهشيم، ولا أنها أغنية بحق تستحق كل هذا الإهتمام.

وذلك فى الوقت الذى نتحدث فيه عن شيماء ولا غيرها، فإن الدول الأخرى تصبح أكثر أهتماما، لأنها تجرى أبحاثا هامة تنفع البشرية، مثل تجاربها لوجود مصل لكورونا، أو تجاربها لصواريخ تغزو القمر، أو لمشكلة أصطدام كويكب غريب يقترب من الأرض، أو الأبحاث المستمرة فى كل المجالات، ونحن يلهينا شيماء وأسماء وغيرهما مما هو آتى.

فإذا رأيت كمية من رددوها فى الشورع تجعلك تقول أكثر من ذلك، فهؤلاء هم فسدة المجتمع، ومن رأيى أن يعاقبوا سريعا، لأنه أنعدم الذوق العام، وأنه لا ينبغى أن يردد الطفل الصغير لمثل هذه الأغانى، لكى لا تكون ظاهرة فى مجتمع يريد الإصلاح لأبنائه.

أنها فتن تضل المجتمع، وتجعله غائبا تماما عما يحدث فى العالم المتقدم الذى لا يتوانا عن الأبحاث، ليقدم شيئا للتاريخ شيئا ينفع البشرية، وكان لازاما علينا ألا نعير لها إهتماما، وأن نحاول أن نشجبه بكل الوسائل لمنع هذه الأغانى التى لا تنفع، بدلا من الإسفاف الذى نحن فيه، والدوامة التى لا تنتهى.

 

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

الفرق بين الدراما المصرة والدراما التركية

كل منطقة على وجه الأرض ولها عادتها وتقاليدها، فى المعيشة وفى السيمات المتصلة بين الناس وبعضها البعض، حتى فى إختلاف الأوطان، وفى اللغة وفى الدراما، والدراما المصرية ليس كالتركية كالأمريكية كأى دولة كانت، فكلِ بإمكانياته، وكلِ بفكره وأسلوب أدائه.

وتختلف الدراما التركية عن المصرية إختلافا جذريا، فالتركية تعتمد على الكلام فقط، بمعنى أنها تعتمد على الحوار بين الأشخاص الموجودين فى الكادر، وليس على الحركة والأكشن كما فى الدراما المصرية والأمريكية أيضا، حتى إن الدراما التركية من الممكن أن تنهى المسلسل المكون من مائة حلقة وهم فى مكان واحد، أو مكانين على الأكثر، لأنها تعتمد كل الإعتماد على إثارة الموقف بالحوار بين أفراد العمل وخلق مشكلة من لا شئ، ولا تخرج من نطاق الأستديو إلا نادرا، وينتقل التصوير فى الشوارع إلا نادرا، كما فى مسلسل يذاع حاليا بعنوان حياة قلبى، كل ما فى العمل فى منطقة واحدة.

المخرج فى هذا المسلسل لا يتطرق إلى الخروج من منزل يدار فيه أحداث المسلسل، ولكنه يعتمد على غموض الأحداث برمتها، والمشاهد يرى ويستمتع لا يفكر فى كيف سيذهب الممثل إلى أى منطقة أخرى، ويعرف المؤلف أن يوظف الحوار بإحترافية من خلال حبكته الدرامية التى لا يرى فيها المشاهد بثغرة، وعقدة القضية تبدو مثيرة للغاية حتى يسعى المؤلف إلى حلها فى حلقات كثيرة، وهذا ما يجعل المشاهد ينتظر الحلقات القادمة بفارغ الصبر، لأنه بذلك قد جذبه المسلسل بأحداثه المشوقة والممتعة، فهو يريد أن يستكمل الحكاية ويعرف نهاية المسلسل الغامض فى أحداثه.

وكذلك حلقات الدراما التركية من الممكن أن تتخطى المائة حلقة، ويصل بها إلى أعلى حد من الأجزاء، كمسلسل يذاع حاليا بعنوان مكانك فى القلب، أستطاع المؤلف أن يصل بأجزائه إلى ست أجزاء، وهو لم يقابل البطلة مع البطل رغم أنهما زوجان وكل منهم يريد رؤية الأخر، وإلى الأن يفترق بهما إلى أبعد الحدود حتى يطيل بالمسلسل، رغم إن المسلسل كان ينتهى فى جزء واحد فقط.

لكن الدراما المصرية عكس ذلك تماما، فهى تخوض أحداثها بين مدن بعيدة عن بعض، حسب مزاج المؤلف الذى يتنقل بين هذه المدن فى ثوانى مما يكلف الإنتاج مبلغ طائلة، ولا تهدأ الصراعات فى الشوارع والمناطق النائية وأيضا الصحراوية، وفى المقاهى وفى وسائل المواصلات وغير ذلك، كما إن الدراما المصرية تفتقر إلى الحكى والحوار عكس التركية تماما، ولكل دراما عشاق، فكثير من المشاهدين يفضلون ذاك عن ذاك، وكل حسب هواه وميوله.

والدراما التركية تعتمد أيضا على المناظر وكثرة النساء فى الأعمال، وكأن عنصر النساء هذا فى الحلقات يعطى أنطباعا للمشاهد أكثر من الرجال، لأن أكثرهم يطغى على العمل بكثرة الحكى وتخللهم للأحداث الجارية، خصوصا الخداع والشجار وما إلى ذلك، والرجال فى الأحداث قليلون، بعكس المصرية فالحلقات يبدو فيها عنصر النساء قليلا جدا، والرجال مهيمنون على مجريات الأحداث، كما أن الدراما التركية تبدو متشابهة فى الأحداث مع إختلاف الشخوص فقط، وهذا ما يظهر للمشاهد إذا كان متابعا دقيقا للأحداث.

فطنة المؤلف الذى يقود العمل باحداث تثير لعاب المشاهد، ليبقى أمام الحلقات حتى النهاية رغم أنفه، لأنه يؤكد على الحركات البيسيطة التى تكون سببا فى نجاح العمل الدرامى.

 

الاثنين، 22 نوفمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

وماذا بعد إخلاء مبنى س وص بماسبيرو

تاريخ مبنى التليفزيون المصرى عريق منذ نشأته حتى الآن، ولم يتغير فيه إلا مسئولى القطاعات فقط، والفكر الذى يديره، فكان فى السابق منذ عهد الوزارة كان رائجا فى الإنتاج الفنى  والدرامى على المستويين المحلى والعالمى، وكان رائجا بالفكر الذى صعد به إلى العالمية وأطاح برؤوس كثيرة كانت تناطحه، حتى علا فوق رؤوس القنوات الخاصة، مما كان له الريادة الأولى فى المنطقة العربية، وكانوا مشاهديه ينتظرون أعماله الرائعة، ومما كان أيضا أهل ماسبيرو داخله يحصلون على إمتيازات لم يحصل عليها أى من الإعلام المحلى أو الخارجى، ولكن الآن تبدل الحال تماما عندما أعلن أسم الهيئة الوطنية للإعلام وتنحى عنها وزارة الإعلام المصرى، فباء بفشل ذريع، فشل أدى به إلى هبوط تام فى الوضع الذى كان يحسد عليه، فشل أدى إلى بيع ممتلكاته من جراج ومبنى س وص، واللذن كانوا يمثلان صرحا عظيما للتليفزيون المصرى، الذى كان لسان حال مصر والعرب فى وقت قريب قبل أن يطغى عليه القنوات الخاصة.

