الثلاثاء، 4 مايو 2021

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

وجنت على نفسها أثيوبيا

لم نتوقع لأثيوبيا ماذا سيحدث عند ملء المرحلة الثانية من سد النهضة، ولم نتوقع الفاجعة التى ستحدث فى المنطقة إن ظلت على عنادها، وإن كانت تعتقد بأن الدولة التى تساندها ستحميها، فلا، لأن مصر لم يستهان بها وإن نست فتذكر ما حدث فى أكتوبر 73، فمصر لم تترك حقها فى حصة مياه النيل، ومياه النيل مسألة حياة أو موت، ولا بد من الدفاع عن هذا الحق حتى الموت، لأنه شريان الحياة بالنسبة للشعبين المصرى والسودانى معا، ولأن مصر لا تدع هؤلاء العابسين يتحكموا فى نهر النيل، فإن مصر قيادتا وشعبا يدا واحدا فى هذه المحنة التى تبدوا لكل المصريين والسودانيين إنتهاكا للأعراف الدولية المتفق عليها بخصوص وحصتهما من مياه النيل الأزرق، وهذه قضية لا يستهان بها لأن السياسيين الأثيوبيين مازالوا على عنادهم بملء المرحلة الثانية من السد، ومن المؤكد لا يرضى الشعب الأثيوبى عن تلك التصرف الأحمق.

ونحن كمصريين نؤيد قرار القيادة السياسية فى مصر، إما الحرب أو السلم، والرئيس السيسى قادرا بإذن الله على أن يواجه هذا العدوان الذى يريد النيل من مصر.

وسد النهضة هذا الذى تصر أثيوبيا على تنفيذ عملية الملء الثانية، هو بمسابة خطر على المنطقة بأكملها، فقد أعلنت أثيوبيا عن تنفيذ تلك الخطوة، مخالفة الأعراف الدولية، ومن المتوقع أن يتم ملء السد فى موسم الأمطار أى فى غضون شهور قليلة كما أعنلنوا عن ذلك.

وقد أطلعت مصر والسودان مجلس الأمن عن تلك التطورات، والتى أكدوا فيها بأن أثيوبيا تنتهج نهجا خاطئا بالعمل على تغيير الموقف السلمى للأخطر وهو العناد مع دولتى المنطقة، وأن مصر قيادتا وشعبا يشجبون هذا الإجراء ويرفضونه رفضا تاما، وأنها لن تسمح بملء المرحلة الثانية فى أى ظروف كانت، لأن مياه مصر خط أحمر لا مساس به، وقد وجه السيد الرئيس رسالة يعلمها الجميع بأن مصر مستعده لخوض أى أجراء وقائى للحفاظ على مياه النيل، وإلا ستكون عواقبها وخيمة.

وقد أكد وزير الموارد المائية والرى المصرى عن الموقف المائى وخطة الوزارة لمواجهة التحديات التى تواجه البلاد وعلى رأسها السد الأثيوبى، بأنه من أهم التحديات التى تواجه البلاد الأن.

ولم تعى أثيوبيا خطورة الملء الثانى، بل تعنتها هذا سيؤدى إلى تفاقم الأزمة بين دول المصب الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا، وهذا يعنى أن ملء السد فى المرحلة الثانية سيؤدى إلى حرب لم تتوقع أثيوبيا مداها.

وإن كان الجانب المصرى والأثيوبى معا يريدان حل الأزمة سلميا، بتخلى أثيوبيا عن عملية الملء، إلا أن الدول التى تقف وراء ملء السد لا تريد إلا النيل من مصر، فمصر من وجهة نظرهم هى المقصودة، ولكن هيهات من هذا الفكر الشيطانى الذى سينقلب حتما ضدهم، فمصر لا ترضى أن ينال منها أحد مهما كان، وأثيوبيا هى الخاسرة أولا وأخيرا، لأنها لا تريد أن تنصاع للحل السلمى، وإنما فى أعتقادها أنها قادرة على مواجهة مصر.

وجنت على نفسها مراكش.. أقصد أثيوبيا..

فمصر هبة النيل، ولن نرضى عنه بديلا.

 

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...