ولم أفهم أنا وغيرى من المهتمين بهذا الموضوع لماذا الهدم لهذا المبنى وإبقاء مبنى ماسبيرو القديم، ولماذا الإخفاء بالإعلام المصرى إلى هذه الدرجة المتدنية من أساسة، فلقد كان التليفزيون المصرى أيام عزه يقوم على خدمة المواطنين فى كل أرجاء مصر، ولقد كان لسان حال المواطن العربى من خلال الإذاعات الموجهة، أما الآن بعد ما نبشت فيه غنم القوم يشعر الجميع من ناحيته بخيبة أمل لما يروه على المبنى العريق وهو يتهاوى داخليا وخارجيا.

فماذا بعد إخلاء مبنى س وص، فهل بالفعل سيتخلصون منه، ويقومون على هدمه، هذا المبنيان يضمان استديوهات الفضائية والمتخصصات والرعاية الطبية وهندسة إذاعية وغيرها، فهما لا يمر على إنشائهما إلا بضعة سنين فى عهد الوزارة السابقة، ولقد كان متنفسا عظيما لمبنى ماسبيرو القديم الذى أنشئ فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على كورنيش النيل، ليظل رمزا إعلاميا لمصر وللوطن العربى أجمع، كما إن المبنى إنشئ بقرار جمهورى، وليس بفكر أشخاص بعينهم، فله كل الإحترام والتبجيل، وكان لازاما من الدولة أن تحافظ عليه من الإندثار، فبدلا من أن يقف له هادم اللذات ومفرق الجماعات بالمرصاد ويجهضه لتنال منه الأيد العابسة، لكى يتلاشى الإعلام المصرى من جذورة، وإعطاء القنوات الخاصة الفرصة فى التشفى فيه لأن تتكلم عن  مصر بما يروق لها، وهى لا تعرف شيئا عن مصر مثله.

والإعلام الوطنى المتمثل فى الهيئة الوطنية للإعلام، لا بد وأن يراعى فيه الله لأنه لسان حال الدولة، ليس لصرح على النيل فحسب، بل أنه بيت العرب شرقها وغربها، فهو يعتبر ملكا لكل مواطن يسعى إلى الإستقرار والتنمية، بدلا من القنوات الخاصة التى وصل عددها إلى أكثر من قناة فى مصر، والتى لا تعرض إلا أفلام كلها من مقتنيات التليفزيون المصرى، كما تعرض الهواجس المبتذلة والتحكمات التى تجئ عنوة على المشاهد ولا يحاسبها أحد، إلا التليفزيون المصرى الذى يحترم أولا وأخيرا كل بيت، لأنه ما يريد إلا الإصلاح، فيبث السلوك القويم للمواطن ويقدم رسالة سامية أخذت على عاتقه لينير الطريق.

فرجاء من السادة المسئولين أن يعيدوا النظر فى القرارات الحاسمة التى ستؤدى إلى هلاك تاريخ ماسبيرو قبل فوات الأوان، لأنه تراث إعلامى يفتخر به المصريين، والذى جاء تحت أسم الهيئة الوطنية للإعلام المصرى.

أعزكم الله.

الخميس، 18 نوفمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

الغربية بلا ظهير صحراوى

محافظة الغربية معروفة بأنها محصورة بين عدة محافظات، منها المنوفية فى الجنوب، والدقهلية فى الشرق، وكفر الشيخ فى الشمال، والبحيرة من الغرب، وليس للغربية ظهير صحراوى، كباقى المحافظات المجاورة، والغربية ذو كثافة سكانية كبيرة حيث وصل تعداد سكانها إلى أكثر من خمسة ملاين نسمة، وهى من المحافظات الزراعية.

الجدير بالذكر فإن الغربية لها مكانة حيوية فى المنطقة خصوصا وسط الدلتا، وعاصمتها طنطا، وطنطا من المدن الهامة والحيوية حيث تتوسط محافظات الدلتا فى الوجة البحرى، ثم أنها من المدن التى تربط الوجهى البحرى والقبلى معا، بالسكك الحديدية الممتدة من الأسكندرية حتى أسوان حتى الإسماعيلية، وأيضا الطرق السريعة المختلفة إلى كل محافظة، وأيضا المحلة الكبرى التى بها أكبر مصنع نسيج فى العالم، هذا المصنع من أكفأ مصانع الغزل والنسيج.

وكلما كان عدد السكان فى ازدياد، كلما نقصت مساحة محافظة الغربية فى الأراضى المنزرعة، ولأنها تحتاج إلى ظهير صحراوى يسع التوسع العمرانى فى المحافظة، حيث إن الحضر والقرى يزداد إتساعا، والخوف من تلاشى الرقعة الزراعية فى يوم من الأيام.

ولأن محافظة كفر الشيخ وجزء من محافظة المنوفية كانتا يتبعان محافظة الغربية، وتم فصلهما عنها فاستقلوا بذاتهما، وكان من الأحرى أن تخرج الغربية على ظهير صحراوى من محافظة كفر الشيخ أو البحيرة أكثر المحافظات التى يتخللهما صحراء، حتى تقوم الغربية بإمتلاك هذه الأراضى لكى يبنى عليها سكن للشباب الذى يزداد يوما بعد يوم.

كان هذا مخططا للحكومة ولكن لم ينفذ هذا المخطط بعد، حتى بنيت الغربية مدينة لشبابها فى محافظة دمياط الجديدة، وهذا لا ينبغى ألا يكون هذه المدينة تابعة للغربية أولا لأنها فى زمام مدينة أخرى غير المحافظة.

وكان على المحافظين الذين يتولون قيادتها أن يسعوا وراء ذلك لإيجاد ظهير صحراوى للغربية، لكى لا تكتظ بالسكان فى سنه من السنين، ولكى يتنفس أهلها حتى لا تختفى الرقعة الزراعية وسط زحف السكان عليها، ولأن الغربية محافظة مغلقة والمحافظات المجاورة مفتوحة على الصحراء، فعلى الحكوم تعديل الحدود بجدية، وإعطاء الغربية قطعة أرض من أى المحافظات المجاورة حتى تمتد سكانها على الصحراء بدلا من الأرض الزراعية، دون تدخل القضاء والإشكاليات التى من الممكن أن تحدث وراء هذا المطلب، فالمطلب سهل وبسيط إذا تدخلت الحكومة، وخصصوا بعضا من الصحراء فى أى من المحافظات لكى تخرج الغربية إلى متنفس جديد.

 

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

مقال / هذا رأيى بقلم / فوزى اسماعيل

 ريا وسكينة فى شوارع مصر

ظاهرة خطف الفتيات

لم نسلم من جرائم تهز المجتمع المصرى كل فترة وأخرى، ومن هذه الجرائم ظاهرة خطف الفتيات وأيضا خطف الأطفال فى ثوبها الجديد، وتطالعنا الأخبار عن هذه الجرائم البشعة، فتهز مشاعر البشر، مما تؤدى إلى هلع الذين يعولون الفتيات اللاتى تسافرن إلى الجامعات خصوصا البعيدة عن سكناتهم، وتشتد الرهبة من قبل الآباء والأمهات على أولادهن حتى يعودون إلى منازلهم سالمين، وأيضا تشتد الرهبة عندما يسمعون أخبارا سيئة عن خطف فتاة ما فى منطقة ما.
ونحن قد طالعتنا الأخبار عن خطف فتاة من أمام جامعة القاهرة، وهذه جريمة بشعة لا بد وأن تأخذ أهتماما واسع النطاق لتصدى لمثل هذه الجرائم فى أى مكان فى مصر، لأنها تؤرق المجتمع بأسره وتجعله يصاب بهزيان، ورغم جهود الداخلية فى هذا الموضوع، إلا أن طرق الخطف بدت بطرق مبتكره فى الشارع، ولم يسلم منها أحد حتى كاد الآباء يذهبن بأولادهن إلى باب الجامعات وينتظرهن حتى العودة.
وطرق الخطف تتم بصورة سهلة، وهى لم تستغرق ثوانى، كى يتم خطف الفتاة بطريقة تجنب السيارة بجانبها ثم يفتح ببها بسرعة ويتم سحبها داخل السيارة، على طريقة الأفلام المصرية، وتقوم الشرطة بالبحث المستمر حتى يتم القبض على العصابة.
ومنطقة جامعة القاهرة لم تخلوا من كاميرات المراقبة سواء لإدارة المرور أو للداخلية لتأمين المكان، كما إن البعض من مرتكبى هذه الجرائم يتم إخفاء نفسة حتى لا يتم الكشف عن هويته، سواء بتغيير أرقام السيارة أو أن يلثم أو مرتديا قناع حتى لا يعرف.
وجرائم الخطف هذه لم تقتصر على خطف الفتيات فقط، بل أمتدت أذرعها إلى خطف الأطفال أيضا، وكما إن لهذه الجرائم عقوبة صارمة، إلا أن ولى أمر الطفل هو الخاسر فى هذا الموضوع، لأنه يفقد أعز ما يملك، وأن الجانى يفر من عقوبة إما بالهرب أو أن يطبق عليه حد السيف، لذا لا بد من وجود حل صارم لمنع هذه الجرائم من الشارع المصر لتأمن الآهالى شر هذا، وعلينا أن نجد حلول تحد من هذا وذاك، إما بأن تكون الفتيات وهم يذهبن إلى الجامعات أن يذهبن مع قريب لها أو زميل تعرفه إن أمكن، وبذلك تطمئن الأسر بهذه الطريقة على بناتهن، خصوصا لمن تسافر خارج محافظاتها.
وقد كانت طريقة تقليل الأغتراب هذه من أفضل من صنعته وزارة التعليم العالى لتفادى مثل هذه الجرائم، إلا أن أيضا لم تنتهى هذه الظاهرة، فمن الممكن أن تحدث حتى ولو كانت الفتاة أمام بيتها، فهذه الظاهرة تظهر فى كل مكان أمام المدارس والجامعات حتى أمام حضانات الأطفال، أو فى الشوارع العامة نفسها، فلا بد وأن نكون حذرين على قدر المستطاع، أولا على أولادنا ثانيا على المحيطين بنا، فعلينا أن نلحق بهن إذا شعرن بشئ مريب فى الشارع أو المواصلات العامة.
وكأن ريا وسكينة قد ظهروا فى شوارع مصر بالفعل، هاتان المرآتان الأسطوريتان فى الخطف، والجرائم التى كانوا يرتكبنها سابقا، تكررت الآن فى صورة أخرى مشابهه، ففى زمن ريا وسكينة كان الخطف من أجل الإستلاء على الذهب، أما فى زمننا هذا فالخطف من أجل الإستلاء على الذهب والحلى أو لفدية، أو لبيع الأعضاء والمتاجرة فيه، وكلهما جريمة واحدة يرفضها المجتمع، وعلينا جميعا أن نحارب تلك الظواهر حتى لا تتكرر أو تعود علينا بالسلب، فجميعنا نحمل هواتف وجميعينا نحفظ أرقام النجدة، فلا بد وأن نسرع بالإبلاغ عن وقوع حوادث مشابهة بأسرع ما يمكن ، حتى يتم إنقاذ الضحية.
ولا بد أيضا من الحفاظ على بناتنا وأبنائنا فى كل مكان، حتى ولو لم نعرفهم فعلينا بالوقوف بالمرصاد ضد الخاطفين بأى صور كانت، حتى ينقى مجتمعنا الذى نعيش فيه من الدنس الأسود.

الجمعة، 12 نوفمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

تضامنا مع المعلق مدحت شلبى

لماذا هذه الضجة التى أثارتموها على عبارة معلول حط الزغلول التى جاءت على لسان الكابتن مدحت شلبى أثناء إذاعة مباراة الأهلى والزمالك، ولماذا توقف المعلق مدحت شلبى عن التعليق حتى نهاية العام، وكأن الدنيا قامت ولم تقعد، فمن قبل قالوا بيبو وبشير بيبو والجول، ورددوها كثيرا بين الجماهير وفى وسائل الإعلام، وقالوها محللوا المباريات فى الفضائيات المختلفة، وبدت الآن ككلمة دارجة بين العامة، ألم تكن تلك عبارة عادية لا تمت بصلة للنادى الزمالك، إن الكابتن مدحت شلبى لم يرتكب جُرما فى حق الزمالك، ولم يتحيز لنادى بعينه، ولكنه معروف عليه بأنه يهيج ويميج على هدف أو لعبة تعجب الجمهور، وهو لم يتجاوز حدوده فى التعليق، بل جاء تعليقه ممتعا سواء للأهلى أو الزمالك، والجميع سعد به حتى نهاية المباراة.

ألم يلقى رئيس الزمالك السابق بألفاظ خارجة عن الذوق العام للأهلى من قبل، ألم يقل دائما فى وسائل الإعلام بأن الأهلى ينتصر بفعل السخر، فلماذا لم يتخذ ضده أى إجراء، وغيره من المحللين ونقاد الكرة قالوا ما بدى لهم من أقاويل، والآن تتنصلون لأى عبارة خارجة من أفواه المعلقين، ألم يمر عليكم هذا مر الكرام وأنتم عاجزون على إبداء رأى كما تهاجمون المعلق مدحت شلبى الآن.

وكأنكم قد تركتم الحمار وتشبستم بالبردعة، كما يقول المثل الدارج، وتلصصتم لما قاله مدحت شلبى فنقلب عليه الطاولة، حتى قال عبارتة التى أشعلت النار فى الهشيم، معلول حط الزغلول، وقاضيتمون معتبرين ذلك إهانة للنادى الزمالك، هذا هراء وسخرية من اللجنة التى حكمت بإيقافه، والمعلق أى كان يقول ما يقول فله رأى حر لا يحجمه أحد مهما كانت سلطته، إن لم يكن فى كلامه خدش للحياء العام، قإذا حدث من هذا شيئا فيتم إيقافه فورا، وإن كان قولة جاء ليشعل حماس الجمهور المشجع للناديين.

ماذا كان سيحدث إذا إنقلب الوضع وهزم الزمالك الأهلى، وقيل هذه العبارة على لاعب من الزمالك، فهل كان الأهلى سيحدث مثل هذه الضجة، أنا لا أجزم بذلك، لأن الأهلى لا ينظر إلى هذه الأقاويل، ولا يفعل ذلك مع أى معلق كان، فالمعلق مدحت شلبى لا ناقة له ولا جمل فى كل ما يحدث، وإنما جاء قوله معلول حط الزغلول معربا عن فرحه وابتهاحة للهدف، وكان على الحياد.

العبارات التى يقولها أى معلق رياضى مصرى إن كان أو أوربى، ماهى إلا كلمات عابرة تسعد الجماهير المرابضة أمام الشاشات، فكل معلق له طريقته الخاصة فى التعليق، يقول ما يشاء وهناك معلقين عالميين يقولون أكثر من ذلك فى الدوريات الأوربية، قينفعلون مع الأهداف وتلك هى طبيعتهم، كالشوالى والكوالينى وغيرهم من المعلقين المعروفين، ألم تسمعوا تعليقاتهم على المباريات وهى تهزك وأنت فى مكانك.

إن القرار الذى أتخذتموه على المعلق مدحت شلبى ظالم ومستبد، جاء لصالح مصلحة، وليس لمجرد قوله معلول حط الزغلول، ولا لبيبو وبشير وبيبو والجول، ولا حتى لإشارة 6-1 والخماسية، وإنما إرضاءا لأشباح أنتم تعرفونها جيدا، وقد تركتم ألم الهزيمة وأمسكتم فى البردعة.

ألم تشعر بمتعة المباريات، خصوصا من غير تعليق الجهبز مدحت شلبى، أظن لا، آسفا معلول حط الزغلول، مكرر، سينشر ذلك على وسائل الإعلام العالمية، وأستعد للمواجهة.  

 

 

الخميس، 4 نوفمبر 2021

نقد فنى / بقلم/ فوزى اسماعيل

 

مهرجان الجونة السينمائى

بذنجان لبن تمر هندى

المهرجان الذى من المفترض أن يكرم النجوم والأعمال السينمائية، جاء هذا العام 2021 بمسخرة مدوية، حيث الفنانات اللاتى جاءت بطريقة استفزازية، لفنانات لم أكن أعرف أنها فنانات حقيقيات قدمن شيئا من أعمالها الفنية ذُكر على طول مشوارها الفنى، أو أنها فنانات ناشئات جاؤوا من القاع أو من أول الطريق ليردن أن يلفتوا إليهم الأنظار، فقد جاؤوا كل منهم بملابس خليعة لم يتوقعها أحد، وكأنهن كاسيات عاريات.

الكل تحدث عن هذا المهرجان من بدايته، والذى شد الأنظار إليه من أول وهلة، وكثيرا ما تبرء منه لأنه لا يمت للسينما بصلة، ومن قبل بدأ المهرجان بحريق فى إحدى القاعات، وهذا متروك لخبراء الداخلية، ونحن لا يهمنا فى هذا كله إلا الطلعات البهية من هؤلاء الفنانات المغمورات.

كما إن المهرجان عندما إنطلق فى دورته ليتسلم جوائز التميز، كان عليه بأن يقوموا مسؤليه بإرسال دعوات لفنانات بأعيونهن وكذلك الفنانين الكبار الذين لهم بصمة فى السينما الحقيقية، فإذا كان كذلك، فهل توجه الدعوة لهذا الفنان المغمور، الذى بتاريخه لم يسلم من انتقادات، وشطبه من نقابة الممثلين حسب تصريح النقيب أشرف ذكى، فقد جاء المغمور بملابس بدت كسخرية لبعض المشاركين فى المهرجان، وايضا إلقاءه أغنيه على المسرح الذى رفضها البعض، وتحدث عنها رواد المهرجان، وأيضا أنقطاع الكهرباء عند وصوله، فلما وجهتم له الدعوة من الأصل، وكثيرا كان لا يحب حضوره، ألم يكن هراء من إدارة المهرجان.

إنا ملابس الفنانات التى جاءت فاضحة للغاية قد كشف عن أجسادهن بطريقة ممنوعة، ولهذا كان فسقا وضلالا، كما إن الفنانات التى تستعرض نفسها وكأنها فنانة من هوليود، قد أرتدن فستانا بشقين، أحدهما كاسيا عليها وأخر عارى تماما، ألم يكن أيضا بمسخرة، كل كان يعرض نفسه على هواه، حتى أبتلى المهرجان بأسخف المشاهد التى هى شبه عارية، والتى لم تكن فى عاداتنا ولا تقاليدنا إطلاقا.

ربما يكون هذه الإطلالات تحاكى شيئا، أو تكون شهرة لفنانين مغمورين، فمنهم حريصون على أن يتقدمن من مشاركين لهم على وسائل التواصل الإجتماعى لكى يكسبوا نجومية، وكما يقول المثل القائل : من جاور السعيد يسعد، ومن جاور الحداد ينكوى بناره، أو أنها عادة كل مهرجان لنوع اطلالاتهن على مسارح المهرجان.

شئ أخر كان هناك جدلا حول فيلم ريش، ولم أعرف إلا سطحيا لماذا هذا الجدل الواسع، يقال البعض بأن الفيلم يتناول أساءة لمصر، فأنا لم أشاهده حتى أقدم على النقد الوافى على الأحداث، ولكن بعد مشاهدته سيتم اتخاذ رأى فيه بصراحة تامة دون انحيادية، فهل هذا الفيلم حقيقى يسيئ لمصر أم لا، أو أنه عمل متميز يغار منه بعض صناع السينما الذين لم يقدموا على عمل مثله، وأنه خرج عليهم بمفاجأة لم يتوقعوها.

ما جاء به المهرجان هو عبث، نال جدلا واسعا فى تجهيزاته التى بدأت بحريق فى أحدى قاعاته قبل الإفتتاح، والفنانات اللاتى مرت على السجادة الحمرا وكأنهن يمرون عليها للجنة، وملابسهن التى جاءت أيضا بفضائح غلبت جميع التوقعات، وأيضا الجدل الذى حام حول المزعوم نمبر وان بسبب أغنيته التى غناها على المسرح، وكل هذا وذاك أدوا إلى سقوط مهرجان الجونة فى دورته الحالية 2021، ونال فضيحة مدوية.

     20/10/2021

 

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

إمتيازات للعاملين بالوحدات المحلية

كل الإمتيازات للعاملين بالوحدات المحلية، فهم أولاد البطة البيطاء، هم الذين ينظمون المرور على أكمل وجه، وكأن الدنيا خُلقت لهم، إذ إنهم لا يعانون طفحان التراخيص، ولا يعانون إصدار التصاريح بعد عاصفة قوية من استخراجها، والتى تدوم مع المواطن الغلبان لسنوات، أما هم فإذا فكر أحدهم بإستخراج ترخيص ما، فإنهم يقولون للشئ كن فيكون، والعياذ بالله، وهم على مكاتبهم لا يذهبون إلى المراكز لإستخراج تصريح، أو أنهم يدفعون دم قلبهم فى ورقة كذا أو إمضاء فلان ولا علان.

وكأن هؤلاء الموظفون فى الوحدات المحلية ينتمون إلى الكعب العالى، سوبرمان، لأنهم لا يعيلون هما كان لتصاريح قد تكون كاهلة على عاتق المواطن، وإن كانت لإنشاء مبنى للعائلة التى تضم أفرادا، أو لأبناءه الذين وصلوا إلى سن الزواج، فكيف لمواطن أن يشترى قيراطا فى قرية فى حيز العمران بمبلغ يقدر بمليون جنيه، كما وصلت الأسعار عندنا، كل من يحوش تحويشة يرفع الأسعار الضعف ولا يبالى بمن يعمل على ذراعة، والسبب سفرهم إلى السعودية والإمارات والكويت الذين طغوا على المواطن الغلبان الذى يعمل فى ورشة ولا محل، وكيف له أن يستخرج تصريح بمبلغ وقدرة، وكيف له أن يقيم بناءا مكونا من ثلاث أو أربع طوابق لأولاده، وبعد ذلك تحكمه التعلية، والتى لا تزيد عن ثلاث أو أربع طوابق فقط، تلبية لما جاء به المخطط الموقر لقريتنا التى حظيت على حظ سيئ من هؤلاء نائبى الدائرة، ولمسعى هؤلاء الذين يقال عنهم نواب الدائرة الموقرة، الدائرة المنسية، كنت أتوقع عزوف نوابنا الكرام عن هذه القرية التى أعطتهم أصواتهم فى مهرجان خد وهات، مهرجان الدورة الإنتخابية التى يقال فيها سوف أجعل من قريتكم قطعة من باريس عندما أفوز بالدورة، وهذا وجه الضيف.

نعود لإمتيازات الوحدات المحلية المبجلة، هل يقتصر عملها فى مجال النظافة فقط، كلا فإن عملها يندرج تحتها تحصيل الرسوم على كل شئ، مما لا يطيق المواطن ذلك فتحصيل الغرامات تكهله أكثر من نصف راتبه، لأن المواطن الآن مكبل برسوم فوق كاهله، وكثيرا منا يعرف معنى ذلك.

تلك الإمتيازات التى لم تكن فى أى مواطن غير موظفى الوحدات المحلية على وجه العموم، وتلك هى الحظوظ التى لا تصل إلى أى مواطن غيره، لأنها حظوظ جُعلت فقط لهم.

لا بد من رقابة صارمة على هؤلاء، لأنم ليسوا أعلى شأنا من المواطن العادى، لا يتمتعون بمزايا خاصة، فهو مواطن كأى مواطن، وبينهما الرقابة الإدارية، فجميعهم فى سلة واحدة، فإذا صار علي المواطن شئ صار عليه مثله، فالسيئة فى هذه الحالة تعم والحسنة أيضا تعم، تصاريحهم كمثل التى يستخرجونها أى مواطن كان، فلا فرق بينهم ولو كان موظفى الوحدات أعلاهم.

لا تحسبنى إنى قد جنيت عليهم، ولكن رفقا بالناس فهم الأهل والعشيرة، وهذا وجهة نظرى لا أكثر.

أعزكم الله.

الاثنين، 18 أكتوبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

روبابيكيا الحكومة

كل هيئة وكل مصلحة حكومية بها عدد كبير من المخلفات التى خُلفت من الأعمال الإنشائية أو الترميمية للمبنى أو من المخلفات الصناعية، وهذه المخلفات تبدو لحديد أو مواسير أو أسلاك أو مكن تالف، أو أعمال كهربائية أو خلافه عند الإنتهاء من تشيد المشروع أى كان نوعه، خصوصا الإنشاءات الحكومية، حتى بعد الإنشاءات التى جرت فى الموقع يتبقى المخلفات التى سبق ذكرها سلفا، فيحذر على المصلحة بيعها أو التصرف فيها، إلا بإذن كتابى من رئيس المصلحة بعد عقد لجان من لجان من لجان حتى تصل إلى تشاور يدوم سنوات، وفى النهاية يبقى الحال على ما هو عليه، وتصبح هذه المخلفات فى المخازن.

هذه المخلفات إذا تم بيعها فيصل ثمنها بملغ وقدره، ولكن تبقى فى المصلحة دون أن يتصرف فيها أحد، وإلا ستكون سرقة يعاقب عليها القانون، وتتركها حتى يعف عليها الزمن ويصيبها الصدأ ومعرضة للسرقة، غير أنها إذا بيعت فكانت أصلح للمصلحة، لأنها فى تلك الحالة تكون منفعه لترميمات فى المصلحة فى أدوار المياة أو الكهرباء أو الكتيفات أو غيرها.

هذه روبابيكيا لا تعتبر خاصة، وإنما تعتبر روبابيكيا حكومية، يتم بيعها عن طريق إقامة مزاد علنى يتقدم إليه التجار، وتكون المبيعات لأعلى سعرا، غير ذلك تبقى هذه المخلفات فى موضعها فى المخازن حتى إشعار أخر.

لا بد من كل مصلحة أن تعى ذلك، ولا بد  وأن يصدر قرارا موحدا يلزم المصالح الحكومية بأن تصدر قرارها بموافقة مجلس الإدارة على بيعها والتخلص منها، وإبدالها بشئ نافع للمصلحة بشراء عِدد وماكينات، ولا بد لرئيس المصلحة أن يبلغ عن تلك المخلفات فورا لكى تحصر  أعدادها للبت فيها من قبل لجنة مخصصة لذلك.

لا تخلو مصلحة حكومية من وجود تلك المخلفات، على سبيل المثال السكك الحديدية، ففيها مخلفات لقضبان حديدية لا تحصى ولا تعد، وجميعها موجودة فى العراء، فهى معرضة للسرقة، فلما لا يتم بيعها للذين يعملون فى مجال الحديد، وأيضا مصالح أخرى كالقنوات التليفزيونية مثلا، ففيها كم كبير أيضا من أسلاك كهرباء ومحولات قديمة، فلماذا أيضا لا تباع وبثمنها تنتفع به بدل السلف والإستقطاعات من الموظفين.

هذه مسألة خطيرة لا بد من المسئولين أن يعوا لذلك، وأن تكلف لجان من المركزية إلى الأقاليم لكى يقفوا على تلك المشكلة، فهذه أموال ضائعة للمصلحة الحكومية، وعليهم إحيائها لكى لا يهدر المال العام، وعليهم أيضا الإسراع ببيع هذه المخلفات، لأن المصلحة الحكومية ليس لها تصريف لتلك المخلفات، إنما تتركها لكى لا يتعرض أحد فيها للمسائلة القانونية.  

 

 

الجمعة، 1 أكتوبر 2021

مقال / هذا رأيى بقلم/ فوزى إسماعيل

 النصب والإحتيال وخطرهما على المواطن


أساليب النصب والإحتيال متعددة، بدرجة ذكاء الشخص، فتجد من هو بارع فى النصب فى مجال ما، كالنصب على الغلابة وهذا هو النصب السهل، وهذا النوع من النصب يحتاج إلى وعى، من الخبراء أولا بالتوعية والتحذيرات المتوالية، لكى يستوعب الشخص هذه التوعية بجدية، وأيضا بدراسة جوانب النصب على أشكاله، سواء الإيجابية والسلبية، والنصب والإحتيال على الغلابة ما أكثره، فنراه فى حياتنا اليومية يشكل رهيب، خصوصا النصب على الجاهل بالشئ، لأنه ينصاع إلى حكم ومواعظ من المحتال، ومن هنا يستغل النصاب جهل الشخص الذى يشتغل عليه، فتنعكس المصلحة له، وليس لمن ينصب عليه، كالذى حدث للذين أنصاعوا وراء أغواءات وأكاذيب شخص يقوم بمضاعفة مبلغه الذى سيدفعه مثلا، وهنا أستغل النصاب جهل الذى نصب عليه فطمعه فى المزيد من الربح من وراء المبلغ الذى يدفعه، حتى إطمئن للنصاب ودفع كل ما يملك ثم هرب النصاب بما حصل عليه من مال، وكالذى حدث فى إحدى البنوك والتى تبين من الواقعه أنه أستغل سذاجة إمرأة، وحدث معلوماتها لصالحه، فبدلا من أن يحدث معلوماتها، عكس ذلك ليكون هو صاحب الحساب، وبذلك سهل له أن يستولى على ودائع المرأة وهى فى غفلة منه.
هذا النصب نراه كثيرا على رواد البنوك، خصوصا الجهلاء بالموضوع، فليس جميعهم يحترف سحب الودائع من البنوك، وإنما منهم من يستعين بأحد الحاضرين لمساعدتها، وعادتا أن يكون هذا الشخص محترف النصب ومندس وسط الحاضرين عند ماكينة الصرف الآلى، فيهرول إليها عارضا عليها مساعدتها، وتتم الكارثة، فى هذه الحالة يكون الخطأ الأكبر على البنك، لماذا ..؟ لأن البنك أولا مراقب بكاميرات مثبته فى ماكينة الصرف الآلى غير التى تراقب المكان بأكمله، تسجل كل من يقوم بسحب الأوراق المالية، ومن المفترض أن يظهر وجه الشخص على شاشات المراقبة فى البنك، لكى يقوم مرقب الكاميرات بإعادة الفيديو إذا لزم الأمر، ومن المفترض أيضا أن تسجل الشاشات وجه المحتال وتحفظه، وتقوم بتقديمة للنيابة فى وقت وقوع الكارثة.
والإحتيال له أكثر من وجه، كما إن المحتال لا يريد إلا أن يستولى على المال بدهائه، فلا يفكر إن كانت هذه الضحية فى ظروف صعبة أم لا، أو هى تعانى من مرض مزمن، أو هى فى أمس الحاجة لهذا المال، وإنما هو فقط لا يريد إلا الإستلاء على المال بأى طريقة كانت، لأن قد غشيت عيناه وطمثت حتى أصبح شيطان أعمى لا يرى ما حوله.
ولقد تطورت أساليب النصب والإحتيال، حتى أصبح على مواقع الإنترنت بشكل كبير على المواطنين، ولقد شكى الكثير من المواطنين إلى إدارة مباحث الأنترنت بوزارة الداخلية، لما تعرضوا إليه للنصب والسرقة والإبتزاز من خلال الانترنت الذى أصبح سهلا، لأنه يعتمد على الخداع والكذب بعرض سلع وهمية أو مسابقات لا أساس لها، والتى نراها بكثرة لشخصيات معروفه تدعى بأنها تعطى شخصا ما المليون دولار فى الحال، حال إذا سجل هاتفه على الموقع، ويتضح بعد ذلك بأنه سلم ذقنه لهم، لأنه من الشروط الواجب توافرها فى الحصول على الجائزة أن يخصم منه ثلاثة جنيهات يوميا، وذلك من رصيده حتى يحصل على الجائزة، ويستمر على ذلك شهر وشهرين، ويفاجئ بأن رصيده قد أنتهى ولم يحصل على الجائزة المزعومة.
هذا الخدع من الإحتيالات الخطرة، ولا بد من إدارة مباحث الأنترنت أن تعى لهذا جيدا، ولكى يتفادى المواطن ذلك أن يقوم بإبلاغ الجهة المسئولة على مراقبة المواقع فورا، ولو بنشر تحذير وهذا أبسط الأمور، ولا تتركها فريسة لهؤلاء النصابين لتحقق أغراضهم الدنيئة.
ولكى يتفادى المرء الوقوع فى فخ النصابين والمحتالين، عليهم ألا يخوضوا فى الإشتراك فى مواقع مشبوهه، وألا ينصاعوا إلى أكاذيب وإغواءات ناشرى المسابقات المشبوهة، والهجرة الغير شرعية إلى بلد ما، بحجة البطالة، ودفع الرسوم أى كان عن طريق الخدمات البنكية لقضاء خدمة ما، وألا يقدم أحد الأرقام الخاصة بالفيزات بأى حال من الأحوال، وإذا لزم الأمر وكان جاهلا بالشئ فعليه إستشارة من هو أفقه منه فى المجال، أو يلجأ إلى موظفى البنك ليرشده إلى الطريق الصحيح، لأنه الشخص الوحيد الذى يؤتمن على الأرقام السرية، حتى لا تتسرب إلى أحد المحتالين فيستغلها لنفسه وتكون أنت فريسة لا يداويها دواء.
فالله تعالى يقول : (بل الإنسان على نفسه بصيرة).
صدق الله العظيم

الأحد، 26 سبتمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

نحن شعب استهلاكى

الفرق بيننا وبين الغرب فرق شاسع، هم يغلب عليهم غريزة الإكتشافات والإختراعات، ونحن يغلب علينا راحة البال وعدم الإجهاد للنفس، حتى فى التفكير، ونحن كمجتمع شرقى يهمنا فقط إستهلاك الآلة، وليس لتصنيعها ولا فك تلاسم محتوياتها، إنما يسهل علينا الضغط على الأزرار وهو كل ما لدينا، فكل إنسان شرقى لا يجهد نفسه فى تركيب آلة، ولا إختراع شئ ينفع البشرية، كما يحدث فى بلاد الغرب، كتيوان والصين وأمريكا والدول الكبرى التى بنت إقتصادها بهذه الإكتشافات، فدائما يعكفون على إخراج آلة أو مصل ينفع البشرية، ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه، كمثلا مصل إنفلونزا الطيور ومصل وباء كورونا، وغيرها، كلهن صنع فى بلاد الغرب فى وقت قياسى، وما منا إلا أن نستهلك هذه الصناعات بسهولة ويسر، ونقول بأعاى أصواتنا، كَماااان، لا يفكر إنسان شرقى أن يعتكف على إكتشاف هذه الآلة أو هذا الدواء، ولكن حياتنا ستظل تستورد.

وهذا يدل على عدم الإهتمام الجيد لمفهوم التكنولوجيا، أى كان نوعها، ولكن نجتهد فقط فى إراحة البال بالتسلية والرفاهية، والإقدام على تفنن المرء فى كيفية العيش فى مارينا وشرم الشيخ والعين السخنة.

فى أوربا والدول المتقدمة تجد كل إنسان عمله الذى ينجزه، وعادتا الأعمال التى يكلف بها المواطن الأوربى هى صناعة لأحدث تكنيات التكنولوجيا، ليتم تقفيلها هناك، وإرسالها بعد ذلك إلى دول الشرق يصطحبها الكتالوج الخاص بها، حتى يتسنى لمواطن العالم الثالث بأن يقوموا بتشغيلها حسب ما هو مدرج فى الكتالوج، وهذا أبسط الأمور لدينا، لأننا لا نفكر فى كيفية صنعه، وحتى ولو وتم المعجزة وقلدناه وتم صنعه بالفعل فإننا نحتاج أيضا إلى فك عقدة الخواجة، لأنهم يتركون فيه ثغره لكى تعود إليهم مهما فعلت، وإذا إجتهدت أيها المواطن الغلبان فى تركيبة فتقوم الدنيا ولم تقعد، فترى التهانى وتسمع مالذا وطاب من وصلات المدح فى فلان الذى قام بتجميع الآلة، كما يطلقون عليه لقب عالم.

وكأننا فعلنا معجزة العصر، حيث أنهم فى أوربا والدول المتقدمة تجد الطفل هناك من بدايته يقوم بتقفيل الساعات والآلة الحاسبة الدقيقة، لكى يكون على دراية كاملة فى مجال التصنيع مستقبليا، أما عندنا فيتميز الطفل من بدايته فى وصلات الردح والشتائم على كل لون، لأنه يأكل ويشرب ويلعب فقط، لا يسعى لإكتساب معلومة من كتاب قرأه، أو بحث قام به، وما يسيطر على عقولهم هو استهلاك الأنترنت فى ألعاب لا تنفع بشئ، إنما تؤدى إلى اللهو مع الشيطان، وأبيه يفتخر به لأنه رأه ماهر فى التعامل مع الموبايل.

تجد فى الطرق والشوارع خصوصا التى فى الأماكن الراقية فى مصر من هم من دول أجنبية، يمشون ذهابا إلى أعمالهم وهم يأكلون فى أطباق الكشرى والتيك واى، وأيضا يحتسون المشروبات الساخنة، لأنه ليس لديهم فرصة لإحتساء هذه الأشياء وقت العمل، فهم يستثمرون الدقائق المعدودة التى يقضونها فى الذهاب إلى أعمالهم.

ونحن الموظفين نتفنن فى كيفية الزوغان من العمل، فنتمارض ونخلق أعذار، وندعى كذا وكذا حتى نجد حيلة للفرار من العمل، وهم يتقاضون مرتبات من الدولة مقابل الإنجاز فى العمل، وهذا لحساب عملهم الخاص الذى يخرجون للعمل فى محالهم أو الأسترخاء فى بيوتهم، وبذلك يعتقد البعض الذى يترك عمله ولا يذهب إليه بأنه فاز، فلا، أنه لا يعلم مراقبة الله له، فالله تعالى يقول : وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، فأين لك من هذا، وأين لك من الأمانة فى العمل.

فهل عرفت الفرق بيننا وبين العالم الأخر.   

 

الجمعة، 17 سبتمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

واحد كابتشينو للسيد المسؤول

تطرق الباب فلم تجد السيد المسؤول فاضى لأمثالك، وإن كنت تستطيع أن تصل إلى بابه، فيقابلك حرس مكتبه، والبودى جارد وعراقيل ليس لها أول ولا أخر، السيد المسؤول فى إجتماع متواصل الله يكون فى عونة، أنه يعمل لصالح الدائرة، ونحن لم نلمس أعماله بالمرة، فأين السيد المسؤول من خدمات القرية التى خرجت عن بكرة أبيهم لإنتخابه لذلك الغرض، وأين السيد المسؤول من مشروع الصرف الصحى والخطة الزمنية للإنشاء، أين هو من مماطلة المقاول فى التنفيذ رغم حصولة على دفعة أولى من الميزانية، أين السيد المسؤول من الجردون والمخطط العمرانى الذى جاء بخيبة أمل راكبة جمل، فنحن أقل القرى فى المخطط، أين السيد المسؤول من مركز الشباب والرياضة الذى ينهار من المياه الجوفية، أين السيد المسؤول من الوحدة الصحية الفاشلة، أين هو من الخدمات التى صرحوا بها هؤلاء الفرسان عند أنتخابهم فى هذه الدورة والدورات السابقة، وأين وعودهم التى أخذوها المطبلاتية ونشروها بين الناس لكى يستعطفوهم وقت الإنتخابات.

هل جرو الفرسان الثلاثة قلم لإنشاء خدمة من الخدمات التى تخدم الدائرة، لا أظن ذلك، وهل هم على دراية كاملة بما يعانوه أهل دائرتهم من مشاكل جمة، كان من الأولى أن ينفعلوا لمطالب الدائرة فور فوزهم بالمنصب، وهذا يكون ردا للجميل الذى جعلوهم فى هذه المكانة، كنا نأمل ذلك، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فكلام الانتخابات مدهون بزبدة بعد الفوز بالمنصب يذوب.

منذ أن أنقضى مهرجان الإنتخابات وكل منهم ينعم بالرفاهية، حيث هواء التكييفات والسيارات الفارهة والمسكن الحديث، ومعجزة العصر ألا وهى الحصانة، ويبدو أنهم فى واد ونحن فى وادى آخر، لا ترى سحنتهم إلا فى مطلع إنتخابات الدورة القادمة، عندما ينزلون الدائرة ليستعطفوا آهلها بأفضل المدح والضحك على الذقون، لكى يقومون بإنتخابهم لعشرات المرات، لأنهم يعدو فى تلك اللحظة من المساكين الذين يحتاجون لصوت، مساكين فى تلك اللحظة وفراعنة بعد حصولهم على الحصانة.

قدموا لهم الكابتشينو فهم يحتاجون إلى أسترخاء كامل بعد عناء كبير فى مباحثات الدائرة الموقرة، بمساعدة المطبلاتية الذين لا تغدو بطونهم شبعا، إنما سيأكلون فى بطونهم سعيرا.

(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتو ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم).. ألم تقرأوا هذه الآية الكريمة جيدا، إن الله بصير بالعباد.

نحن ندور فى حلقة مغلقة، وكأننا نأذن فى مالطا، لأن آذانهم صماء، تلك الأيام نداولها بين الناس، وقد مر عليهم عام كامل، فأين هم منا، لا بد من السادة المسؤولين *المجعمثين الآن تحت قُبة البرلمان عن الدائرة الموقرة أن يقوموا بزيارتها، ليس للإحتفال بهم فى سرادق مُعد لإستقبالهم، بالورود والعطور والأغانى المزيفة، ولكن للوقوف على الخدمات التى تحتاج لدعم لتلائم الموقف الإنسانى المتدهور فى خدمات كثيرة، ولبناء قاعدة قوية لهم لتكون مخزون للدورات القادمة.

إن هؤلاء المسؤولين عليهم عبء كبير، تنفيذا لكلماتهم التى قالوها ووعدوا بها عند الإنتخابات، لأنها حق من حقوق أهل الدائرة الذين أعطوا لكم أصواتهم منتظرين أن تحسن معيشتهم.

فأنه نعم المولى ونعما النصير.

قدموا لهم الكابتشينو لإسترخائهم من عملهم الشاق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

·       المجعمثين .. (معناها) الجالسين بالصعيدى.

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

سيارة مطافئ لله يا ولاد الحلال

كم عدد المرات حدث فيها حرائق فى قريتنا، فى شهرين فقط أشتعلت النيران فى ثلاث منازل للآهالى، وكالعادة أهل القرية يسرعون فى إخمادها، وتخمد النيران قبل أن تصل سيارات المطافئ التى تأتينا بعد فوات الأوان، من شبراقاص أو من مدينة طنطا.

فمطافئ شبراقاص هى الأقرب لنا فى وصولها إلى مكان الحريق، وهى تبعد عن قريتنا بمسافة اثنين كيلو متر بالضبط، وهى لم تكن مؤهلة لإخماد الحريق الكبير، أما مطافئ دفرة فلم تعد فى إمكانها الوصول إلينا بأى حال من الأحوال، لأنها أبتعدت عن السريع، ومطافئ طنطا تأتينا من الحماية المدنية الكائنة فى ميدان المحطة، والتى تبعد عنا بمسافة عشرة كيلو مترات على الأقل، مما يؤدى إلى تباطئ وصولها حتى تستغرق مدة نصف ساعة أو ثلث ساعة على الأكثر، وهذا الزمن الذى من الممكن أن تلتهم النيران عددا من المنازل المجاورة للحريق، وهذه تبدو كارثة كبرى لا يعى مسئولوا الحماية المدنية بهذه الكارثة إلا بعد وقوعها، وأيضا تعانى من حدوثها آهالى القرية لا قدر الله إذا نشب حرائق أكبر من المتوقع.

وقريتنا تبدو الآن من أكبر قرى مركز السنطة، وبها عددا كبيرا من المصانع والمحلات التجارية، غير إن جميع منازلها يستعملون أفران الغاز، وأكثر من ذلك هو إهمال مستعملى الغاز بكثرة، مما يؤدى إلى سرعة الإشتعال، لأنهم ليسوا على دراية بطرق الوقاية من أنابيب الغاز، لذا يلزم قريتنا وحدة مطافئ متطورة، بدلا من إنتظار قدوم سيارة الحماية المدنية التابعة لطنطا، ونحن فى أمس الحاجة إلى وجود هذه السيارة فى قريتنا لأنها تؤمن المنطقة من تكرار حوادث الحرائق، ثم إن السيارة تخدم ثلاث قرى فى وقت واحد، هم ميت غزال وكفر الشيخ مفتاح وكفر سالم النحال، وأيضا تساعد فى عمليات الإطفاء مع وحدة إطفاء شبراقاص فى أى مكان بالقطاع.

ونحن آهالى قرية ميت غزال نناشد السيد الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية، بأن يعطى أوامره لإنشاء وحدة مطافئ بين الثلاث قرى، بدلا من تباطئ مطافئ شبراقاص، ولأن الثلاث قرى فى إحتياج هذه الوسيلة، لكى لا يُمنىَ آهاليها بخسائر فادحة فى إطفاء الحرائق لا قدر الله.

كما إننا نحيط علم سيادتكم بأن بقرية ميت غزال بها أماكن شاغرة تسع لسيارة حماية مدنية، لتكون لها مقرا دائما لها ولأفراد طاقمها، وهذا ما لا يخسر المحافظة شئ  فى إرسال السيارة إلى القرية، إلا نقلها من مكان الحماية المدنية إلى مقرها الذى يتم إختياره فى القرية.

هذا مطلب آهالى قرية ميت غزال والقرى المجاورة، ونتمنى من السيد الوزير المحافظ تحقيق رغباتنا.

ولسيادتكم وافرا الشكر والتقدير.

 

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...